إدوارد لينو: (واطاتنا أصبحت)..!
ضياء الدين بلال
[email protected]
لا أدري ان كان يدرك السيد ادوارد لينو القيادي بالحركة الشعبية ومسؤولها الامني الاول في آخر سنوات الحرب خطورة الافادات التي تبرع بها في الندوة التي عقدت أول أمس بمباني مركز الاهرام بالقاهرة وأدارها الصحفي المصري الكبير هاني رسلان ان كان يدرك لينو خطورة ما قال أم كان ذلك من سهو الحديث؟
فقد تحدث في الندوة بطريقة تبدو (عفوية ومعبرة ولاذعة ).. ولكنها تستظل بسحابة قاتمة من التشاؤم.. فالرجل صاحب ( نكبات كبرى).. فهو من أوائل الذين أصابتهم لعنة رحيل قائد الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق، فقد احالته توازنات القوى داخل الحركة الى رصيف المشاهدة لأكثر من عامين، وحينما عاد عبر بوابة أبيي في منصب مسؤول الحركة هناك عصفت به الاشتباكات التي اندلعت في المنطقة في مايو الماضي الى خارج أوعية الشراكة.
الرجل المجيد (للشعر والأدب والفكاهة) تداخلت همومه العامة بالخاصة، ففي فترة وجيزة فقد قائده السياسي والعسكري جون قرنق الذي كان يكثر من ممازحته في أيام نيفاشا ويصفه (بالثعلب).. وفقد لينو كذلك زوجته ورفيقة دربه عندما اصيبت بمرض الكوليرا بالجنوب. كما كابد الرجل ظروفاً صحية حرجة قبل عام.. وقبل أشهر قليلة تلقى العزاء في وفاة والده.
سحابة التشاؤم التي ظللت حديث لينو بمركز الاهرام صورت مشروع الشراكة القائمة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، كأنه عبوة ناسفة تنتظر لحظة انفجارها.. وعلى الجميع التزام (الساتر)..!
وبدا ادوارد لينو كأنه قلق من حالة الاستقرار النسبي التي تسود علاقة الشريكين حالياً.. وراغباً في تلك الندوة ان يبشر (بالمصائب) متجاوزاً تسويرات الصحفيين المصريين الذين أكثروا من وصفه (بالوحدوي)..!
لينو بشر بحدوث توترات في يناير القادم بمنطقة أبيي، و قال انها قد تكون أكثر دموية من كل التوترات السابقة. وتحدث عن أزمة قادمة متعلقة بعوائد النفط... وجدد مرة أخرى تحفظات الحركة الشعبية على الاحصاء السكاني..!
أخطر اشارة ارسلها لينو من منبر مركز الاهرام بعد قوله ان برلماني جبال النوبة والنيل الازرق سيحددان مصير المنطقتين حال انفصال الجنوب.. هي قيامه- باسماً - بتذكير الحضور بأن استقلال السودان تم من داخل البرلمان..!
لم يكتف لينو بذلك، حيث ارسل اشارة في غاية الخطورة ، عندما ألمح مباشرةً الى انهم عند الانفصال في الدولة الجنوبية سيتعاملون بالمثل اذا حدث تضييق من قبل الدولة الشمالية على سكان جبال النوبة والانقسنا..!
مصدر القلق وارهاصات الخطر ان لينو لم يحدد صراحةً الجهات الموجودة في الجنوب ومرتبطة بالشمال التي من المتوقع ان يقع عليها (الرد العقابي).. هل هم مسلمو الجنوب أم قبائل بعينها أم رعاة المسيرية؟!!.
بالقطع ما يحتاج الى شرح اضافي وتوضيح جلي في كلام إدوارد لينو قوله انهم يتطلعون لقيادة قادمة من بين ملايين الشعب السوداني لها مقدرات الراحل جون قرنق في استشراف المستقبل وقول لينو: (اذا ما جات واطاتنا أصبحت)..!
هل بذلك التطلع يكون ادوارد لينو قد اعرب عن زهده في تماثل أو ارتقاء القيادة الحالية للحركة الشعبية (سلفا كيرميارديت) الى مقام مماثلة (الدكتور جون قرنق)؟.. وبالتالي هو في انتظار قيادة قادمة تخرج من بين ملايين الشعب السوداني؟!!
بكل تأكيد يبدو ان سحابة التشاؤم القاتمة بدأت تهطل تصريحات قد تضاعف مصاعب (الثعلب الحزين) القائد ادوارد لينو في الايام القادمة.!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة