المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر
ولاية البحر الأحمر تتكون من عشر محليات كلها صحراوية أو شبه صحراوية لازرع فيها ولا ضرع ....يعتمد سكان 90% من هذه المحليات علي المرعي الضنين بنسبة لا تذكر .. وجلهم يعتمدون علي العمالة الهامشية .
إلا أن محلية واحدة من هذه المحليات وهي شمال طوكر تخضر ولبضع أشهر في العام ويحظي أهلها ببعض محاصيل الغلال كالذرة والدخن ولو بكميات ضئيلة في بعض المواسم .. بينما ال90% من باقي سكان ومحليات الولاية التسع الاخري لا يعرفون إلي الزرع سبيلاً ولا يحلمون ببذره واحدة من الذرة أو الدخن فمن يعقل أن طوكر الدلتا تكون أسوء حالاً وتشكو قبل غيرها من هذه المحليات الجافة التي لا تعرف الزرع ولم تري في ماضيها أو حاضرها الخضرة بل وحتي العشب وتعيش كلها علي استيراد الذرة من خارج الولاية ومن جنوبها إقليمنا الشرقي .
لقد فشل المغرضون في دبلجة قلمهم القبيح وسيناريوهم الباطل !!.
لقد خانهم التقدير ولم يحالفهم حسن الاختيار وجانبهم التوفيق لأن جل من يكتبون منهم لا يعرفون شيئاً عن طبيعة وجغرافية هذه الولاية .
لا أنفي ولا أجرم أن تكون هنالك ضائقة بطوكر ولكنها لا تكون ولن تكون أبداً بالقدر الذي تعاني منه بقية محليات الولاية .. وبالحجم الذي تعاني منه محلية دروديب ومحلية هيا وسنكات ومحلية القنب ومحلية جبيت المعادن ومحلية عقيق ومحلية حلايب بل ومحلية بورتسودان !!
وعندما يقع مثل هذا الحدث فإن هنالك جهات محلية وولائية تحدد حجمه واحتياجاته ولا تحدده أمزجة وأغراض هؤلاء البعيدين كل البعد عن مسرح الحدث من أمثال النائب (المعين وغير المنتخب الحالي ) وهو وزير سابق أدين في جرائم مخلة بالشرف تتعلق بالتصرف في الأراضي عندما تم تعيينه في غفلة من الزمان وزيراً للإسكان ممثلاً للطائفية التي تسلق جدارها لأنه لا يملك أية قاعدة يعتمد عليها فالاجدي بأمثاله أن يتواروا خجلاً ويبتعدوا عن الساحة !!
كما لا يمكن أن يحدد حجم ووقوع أية كارثة ذاك الذي استوعبه اليسار في وقتها ( كمغفل نافع) وأتت به سخريات الدهر نائباً معيناً بالمجلس الوطني عن جبهة الشرق !!
والمضحك المبكي بيان تم نشره باسم جبهة الشرق بطوكر هذه الجبهة التي لا وجود لها حتي في موقع ميلادها !! يتخبط كاتبه كمن مسه الشيطان فيتحدث تارة عن خلافات قبلية وعن الإدارة الأهلية وما طرأ من تغييرات فيها ويدل أسلوبه الركيك أنه من بقايا أسر العمل الزراعيين الوافدين علي طوكر وتصديه لجغرافيتها يدل بما لا يدع مجالاً للشك إنه غريب عليها !! من المضحك المبكي أنه يتحدث عن التنقيب عن البترول والبنيات الأساسية في سذاجة بالغة وكأنها جزء من اتفاقية جبهة الشرق الهزيلة ..
إن أي مواطن أصيل يشعر بالغبن يستدعي السلطات والمنظمات لتدرس واقعة ولا يمكن أن يتخبط مثل هذا التخبط .
فدعوا طوكر وشأنها لأهلها وإذا قدر للمجاعة أن تعلن بطوكر بنسبة 50% فمن الاحري أن تعلن في المحليات التسعة الاخري بنسبة 1000% ,ومن الجدير بالذكر أني التقيت بالإخوة باكاش كابيري ووسوك كمثلين للمزارعين والجهازين السياسي والشعبي وقلت لهما لاضير من ان يشكو أي فرد او جماعة من مظلمة أو إهمال وقع عليه علي ان يكون بالطرق المقبولة وعبر قنوات ومنظمات مختصة كالأطباء وهيئة الصحة العالمية وهيئة العون الإنساني فأخبروني أن فريقاً من العون الإنساني تحرك اليوم لطوكر وهذه بادرة طيبة ان نسمع القول والقرار من أهله ومن المختصين فلايمكن أن يطلق العنان للحاقدين والمغرضين وشذاذ الآفاق !!
وناقشتهما في المقارنة بين طوكر الخضراء وبقية محلياتنا التسع الجدباء والتي هي أكثر حرماناً واقل غذاءً من طوكر فكان ردهما سلبياً (مين حماكم تشتكوا !!)
وكما ظهر من جدلي معهما أن طوكرلم تعرف الجوع من قبل ولم تعاني ل ضائقة في حياتها إلا بعد الارتفاع الكبير في أسعار الذرة هذا العام اما نحن في المحليات الجدباء فقد أدمنا الجوع ونتحملها ونسكت عليه لان الجوع ساكن معنا ومعشش لدينا !!
والأمر يعود بنا الي السؤال الي متي سنظل نحن نجوع ونشكو !!؟؟ ومتي نضع قضايانا علي بساط البحث ونصنع الحلول !!؟؟ أن الأمر يستدعي من قادة القبيلتين الكبيرتين بالشرق الهدندوة ةالبني عامر ان يدعوا كل القبائل الاخري معهما ... أمرأر بشاريين .. ارتيقه ..أشراف ..حلنقه الخ... ) وبكل انتماءاتهم ليقترحوا الحلول عبر دراسات يقوم بها مختصون ويتفقوا علي خارطة طريق لمحاربة الجهل والبطالة وهاهم أبنائهم د. محمد طاهر ايلا والأخ صلاح علي ادم .. يوفرون لهم الآن التمويل الأصغر وعلي استعداد ليوفروا لهم أي تمويل لمشاريع كبري بواسطة الحكومة والمانحين .. فأحزاب الخرطوم لن تحل لهم قضية وهم يربعون أيديهم فما حك جلدك مثل ظفرك ويمكن لجبهة الشرق أن تساهم بالرأي وعلي رأسها الأخ مبروك مبارك الذي اثبت اهتمامه بقضايا الشرق خاصة وان السودان مقدم علي مرحلة حاسمة ودستور دائم لاقتسام السلطة والثروة فهذا هو الحل بدلاً من أن نستمع إلي أقوال الحاقدين ونقرأ الأقوال الساقطة من الأقلام الساقطة .!!!
ومن المضحك المبكي أن احد المنفلتين يتخبط في بيان ادعي فيه انه من لجان جبهة الشرق التي لا وجود مؤسسي لها بأن المتضررين بطوكر مائة ألف بينما ورد في اخر تقرير إحصائي قبل عقد من الزمان أن سكان طوكر اثني عشر ألف والإحصاء الأخير لم يستخرج لنعرف العدد بما فيهم النازحين من امثال كاتب بيان جبهة الشرق !!
ونواصل...
الامين أوهاج
بورتسودان
|