قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!
أولاً : قمة العشرين :
عقدت بواشنطن في وقت سابق من هذا الشهر " السبت 15 .11 . 2008 م " , قمة اقتصادية لمجموعة مكونة من عشرين دولة أُطلق عليها اختصاراً [ G20 ] , كان هم المؤتمرين ـ ولم يزل ـ وسيظل إن شاء الله , هو البحث عن صيغة جديدة للخروج بالعالم من نكسته المالية التي دهمته مؤخراً , وإنقاذ اقتصاده المتأرجح نحو حافة الانهيار, وفي هذا الإطار فقد خرجت القمة بتوصيات تعتبر على المستوى النظري جيدة ومنبأة بخير لمستقبل البشرية الاقتصادي بما في ذلك نحن " فقراء قريش " وملح الأرض , ولعل المحاور الست الرئيسة التي تلخصت فيها تلك التوصيات , تجد القبول لدى الجميع من الذين هم خارج دائرة العشرين , إذ أن الرؤية كونية ولا تخلو من حسن النية , نعني بذلك أننا : نتمنى أن لا يأتِ علينا يوماً يقول فيه أحداً من الناس أن مقررات تلك القمة غير ملزمة بالنسبة إليه بحجة أنه غير موقع على ميثاقها " على طريقة الجنائية الدولية طبعاً " , وإلا فما رأيكم في مقترحاتٍ كهذي : { تحسين نظام الرقابة المالي في كل دولة. } , { تحقيق الشفافية في الأسواق المالية الدولية وضمان الإفصاح الكامل عن وضعها المالي من خلال شركات تقوم بمراجعة أدائها.} , { ضمان عدم دخول البنوك والمؤسسات المالية في عمليات شديدة المخاطرة } , هذه المحاور الثلاث تمثل جزءاً من تلك المقترحات التي أسفرت عنها قمة العشرين , على الصعيد العربي كانت المملكة العربية السعودية حاضرة التمثيل بوفدٍ على رأسه مليكها المفدى : عبد الله بن عبد العزيز آل سعود , خادم الحرمين الشريفين حفظه الله , بعض الأشقاء العرب " ولا أقول بعض الأشقياء " , لم يعجبهم هذا الوضع , أعني لم يسرهم هذا التمثيل السعودي لا أدري لماذا , ربما لحاجة في نفس يعقوبَ " هُم " , فقد قرأنا في بعض وسائط الإعلام تصريحاتٍ لوزير المالية المصري الدكتور يوسف بطرس غالي , مفادها بأن السعودية غير مؤهلة لتمثيل المنطقة , وجاء في حديثه وبالحرف الواحد , ما يلي : { لا يمكنني التحدث باسم المنطقة بأسرها لكنني اعتقد أن التمثيل ينبغي أن يكون من خلال دولة تفهم القضايا المتعددة التي تواجهها مجموعة محددة من الدول } , جاء ذلك في رد الدكتور غالي على سؤال وُجه إليه في لقاء مع محطة " سي . ان . ان " التلفزيونية , حول ما إذا كان راضياً عن تمثيل السعودية في مجموعة العشرين !! ما جانبنا أيضاً لا نريد أن نترافع نيابة عن السعودية فهي كفيلة بالدفاع عن موقفها وعن نفسها , لكننا في الوقت نفسه نود التوقف عند موقف السيد بطرس غالي , ونسأله ما الذي كنت تود أن تضيفه " للقمة " لو أنك كنت الممثل الوحيد للدول العربية ؟ , أو ما الذي كنت تستطيع أن تمنع حدوثه ؟ , و ثق بأنّ هذه الأسئلة بريئة من كل خبث , فقط تحتاج إلي إجابات , فنحن " جمهرة أمة محمد " صلى الله عليه وسلم , غالباً ما تتنزل علينا الأشياء هكذا , لا ندري من أين أتت وكيف صيغت , وما مغزاها وإلي أين منتهاها , فبوصفكم وزيراً للمالية ولأكبر دولية عربية , ولديكم الأهلية الجديرة بقراءة الاقتصاد العالمي وإدراك كنه مخططاته , ومعرفة أبعادها ومراميها , ولكل المسوغات التي سلفت نرجو أن يخصص سيادتكم ساعة واحدة من زمنه " الغالي " مرة في كل أسبوع ولمدة شهر ليطل علينا عبر أي من الفضائيات التي ذبحتنا ببرامجها " السفيهة " , ليشرح لنا نحن مستمعو العربية وقتلاها , ما استغلق من طلاسم الاقتصاد , وعندها سنكون شاكرين لك حسن الصنيع وعلى الأرض السلام ....... , { وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) } , سورة النحل .. هذا ما كان من أمر قمة العشرين , ننتقل إلي أمر آخر وفي نفس عِداد العشرين ..
ثانياً : ترعة أبعشرين : و في نفس الوقت الذي كان العالم منشغلاً ومنفعلاً خلاله بفعاليات قمة العشرين التي تستهدف الاقتصاد العالمي والعمل على معافاته , كان إخوتنا في أم درمان منشغلين بقمة ترعة أبعشرين , وهي كناية عن تلك القناة أو " الترعة " , التي تم تدشينها غربي أم درمان " القلعة المحمية " بمحاذاة " الصد " الترابي الذي قيل أنه لحماية المدينة ضد أي هجوم محتمل , وقف على هذا الأمر مجموعة طيبة من الخبراء والمسئولين على رأسهم رئيس جهاز الأمن ومحافظ أم درمان , وجه الشبه بين إخوتنا وأولئك النفر , بأن كلاهم له عشرين , أما وجه الاختلاف فهو أن عشرين أولئك نحو القمة وعشرين إخوتنا نحو القاع , أي إلي أسفل سافلين ! , نترك الدنيا قليلاً ونتحدث عن ما بعد الحياة . ثالثاً : مقبرة العُود : { مقبرة العود من أشهر المدافن في العاصمة السعودية الرياض ، وتأتي في الشهرة بعد مقبرة البقيع في المدينة المنورة وكذلك بعد ( مقبرة المعلاة) في (مكة المكرمة) ، تضم مقبرة العود خمسة من ملوك السعودية وتتوسط العاصمة الرياض .حاليا يدفن بها اغلب أفراد العائلة المالكة بالسعودية ومن عامة الشعب. } , نقلاً عن الموسوعة الحرة , " ويكيبيديا " , ما قصدناه من هذا الشاهد لندلل به على مدى المساواة عند الموت , إذ أن الاختلاف والتباين الطبقي والتطاول في البنيان وما إلي ذلك من قضايا الصراع الاجتماعي , ما هي إلا عند الحياة فعندما نفارقها تسقط جميع الألقاب خصوصاً عندما يكون المجتمع مسلماً , أوليس هكذا علمنا ديننا ؟؟ , قرأت مقالاً لمحمد أحمد معاذ , نشرته صحيفة صدى الأحداث السودانية , تحدث فيه عن مأساة تستدعي التوقف عندها .. : رابعاً : مقبرة آل البيت : جاء المقال المشار إليه تحت عنوان " ألا يزال هنالك من يسمي نفسه أنصارياً ... " , فحوى ما كتبه معاذ يدور حول المأساة التي صاحبت دفن جثمان " الراحل الدكتور عبد النبي علي أحمد ألا رحمه الله رحمة واسعة وألهم آله وذويه الصبر والسلوان " , الحكاية وتفاصيلها أنها جدل أثير حول أن يدفن الراحل في مقبرة آل البيت أم لا ؟ , وأن البيت المقصود هنا هو بيت آل المهدي " عليه السلام " , وهنا كانت مرثية معاذ وكان احتجاجه وكانت سخريته من هذا السلوك , حيث حمل كثيراً على كيان الأنصار وحزب الأمة ممثلاً في آل المهدي , معيباً عليهم استئثارهم أحياء واستفرادهم وهم أموات حتى كأن هناك أنفاقاً تؤدي بهم من لحودهم إلي جنان الخلد ؟! , حقيقة نتفق مع الأخ معاذ على أن التصرف يثير الحفائظ أو يُحفظ النفوس ، ويحبط العزائم بل ويكرس لروح التعالي والتفرقة البغيضة , إلا أنه وبرغم اختلافنا طبقياً مع آل المهدي وتقاطعنا فكرياً , مع كل ذلك تجدنا لا نأخذ أحداً بجريرة الآخر , تأسيساً بأن الله تعالى يحاسب كل فردٍ بما كسبت يداه حيث قال في محكم تنزيله : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) }, سورة المدثر , فما دامت هناك حياة , وما دامت هناك نفوس تدب على الأرض يا أخ معاذ تكون هناك فوارق وتكون هناك أمراض اجتماعية عصية على العلاج , لكن ومع كل ذلك يكون هنالك اختلاف في الرؤى والأفكار وبالتالي يكون هنالك أنصار شئنا أم أبينا فلسنا نحن من يتخذ القرار , أليس كذلك ؟؟
حـــــــــــاج علي
السبت، 29 تشرين الثاني، 2008 م
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة