لاجئو دارفور ينشدون السلامة في تشاد
بيراك (تشاد) (رويترز) - تنتشر أشجار غير مكتملة النمو ونباتات شائكة في صحراء تلفحها الشمس وتقع بين هذه البلدة الحدودية التشادية الصغيرة واقليم دارفور الواقع بغرب السودان.
وأسفل كل واحدة منها يتكدس لاجئون سودانيون تحت أغطية أو ملاءات مربوطة في الافرع في محاولة يائسة لايجاد ظل يقيهم من أشعة الشمس.
وفر الالاف مع أطفالهم وأخذوا معهم أمتعتهم أمام هجمات الجيش والميليشيات في السودان على جبل مون وهو معقل لمتمردي دافور يمكن مشاهدة معالمه عبر الحدود.
واللاجئون الاوفر حظا مكدسون في ملاجيء من القش على مشارف بيراك وهي بلدة بنيت أغلب منازلها من الطوب اللبن فضلا عن عدد قليل من المباني التي استخدمت فيها الخرسانة وتقع عند نقاط التقاء صراعات مسلحة على جانبي الحدود.
وتدفق ما بين عشرة الاف و20 ألف لاجيء من دارفور على بيراك خلال الاسبوعين الماضيين منذ شن الجيش السوداني وميليشيا الجنجويد المتحالفة معه ما وصفوه بأنه عملية "تطهير" لمحاولة طرد المتمردين من جبل مون في غرب دارفور.
ويقول أغلب اللاجئين الذين أصيبوا بالصدمة ان طائرات الجيش السوداني قصفت قراهم في جبل مون ثم هاجمها بعد ذلك مقاتلو ميليشيا الجنجويد الذين كانوا يستقلون عربات أو يمتطون ظهور الخيل والابل.
وأخذ علي عبدان دودو (90 عاما) الذي كان يجلس القرفصاء وحيدا تحت احدى الاشجار يعد على أصابع يديه أفراد أسرته الذين قتلوا في الهجمات ومن بينهم شقيقه وعدد من أطفاله وأبناء اخوته وأخواته.
وقال "لم أشاهد منذ ولدت طائرات تقصف بهذا الشكل. لم تكن هناك مؤشرات تحذر من الهجوم."
وأضاف لاجيء اخر يدعى آدم أبوهو "جاءوا لقتلنا. لم نتمكن من أخذ شيء معنا. البعض كانوا محظوظين وأتيح أمامهم الوقت لجمع الغذاء.. لكني لم أتمكن من أخذ شيء سوى أطفالي."
وتابع أنه اضطر لتسول الطعام من الجيران.
وقال لاجئون انه عندما حاول القرويون الفرار من القصف حوصروا بين قوات الجيش والجنجويد الذين ارتكبوا جرائم قتل واغتصاب ونهب بحقهم وأحرقوا منازل.
وقال سكان بيراك انهم سمعوا صوت غارات القصف عبر الحدود وشاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد في الافق.
ووصل كثيرون مصابين بسبب القتال. ويكتظ مستشفى بلدة جويريدة وهي بلدة أكبر من بيراك وتقع الى الشمال الغربي منها بنساء وأطفال مصابين بطلقات نارية. وبترت أطراف عدد من الأطفال.
وألقى متحدثون رسميون سودانيون باللوم في الهجمات على متمردي دارفور والحكومة التشادية والمتمردين هناك وجميعها قوى تعبر بشكل عشوائي الحدود التي يصعب السيطرة عليها.
واثار تدفق اللاجئين حالة طواريء انسانية جديدة في تشاد التي تستضيف بالفعل حوالي 300 ألف لاجيء سوداني فروا من القتال في دارفور الذي اندلع في عام 2003 وأسفر منذ ذلك الحين عن مقتل ما يقدر بحوالي 200 ألف شخص ولا يزال مستعرا على الرغم من جهود السلام الدولية.
وقال مسؤول عن الحماية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان كثيرا من اللاجئين يبيتون في العراء في ظل برودة الليل وحر النهار القائظ.
وأضاف "أغلب اللاجئين ... في حالة صدمة.. لاسيما الذين لا يزالون غير قادرين منهم على اقتفاء أثر أفراد أسرهم من درافور."
وتحاول حكومة الرئيس التشادي ادريس ديبي نفسها استرداد عافيتها بعد هجوم شنه متمردون تشاديون على العاصمة نجامينا الواقعة في أقصى غرب البلاد.
وتتبادل حكومتا السودان وتشاد الاتهام بدعم كل منهما لمتمردي الطرف الاخر.
وتجوب عربات تابعة لمتمردين مناهضين للحكومة التشادية بيراك وتحمل علامات سوداء تميزها عن عربات الجيش.
وبعضها مثبت عليه اسلحة رشاشة بينما تحمل أخرى مقاتلين.
على الجانب الاخر يتحرك ألد أعدائهم وهم متمردو حركة العدل والمساواة السودانية الذين يؤيدون ديبي في شاحنات مكشوفة. ويعرف هؤلاء باسم (تورو بورو) وهم فصيل مسلح اخر في الصراعات المتداخلة التي أطبقت على تشاد ودارفور.
ويجري حاليا نشر قوات تابعة للاتحاد الاوروبي في شرق تشاد بتفويض من الامم المتحدة لحماية اللاجئين. بيد أنه في بيراك التي تفتقر للقانون لا يزال المدنيون تحت رحمة فصائل تغير على المنطقة.
من ستيفاني هانكوك
Reuters (IDS)
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة