ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!
آدم الهلباوى
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول ( تليس ) سؤال مشروع ، والإجابة بدون شك هي سوء الحال ، الهلاك والدمار ، الحصار والآفات والأهوال مع خيبة الآمال ، وحيث أن عجلت الحظ لا تدور إلا مرة واحدة كما يقولون لذا ينبغي على أهل دارفور التمسك بالسلام بل دعمه والوقوف معه بشدة ، كما يجب على الأغلبية الصامتة والتي نعتقد أن باستطاعتها أن تفعل كل شيء من أجل هذا الإقليم المعطاء بما في ذلك وقف هذه الحرب اللعينة إذا رغبت في ذلك، وفقا للعهود والمواثيق القديمة التي كانت تربط فيما بينها وصارت بمثابة عرف سائد ورباط وثيق مقنع أرسى دعائم ذلك للتعايش السلمي الذي كان سائدا بالتوافق والتؤامة ، يقولون قديما تتصارع الأفيال فتموت الحشائش وتتساقط الفروع ، حيث لا نرضى لأهلنا في دارفور أن يكونون حشائشا مدهوسة أو فروعا مهروسة بل شجر أصوله ثابتة في الأرض وفروعه في السماء يؤتى أكله مرتين لا بل هم الأفيال والجبال عزة وشموخا ورأيا.
يتساءل ( تليس ) من منا يرضى بأن يعيش في رحاب هذا الكون الفسيح بالضيم والقهر والتشرد واللجوء في تخوم الدول وحدودها ، كما يراود بعضا من ضيقي الأفق الحالمين بالهيمنة والتسلط والإقصاء ، دون الرضا والتراضي بالمواطنة والاعتراف بالآخر والمساواة في حقوق المواطنة و بالشرعية التي تكفل ذلك للجميع يقولون إذا هبت رياحك فأغتنمها ، فهاهي رياح الحلول في دارفور قد هبت بدءا من أبوجا وصولا إلى طرابلس ثم أسمراء لتأتي مبادرة أهل السودان وأخيرا الدوحة الفيحاء ، ومن قبل كان الدور السعودي المتعاظم في طرح المبادرات والحلول والترضيات والذي يمكن أن يكون محطة ارتكاز لا يمكن تجاوزها لكل الطرفين حكومة السودان وأبناء دارفور ينبغي اصطحابه والاستضاءة به في كل جولة من جولات البحث عن الحلول لإنهاء القضية وإحلال السلام ذلك لان المملكة لعبت دورا أساسيا في حل النزاع الحاد ما بين الخرطوم وأنجمينا وذلك أيضا يعد أرضية مهمة يمكن أن يرتكز عليها في نطاق البحث عن الحلول الجذرية على أرض الواقع المذري علما أننا لم نشر هنا إلى الدور الإغاثي والإنساني لحكومة المملكة العربية السعودية المتواصل في السودان العظيم واهتمامها الكبير به .
يقول ( تليس ) رسالتنا هنا لا تستهدف النصح المباشر لجهة معينة ولكن رسالة مفتوحة لكل أهل دارفور ولا حجرا على أحد ، بالبت الحاسم للتحرر من هذا الحصار وهذا الضنك الذي تعيشه دارفور، وذلك بأخذ الحيطة والحذر وكل الاحتياطات اللازمة من أجل سلامة الإقليم وأهله والذي هو امتداد لسلامة وأمن الوطن الكبير وفق مرئيات متعددة باختلاف المكان والغرض ، حيث أنها في النهاية تندرج تحت مسمى سلام وأمن الدار ، وهذا بالطبع لا يعفى المؤتمر الوطني الحزب الحاكم من التعامل في إيجاد حل لهذه القضية بالحكمة والعقل وبصدق الأقوال والأفعال والالتزام بالتنفيذ الكامل لكل المواثيق والعهود وذلك بان يكون هنالك شيئا ملموسا على الأرض على سبيل المثال لا الحصر تكملة طريق الإنقاذ الغربي أسوة بتلك الإنشاءات الضخمة في الولايات الأخرى حيث يقولون ليس كل مرة تسلم الجرة .
يقول ( تليس ) نأمل مع هذا الحراك والتدافع لأجل حل ناجع لهذه المعضلة المهلكة أن يجد قبولا وبإجماع من كل أهل الإقليم وعلى اقل تقدير إجماع الأغلبية الصامتة التي ذاقت الأمرين الهلع والحصار ، إن ما ورد وما يصرح به أصحاب الفكرة للحل المرضي سواء كان ذلك من أهل السودان أو من الدولة الشقيقة قطر العربية وأيضا رؤى الحادبين على مصلحة أهل دارفور في هذا الشأن ، يعتبر مكسب كبير سوف يتنزل على الإقليم وأهله بردا وسلاما بعد تلك الالتزامات تجاهه ، لذلك يجب على أهل دارفور وبخاصة الأغلبية الصامتة تفويت الفرصة على كل متربص وحاسد وكل ماكر لها راصد ، يسعى لتحقيق مصالحه الخاصة ولا يعنيه أمر الإقليم في شيء سوى أنها وسيلة لتحقيق مآربه ، يريد بذلك الاستئثار بمقدرات الأمة لفرض الهيمنة والتسلط على مصائر العباد ، لذا لا بد وأن تكون النظرة فاحصة والرؤية صائبة وتسير فى الاتجاه الصحيح ، بدلا عن المكر والتعنت وقصر النظر حتى يستطيع أهل الإقليم تجاوز تلك الفتن والمآسي التي سادت بل أسهمت فى هذا الدمار وهذا الهلاك وهذا الانهيار وطيها إلى الأبد سؤال إلى متى ستظل بعض الحركات المسلحة تراهن على خيارات خاسرة بكل المقاييس لأن خيار أهل دارفور أجمع وأهل السودان هو السلام والوحدة لبسط التنمية ولا بديل لذلك .
يقول ( تليس ) الحديث عن المشكلة في دارفور المسلمة المؤمنة ، حديث ذو شجون لا ينتهي وكأنما بعضا من أبنائها يريدون لها هذا الخراب وهذا التردي بدلا عن الأمن والاستقرار ، ولا يأتي السلام إلا بوقفة صلبة من أهلها تجاه كل مفتن فوضوي يريد أن يفشى الهلع والخوف بين الناس ، واستنكار مثل هذا العبث الذي حتما سيؤدى في النهاية إلي سوء الحال ، حيث دائما وابدأ هنالك مد وجذر حول هذه القضية التي يدعى البعض أنهم أصحاب الحق للبت في أمرها دون الآخرين وبذلك يحق لهم التحكم في مصير الأمة ، آن الأوان لكي تسقط كل تلك الدعاوى والافتراءات والاحتكام لأهل الإقليم جميعا باختلاف سحناتهم وأفكارهم والامتثال لما يرون حيث لا يكون ذلك إلا بتضافر جهود أصحاب الوجعة الذين يمثلون الأغلبية الصامتة المغيبة ، والتي تكمن رغبتها في إيقاف هذا الحصار المضني حتى يستطيعون ممارسة حياتهم الطبيعية كما ينبغي ولا يتأتى ذلك إلا بإيقاف هذه الحرب اللعينة المشئومة.
يختم ( تليس ) فيقول هذه الحرب اللعينة عطلت التنمية في الإقليم ، خلفت كم هائل من الفاقد التربوي ، أعاقت الناس عن ممارسة نشاطاتهم الحياتية ، حصرت كل أهل الإقليم في المدن أو المعسكرات ، النهب المستمر لأموال الناس دون وجه حق ، القتل العمد دون وازع ولا ضمير ولا رادع ، ساهمت في تفشى العطالة والتسكع في الطرقات ، أسقطت كل المفاهيم القيمة لتحل محلها الرزيلة ، حالت دون المبدعين والموهبين الأفذاذ من أبناء دارفور من أن يثبتوا ا وجودهم ضمن المنافسات الشريفة مع باقي أبناء السودان العظيم في الولايات المختلفة الوفود والجيوش المتقاطرة من مختلف الجهات ، كل هذه المثالب تفرض واقعا لا بد له وأن يزول بالرؤى الصائبة والأفكار النيرة لأهلها وبخاصة العقلاء منهم ذوى الأفكار الثرة والرؤى الصائبة بالحكمة والجودية والرأي السديد فهلا فعلنا !!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة