كتاباتي في صحف امريكية (21): لون اوباما والاجانب: واشنطن: محمد علي صالح
كتاباتي في صحف امريكية (21):
لون اوباما والاجانب: "اوريقونيان"، بورتلاند (ولاية اوريقون):
FOREIGNERS AND OBAMA'S COLOR
Sunday, November 09, 2008
MOHAMMAD ALI SALIH
The Oregonian, Portland, Oregon
Since 1980, Mohammad Ali Salih has served as the Washington, D.C., correspondent for London-based Asharq Alawsat, an international Arabic daily newspaper, and other Arabic publications.
خلال الشهور القليلة الماضية وعندما اقتربت الحملة الانتخابية من نهايتها، سألني عنها صحافيون اجانب في واشنطن: اروبيون، وعرب، وافارقة. واكثر شئ استغربت له اسئلتهم الكثيرة والمكررة، الى درجة الهوس، عن لون اوباما.
---------------------------------
سألني صحافي بريطانيا: "ماهو احساسك، كسوداني في امريكا، وانت تري ابن افريقي من جارة السودان، كينيا، يصبح رئيسا لأمريكا؟"
وبدأ صحافي روسي حديثه بأنني اول اسود يجرى معه مقابلة صحافية. وقال لكنه يتوقع ان تكون المقابلة سهلة لانني "لست مثل سود اميركا"
وسألني صحافي الماني: "هل تعتقد ان الامريكيين قبلوا اوباما فقط لأن امه بيضاء؟ ماذا اذا كانت سوداء؟"
وسألني صحافي عربي نفس السؤال، لكن بطريقة مباشرة: "لماذا يقبل الاميركيون رئيسا اسودا؟" واضاف بأن العرب عنصريون، وما كانوا سيقبلوا اوباما (لو لم يقبله الامريكيين). واشار الى آراء في صحف عربية، وفي مواقع انترنت عربية، انتقدت كونداليزا رايس، وزيرة خارجية اميركا، بسبب السياسة الاميركية في المنطقة، ووصفت رايس باوصاف عنصرية قبيحة. ولم يحس الصحافي العربي بحرج وهو يردد بعض هذه الاوصاف.
ولاحظ صحافي تلفزيون فرنسي ان اوباما لا يتحدث كثيرا عن لونه الاسود، وقال: "انه اسود، ويجب ان يفتخر بسواد لونه." وعندما قلت: "ليس اللون هاما"، رد سريعا: "أنت طوباوي (مثالي)".
ورأيت علامات الدهشة على وجهه عندما قلت له: "ليست هناك صلة بين لوني وهويتي." ولم يقتنع، بل لم يهتم، عندما شرحت له بأن اساس هويتي هو ايماني، وهو الاسلام (او اي ايمان باي اله، وباي شئ، حتى بالشخص نفسه).
----------------------------------
خلال هذه المقابلات، لم احس ان اسئلة الصحافيين كانت عنصرية او عرقية، بقدرما كانت بسبب الجهل عن وضع السود في امريكا. وبسبب الفضول في معرفة الحقيقة. لكن، كان واضحا ان هؤلاء الصحافيين يسألون عن سود اميركا وفي بالهم السود في بلادهم. وفي عبارة دبلوماسية، اقدر على ان اقول ان وضع السود في بلادهم لم يكن شيئا يقدرون على الافتخار به.
في الحقيقة، اشتكت صحافية فرنسية من اصل عربي من التفرقة العنصرية والعرقية في فرنسا، وبسبب لونها الاسمر واسمها العربي. رغم انها ولدت وتعيش في فرنسا. وفي حزن قالت: " احس بأني اكثر حرية هنا، وانا مجرد زائرة."
واستغرب صحافي افريقي عندما عرف ان زوجتي امريكية بيضاء، وقال: "لماذا فعلت ذلك؟" وانا تندرت بأني اريد ان يكون ولدي مثل اوباما.
وكرر الصحافي الافريقي ان هناك فرقا بين "الافارقة" و "الاميركيين السود"، الذين وصفهم بعدم الثقة في انفسهم والمعاناة من عقدة الرجل الابيض، ومن سنوات تجارة الرقيق.
لكنه اثنى على اوباما، وقال انه "من كينيا"، ويقصد انه "افريقي" اكثر منه "أمريكي اسود."
--------------------------------------
خلال المقابلات، احسست ان الصحافيين الافارقة والعرب يتحدثون عن العرق واللون بطريقة مباشرة اكثر من الاروبيين الذين يبدون وهم يخفون احاسيسهم الحقيقية. مثل الصحافي البريطاني الذي سال، في غمز واضح: "هل سيقدر اوباما على حل مشاكل معقدة مثل الاسلحة النووية والمشاكل الاروبية؟"
ومثل الصحافي الالماني الذي، بدون اي مناسبة، تحدث عن الاتراك الذين يعيشون في المانيا، واعترف انهم يواجهون تفرقة عنصرية (ودينية) من الالمان.
ومثل الصحافي الروسي الذي تحدث عن طلاب افارقة في جامعات روسية يواجهون التفرقة، وان متطرفين روس قتلوا بعضهم.
على اي حال، احسست ان كل هؤلاء الصحافيين الاجانب:
اولا: يجهلون كثيرا عن وضع السود في اميركا.
ثانيا: لا يصدقون ان الامريكيين يتحدثون عن هذه المواضيع في حرية وبدون حرج. ثالثا: يحسدون الاميركيين بسبب ذلك.
رابعا: يعتبرون صعود نجم اوباما شئ مثير جدا.
واخيرا، قال الصحافي العربي ان لون اوباما يشبه لون العرب، لانه اسمر اكثر منه اسود. ولهذا، يقدر العرب على قبوله. وقال: "عندما يأتي اوباما الى مصر، سيكون مثلنا. لن يكن مثل بوش الابيض."
[email protected]