|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
المستقبل يتشمم رائحة التاريخ.. والمجد لـ «الأرشيف»
هاشم كرار – جريدة الوطن – الدوحة قطر
يوم انتصار باراك أوباما كان «يوم الصحف».
الصحف الأميركية، اضطرت، أمام اقبال ملايين القراء على «الصحافة المطبوعة» ان تزيد طبعاتها بالآلاف.. عشرات، عشرات الآلاف، بل مئات الآلاف.
المشهد، كان لافتا جدا: طوابير طويلة من القراء ظلت تطول، وتطول امام، وصول، ووراء امام مكاتب كبريات الصحف: تحديدا «واشنطن بوست».
باراك، إذن، لم يغير فقط أميركا، وانما أعاد للصحافة الورقية مجدا، اخطتفت جزءا منه الصحافة الالكترونية.
المجد لـ «الارشيف».
وبالطبع، للصحافة الالكترونية «أرشيف»،لكنه ارشيف، لن يبقى، في متناول الشاشة الصغيرة، لعقود.. وعقوده ذلك هو الفرق، بين الصحافة الورقية، والالكترونية: الاولى تبقى في متناول اليد، برائحة ورقها، وحبرها.. ورائحة دم واعصاب وخيالات وعقول صحفييها وكتابها.. وستبقى فيها رائحة الحدث.. وفي حالة «انتصار اوباما» تبقى فيها رائحة، ذلك الانتصار المذهل.
ذلك، ما تنَّبه اليه، في زحمة انشغال العالم كله، بأول أسود يشق طريقه بوعي وثبات، الى البيت الابيض- العسكري المتقاعد، الاميركي فرنون شورت، وهو يزحف في الطابور الطويل، امام مكتب واشنطن بوست قال شورت: سأظل ازحف.. وازحف، حتى اول الطابور. حفيدتي عمرها الآن سنتان فقط، وأريد أن اترك لها نسخة من واشنطن بوست. هذا حدث مهم، انه الحدث الذي يحدث مرة واحدة في حياتي. انني اريد ان اقبض على هذا الحدث الضخم بيدي.. وعينيَّ.. اريد ان تقبضه ايضا بيديا، وعينيها حفيدتي، حين تكبر!
العسكري شورت، بحديثه الذي يفيض بالحب لحفيدته، قال الحديث الفصل، في الحديث الذي لا يزال يدور، والمعركة بين الصحافتين الورقية والرقمية على اشدها: الصحافة الورقية، ستبقى، لان هنالك «شيئا» اسمه التاريخ.. ولانه- كما في الماضي- فإن في رحم المستقبل، أجيال وأجيال.. وأجيال.. أجيال تريد ان تعيش التاريخ كما هو: برائحته وتفاصيل تفاصيله!
ليست مغامرة.. مني.
لا، ولا محاول للتفرس، في الغيب، بعيني دجال، أو قارئ فلك.
الصحافة الورقية، لن تموت، برغم تراجع القراء، وتراجع المبيعات وتراجع الإعلان، وهذا الثالوث ادى، بالطبع، حتى في كبريات الصحف، الى الغاء مئات الوظائف.
الصحافة الورقية ستبقى.. بل، ان «الفورة»: «فورة» القراءة الالكترونية ستتلاشى وتزول في النهاية.
وليس ذلك بسبب إلا أن القراءة الرقمية، ليست فيها تلك الرائحة، التي ارتبطت تاريخيا، بمراكز الشم عند البشر: رائحة المطبعة، بكل ما احدثته المطبعة، في المعرفة. وتغيير التاريخ.. وبكل ما احدثته المطبعة في المستقبل: معايشة التاريخ، بدمه ولحمه وأعصابه!
في الطابور...
الطابور الطويل، امام واشنطن بوست، في يوم انتصار اوباما، قالت الاميركية فرانسيسن غارنر والمطر يتساقط يتساقط انني هنا في الطابور، لاكثر من ثلاث ساعات.. وسأظل لثلاث ساعات اخرى، بل اكثر: انني اريد نسخة.. اريد بالاحتفاظ لاثر للتاريخ.. اريد الاحتفاظ بالحدث.. اريد امتلاكه الى الابد!
yes مرة اخرى، ذلك هو الفرق، بين الصحافتين: الورقية، والرقمية.
المجد لـ «الارشيف»
انه والذي يبقى، لينفع «الاحفاد»، أولئك الذي هُم- في النهاية- يخرجون من رحم الماضي.. من رحم التاريخ!
yes سيذهب الزبد..
وما الزبد، هنا، في المقارنة بين الصحافتين، الا.. الا الصحافة الرقمية! |
|
|
|
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى bakriabubakr@cox.net كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع