علاقة عبدالواحد محمد أحمد النور بالسفينة الاوكرانية المختطفة المحملة بالدبابات قبالة الصومال
من غرائب مآسى أهل دارفور، النازحين فى المعسكرات منهم، على وجه الخصوص، ان بلغت البعض منهم توجيهات من قبل عبدالواحد محمد أحمد النور طالبا جمع مبلغ مليار جنيه ، مساهمة منهم لتخليص السفينة(الاوكرانية المحملة بالدبابات) والتى إحتجزتها القراصنة فى سواحل الصومال فى الأسابيع الماضية، زاعماَ لهم انه الذى أرسلها لقواته فى دارفور. والأغرب أن بعضاً من البسطاء قد صدقوا ذلك القول ًوبدأوا فى جمع تبرعاتهم لتسليمها لمناديب عبدالواحد!!!
إن إستغلال البسطاء من قبل السياسيين ليس بالأمر الجديد فى تاريخ الممارسة السياسية السودانية، فقد ذكر أن بعض أهل دارفورقد تم إستخدامهم للعمل فى الحقول مقابل أمتار فى الجنة وعدوا بها، إستغلالاً لحماستهم وتمسكهم بطائفة الأنصار. والإنقاذ قد جاءت بفرية عقد قٍِِران الحورالعين للذين يقتلون فى الجنوب من الشباب الذين عبئتهم للحرب فيه. وفى الحالين السابقين، يلاحظ القارئ ، توظيف العقائد الدينية فى الأمور السياسية. أما حالة عبدالواحد هذه لهى جرأة تفوق الخيال،وإستغلال بشع لعواطف النازحين، فالثابت أن السفينة المذكورة كانت فى طريقها الى كينيا(مالكة تلك الدبابات) وأن حكومة المؤتمر الوطنى قد إستدعت السفير الكينى فى الخرطوم إحتجاجا على ما رشح فى الإعلام بأن الحركة الشعبية هى صاحبة تلك الدبابات، وقد نفت الحركة الشعبية علاقتها بها وأكدت كينيا ملكيتها لها، كل ذلك قد تناوله الإعلام المقروء والمسموع والمرئى بإسهاب، ولذلك أقول أن الإدعاء من قبل عبدالواحد لأولئك البسطاء بأنه المرسل لتلك الدبابات أنه جرأة تفوق الخيال.ً وأن تصديق البعض لمثل هذه المزاعم لمجرد انها قد صدرت من القائد(س) أو الزعيم السياسى(ص) يوضح بجلاء غياب الوعى الكافى فى بعض مكونات مجتمعنا، وأن الطريق لا زال طويل أمامنا لخلق نقلة نوعية نحو النهوض بهذا البلد. وأن مجتمعنا فى حاجة لبرامج تثقيف وتوعية حتى يتجاوز البعض عقلية إرضاء الزعيم السياسى مقابل أمتار فى الجنة، وأما الجانب الأخلاقى من زاوية إستغلال عواطف النازحين كمدخل لجمع الأموال منهم، فلا أجد من الكلمات ما يمكن أصف به ذلك، فضلاً عن أن حال أولئك البسطاء الذين جمعوا تلك الأموال ،على ما حلت بهم من مصائب، لجدير بالإهتمام من قبل كل قادة المجتمع المدنى وأرجوا من الأخ عبدالواحد أن يراعى ما على هؤلاء البسطاء من ظروف قاسية جديرة بأن يقدم العون لهم، وليس إستغلالهم بهذه الطريقة غير المقبولة.
موسى يعقوب أرباب
زالنجى
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة