يعقوب الدموكي
الإقليم الواحد إيقاظٌ لفتنةٍ نائمة!!
المصلحة الشخصية وراء مشاركة بعض أهل دارفور في ملتقى السودان
الناس ملَّت كثرة المباردات
اجراه: عمر جمعة
قضية دارفور من القضايا الكبيرة والشاغلة للرأي العام المحلي والدولي وتتباين الآراء حولها من مختلف الجهات.
حاولت »الانتباهة« استنطاق الاعلامي والسياسي الاستاذ يعقوب الدموكي المقيم بلندن وقراءته للواقع من خارج السودان وآراء ابناء دارفور من خلال مشاركته في ملتقى اهل السودان بكنانة ورؤيته للحل..
خاصة وان يعقوب مراقب ومتابع لتداعيات الازمة من خلال تناول الاعلام الغربي للقضية..
{ ما رأيك في مبادرة اهل السودان وتوقيتها وهل يمكن ان تفضي الى نتائج مأمولة؟
اولاً.. كان من المفترض ان تنطلق المبادرة منذ بداية الازمة لان المشكلة تعقدت الآن أكثر وكل القوى السياسية تتفرج على ما يجري في دارفور وبعض منها يقول لك انا كالمعارضة لست معنياً بهذه القضية التي تعتبر ان الأزمة صنعتها الحكومة ومعارضة تتعامل بالمكايدة السياسية مع الحكومة وبالتالي تعتقد ان القضية جاءت في ظروف يمكن ان يتيح لها فرصة تمكنها من انتزاع مكاسب من الحكومة، وهنالك معارضة اخرى هدفها الأول والأخيرإسقاط الحكومة . كل هذه تقاطعات عقدت الاوضاع في دارفور.
{ كيف تقرأ مشاركة القوى السياسية في ملتقى اهل السودان؟
من خلال مشاركتي في المؤتمر تلمست حقيقة ان اهل دارفور يرون ان هذه المبادرة يمكن ان تسهم في حل قضية الاقليم ولكنهم يشكون في جدية القوة السياسية المشاركة في الملتقى ويعتقدون ان بعضالأحزاب السياسية المعارضة للحكومة شاركت لكي تجني مكاسب ظناً منها ان الحكومة الآن في موقف ضعيف ويرون انه جاء الوقت الذي يمكن ان يجبروها على التنازل وبعض ابناء دارفور شاركوا من اجل أجندتهم الحزبية واتضح هذا من خلال مداولات نقاش اللجان، يتحدثون كثيراً عن الحريات والديمقراطية والمسائل التي لها علاقة بالصراع بين الحكومة والاحزاب بعيداً عن أهداف ملتقى أهل السودان الذي حدد العنوان وهي قضية دارفور.
{ اتهم الوطني باستئثاره بمفاصل المبادرة، ما تأثيرات هذا الفهم على اطروحات الحل؟
للامانة هذا الرأي ليس حقيقياً واضرب لك مثالاً باللجنة الإتصال الخارجية برئاسة عبد النبي علي احمد »حزب الامة وانا عضو فيها مثل المؤتمر الوطني بعضو واحد في هذه اللجنة وهذا يدل ان كل القوى السياسية لها مشاركة حقيقية ولا يمكن لأي حزب ان يمرر اجندته واللقاء كان فيه نوع من الشفافية والتوافق.
{ هنالك اتهامات بأن المبادرة صممت لتنقذ شخصاً واحداً.. من خلال مداولات المؤتمر هل وجدت ان هناك اتجاه حقيقي يسهم في حل قضية دارفور.. ام ان تلك الاتهامات صحيحة؟
المؤتمر صاحبته عدة اتهامات ومن ضمن الاتهامات ان هذا اللقاء من اجل انقاذ الرئيس ولكن عندما شاركنا ومن خلال المداولات لم نلمس شيئاً من هذا القبيل ورغم رئاسته للمؤتمر كان البشير يعطي الناس حريتهم الكاملة في التعبير وادار اللقاء بكفاءة وصبر ويشهد له الجميع بذلك.
{ ما هو التحدي الذي يواجه الحكومة في انقاذ المقدرات التي يخرج بها ملتقى اهل السودان؟
التحدي يكمن في كيفية تنفيذها على ارض الواقع وهذه مسؤولية حقيقية لابد من تنفيزها على أرض الواقع لان الناس ملَّت من المبادرات وصارت لهم حساسية تجاه أي مبادرة والكثير من أهل دارفور يتخوفون من ان تجد مصير سابقاتها والحكومة يجب عليها ان تنفذ هذه التوصيات لانها هي المخرج الوحيد للأزمة.
{ من خلال وجودك بلندن ومتابعتك لتناول الاعلام الغربي لازمة الاقليم هل استصحبت اللجنة الخارجية هذه الرؤية في عملها؟
في السابق الحكومة كانت تعتمد على دول الجوار في اصلاح الوضع والتوسط بينها والحركات ومن ثم توضيح ذلك للغرب، ولكن القضية ليست بأيدي الحكومات الغربية ولا الأدرارة الأمريكية وإنما هي في يد منظمات تجارية يتم دعمها من قبل جهات لها اهدافها الخاصة وعلى الجميع حكومة ومعارضة ان يعلموا ان السودان بلد مستهدف ويتم ذلك من خلال إستغلال الخلافات السياسية بين أبناء الوطن حتى يصلوا ما يربوا إلية.
ويجب على الحكومة السودانية ان تغير سياساتها القديمة مثل الاعتماد على الغرب ومجلس الامن والتجمعات الاقليمة ودول الجوار وأرجو ان تهتم بالحوار الداخلي وتنفيذ بنود المبادرة بصورة حقيقية واتباعها بلقاء دارفوري دارفوري.
{ يرى كثير من اهل دارفور ان الحوار بينهم لا يحل القضية لان المشكلة الحقيقية تكمن في التنمية والوضع الامني بدارفور؟
موضوع التنمية في دارفور مهم جداً لحل القضية ولكن الآن نحن تجاوزنا هذه القضية لان هنالك حرب دائرة وهنالك ابعاد سياسية للقضية فأي حديث عن التنمية دون توفير الأمن المسائل سابقة الذكر لا يجدي نفعا، وحل قضية دارفور يكمن في ثلاثة محاور:
- الحركات المسلحة.
- الحوار الدارفوري الدارفوري.
- اعادة النازحين واللاجئين.
و لا بد من فصل المحاور من بعضها البعض والربط بينها لن يفضي لسلام فمثلاً اللاجئون داخل المعسكرات نجد ان بعضهم يبرر لجوءه بسبب الحكومة وآخرون بسبب الجنجويد وفئة اخرى يقولون انهم دخلوا بسبب الحركات المسلحة وهذا يعني ان هنالك آراء متباينة داخل المعسكرات في الداخل والخارج ولهذا لا بد من الامن وتعمير القرى والتعويضات فاذا تم تنفيذ هذه المطالب فالحكومة ليست ملزمة ان تتعامل مع الحركات المسلحة.
{ لكن الحركات المسلحة هي التي تسيطر على مناطق اللاجئين والطرق؟
هذا غير صحيح ويجب ألا نرهن قضايا النازحين بالحركات، الآن هنالك مناطق لا توجد بها حركات مسلحة لماذا لا تبدأ التنمية بها.
وعلى الحكومة ان تبني قرى مثل التي تمت في مروي أو قريبة منها والحل الثاني هو الحوار الدافوري الدارفوري والهدف منه ازالة الصراعات الداخلية بينهم.
وثالثاً.. الدخول في مفاوضات مع الحركات المسلحة لمناقشة القضايا السياسية.
{ هنالك تأثير كبير على قضايا السودان من قبل دول الجوار ما تقييمك هل لدورها في حل قضية داوفور؟
دور دول الجوار تخريبي ولا يوجد اي دور جيد لها وبعض دول الجوار مواقفها غير واضحة ويجب ان نتعامل معها على حسب المصلحة وبدون استثناء.
هنالك اتهامات الى ابناء دارفور بإثارتهم للقضية ما مدى صحة هذه الاقوال؟
من هم ابناء دارفور الذين يثيرون المشاكل، وهؤلاء موجودون في المؤتمر الوطني والأحزاب السياسية المعارضة وآخرون في الحركات المسلحة وغيرها من المنظمات الاخرى. يجب ان لا نطلق التهم جزافاً.
{ ما رأيك في المطالبات بالاقليم الموحد لدارفور؟
هذه المطالبة فتنة اخرى وهي جاهزة وستؤدي الى كارثة وربما تكون من اكبر الكوارث في السودان ولهذا يجب التأني في موضوع الاقليم الواحد واذا كانت الناس تريد ذلك من الافضل ان يكون هنالك استفتاء حول وحدة الاقليم وانا شخصياً ارفض هذا الاستفتاء واذا كان هنالك ضرورة لايجاد نظام خاص لدارفور لماذا لا تتم اعادة النظر في النظام الفيدرالي كله للسودان والرجوع للنظام الاقليمي؟!.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة