الا يزال هناك من يسمي نفسه "انصاريا " او "حزب امة" بعد الذي جري قبل ان يُواري عبدالنبي (رحمه الله) الثري؟؟
عجبا لهذه البلاد التي كل يوم يمر يكتشف المرء فيه زيف ونفاق ولا مصداقية وعدم امانة ساسته ممن يظنون ان البلد بلدهم وهم اسيادها , فما راينا منهم الا التخلف والانغماس في مستنقعات الفقر والجهل والمرض والعصبية والعنصرية التي الان نحن نُساق بسببها الي الهلاك. ولقد تاكد لكل من به ذرة من عقل وسعة افق بان هذه البلاد لن تُفلح طالما علي ظاهرها اناس ينكرون علي الاخرين حقوقهم احياءا وامواتا. لا فرق في ذلك لديهم سواء ان كان هذا الفرد تابعا لهم كما العبد يتبع سيده او كان لا يقل عنهم في شيئ ماديا او علميا او اجتماعيا. فقد استعبدوا الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا , واستغلوهم ابشع استغلال , حتي اذا ما مات احدهم علي فراشه او في ساحات الوغي او علي قارعة الطريق في حادث اليم , لم تشفع له انقضاء عمره لاهثا خلف سراب ما يدعونه من ديمقراطية او مساواة في الراي والمشورة والمراكز الحزبية من ان ينال ابسط مما يليق به كانسان من دفن في التراب بشيئ من الكرامة , لا ان تتقاذف جثته الايادي يتنازعونه هؤلاء يريدون دفنه مع "السادة" , ولا سيد غير النبي المصطفي, واولئك يرفضون ويابون الا ان يدفنونه مع اهله في مقابر المسلمين العامة بعد ان صُدموا من موقف "السادة" وهم في جثته يتشاكسون ويتنابزون كل يكشف سوءة اخيه ليري الملا مدي انحطاط "السادة" الاخلاقي الذي وصل الي الدرك الاسفل من اللامعقول من الدناءة. حتي الكلاب تجد احتراما وجنازة اكرم مما يجده الانصاري هذه الايام.
ولا ادري ان كان هذا السودان كله ملكا لهؤلاء" السادة " فهل يتحتم علي الانصار التابعين ان يدفنوا موتاهم في دول الجوار ام ربما يحرقونهم وينثرون رمادهم في الهواء , والذي حنما سيخرج عليهم احد هؤلاء "السادة" ويطلب منهم نثر رمادهم في هواء غير هواء السودان الذي هو للسادة فقط.
ظننا بان مسالة دفن اموات الانصار وحزب الامة في اية بقعة اومفبرة قد تم حسنها منذ ان مات جقومي وصحبه وابت احدي "السيدات" ان يُدفنوا في مقابر "ال البيت" لدرجة انها نزلت في القبر لتؤكد موقفها وربما كانت لتقتل نفسها لتحتل ذلك القبر علي ان يُدفن فيه احد عبيدها. ولكن هاهو السيناريو والمشهد ذاته يتكرر وبقساوة لا تُصدق , ومع من ؟ مع الرجل الثاني في حزب الامة وكيان الانصار! وفي هذا رسالة واضحة لمن بقي حيا من الانصار بان لايفكر احدهم في مجرد الحلم بمثوي له قرب "الاحباب" . ولا ندري ما الذي فعله "ال البيت" باعقول اهلنا الانصار حتي ينقادوا لهم هذا الانقياد الاعمي الذي ان وجدنا للجهلاء والاميين منهم عذرا فلا عذر لمن نال من العلم اغزره ومن الشهادات اعلاها. ولكن نقول بان الله هو الذي يهدي الي سواء السبيل , والقلم لايزيل بلم كما يقول اهلنا البسطاء.
بقي ان نقول بانه ربما هناك اكتشاف جيولوجي توصل اليه اقطاب حزب الامة من ال البيت وفيخم جيولوجيون, رلما توصلوا الي ان مقابر القبة وودنوباوي هي انفاق تقود الي الجنة, ولذلك استاثروها لانفسهم خشية امتلائها بغيرهم ولا يجد احفادهم منافذ الي الجنة. وكل تفسير او تحليل غير هذا لا يرقي الي ان يتنازع فيه شيوخ تخطوا السبعين من العمر في ان يُدفن ميت اولا يُدفن في مقابر هي في النهاية تراب في تراب وكل من علي التراب تراب حتي رجال ونساء "ال البيت" والسادة المهديون.
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته , وجعل قبره الذي هو فيه روضة من رياض االجنة , ولا ندري ربما نجته الله من ان يُدفن في مكان هو شر له, وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي ان تحبوا شيئا هو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون.
محمد احمد معاذ
المنامة , البحرين
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة