الثراء الحرام حق مشروع فى الدولة السودانية والحرامية يتباهون
صابر أتير – نبراسكا – الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
المتابع العادي لسيرة السودان منذ قيام الدولة المهدية إلى حكومة الوحدة الوطنية يلاحظ ان كل الذين توالوا على الحكم كانوا لا يملكون حتى قوت يومهم, ثم تحولوا الى أغنى الأغنياء يملكون القصور والأطيان والأتباع الذين يتبركون بهم من اجل مالهم وتحولوا من بشر مفلسين غلبا نين الى أولياء الله الصالحين , وهناك مصدر واحد لتلك الأموال هو المال العام (أموال الشعب السوداني) الذى حكموه بالسيف والنار فى اغلب الأحيان واليكم هذه النماذج
الاتحادي اليمقراطى ( الميرغنية)
لو تتذكروا فى تاريخ السودان تحديدا حملة غزو السودان التى قادها إسماعيل باشا عام 1821 من اجل سرقة الذهب وريش النعام الذى كان متوفرا فى السودان لدعم خزينة دولتهم المصرية الخاوية وتمويل حملات محمد على باشا الاطماعية والسبب الثانى هو تحويل السودان الى زريبة للعبيد يستخدم البعض فى الحروبات والحملات العسكرية كوقود على طريقة ( دبابين الإنقاذ ) , وبيع الباقي فى بورصات الرقيق العالمية , تلك الحملة العسكرية كان يصاحبها بعض المدنيين الذين يتكلمون العربية, تتركز مهمتهم فى الترجمة من التركية الى العربية وإقناع الشعب السوداني بان الغزاة مسلمون ومقاومتهم حرام ولا يحق للمسلم ان يشهر السلاح فى وجه أخيه المسلم ( حتى ولو كان غازي وحرامي وتاجر رقيق ) , والمهمة الأخرى هي مسك رسن حصان ( الباشا ) يعنى ( قوادين ) مقابل نسبة فى المائة من الغنايم بالإضافة لجعلهم أعيان وأصحاب جاه فى السودان ويكونوا سودانيين , كان من هولاء القوادين الميرغني الكبير الذى لم يكن يملك غير ( العراقي والمركوب المقطع ) , انظروا الان ماذا يملكون ومن أين لهم بتلك الأموال ؟؟ المصدر هو مال السودان العام والأغرب من ذلك أنهم من رفع علم السودان عام 1956 واقتسموا ثروات السودان بنسبة 50 % مع حزب الامة ( أولاد المهدي) وظلوا يسرقون الى ان قامت ثورة مايو 1969
حزب الامة ( المهدية )
لم يكن محمد احمد الدنقلاوى ( النوبى) الذى غير اسمه الى (المهدى) يملك المال بل كان مجرد صبى نجار فى صناعة المراكب النيلية, وبعد ان ضرب المنطقة الجفاف والتصحر وانعدام الأخشاب لصناعة المراكب فكر الرجل فى الثورة المهدية , فكان له ما أراد ( الدولة المهدية ) وبين يوم وليلة صار الرجل غنى لان كل المال العام والعبيد والجواري وحتى الشاذين جنسيا ملك حر له وعائلته , انهارت دولته ولم ينهار وضع عائلته المالي وبدلا من ان يحاكموا على جرائمهم ضد الإنسانية ومصادرة تلك الأموال المنهوبة للصالح العام , تم تكريمهم وعاشوا أمراء يعبدون .
الجبهة الإسلامية ( الإنقاذ )
اما ناس الإنقاذ ديل حكاية غريبة وكلنا يعلم حالهم قبل 1989 وكيف صار خال الرئيس يملك صحيفة ( لا تخضع للرقابة ) وان المتعافي صار والى وسمسار ومقاول ولاية الخرطوم , وان صلاح إدريس صار كاتب صحفي وشاعر وملحن ورئيس نادى الهلال , وكيف تحولت مدينة كولا لامبور الى منتجعا سياحيا لهم يستريحون فيها من وجع الدماغ وناس ياسر عرمان ويحتمون بها من غبار الخرطوم , اما أبناء نائب الرئيس فيتكلمون التركية بطلاقة محمد على باشا , والاهم من ده كله ان خال الرئيس بتاع ( الانتباهة ) تعلم استخدام ( الظهر) لملابسه ناصعة البياض . والمصدر المال العام وغسيل الأموال الذى انتشر فى الخرطوم برعاية الدولة وحمايته .
الحركة الشعبية ( حكومة الجنوب )
الإنسان الجنوبي لم يكن حتى التاريخ القريب يعرف قيمةالاموال وسرقته والدليل ان كل الساسة الجنوبيين الذين تقلدوا مناصب سياسية فى دولة المال السايب ماتوا فقراء وتشرد أبنائهم من شدة الفقر , حيث كان يكتفي المسئول الجنوبي بعربية وبيت الحكومة و قوت يومه وحق البيرة وزواج المراهقات , اما بعد توقيع اتفاقية السلام وغياب الدليل (الدكتور جون قرنق) صارت حكومة الجنوب عصابة لنهب المال العام حتى نصيب الجيش الشعبي لم يسلم من السماسرة , وتحول اغلبهم لمتعافي ( والى الخرطوم )وتعلم الجنوبيين تكديس الأموال وتهريبها للخارج وشراء البيوت فى أمريكا واستراليا وحولوا كمبالا إلى قرية سياحية جنوبية , وصادفني كثيرا من أهلنا الشماليين فى العواصم التي زرتها يعملون وكلاء اعمال لمسئولين جنوبيين بالخارج , حتى ان بونا ملوال تحسن حاله من الفقر الذي عانى منه طول حياته .
الحديث يطول ونواصل اذا كان فى العمر بقية
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة