دولة الخلافة الاسلامية .. هل تعود من امارة السودان ؟!!
رؤية في ايدلوجية حزب التحرير
هل تنقص السودان الصراعات العرقية ، والفكرية ، والمذهبية حتى تصب الحكومة الحالية الزيت على النار بالسماح لحزب سياسي متطرف في فكره ونهجه بممارسة نشاطه علناً داخل السودان ، بل واتاحة الفضاء الاعلامي له للترويج لإفكاره وشعاراته الجذابة المقنعة للبسطاء من اهل السودان . فهل غاب عن الحكومة غايات حزب التحرير الواضحة - في شعاره الذي بثه التلفزيون السوداني - بجعل السودان ولاية من ولايات الخلافة الاسلامية ، ام ان الحكومة توفر الملاذ الآمن لهؤلاء نكاية ومكايدة في الغرب ، دون ان تفكر في عواقب ما قد يقوم به هذا الحزب بعد انجاز مرحلته الأولى من تثقيف وترويج لإفكاره ، وزيادة عدد اتباعه ومناصره المؤمنين بفكرة الخلافة ، وتفاعلهم معها في وجوب اعادة الاسلام للحكم ، تأتي مرحلة استلام السلطة في السودان بتكفير كل من لا يتبع منهجهم وطريقتهم ، وإعلان الجهاد وطلب النصرة من اهل القوة والمنعة القادرين على قلب النظام مثل ضباط الجيش ورؤساء القبائل .. ومن ثم جر البلاد الي مزيداً من الحروب والصراعات الدموية ، وليس ببعيداً عنا تجربة حكومة الانقاذ - نفس النمط والطريقة – من وراء الشعارات والخطب الاسلامية عبثت (الجبهة الاسلامية) بالقلوب والعقول ، فكثُر اتباعها ومريدوها من كافة قطاعات الشعب السوداني .. وبعد ان استلموا السلطة بمعاونة ونصرة الجيش ، تركوا الاسلام ونهجه القويم وراء ظهورهم ، وفتنوا بالدنيا وزينتها ، وسعوا في البلاد فساداً ينهبون الخيرات ، ويقتلون العباد .
وقد يقول قائل من حزب التحرير في السودان :" أننا حزب سياسي إن كنا نسعى الي استلام السلطة فذلك لن يكون الا عن طريق صناديق الاقتراع " ، ولكن هذا ما تكذبه إيدلوجية الحزب الذي يهتم بالنوعية لا بالكمية في استقطاب اعضائه ، فكثرة الاتباع إن كانت لازمه للفوز بالانتخابات ، إلا إن ذلك لا يهم حزب التحرير ، الذي يركز على استقطاب نوعية منتقاة من اصحاب النفوذ والقوة ، وذلك للوصول للسلطة في اقل وقت غالباً ثلاث سنوات (كما يقولون ) ، وهو حزب مناهض للديمقراطية والرأسمالية ، وله ايدلوجية لا تستبعد استخدام القوة للوصول الي غاياته إذا ما لزم الامر .
وما يدعم تخوف الكثيرون من نشاط هذا الحزب المحظور في كثير من الدول العربية والاسلامية طبيعة عمله السرية ، وعدم معرفة الكيفية التي يقوم بها هذا الحزب بتمويل نشاطه السياسي العالمي ، واشتراك عدد من افراده في محاولات انقلابية في الاردن ، سوريا ، مصر ، تونس ، والعرق .. وانشقاق جماعات اكثر تطرفاً منه كجماعات (المهاجرون) التي تقوم بتدريب المسلمون للقيام باعمال تفجيرات في الغرب .
تأسس هذا الحزب على يد القاضي الشيخ تقي الدين النبهاني في القدس في 1953 ، وقد خلفه بعد وفاته في 1977 الشيخ عبد القديم زلوم وهو خريج جامعة الازهر الشريف ، وهو فلسطيني من مدينة الخليل ، وقد بقى في امارة الحزب حتى تنحية عنها في 2003 ، وقد توفى بعد تنحية بفترة قليلة .. اما اميره الحالي فهو المهندس عطا ابو الرشتة ولد بالخليل ويعيش في الاردن .. وتمثل لندن المركز الاعلامي الرئيسي حيث تصدر منها المنشورات الدعائية والكتب وتوزع دولياً .. ولهذا الحزب ناطقون رسميون في عدد من الدول الاسلامية ليس من بينها دولة عربية واحدة عدا السودان ، وإن كان له ممثلين اعلاميين في عدد من البلدان الاسلامية وغير الاسلامية .. وحالياً يعتبر ابراهيم عثمان (ابو الخليل) ناطقاً رسمياً لهذا الحزب في السودان ، وكان من قبله على سيد ابو الحسن امام مسجد الصحابة بالخرطوم .
واخيراً نرجو ان يساهم اهل الحكمة والرأي السديد في كشف المستور في فكر هذا الحزب وتبصير اهل السودان بخطر تنامي وتفشي نهجه .. وندعو الله ان يحفظ السودان من الفتن الطائفية والمذهبية والعقدية .
والله من وراء قصد السبيل
الصادق الفكي
انجلترا
18/11/2008
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة