|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
مبادرة الميرغني ... السير على الأرض الملغومة
الخرطوم : مزدلفة محمد عثمان
بالضربة القاضية .. أجهز اتفاق "التراضي الوطني" على مبادرة" الوفاق الوطني" التي ظل رئيس الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني يبشر بقر
ب طرحها .. هكذا حدثنى كثيرون ليلة الثلاثاء الماضي عند اجتماع الرئيس عمر البشير بالصادق المهدي فى الملازمين،ومبرراتهم التى ساقوها لحظتها أن تقلبات الساحة السياسية ما كانت لتنتظر الكثير من الوقت خاصة وأن مبادرة الميرغني التى انتهت آخر مراحلها بالافصاح عن رؤساء 11 لجنة ،لم يرشح من بنودها ما يروي ظمأ المتعطشين للوفاق ، ولم يكن بمقدور أي من قيادات الحزب النطق بما تحتويه من نصوص لأنهم أنفسهم لايدرون عنها شيئا باستثناء عبارة واحدة مكررة " مبادرة مولانا تدعو للوفاق الوطني" كل من استقصيته من زعامات الحزب المعروفة ، لم يستطع الاجابة بوضوح عن مضامين مبادرة الميرغني والتى أعلن عنها منذ نحو عامين أو ينقص قليلا ، وبشر بها بنفسه فى أكثر من حديث صحفي وهاتف غير مرة رئيس الجمهورية والتقى على أساسها مستشاره مصطفى عثمان اسماعيل ومساعده نافع علي نافع ورئيس لجنة الحوار من جانب المؤتمر الوطني الحاج عطا المنان ، ولم تستثن مرحلة التبشير المباشر بالمبادرة زعيم حزب الامة الصادق المهدي والامين العام للحركة الشعبية باقان أموم وهما على الارجح آخر من التقاهما الميرغني قبيل مغادرته الى قطر الاسبوع الماضي ، وفى اتجاه ثان ظلت قيادات المؤتمر الوطني تتحدث على الدوام عن اكتمال الاتفاق مع الحزب الاتحادي وأن التوقيع على الاتفاق ينتظر فقط وصول رئيس الحزب الى السودان وهو ما ظلت تحتج عليه رموز اتحادية معروفة وتؤكد أن الحزب الاتحادى لم يدخل فى حوار أصلا مع المؤتمر الوطني منذ العام 2005 ناهيك عن إتمام اتفاق معه ، وعلى ما يبدو فإن حالة الارتباك التى ميزت صفوف الحزب الاتحادي جعلت المؤتمر الوطني يندفع باتجاه حزب الامة الذى لم يخف أصلا حالة العداء للمؤتمر الوطني وطرح أمامه متطلبات محددة أخضعت للنقاش على مدى ستة أشهر على مستوى لجان مشتركة تخللتها بين الفينة والاخرى اجتماعات لرئيسي الحزبين لتسهيل اتفاق "التراضي" الذى قلب الطاولة ونسف تكهنات كانت تؤشر الى أن الحزب الاتحادى وزعيمه هما الأقرب الى الاتفاق والتوقيع مع المؤتمر الوطنى ، وبحسب مسؤول رفيع فى الحزب الاتحادى تحدث الى "الاحداث" أمس فإن مبادرة الميرغني لم تعد ذات قيمة بعد تفاهم حزب الأمة والمؤتمر الوطني واستدرك بالقول "لكن السيد يصر عليها" بينما يقول مصدر ثانٍ إن مبادرة "مولانا " باتت بحاجة الى المراجعة والتقييم ويؤكد أن الأمر بات مشكوكا فى جداوه خاصة وأن اللجان التى أنيط بها تسويق المبادرة لم تتشكل ولم تجتمع. فى وقت لاحق تلقت الاحداث بيانا من الحزب بتشكيل اللجان - قبل أن يبدي استياءه من الحال برمته ،ويردف " حتى لو اجتمعت وقابلت القوى السياسية ما الذى يمكن أن يقال ؟؟ " وهو ما يفهم منه أن تفاهم التراضي نسف تحضيرات الوفاق التى كان يسعى إليها الميرغني سيما وأن الصادق المهدي كان الوحيد الذى لم يبرم اتفاقا مع المؤتمر الوطني أسوة بما فعلته الحركة الشعبية والتجمع الوطني الديموقراطي وباتفاق "التراضي " ينهار الضلع الثالث فى مثلث المعارضة ، ويبقى فقط الحزب الشيوعي والمؤتمر الشعبي اللذان لا يظهران اكتراثا لمبادرة الميرغني ولم ترضيهما كذلك اتفاقية التراضي ، وهو ما يعلنه بيان للحزب الشيوعي صدر أمس حين يشير الى أن تفاهم الوطني والأمة ثنائي فى جوهره وأن الطرفين جنحا الى الأبعد بالترتيب لتحالف استراتيجي باتفاقهما على :إبتدار جهود لتهيئة قواعد الحزبين للتفاعل الإيجابي مع ما اتفقا عليه والعمل على تنشيط العلاقات بين منسوبي الحزبين والتعاون فى بناء القطاعات الفئوية والطلابية والنقابية والمفوضيات..الخ" أما المؤتمر الشعبي فلا يتردد على لسان مسؤوله القانوني كمال عمر فى النظر الى اتفاق الأمة والوطني باعتباره تتويجا لمرحلة تكتيكية اختار حزب الامة فيها التقارب مع الاحزاب الأخرى وصولا الى "التراضي " ويقول لـ"الاحداث" إن الامة نكص بقوة عن تفاهمات أبرمها فى وقت سابق مع أحزاب التحالف الوطني فيما يخص توزيع الدوائر الانتخابية واختار الوقوف مع رؤية المؤتمر الوطني المخالفة للآخرين بمن فيهم الحركة الشعبية بما يعنى أنه اتخذ من الآخرين سلما وتكتيكا وصولا الى تفاهمه الثنائي وجزم عبد السلام بأنه لن يختلف عن اتفاقيات سابقة حتى في البنود وكان حظها من التنفيذ "صفرا كبيرا"
وعلى هامش ما يجري من شد وجذب بين القوى السياسية لاتنتهى مساعي جمع الصف الوطني باعتباره المخرج من الأزمة التى تجتاح السودان فى جنباته الاربعة وبذات المنطق يتحدث مستشار رئيس الحزب الاتحادى تاج السر محمد صالح - الذى كان يتأهب لحظة مهاتفتى له لدخول اجتماع دعا له المشير عبد الرحمن سوار الدهب رئيس هيئة جمع الصف الوطني – ويكمل حديثه باعتبار ان المقارنة بين اتفاق التراضي ومبادرة الميرغني "لا محل لها" ويقول لـ" الاحداث" أمس إن اتفاق الأمة والوطني بين طرفين فى حدودهما ويسعيان لعرضه على الآخرين بينما مبادرة الميرغني مقدمة للجميع بما فيها منظمات المجتمع المدني لخلق وفاق وطني يشمل الجميع وتدعو لأن يجلس فرقاء الساحة ويصمموا شكلا للتراضي يجدون فيه أنفسهم ، ويضيف بأن مبادرة "التراضي " حددت بنودها سلفا وأن السقف قد يرتفع أو ينخفض فى مبادرة الميرغني بينما فى اتفاق الامة والوطني كما يراه تاج السر فإن السقف إذا قبل به الآخرون ينخفض كثيرا ويبقى غير قابل للارتفاع باعتبار أن النقاش يدور فى الإطار الذى اتفق عليه الطرفان ، ويرفض مستشار الميرغني وصم مبادرة الأخير بالضبابية ويرى فى إطلاق ذات الحكم قدرا من الاستعجال لأن المبادرة ستدار بواسطة لجان تبلغ كل واحدة منها الجهة التى تليها بنصوص المبادرة ليرتفع الغموض حينها ، ويقر تاج السر بأن المبادرة اتسمت بالبطء لأسباب موضوعية ، وعندما سألته عن تفسيره لحديث البشير والصادق بأنهما عازمان على "الهجوم" بالتراضى على الاحزاب الأخرى بما يلغي أي مبادرة أخرى رد بالقول إن اختيار اللفظ كان من وحي "الساعة التى كانا فيها" سيما وأن أي حديث عن الوفاق والتراضي لا يحتمل لفظ"الهجوم" ويضيف "لتقدم ماعندك عليك أن تطرق الباب فيؤذن لك لتطرح ما معك وينتفى الهجوم " ويشير الى أن الواقع يناقض أي حديث عن خلو الساحة إلا من الوطنى والامة إن كانا يقصدان ذات المعنى سيما وأن المبادرات على الساحة عديدة والمتحركون كثر وحتى القبول بالمطروح من المبادرات يبشر كما يقول بأن الحالة لاتحتاج الى "هجوم"
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع