|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
قضية مسرحي الشرق سياسية أم إنسانية ؟؟؟
لقد ظلت قضية مسرحي جبهة الشرق هي غُصّة بحلق الإتفاقية التي تم توقيعها بين حكومة السودان ومقاتلي شرق السودان في أسمرا ولقد أفردت الإتفاقية معالجات لمقاتلي الجبهة تحركت بين التسريح مع التعويض والتسكين بالخدمة المدنية ولقد ظل ملف المسرحين معلقاً لا يُراوح مكانه وفتح الباب كثيراً لتدخلات خارج طرفي الإتفاق لمحاولة الحل أو التسويق للقضية وإلمح الناطق الرسمي لجبهة الشرق صلاح باركوين للأجهزة الإعلامية مؤخراً بوجود جهات تحاول خلق معارك جانبية مع الجبهة عبر القضية محل النقاش ولم يُسمي تلك الجهات مع الإشارة لتقاعس (حكومي) تجاه الحل ... والملف بحد ذاته هو واحدة من إخفاقات إتفاق أسمرا لضعف الحلول الموضوعة له وضعف آليات حله وتنفيذه بما سيرد بمقالات لاحقة لتحليل ضعف البنية القانونية والسياسية لإتفاق أسمرا بملف المسرحين , ولكن يبقى السؤال الهام على من تقع مسئولية حل القضية ؟؟!!! المسرحون لا رابط يربطهم بالحكومة إلا الإتفاق وعبر قياداتهم السياسية التي إستنزفت طاقاتها وقدراتها السياسية على قلتها وضعفها في صراعات هيكلية داخلية هددت ومازالت تهدد بشق التنظيم إن لم تكن قد شقته فعلياً وبين موسى محمد أحمد ود.آمنة ضرار تختلط أوراق الحل وتضيع معالمه وينال المسرحون جزاء سنمار وينهد عليهم حصان طروادة بعد ان أوصل قياداتهم للقصور الرئاسية والمجالس والوزارات هؤلاء الجنود هم الذين قاتلو لاجل القضية وذاقوا مرارات الجوع والعطش والبرد القارس بخنادق الجبهة لا يطلبون إلا إيصال صوت قضية الشرق إلى أعلى مجالاتها السياسية وإنصاعوا من بعد ذلك للتسوية السياسية التي تمت ولم ينالوا فيها إلا فتات العطاء الذي مازالوا يزحفون بين البيوتات والمكاتب والأجهزة بجثاً عن حل ولاحل إلا الوعود فقط , الجالسون على مقاعد المناصب الدستورية بمختلف مواضع المسئوليات من جبهة الشرق ــ للأسف ــ لم يولوا القضية الإهتمام الملائم والمعقول لحلها فأولئك الفتية هم أهل القضية الحقيقية وفشل الجبهة في حل قضيتهم هو مؤشر سياسي سالب ورسالة للشارع بشرق السودان بضعف آليات الحل بجبهة الشرق تجاه قضاياها الداخلية الذي يقود إلى عجزها المفترض عن حل قضايا أكثر تعقيداً وأعظم حالاً فمن لا يملك الحل لنفسه ولاجهزته يعجز من باب أولى عن حل قضايا الآخرين ويعجز بالتالي عن حلحلة قضية الشرق البالغة التعقيد برسوب قيادات الجبهة السياسية بأول إختبار سياسي حقيقي هو إختبار وبنفس الوقت هو واجب عليها تجاه منسوبيها من المسرحين , هو واجب إنساني أكثر منه واجب سياسي فالمقاتلين يرمون بحمولهم المطلبية على قياداتهم التي يقع عليها واجب أرجاء خلافاتهم التنظيمية والتوحد تجاه حل تلك القضية الإنسانية ومسألة تسكين المسرحين بالخدمة العسكرية أو المدنية أمر يثير الدهشة فهذا الواجب هو واجب إنساني على الدولة فمسألة إيجاد وظائف لهم هو واجب لا يحتاج إلى إتفاقية لتنفيذها ولا تسوية سياسية فهو واجب على الدولة بعيداً عن وجود إتفاقيات أو خلافة , والإتفاقية التي حملت لأبناء الشرق الأمل بالتعيين المدني والعسكري لكل أبناء الشرق هذه الإتفاقية تعجز عن تعيين عدد يسير من المسرحين فالعجز عن تنفيذ بند (خاص) تعجز بالتأكيد عن تنفيذ بند (عام) بتعيين أبناء شرق السودان فب الوظائف المدنية والعسكرية والقضائية هذه الإشارة تصيب بشكل أو آخر الطرف الآخر من الإتفاقية الذي يتضاعف عليه الإلتزام بحل القضية ولو لم يشارك هو في تعطيل الحل ولو كان بريئاً كامل البراءة من تهمة تعطيل تنفيذ تلك الجزئية من الإتفاق إستناداً لتصريح الناطق الرسمي صلاح باركوين بأن التأخير يرجع لأخطاء إدارية شارك فيها المسرحون نفسهم , فحتى لو كان الأمر كذلك فهذا لا يعفي الطرف الآخر في الإتفاق من السعي الجاد لحل القضية لتبييض صفحة الإتفاق وتطمين أبناء الشرق بجدية الحكومة تجاه حلحلة قضايا الشرق إتفاقاً أو إلتزاماً سياسياً وإنسانياً ...فهل من مهتم ؟؟؟؟
أحمد موسى عمر ــ المحامي
[email protected]
|
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع