صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
Nov 30, 2008, 20:27

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ

 

سليمان الأمين ([email protected])

المشهد، بيت صغير لامرأة عجوز في طرف الفريق "جزء من القرية الصغيرة" وقف أمامه مجموعة من الشبان على ظهور الجمال، يطلبون شربة ماء، وهو أمر معهود قبل نزع البركة وتعبئة الماء في القوارير ويصبح شرب الماء ميزانية! وبعد أن قامت العجوز بعملية السقيا عن طيب خاطر، سألتهم عن وجهتهم، فكانوا مجموعة ما يُعرف بالطَرَد "بفتح الطاء والراء معاً" أي المطاردة، والطرد الذي يتكون عادة من أشد شباب القرية بأساً وخبرة، يخرج عندما تتعرض الإبل للسرقة أو النهب على أيدي الهمباتة "الصعاليك" فأخبروها بأن أبلاً لهم سرقت وهم يطاردون السارقين لردها، فطلبت منهم العجوز أن يعودوا أدراجهم وينسوا أمر الإبل! وسألوها في دهشة أن لماذا؟ أجابت أن الذين تطلبونهم، كانوا نصفكم عدداً وقد مروا من هنا وطلبوا الماء كما طلبتموها وأثر العش عليهم أكثر مما عليكم، فناولتهم الماء فأخذ الأول الإناء ولكنه ناوله للثاني دون أن يمسه، والثاني للثالث وهكذا إلى أن عاد إلى الأول فرشف فقط بضع رشفات، وناوله للثاني وهكذا ظل الإناء يدور بينهم والكل يؤثر أخاه وأنصرفوا ولم يبلغوا حد الرُواء الكامل، أما أنتم فقد ناولت الإناء للأول فأمسكه بكلتا يديه (وقعد في الواطة) وأصبح يعب الماء في نهم حتى أتى على كل الإناء وطلب المزيد والباقون يتلهفون متى يأتيهم الدور! يا أولادي رد الإبل من هؤلاء يحتاج إلى لقاء وقتال، والقتال صبر، والذي لا يصبر على العطش لن يصبر على القتال، عودوا يا أولادي الله يهديكم

 

هذه الرمية الطويلة من تراثنا الشعبي مهداة إلى طلاب جامعة الخرطوم، والجامعة تمر بمرحلة مفصلية وهي دائماً كذلك بوصفها أكثر المواقع حيوية والأحداث العظيمة دائماً تخرج منها، فأكتوبر وشعبان 1973 ويناير 1983 الذي أستشهد فيه الطالب عبد الحميد من البيطرة وهو من قيادات مؤتمر الطلاب المستقلين، وليس دقيقاً أن أبريل قد خرجت من الإسلامية، فطلاب الإسلامية عندما خرجوا اتجهوا مباشرة إلى جامعة الخرطوم، ليقين راسخ أن الثورة تبدأ من هناك، وتداعي الأحداث بعد ذلك يؤكد هذه الحقيقة، هذا ليس تقليلاً من دور الجامعة الإسلامية في صناعة أبريل فالشرارة قد قُدحت هناك، ولكن الثورة بدأت من هنا

 

جامعة الخرطوم الآن مقبلة على انتخابات غاية في الأهمية لكل القوى السياسية فهي مؤشر مهم لمن سيكسب الإنتخابات التشريعية القادمة، والقوى السياسية جميعها بالطبع واعية بهذا، وعليه فيجب إجراء الإنتخابات هذه بكل تؤدة وانضباط، والمطلع على بيان لجنة الإنتخابات الذي جاء كضربة الجزاء في الدقائق القاتلة لمباراة شديدة الحساسية يضع القوى السياسية، ليس كلها بالطبع أمام تحد كبير، وقد كان الأولى أن يكون الجدول الممهور بأسم أستاذنا الجليل البروفسير عوض السيد الكرسني، أكثر عدلاً ومرونة لتحقيق أكبر قدر ممكن من العدل والفرص المتساوية، ولعل الوقت لم يفت بعد لإحداث بعض التغيير والدفع بتاريخ الترشيح إلى أسبوع آخر على الأقل، لأنه ستكون هناك تحالفات ولا أعتقد أن هناك من سيخوض الإنتخابات منفرداً، وهذا أدعى إلى تأجيل تاريخ الترشيح، فالجامعة مؤسسة للتمرين السياسي وليس التنافس السياسي، وهذا بكل أسف ما يحدث وتستغله التنظيمات السياسية

 

ستكون هناك تحالفات رغم تجربة التحالف التي يرى بعض قصيري النظر أنها فاشلة، وهي ليست كذلك فالإستقالات والإقالات التي صاحبت الدورة هي مرحلة مهمة من مراحل البناء الديمقراطي وتمرينات ساخنة في ممارسة الديمقراطية، بل ولقد أعجبت كثيراً بالذي حدث وهو نوع من إعلاء المؤسسية وإقرار مبدأ المحاسبة للقيادة مهما كبرت، الأمر الذي لم تجروء عليه تنظيات أخرى تغلب عليها الماسونية والمافوية مهما بلغت درجة الفساد والإنحراف، وإن صاحب ذلك بعض الإجراءات الفطيرة والتكتل وربما ااتآمر والإنتهازية، وهذا دليل عافية فظهور أعراض المرض أدعى إلى علاجه لتتعافى الممارسة الديمقراطية مع الوقت، وهو أقضل من السرطان الخبيث الذي ينفجر في مرحلة اللاعودة، ويبقى فقط إنتظار الوفاة، وانظروا حولكم تجدون النموذج ماثلاً  في الإنشقاقات القاتلة التي أودت بالكيان بكامله

 

الديمقراطية يجب أن تأخذ فرصتها، هذه مقولة كثيرة الترداد من قبل الحزبيين، واللوم دائماً على العسكر، ولكن يتناسى هؤلاء أن العسكر لا يتحركون إلا إذا وجدوا من يهئ لهم المنصة انحرافاً سياسياً أو تآمراً وفساداً، وينسى أيضاً الحزبيون فشلهم في الدفاع عن الديمقراطية وتمكين مغامري العسكر من انتزاعها ثلاثة مرات دون مقاومة تُذكر والمقولة المشهورة "يقبّضومهم مثل الدجاج أو يلبدوا مثل الفئرات" ويتحججون بحجج واهية وتافهة

 

التحالف واجب ولكن هذا لا يعني التحالف من غير هدف، فقط الوصول إلى كرسي الإتحاد "التحالف من أجل الإسقاط سقوط" أقول هذا وأعرف تماماً صعوبة وقسوة وتعقيد هذه العملية، عملية إنشاء وإدارة التحالفات، أقولها عن خبرة كبيرة من المشاركة في قيام أول تحالف من نوعه، كذلك كان الأنبل والأقوى والأشمل، هو تحالف قوى التمثيل النسبي، التحالف الذي كلفني برئاسة إتحاد تلك الفترة 1979، وعلى الرغم من أن الهدف كان أمراً واحداً هو المجئ بدستور التمثيل النسبي! وشمل هذا التحالف كل القوى السياسية الناشطة عدا الإتجاه الإسلامي عرّاب الحر المباشر، وكان المتوقع الوصول إلى الصيغ سريعاً لوضوح الهدف، إلا أن كل تنظيم جاء بكامل أجندته وبهدف تحقيق أكبر قدر من المكاسب الضيقة لتنظيمه وخطه السياسي، عدا الإخوان الجمهوريون و(ANF) وهذه شهادة للتاريخ فقد كانا الأسرع تنازلاً، وقد أخذ وضع البرنامج الواضح الساعات الطويلة، وتوزيع المقاعد هدد التحالف بالإنهيار أكثر من مرة، وخصوصاً من التنظيمات الصغيرة التي لا تأبه فهي لا أمل لها في شئ، هذه تجربة أرجو أن أجد الفرصة للتوثيق لها بالتفصيل، وعليه أنصح القوى التي ستتحالف أن يضعوا هدفاً واحداً لا يختلف عليه إثنان، أن يكون مثلاً تحيق السلام والتحول الديمقراطي، أما الخدمات وغيرها فستكون ناتج طبيعي بل وواجب الدولة في ظل السلام والتحول الديمقراطي، وطي فاتورة الحرب والإجراءات الأمنية التي تلتهم الميزانية لتعود الجامعة كما كانت عليه حيث السكن والطعام والنثريات، كما أنصح ألا يأبهوا كثيراً للمزايدين أصحاب الأجندة الخاصة أو الخفية. ولإن كان الطلاب وإن سيخولن الإنتخابات مبعثرين بطريقة المنبرين المتجاورين للطلاب الطائفة الشهيرة، أولاد الغرب وأولاد البحر، ركن نقاش في شارع المين وندوة بنجيلة الآداب وكلا المنشطين هزيل! فالأولى هنا الأخذ بنصيحة العجوز وترك الإبل

 

حزب السلطة يجب ألا يفوز في جامعة الخرطوم، وهذا تقليد راسخ ومسئولية فردية على عاتق كل طالب حر، وأرجو الدقة هنا بأن الأمر غير مربوط بالمؤتمر الوطني، وإنما مقصود به كل حزب حاكم، فجامعة الخرطوم هي دائماً شوكة في حلق السلطة الحاكمة، ديمقراطية كانت أم شمولية، وسوطاً يلهب ظهرها، لا مطية مدجّنة تركب على ظهرها، حتى لا تحيد عن الجادة وتنحرف بمقدرات الناس وتعوث فيها فسادا، أعلم أن هناك فئات من الطلاب والحناكيش يفضلون المخارجة، ولكن إلى أين بعد التخرج؟

 

رمية البداية في سهذا المقال الصفة المفتاحية فيها لاسترداد الإبل المنهوبة هي الصبر، والصفة المفتاحية للتحالف هي التجرد المخلص والتظيم الدقيق والصبور وعدم الإنجرار إلى ميدان الخصم الذي يتفوق في إمكانباته بما لا يقاس، وشعارات الدين الكريم الذي يشهد أسوأ موجة استغلال، وسياسة الترغيب والترهيب بأموال الدولة وسلطة الدولة، والحفلات والدعوات والمظاريف ورحلة سد مروي والذي منه يقف شاهداً، أما الترهيب الذي يبدأ من الحِمّير "النظر شذراً" والتهديد وصفع الفتيات والمتبقي ما المسئول بأعلم به من السائل!! نعم جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ وواجب جميع الطلاب المشاركة في صنعه لا الإنتظار على الرصيف


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج