|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
تظاهرات غاضبة لليوم الثاني في الخرطوم والترابي يرفض «التحجّج بالسيادة» ويؤيد «العدالة الدولية» ... السودان يردّ على أوكامبو بتأكيد ترشيح البشير للرئاسة
الخرطوم - النور أحمد النور الحياة - 16/07/08//
|
تظاهرة في الخرطوم امس تأييداً للبشير. (رويترز) |
باشر الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، نشاطه كالمعتاد في القصر الرئاسي بعد يوم من اتهامه من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو بارتكاب جرائم حرب وابادة في دارفور وطلبه اصدار مذكرة توقيف بحقه. وحصل البشير على تأكيد من حزبه بترشيحه لدورة جديدة في الانتخابات المقررة العام المقبل،كما تلقى وعداً أفريقياً بتعليق الاتهامات.
واستمرت في الخرطوم لليوم الثاني التظاهرات الغاضبة المساندة للبشير، ولوحظ أن تحركات الأجانب وخصوصاً الغربيين منهم في الخرطوم انحسرت نهاراً، كما تجنّب الغربيون الأماكن العامة التي كانوا يرتادونها ليلاً، وبدأت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور «يوناميد» أمس اجلاء 2700 من موظفيها غير الأساسيين من الخرطوم وولايات دارفور الثلاث إلى مصر واثيوبيا وكينيا واوغندا، خوفاً من هجمات انتقامية.
وقال وكيل وزارة الخارجية مطرف صديق في تصريح إن خطوة «يوناميد» بإجلاء موظفيها آحادية الجانب، موضحاً أن حكومته ليست طرفاً فيها، مؤكداً أن الخرطوم ملتزمة توفير الحماية الكاملة للبعثة. وأضاف: «وفّرنا لهم الحماية وطلبنا منهم أن يبقوا ويواصلوا عملهم كالمعتاد»، وزاد: «هذه مسؤوليتهم ولا نستطيع ارغامهم على البقاء».
وأكد مطرف أن الحكومة وجّهت الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لبعثة «يوناميد» والمنظمات الدولية خشية استهداف الحركات المسلحة لمنسوبيها، مشيراً إلى ان هذه الاجراءات ستشمل وجود البعثات في الخرطوم وجوبا ودارفور.
وأحيطت مقار البعثات الدولية والسفارات الغربية والمنظمات في الخرطوم بحراسة مشددة، وحضت الأمم المتحدة مئات من موظفيها على البقاء في منازلهم أمس خوفاً من الاحتجاجات الطلابية والشبابية المستمرة في العاصمة والولايات، وقالت منظمات انسانية عدة إنها سحبت العاملين من المناطق الريفية الى المدن في دارفور.
وعلّقت منظمات ووكالات الأمم المتحدة في ولاية جنوب دارفور نشاطاتها الرسمية بنسبة 75 في المئة، بطلب من مكتب التنسيق التابع للأمم المتحدة في نيالا عاصمة الولاية، الى جانب حظر تجوال للعاملين بالمنظمات التابعة لها في الفترة من 8 صباحاً الى 3 ظهراً، باستثناء الحركة والتنقل بين مكاتبهم ومطار المدينة، بعد أن اعلنت رفع حال التأهب الى الدرجة الرابعة.
وامتنعت الأمم المتحدة عن التعقيب على الكيفية التي ستتأثر بها العملية الانسانية الضخمة في دارفور نتيجة للاجراءات الأمنية، وقالت بعثة حفظ السلام المشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي إنها ستبدأ أيضاً اعادة نشر بعض العاملين غير الضروريين وإن كان جوهر العمليات سيستمر. وقالت الناطقة جوزفين جوريرو: «إننا ننظر الى اتجاه أمني في الشهرين الأخيرين والمحكمة الجنائية الدولية قد تكون جانباً آخر لبعثة حفظ السلام المشتركة التي ننظر إليها لكن هذا ليس السبب الوحيد في رفع مستوى الأمن للبعثة».
وتعهد قائد القوة المشتركة الجنرال مارتن لوثر اغواي بمواصلة تطبيق المهمات والالتزامات المناطة بها في المنطقة، وقال إن مستوى حماية القوة وحجم دورياتها لن يتغير عما هو معمول به حالياً.
واستمر البشير في نشاطه كالمعتاد في القصر الرئاسي أمس وشارك مع نائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان طه في اجتماع لجهاز الاستثمار، كما استقبل مفوض مجلس الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة الذي يزور الخرطوم. وقال العمامرة للصحافيين إن الاتحاد الافريقي سيسعى الى احتواء اتهامات اوكامبو وتعطيلها، موضحاً أن مجلس الأمن والسلم الافريقي سيعقد اجتماعاً نهاية الاسبوع المقبل، وسيسبق ذلك مشاورات واسعة تبدأ مع رئاسة المجلس في نيجيريا، معرباً عن قلق الافارقة ازاء اتهام البشير وطلب توقيفه.
وفي خطوة أخرى، أعلنت قيادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم في اجتماع رأسه البشير التعبئة السياسة لمناهضة قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وقال مسؤول الاعلام في الحزب كمال عبيد إن حزبه سينظم تظاهرة ضخمة ضد موقف اوكامبو ومساندة للبشير.
وأعلن مساعد الرئيس ونائبه في الحزب نافع علي نافع ان موقف اوكامبو سيعزز موقف البشير وحظوظه في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال أمام حشد من شباب حزبه إنهم متمسكون بترشيح البشير لدورة جديدة. وحمل في شدة على الدول الأوروبية واتهمها بالسعي إلى اطاحة حكم البشير ، وسط هتافات «سير سير يا بشير نحن جنودك للتعمير» و «داون داون اميركا» (فلتسقط أميركا) و «يا أوكامبو يا جبان شباب السودان في الميدان».
لكن زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي قال إنه جرى فعلاً ارتكاب جرائم حرب في دارفور، وإنه يجب أن تتم المساءلة في شأن ذلك. لكنه رأى أن اتهام رأس الدولة يعني إحداث فراغ دستوري في بلد يسير نحو التحول الديموقراطي، وهو ما من شأنه تعطيل هذا التحول.
أما زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي فقال إن «المحكمة الدولية هجمت علينا بسبب أخطاء النظام السوداني». وقال «نحن إسلاميون (..) ولا حصانة حتى لأمير المؤمنين»، واعتبر أن السودان ارتضى الأمم المتحدة ولذا فإن التحجج بالسيادة لا معنى له. ورفض تحديد موقف من التهم المنسوبة إلى البشير لأنه لم يطلع عليها، مشيراً إلى أنه مع العدالة الدولية لأن العدالة الوطنية لا تستطيع ملاحقة المتهمين الذين يتمتعون بحصانات من المسؤولين.
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع