على المهمشين التفكير بجدية في التغيير
محمد يوسف خاطر
منذ تكوين الدولة السودانية الحديث بعد عام 1820سودان محمد علي باشا مرورا ما بعد 1956 الدولة السودانبة بعد الاستقلال اسما لم يحظ الوطن ولا الشعب بحكم ابنائه الحقيقيين الاصليين المخلصيين لها فكرا ومنبعا معظم الذين تولو امرها اما هم من صناعة المستعمر مثل الطائفية او الذين عملوا كخدم لها وفي الحالتين هم اتباعها
لذا آن الاوان للاغلبية الخاملة المعزولة المقهورة المغيبة ارادتها في الاطراف والوسط بأن ترتب نفسها وتنظمها وتحول اليأس الى عزيمة والخمول الى فاعلية وتشكل خلية تغيير واحدة كالنحل تتجمع فيه غالبية المهمشين في الجنوب و الغرب والشرق والوسط وشمال الشمال لاحداث تغيير حقيقي يستوعب التنوع الذي يذخر بها السودان ويكون هنالك احترام واعتراف متبادل بين جميع تلك المكونات ولنحافظ على الدولة السودانية قي وحدتها كأمة عظيمة لها الريادة في وسط القارة الافريقية والعالم
اذا لم نفكر بهذا الاسلوب ونعمل لها ونفرز لها من الجهد والحيز ستفرز وتفرض علينا واقع جديد قد لا نتمناه ولكن حتما سيأتي بفعل تفكير الذين ادارو الدولة السودانية بعقلية لاتمثل رجالات الدولة لأنهم منذ الاستقلال مدمنين بعدم الوفاء بالعهود والمواثيق والالتزامات ذلك هو سبب اغلب ازمات الوطن
لذا نريد جيلا جديدا فاعلا لا يكون اسيرا للماضي حتى لانضيع الحاضر والمستقبل بل نستفيد منه ونتقدم الى الامام لاحداث التغيير الايجابي الذي يتشوقه وينتظره ابناء وطني لا نفرق بين ابناء هذا الوطن الكبير بل نجمعه ونسعى لوحدتها لبناء امة عظيمة كما كانت في سابقاتها وهي ارض لاعظم حضارة انسانية وهي امتداد لسلسلة الانسان الاول
ولن يحدث التغيير الا بتضامننا وتكاتفنا وعزبمتنا ودقة تنظيمنا وصلابة ارادتنا وايماننا بالتحديات وكسرها والنظر قدما الى مبتغانا الذي نرنو اليه لأن المقاومة لهذا سوف يكون شرسامن قبل الذين تشبثوا بها منذ 1956 بل يكون اشدة ضراوة من الذين هم الآن في دفة السلطة لأن هناك اقلية وهي التي تستفيد من هذه الوضعية وتتعامل مع الدولة السودانية كدكان لها وتتداولها فيما بينها ولا يريد لأبناء الوطن الآخرين الاقتراب منها اوختراقها لذا لابد من الجهوزية والعدة لها بقدرحجمها والاستعداد التام لمجابهة المقاومة بجميع اشكالها المختلفة
اما اذا لم نتقدم لتحمل المسئولية الكاملة لاحداث التغيير فان البديل القادم في ظل فرض ثقافة واحدة ودين واحد ورؤية واحدة وشكل واحد للحكم في وسط يذخر فيه التنوع الثقافي والاثني والديني بدلا من التعاون والتفاعل يتحول الى التنافس ثم الى التدافع ثم الى الانفصال لتجد لها اطارا مستقلا للتعبير عن نفسها في ظل انسداد افق الذين استحوذو على ادارة الدولة السودانية وهذا ما نحزر منه في براثن العقلية القديمة التي لا ترى الا مور الا من خلال مصالحها الذاتية فقط
من الضروري جدا بل من الحتمي التوجه بجدية نحو احداث التغيير للحفاظ على هوية الامة السودانية بتنوعها وحدودها الجغرافية وفي ذلك مصدر قوتنا وعزتنا ورمز كرامتنا والا نسمح ونعطي الفرصة للأقلية المتسلطة لتمزيق امتنا وتشتيتها متشبثا على مكتسباته ومصالحها الخاصة نحتاج جيلا يسعى ويحركه دواخله لعمل التغيير الحقيقي ليست لديه حواجز نفسية لاسقاطات الماضي بل جيلا مثقفا مدركا للحراك من حوله متواصلا مع الآخر مستفيدا ومتفاعلا ومتعاملا مع التكنولوجيا ويعطي قيمة للانسانية وللحرية معنى وحياة وقادرا على تحمل المسئولية بشجاعة
اما الذين يتربعون على الساحة ويظنون انهم الى مالا نهاية نذكرهم بان يستعدو لمرحلة التغيير القادم انه آتي سواء كانت تغييرا فجائيا او تدريجيا نريد وطننا يستوعب ويجمع كل مكونات الامة الوافرة بثقافاتها المتعدد المتنوع لتكون رمزا ونموذجا للحضارات الانسانية
نسعى لتغيير يحرم الآخر ويتعامل معه وفقا لمصالح مشتركة وقيم مشتركة وتواصلا للثقافات وحوارا معها وصولا الى القيم والمبادئي الانسانية المشتركة تغييرا يقدس الحرية والديمقراطية بكل جوانبها ويحافظ عليها ويعطي الاولوية للانسانية
|