رحم الله أمناء الأمة
محجوب التجاني
روُعت الأمة بفقد المغفور له عبد النبي علي أحمد الأمين العام لحزب الأمة القومي، فلآل أحمد وأهله وحزبه والأمة جمعاء حسن العزاء والسلوان.
جاءت قيادة عبد النبي الأمانة العامة للأمة خلفا للمغفور له عمر نور الدائم قطب المعارضة اللامع وركن تجمعها الوطني الديمقراطي في مسيرة المنفي الطويلة التي سايسها الراعي وتقاعس عن تثمينها لاهي، يقدحها والقافلة تشارف الحل بعد ترحال ٍ، ينبعث نفرا من ضيع الزمان الضائع؛ عجبا!
جمع التجمع من أفاضل القوم كراما بررة، جاهدوا الظلم كما جاهده الأجداد والأمهات والآباء: فأبدعوا وأجادوا، حاملين رايات الرفض عصيانا علي الظلم، عينا بعين وسنا بسن، دوساَ علي طاغوت الحكم وعبدة صولجانه، ما حنو رأسا لسلطان، ولم يغمض لمعتد ٍعليهم جفن؛ وبهذا وبالحلم عند المقدرة عَرّفهم التاريخ، فنقش بأعذب الألحان برهانهم علي جذع نخلهم واخضرار غابهم وحجر صحرائهم وموج بحرهم الهادر.
تقاطرت علي قافلة المعارضة أفواج العاملين: ساسة ًَ، نقابيين، مهنيين، مدنيين، وعسكريين - تطوف خاطر الوطني نضالاتهم، قدوة ًحسنة: عمر نور الدائم، محمد عثمان عبد الله، عبد النبي علي أحمد،عمر حمور، عوض خوجلي، عزالدين علي عامر، الماحي السخي ، حورية حاكم، محجوب سيدأحمد، محمد الأمين، فتحي أحمد علي، جون قرنق، وجنود كثيرة في الحركة والقيادة الشرعية ... قائمة ممتدة شريفة كريمة لا تسع عطآءها المجلدات... رحمهم الله.
أهل التجمع سودانيين كانوا! ولاعجب.
في هب العواصف وتهيج القاصف بانفجار مشاريع الجبهة وحزبها الهاجم علي البلاد وأهلها،التمعت ساحات المنفي، كما الداخل، بمعارضين بارزين من أبناء السودان البررة، وتلاحقت شمائل المكارم تتلاقحُ... السوداني ذاك العفيفُ الصفيُ الشجاع: "قتال ما حراش: لا ناكر جميل، لا كضاب، لا متهجم، ولا فتان"...
والفصاح معارضين،كانوا هناك: وفيهم التجاني وعبيد، وعثمان والفاروق، ومنصور،وابراهيم وداؤد، وسالم، أدباء من أهل الصحافة والثقافة...
العسكري هنا،"مدفعجي الجيش" يتقلد القلم سيفا؛ وأمامه القائد، صامد كالطود؛هرما
وهاهنا الشاعرالذي بالأمس أطرب سامعا "بالنجم والمساء"، عبقريا ، شاهرا بالسيف قلما؛
ومن السائرين من لم يأبه بقضية، أبدا، أوعابثا يرمي جماعة ليصطاد أخري. وما انفكا!
بئسا للتائه لا يعبأ به أحد؛ وبؤسا لغارق ٍفي زمن ٍهابط؛ طائشا في خراب الذات سهمه!
ضمن السفير لتائه ٍ وثيقة الترحال؛ إشفاقا به، ماكان يعنيه إن كان آخر أحق منه ملجأ!
عجبا! ماسمعنا بأحد يُنكرحدبا علي الوطن، يستنكرإسهام الكريم ليمسخ إسمه،رسما!
مناضلين جمعت بينهم فجيعة نخرت في سلطة الدولة، تمزق بالطاغوت عنها كل حياء، ليكسيها ملقا وقُبح رياء. فهل من سبب ؟ لقد كان حجم المصاب بمكان، فأفسح المجال في سعةٍ لصك المهارات، وسبك المواهب، وسبق المعارف، وإعلاء المدارك للسيطرة علي المعرك، وضم الصفوف الزاحفة من وراء الأفق لنيل الحقوق والحريات.
وبين القادة والرؤساء، قدم الأنصاري القومي المثقف عبد النبي طرازا جديدا للقيادة، ساعيا للصداقة والوفاق ولم الشمل لكل السودانيين علي اختلاف طيفهم السياسي وتعددهم الإجتماعي،
ترأس مقتدرا أمانات حزبٍ بحجم حزب الأمة القومي الذي لم تعد قواعده منحصرة في سكان القطاع التقليدي الرحل المزارعين: اكتسبت واكتسب حزبها شرائح سكانية جديدة من المهنيين والعمل المهاجر بالخارج والنازح بالداخل، فازداد بها الحزب كثافة وأثرا...
وعلي نهج القائد الجماهيري المثقف عبد النبي ستُخرج الديمقراطية التي رعاها من شرانق الحزب ألف زهرة.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة