صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
Nov 30, 2008, 20:16

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

مبارك حسين والصادق الصديق

                                        m[email protected]            ثروت قاسم

 

الحلقة الأولى

(1-3)

 

مقدمة :

 

      هذه هي الحلقة الأولى من ثلاثة حلقات تتناول دراسة نقدية ، مقارنة ، وحلمنتيشية,  بين المتشابهات المتكاملات، وعددهم عشرة ، والمختلفات المتدابرات ، وعددهم سبعة ، بين مبارك حسين من جهة,  والصادق الصديق من جهة أخرى .

 

هذه الحلقة الأولى  تحلية hors d’euvre     تتناول العموميات .

 

والحلقة الثانية توجز المتشابهات المتكاملات العشرة .

 

الحلقة الثالثة تلخص المختلفات المتدابرات السبعة .

 

الأصول:

 

مبارك ليس أسود كما يقول عنه قومه . فهو أبلح,  وشعره سبيبي وليس مجعداً ، تماماً كما الصادق . ثم إن مبارك ليس من أحفاد العبيد الذين تم إستجلابهم من غرب أفريقيا,  لمزارع القطن والتبغ,  أوائل القرن التاسع عشر . والده رجل كيني,  حر,  مسلم,  لم تعرف قبيلته الإسترقاق . وهي قبيلة نيلية أصلها في جنوب السودان,  وهاجرت في القرن الخامس عشر إلى شواطئ بحيرة فكتوريا في كينيا الحالية . أصول قبيلة والده (اللو) لا تزال موجودة في جنوب السودان على شواطئ بحر الجبل شمال نيمولي . والده حسين,  طالب حضر من كينيا إلى أمريكا في بعثة دراسية,  وتزوج بنتاً بيضاء في 1960 ، أنجبت له مبارك في عام 1961 .

 

 إذاًَ فمبارك رجل حر,  وليس من سلالة العبيد,  كما تكتب عنة وسائل الإعلام الأمريكية والغربية .

 

وتربى في سنوات طفولته الأولى في كنف زوج والدته,  وهو مسلم أندونيسي  ، ودرس وهو طفل,  في مدارس  إسلامية في أندونيسيا ,  قبل أن يرجع ليعيش مع حبوبته البيضاء في هاواي,  والتي أخذ عنها الديانة المسيحية . وقد كافحت حبوبته وجده وتمكنا من إعطاء مبارك أرقى تعليم,  توجه بالتخرج من أرقى جامعة في أمريكا  (هارفارد) ، محامياً مرموقاً .

 

مبارك حسين ,  إسم على مسمى  .  فهو كله بركه وبركات  وتبريكات.  وإسمه بالأفرنجية باراك,  كمن يقول بارك الله لك وفيك   . وهو حسين من الحسن وسماحة الخلق ولين المعشر وحلو القول .

 

 أما الصادق الصديق فهو إسم على مسمى أيضاً.  فهو دائماً على العهد مع شعبه . الرائد الذي لا يكذب أهله . صادق مع نفسه ومع غيره . صديق في كل ما يقول,  وصديق لكل سوداني وسودانية ، بل قل هو الصدق يمشي على رجلين .

 

التؤامين في الثقافة والفكر:

 

ومبارك يحاكي الصادق في أنه يجمع في خلطة ، لا شرقية ولا غربية ، بين السياسة………. التي تدخل في جميع مناحي الحياة .... الإجتماعية ، والإقتصادية ، والإدارية ، والأمنية ، والحياتية,  لأي بشر ، لأي مجموعة بشرية,  بل ولأي دولة أو مجموعة دول ………   

 

نعم مبارك والصادق يجمع كل منهما في شخصه بين :

 

 السياسة والثقافة ،

 بين السياسة والفكر الموسوعي ،

 بين السياسة والعلم الحديث ،

 بين السياسة والأطلاع المكثف في شتى نواحي المعارف الإنسانية ،

 بين السياسة والكتابة المستدامة ،

 بين السياسة والرياضة البدنية ،

 بين السياسة والبيان في القول,  فكلاهما " أبو كلام " ،

 بين السياسة ونظافة اللسان ،

 بين السياسة ونظافة اليد .

 

 ولا نتجاوز حدود اللياقة والأدب,  فنقول كما قال يوسف بايدن نائب الرئيس المنتخب ... نظافة البدن . فقد ذكر بايدن في جلطة من جلطاته , وهي كثيرة ، عندما تشيله الهاشمية ، بأن مبارك رجل نظيف ، في بدنه وملبسه ، وكأن الأصل ، أن يكون الأسود ، متسخ البدن والملبس . ولقد لامه مبارك لوماً ليناً ، وعد بايدن بعدها أن يكون أكثر حرصاً في تصريحاته .

 

نعم يشترك مبارك والصادق ، في كل الصفات المذكورة أعلاه,  علاوة على ذكاء أياسي,  متقد,   ومتجدد ,   ومستدام .

 

جهل الساسة:

 

   القاعدة ) التي شذ عنها مبارك والصادق ) أن يكون الساسة سماسرة كلام ساكت ، وجعجعة بلا طحن ، وسراب ليس به ماء ، بل سماسرة قبض الريح,  مع جهل مطبق .

 

ولا نرمي القول على عواهنه عن جهل الساسة.  وهاك بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر :

 

عند زيارة الشيخ حسن الترابي الشهيرة للرئيس السابق ريقان ، ظن الأخير بأن السودان جزيرة من جزر الكاريبي .

 

في حفلة عشاء رسمية أقامها الرئيس السابق ريقان لرئيس الجمهورية الفرنسي ، خاطب الرئيس ريقان رئيس الجمهورية الفرنسي بــ يا صاحب الجلالة ملك فرنسا .

 

الخرقاء سارة بالين التي كانت قاب قوسين أو أدنى من أن تصبح نائبة رئيس,  وربما رئيسه لأمريكا ، هذه السارة كانت  تعتقد بأن قارة إفريقيا هذه دولة واحدة.   وسألت هل جنوب أفريقيا جارة لدولة أفريقيا ؟

 

ثم إفتخرت بأنها خبيرة في شئون روسيا,  وبالتالي في الشئون الدولية لأن ألاسكا ، حيث تقيم,  جارة لروسيا ؟ ويفصل بينهما فقط القطب الشمالي ؟

 

ويحكى عن الرئيس بوش وكذلك الرئيس السابق فورد بأنهما لا يستطيعان أن يلوكا اللبان وأن يمشيا في نفس الوقت ، فأما يلوك الواحد منهما اللبان وهو جالس ، أو يمشي بدون أن  يلوك لباناً .

 

لا يستطيع عقل أي منهما إستيعاب فعلين في آن واحد .

 

أما ماكين فقد وعد ناخبيه بأنه سوف يعمل على سلامة وأمن الحدود العراقية / الباكستانية,  ويمنع إيران من التأثير على السنة في العراق .

 

أعلاه ما كان من أمر بعض الساسة في بلاد مبارك . أما في بلاد الصادق ، فيحكى أن الحسيب النسيب السيد محمد عثمان الميرغني,  لم يقرأ في حياته ، بعد ترك الدراسة الرسمية ، كتاباً غير القرآن الكريم . فهذا الكتاب الذي لا ريب فيه ، يحوي على كل المعارف الإنسانية,  ولا يحتاج الإنسان لقراءة أي كتاب غيره . فكل الأجوبة لكل الأسئلة موجودة بين دفتيه .

 

وذكر قائل بأن مولانا لا يقرأ,  حتى الجرائد اليومية,  التي يقرأها,  نيابة عنه,  حاتم السر,  ثم يؤنسه بما يروق لمولانا منها .

 

 هل تعرف كم من الكتب والمقالات سطر يراع  مولانا ؟

 

أما ساسة العالم العربي ، فأتمنى أن تسمع ، يا رعاك الله ، إلى جلالة الملك عبد الله ، خادم الحرمين الشريفين,  وهو يقرأ من ورقة مكتوبة ؟

 أو تسمع لوزير خارجيته صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وهو يلقي تصريحاً مكتوباً ؟

 

 أم عن عبقريات القائد الأممي  ، فحدث  ولا حرج . وآخر عبقرية من عبقرياته:  عزمه توزيع الناتج القومي من البترول وغيره,  على أفراد الشعب الليبي ، وإلغاء المؤسسات الحكومية  كآفة ؟ وذلك لتقصير الظل الإداري,  الذي طال وإستطال,  دون فائدة لشعب الجماهيرية العظيم .

 

 أما الرئيس اليمني ، فإنه يتحسس الخنجر الذي يربطه على وسطه ، عند سماعه كلمة ثقافة  أو فكر ، فالرجل كان شاويشاً في الجيش اليمني,  قبل أن يترقى ليصبح رئيساً . ويصر الشعب اليمني على إعادة  إنتخابه رئيساً رغم عزوفه عن ، وزهده في الرئاسة .  ويرضخ الرئيس لرغبة شعبه  في كل مرة,  فهو لا يستطيع أن يعصي أمراً لشعبه العظيم .

 

أشعر بالأسى عندما أرى الصادق  يزور بلداً عربياً ، فهو بلا شك يظل مخنوقاً حتى مغادرته ذاك البلد . فهو للأسف,  ولمقتضيات الدبلوماسية ، لا يستطيع أن يفرد رجليه مرة أخرى,  أثناء الزيارة,  كما فعل الإمام الشافعي مع ضيفه . ويحكى أن الرئيس نميري,  طيب الذكر,  كان يتخذ قراراً سريعاً في أي مسألة معقدة,  وحساسة,  لأنه لا يستطيع إستيعابها,  والنقاش حولها,  مع مستشاريه . أما في المسائل الهايفة ، فأنه  يأخذ أياماً في النقاش,  والحكي,  وطق الحنك,   والظهور بمظهر العارف قبل أن يتخذ قراره وهو في غاية النشوة  .         

 

Yes , we can

 

الثقافة والفكر تجمع بين مبارك والصادق . فمبارك,  وقبل أن يصبح رئيساً لأمريكا,  قد كتب كتابين ، من أوسع الكتب مبيعاً . أما الصادق فهو بحر أبيض ، نوعاً وكماً,  وبالأخص النوع . فكل ما يكتبه يحتوي على الجديد المثير الخطر.  فهو يجمع بين الأصالة والحداثة في كتاباته التي دوماً ما تحتوي على كل جديد . وهو مايسترو في صياغة الإكليشيهات,  والشعارات,  والكابسولات,  التي تلخص في بضع كلمات,  لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة,  موضوعاً معقداً وطويلاً,  فيفهم المتلقي,  من كلماته الكابسولية,  زبدة المسألة تحت النظر . وذلك أمر لا يتأتى إلا لمن كان مخزونه المعرفي وماعونه الفكري,  في عمق وإتساع بحر الصادق .

 

 ويحاكي مبارك توأمه الصادق في هذه الخاصية ودونك شعاره :

 

Yes ,we can

 

 الذي سارت به الركبان .

 

دنفر:

 

ذكر مبارك في مدونته  ، أنه أعجب بجدية الصادق . إذ  كان الصادق هو الوحيد………… من آلاف المدعوين الذين شاركوا في مؤتمر الحزب الديموقراطي لإختيار مرشحه للرئاسة ، والذي إنعقد في مدينة دنفر في ولاية كلورادو ………. الوحيد الذي لم يكن متفرجاً كباقي المدعوين . وقدم لمستشاري المرشح (وقتها) مبارك أفكاراً أصيلة ، وجديدة بخصوص التغيير الذي إعتمده المرشح أوباما ، شعاراً لحملته الإنتخابية . وحسب مدونة مبارك ، فإنه قد أعجب بهذه الأفكار التي تعكس أشواق العالم العربي,  والإسلامي,  والإفريقي,  للتغيير المنشود . وقرأ مبارك ملخص تنفيذي لورقة مستفيضة ،  وغاية في الأهمية,  أعدها الصادق وعنوانها : العم سام أطرش أم يسمع ؟ (ترجمة من النص الإنجليزي) . وحسب مدونة مبارك فإنه قد أعجب,  وكثيراً,  بالأفكار الجديدة الواردة فيها . مما يؤكد التشابهه والتكامل بين أفكار ورؤى الرجلين .    

 

الإنترنيت:

 

يرسل مبارك من الحين للآخر,  ومن حاسوبه الخاص رسائل إلكترونية لعشرة مليون عنوان إلكتروني ، ومن بينها ثلاثة ملايين لمتبرعين لحملته الإنتخابية ، يخطرهم فيها بآخر الأخبار ، والجديد في قراراته .

 

وأثناء حملته الإنتخابية كان عنده ثلاثة مواقع إلكترونية :

 

Change.gov

Barrackobama.com

Whitehouse.gov

 

تربطه ربطاً يومياً بمؤيديه العاملين وعددهم عشرة مليون ، مما يجعل هؤلاء المؤيدين لا يحتاجون لقراءة الجرائد,  أو مشاهدة التلفزيون,  أو سماع الراديو,   لمعرفة آخر الأخبار عن مبارك . فمبارك  يمدهم بها على جهاز الحاسوب الشخصي لكل واحد منهم ، في حميمية,  وإتصال شخصي مباشر ، وكأنه صديق شخصي لكل متلقي .

 

ويحيط  مبارك نفسه بعمالقة الإنترنيت ، فمن الصق مستشاريه .

Chris Hughes (  25سنة  ) مؤسس . Facebook    

  و  Eric Schmidt

   صاحب  Google  والمشارك في Apple  .

 

هل يذكرك Chris Hughes (  25 سنة  ) مؤسس    Facebookالمذكور أعلاه بالمقولة :

 

(( عبد الواحد لسه ولد صغير )) .

 

وفي يوم السبت الموافق 15 نوفمبر سجل مبارك أول رسالة  أسبوعية له,  في موقعه الجديد,  كرئيس منتخب,  وتم نشر الرسالة بالفيديو على

 YouTube

 

وينوي إرسال رسالة أسبوعية كل سبت عبر الـ  YouTube  بالفيديو لكي يستطيع كل العالم سماع آراء,   ورؤى,  وأفكار مبارك على الهواء مباشرة . والتعليق مفتوح لكل من يرغب من المشاهدين . صلة مباشرة بين القائد وأهله .

 

وتجد مبارك ملتصقا, ً صباح مساء,  على الــ BlackBerry   خاصته,  او الــ Smartphone  الذي يمكنه من قراءة الرسائل الإلكترونية التي تصله من بني قومه,  وآخرين حول العالم .

 

مبارك يستفيد من الإنترنيت فائدة  قصوى  . وكان أثناء حملته الإنتخابية يتصل يومياً بعائلته(( زوجته وإبنتاه )) بواسطة :

 

Webcam/Apple Macbook

 

أما الصادق فهو لا يستطيع أن يجاري مبارك في هذا المضمار .  لسبب جد بسيط : لأن الثورة الأنترنيتية لم تكتسح بلاد السودان بعد,  كما إكتسحت الولايات المتحدة . ولا تستغرب إذا وجدت أن الصادق لا يمتلك على جهاز حاسوب شخصي ،  ولا يعرف كيف يتعامل مع الكمبيوتر . فربما يكون جاهلاً  إنترنيتياً ، والكمال لله وحده .

 

الحظ:

 

 نابليون قال قولته الشهيرة:

 

 (( أعطني مارشالاً محظوظاً ))

 

 التي سارت بها الركبان .

 

 مبارك محظوظ ما في ذلك شك .

 

الحظ يجري وراء مبارك . وإلا فكيف تفسر الكارثة المالية في أمريكا,   فقط  قبل أسبوعين من الإنتخابات الرئاسية.  مما دفع بالحالة الإقتصادية للموقع الأول في تقديرات الناخبين,  الذين لامو إدارة بوش على هذه الكارثة المالية,  رغم أنها لم تكن مسئولة مسؤلية مباشرة عنها .

 

 ولكن ماذا تقول مع الحظ .

 

     ثم الخرقاء سارة بالين . أرسلها الحظ لمبارك,  من حيث يدري ولا يدري ؟

 

أجمع مستشارو مبارك بأن رسالة الشيخ الظواهري التي بثها يوم الأربعاء الموافق 19 نوفمبر 2008 ,   أي بعد حوالي أسبوعين من الإنتخابات ...... والتي هاجم فيها مبارك ونعته بأنه من عبيد البيت,  ووضعه في سلة واحدة مع اليهود,  والمسيحيين,  ومع الشعب الأمريكي المجرم,  حسب قوله .

 

أجمع مستشارو مبارك بأن هذه الرسالة لو تم بثها يوم الأربعاء 29 أكتوبر بدلاً من الأربعاء 19 نوفمبر,  فإن  مبارك كان سوف يكتسح جميع ولايات الولايات المتحدة الأمريكية.  ولم يكن ماكين ليفوز بأي ولاية من الولايات الـ 22 التي فاز فيها  بفارق بسيط على مبارك .

 

وذلك أن الناخبين في هذه الولايات الــ22,  ومعظمها من الولايات الجنوبية ، يؤمنون بأن مبارك مسلم متخفي,  وعربي,   وضد إسرائيل . فلذلك إذا سمعوا الشيخ الظواهري,   يتهم مبارك بأنه يهودي / مسيحي,    وإنه قد تنكر لمبادئ مالكولم اكس المسلم المتطرف ، فإن أي ناخب

 ( في هذه الولايات الــ22 الظالم أهلها ) متردد في ولاء مبارك لأمريكا,  كان سوف يقتنع بأن مبارك يهودي / مسيحي ، وضد الإسلام والمسلمين,  وضد العرب والعاربة…….  ويصوت له .

 

كان مبارك ربما سجل أسنافيك في ماكين ، ولكن تأخر الشيخ الظواهري أسبوعين .

 

هارد لك  يا مبارك ؟

 

أما الصادق فهو يجري وراء الحظ ، والحظ يهرب منه . الحظ في خصام دائم ومستمر مع الصادق . وهو ربما تأسى بأن لا كرامة لنبي بين بني قومه . قال الملأ من قومه  الذين فجروا في خصومتهم له,  بدون أي سبب

 

 (( لن نؤمن لك يا الصادق حتى نرى الله جهرة   ...)) .

 

       الصادق مولود في زمن غير زمنه ، بين قوم كقوم موسى,  لا يقدرون حق قدرها,  الأخلاق الملائكية ، والمعرفة الموسوعية ، والطهارة المعنوية والحسية ، رغم أنه بشر,  مخلوق من صلصال,  من حمأ مسنون  .

 

ونسأله تعالى أن يمكن المهمشين,  والسود,  والمستضعفين,  والمساكين,   وأبناء السبيل,   أن يرتفعوا شيئاً,  ليكونوا جديرين بمبارك حسين……  ولم لا الصادق الصديق .

 

خاتمة:

 

أراك تشفق على مبارك . وذلك لأن الثقافة والفكر والذكاء يتدابرون مع السلطان والسياسة . والتاريخ البشري يحدثنا عن قصص المفكرين الذين لم يوفقوا في السياسة .

 

يحدثك التاريخ بأن الإمبراطور الروماني نيرو كان من أعظم مفكري وفلاسفة عصره . وكان جريئاً على الشعر,  ومغنياً عذب الصوت . ولكنه إنتهى نهاية مأساوية . فقد قتل أخيه ، ثم والدته ، ثم زوجته الحامل ، ثم تزوج غلاماً مخصياً ، لأن به شبه لزوجته ، وكانت تضئ حدائقه مصابيح من جثت المسيحيين .

 

ثم أشعل النار في روما,  ثم هام على وجهه,  وهو يغني على قيثارته .

 

كانت نهاية مأساوية,  لواحد من أعظم فلاسفة,  وشعراء عصره .

 

وحتى في بلاد السودان,  في تاريخه الحديث,  تجد بعضاً من نوابغ السودانيين,  قد إنتهوا  نهايات مأساوية في الصراع على ومع السلطان .... النابغة عبد الخالق محجوب كمثال .

 

مثال آخر ناصع لتدابر السياسة مع الثقافة والفكر,  إستشهاد الأستاذ المستدام,  منارة الفكر ، ورائد الثقافة ،  تحت الأنياب الذئبية للقوى الظلامية من أبناء آوى ، في  نظام النميري المدحور المكسور.

 

          وتجربة المفكرين الإسلاميين والمثقفين ، كالشيخ حسن الترابي والصادق الصديق ، مع السلطان ، مثال آخر لعدم نجاح الثقافة والفكر في مجال السلطة والسياسة ، التي تموج مياهها  بالحيتان .

 

          

            لذلك نتمنى لتجربة مبارك حسين في مجال السياسة,  مساراً مخالفاً لمسارات  رصفائه من  المثقفين,  والمفكرين,  والنابغين.   

 

أسمعك تدعو  لمبارك حسين بعد صلاة المغرب ، وأراك تجر سبحتك سائلاً المولى عز وجل,  أن يحفظه ويسدد خطاه . فهو أمانة في أيادينا ‘ ويتحتم أن نعض عليها بالنواجز ، لنضمن أنها سوف تنطلق كما النجم الثاقب من نجاح إلى نجاح,  ومن إنتصار إلى إنتصار,  لتبرهن لبني البشر أن الرجل الأسود قد نفض عن نفسه التراب,  ووقف على رجليه,  وعاد للحياة كطائر الفينيق الأسطوري,   وأن بعد ذلك فإن…..

 

السقف هو السماء .

 

 

تتبع الحلقة الثانية

 

 

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج