صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


حـزب المؤتمر الوطني الحاكم .... إشكالية العقيدة والأخلاق / مصعب المشرف
Nov 19, 2008, 01:45

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

حزب المؤتمر الوطني الحاكم ..

إشكالية العقيدة والأخلاق

 

 

 

مصعب المشـــرّف

[email protected]

 

لاحاجة للتذكير بأن حزب المؤتمر الوطني الذي أعلن عن نفسه رسميا إثر إنقلاب القصر عام 2000 على زعامة الترابي .. لا حاجة للتذكير بأن هذا الحزب قد تبنى الأصولية الإسلامية كمنهج عقائدي سياسي وقدم نفسه للشعب على هذا الأساس ووفقا لإطاره .......

ثم طوّر الحزب من فكره السياسي فأعلن قبوله بالتعددية في الممارسة السياسية ....

وجاء تطور لاحق أعلن فيه الحزب تبنيه للمشاركة في السلطة ..

وهو مقبل الآن نحو تكريس مبدأ تداول السلطة من خلال الانتخابات القادمة .....

وبغض النظر عن كيفية إدارة هذه الانتخابات ، وما يقال سلفا من جانب المعارضة حول شفافيتها ؛ فهذا جانب آخر لا يدخل ضمن أهداف هذا المقال.

ربما كانت المعضلة السياسية لأي حزب هي الأسهل ، وأقل شأنا إذا ما جرى مقارنتها بالمعضلة العقائدية والأخلاقية.

المعضلة السياسية يمكن حلها جزئيا ، وتجاوزها بعدة سبل ذلك أن مساحة المناورة هنا تبدو باتساع الفلك والمجموعة الشمسية.

ولكن تبقى المعضلة العقائدية هي المشكلة في مواجهة الأنظمة السياسية التي تتبناها . وحيث لا توجد هنا مساحة رمادية ممكنة مقنعة بين الأبيض والأسود... وكذلك الحال بالنسبة للمعضلة الأخلاقية وإن كانت الأخلاق مطالب بها في حدها الأدنى للإنسان العادي فإنها تبقى مطلوبة على نحو مثالي في مواجهة الأصولي المسلم أو غيره.

لقد ظل الترابي حينا من الدهر يناشد ويطالب ويشجع الناس على التضحية بفلذات اكبادهم للجهاد في سبيل الله والاستشهاد في الجنوب وغير الجنوب .. وحين سأله الناس لماذا لا يرسل ولده هو إلى الحرب في الجنوب اجاب كأنه يستعبط :

-        "انه ولد عاق" !

وكأنّ ولده مخلوق من طينة المِسْكِ وأولاد الناس من طينة الخَبَالِ .... فكان هذا سقوط اخلاقي غير مبرر ....

ثم وبعد إزاحته عن السلطة اصبح الترابي وبنفس الحماس والقوة التي كان يطالب الناس فيها بالجهاد والاستشهاد . ويمنحهم براءات وبطاقات دخول الفردوس الأعلى بلا سؤال ولا حساب .... أصبح يسخر من الجهاد في الجنوب ويعلن أن من يموت هناك إنما هو في حقيقة الأمر "فطيس" .... وكان هذا السقوط الشامل في العقيدة والأخلاق معاً ، من جانب عراب الحركة الإسلامية في السودان.

.........  

حتى النظريات والعقائد الوضعية من أمثال الشيوعية عانى أتباعها من هذه الإشكالية . وسَخِرَ مُعارضوها في الغرب الرأسمالي من نظرية كارل ماركس حين أضطر لينين إلى تعديلها وفقا لما عرف لاحقا بالماركسية اللينينية.

وبالأمس حين حاول الملك قسطنطين تبني منهج عقائدي سماوي في الحكم  من وحي أقوال الإنجيل يدعم به الفكر الروماني الوثني المتهالك ؛ ومستغلا موجة التعاطف التي سادت أوروبا تجاه النصارى نتيجة التمادي في اضطهادهم .  فوجيء بأن عليه الفصل الحاسم ما بين العهد القديم والعهد الجديد من جهة ثم عدة مذاهب متباينة داخل النصرانية نفسها من جهة أخرى ..... وفوجيء كذلك بأن عليه الخلط بين تعاليم الإنجيل وكثير من قناعات وثنية سائدة للدولة الرومانية حتى يحتفظ لنفسه بالسلطة ويرضي مراكز القوى الوثنية والحرس القديم في بلاطه . فسايره في ذلك بعض المنتفعين من رجال الدين النصارى بغرض الحصول على عصا السلطة وأموالها ، لتمكينهم من الانتقام والبطش والتشفي من خصومهم في المذاهب النصرانية الأخرى . فأنتج هؤلاء للبشرية من داخل مجمعهم الشهير (مجمع نيقية 325م) مذهب الكاثوليكية المعروف.

أما التوارة فقد كان حاخاماتها من اليهود أكثر براجماتية ، فأراحوا أنفسهم وملوكهم بالتحريف والتبديل على نطاق واسع ، منذ أن فرق الله عز وجل بينهم وبين موسى عليه السلام ودخولهم إلى التيه .. ودون حاجة لعقد مؤتمرات ومجامع كما أضطر إلى فعله النصارى... وكذلك حيث لا يعترف اليهود لغير اليهودي العرق باليهودية... علما بأنه هناك فرقا جذريا بين "اليهود" كشعب ،  وبين "بني إسرائيل" ..... وحيث اليهود هم من العبيد في مصر الذين ((هادوا إلى الله)) مرافقين لموسى عليه السلام في الخروج من مصر .. أما "بني إسرائيل" فهم المنحدرين أبا عن جد من صُلبِ يعقوب (إسرائيل) بن إسحق بن إبراهيم عليهم السلام ... وقد افلح شذاذ الآفاق من نسل الشعب اليهودي فيما بعد بالضحك على دقون العالم وجعلوا أنفسهم جميعا "بني إسرائيل" .. وإسرائيل عليه السلام وأبنائه الأسباط الإثنى عشر أشرف أصلابا منهم وأرفع .

.............

ولكن !!! وفيما يتعلق بالإسلام فإن كل من تبنى النهج الأصولي في مجال الحكم والأخلاق لابد من أن تواجهه معضلة حقيقية في توجهاته هو قبل غيره ..... فالإسلام شريعة وسنة وفقه وعبادات وإلى غير ذلك وبالجملة دين متكامل لايمكن فصله عن الحياة وبحيث لا يستطيع الحاكم أن يدعي التعلق بإهابه من جهة ويحكم بغيره من جهة أخرى أو يدعي الإيمان من جهة ولا تصدق أفعاله أقواله ولا أخلاقه . فالدين الإسلامي كان ولا يزال بمثابة كتاب مفتوح للجميع لي ولك ولجماعة الأخوان المسلمين على حد سواء .. وقد عصم الله عز وجل القرآن من التبديل والتحريف والتعديل ... ولا يَصْلُحُ لاجتياز عقبات حلاله وحرامه وأخلاقياته عقد مَجْمَعٍ أول ولا ثاني ولو عُقِدَ هذا المجمع في البيت الأبيض ، أو تحت سلطة ملك تدين له كل المجموعة الشمسية ودرب التَبّانَةَ بالخضوع والولاء.

وبالتالي لا يستطيع أحد أن يخفي المصحف داخل خزانات المساجد كما فعل اليهود من قبل بالتوراة ... أو يخرج علينا بإنجيل معدل من صنع البشر صيغ على الهوى وحسب المصالح كأحد مخرجات مجمع نيقية 325م.

والآن وبعد ثمان سنوات من الحكم ، تبقى مشكلة العقيدة الإسلامية التي يتبناها المؤتمر الوطني وكأنها الجرس المعلق على عنق القط .... وتبقى سيرة بعض كوادره بتصرفاتهم المجافية للإسلام كأنّهم كَعْبُ أخِيل هذا الجزب.

فالحزب يصر في أدبياته على أنه حزب أصولي إسلامي لاينفك منتسبيه عن التهليل والتكبير والتبشير بالوعد الحق ... وقد اصبح هذا المنحى في الاتجاه المعاكس مدعاة لإحتجاج عامة الشعب والخَلْق عليه بأن أفعال عديد من كوادره والمحسوبين عليه لا تصدق أقواله .

.................

ولا تكمن المأساة في إشكالية العقيدة هنا على تبني شعارات إسلامية من عدمه أو وجود علامات سجود فوق الوجه وَلِحَىَ تحته أو حرص كوادر الحزب على الصيام ومنح الصدقات وتوزيع جزء من الزكاة (علناً) أمام عدسات الصحافة وكاميرات التلفزيون وأداء الصلوات في جماعة أثناء الدوام الرسمي . أو حين تحل أوقات أدائها الضرورية خلال التجمعات والاحتفالات العامة ..... فليس هذه جميعا بميزة أو تمَـيُّزٍ في دولة يدين الغالبية العظمى من شعبها بالإسلام .. فالجميع الفتيات والنساء والصبيان قبل الرجال يصومون الإثنين والخميس والستوت ويؤدون الصلاة في خشوع تقوى لله منذ 1350 عام قبل مجيء الأخوان وحزب المؤتمر للسلطة ... وسيظل الأمر على هذا النحو كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

إذن اين تكمن المشكلة ؟؟؟

تكمن المشكلة ببساطة في أن الفرد أو الجماعة حين يجري تبنيهم لعقيدة الإسلام منهجا ، فيجب ان يدركوا بداية ان جميع تصرفاتهم وخطواتهم ... أفعالهم واقوالهم تصبح محسوبة ومراقبة على نحو لصيق . ويجري قياسها ووزنها على ميزان كتاب الله وسنة رسوله وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده. وأن كل نقيصة  في هذا الجانب تصبح سهما مرتدا بقوة وشديد الوطأة على صدر هذه الجماعة ؛ فهل يدرك الجماعة هذا ؟

بالطبع يدركون . ولكن المشكلة تكمن في انها ؛ وبعد وصولها إلى السلطة اجتمع حولها نفر من شذاذ الآفاق وسقط المتاع لا علاقة لهم بالمنهج الإسلامي ولا يشكل هذا المنهج جزءا من قناعاتهم الداخلية في الماضب ولا الحاضر أو المستقبل . ولكنهم مثل الذباب لا يجتمع إلا حول العسل ...

استغل هؤلاء حاجة الحزب إلى كوادر عاملة مساعدة تتصل بالجماهير فجاءوا يعرضون خدماتهم وقد انسلوا كأنهم يأجوج ومأجوج من كل حدب وصوب . وشيئا فشيئا نبتت اللّحَىَ الشيطانية على جانبي واسفل الوجوه وظهرت علامات السجود على الجباه ، ولبسوا القصير والعمائم وجاء كل منهم يحمل سجادته ونعليه في يده .. أين كانوا ؟؟ ومن أين جاءوا ؟؟ لا أحد يدري .. وربما غدا يذهبون فجأة ويختفون بمثل الطريقة التي جاءوا بها ..

كان هؤلاء فيما مضى أناس عاديين يلبسون القميص الأفرنجي والبنطال ويحرصون على حلق الذقن كل صباح ، وترك شعر الرأس على هيئة اعضاء فرقة جاكسون فايف الغنائية ، يعيشون شبابهم بالطول والعرض ويدمنون سهر الليل يرقصون في حفلات الأعراس ويغازلون الجنس الثاني والثالث على حد سواء بحسب المزاج ، وبكل الفخر والمجاهرة بالإثم وشفافية صفحات الكتاب المفتوح .. ولكنهم فجأة اكتشفوا جزيرة الكنز  وتعرّفوا إلى سر المهنة ومصدر السلطة والمال في عهدها الجديد . فتبدل الحال من حيث المظهر وظل القلب فارغا من الإيمان أو أشد فراغا من قلب أم موسى.

تغلغل هؤلاء المنافقون بين اللحم والعظم والشحم والعروق وأصبحوا للأسف مصدر ثقة وهمزة الوصل بين الحزب في قمة هرم السلطة وبين الشعب .. يرى فيهم الشعب أفعالا وأخلاقا منافية للإسلام وحتى جاهلية مشركي مكة ورأس النفاق في يثرب .... ويظل الشعب يقارن بين هذه الأفعال وبين منهج الحزب وأدبياته المعلنة فيتعجبون وتعقد ألسنتهم الدهشة كأنهم في مواجهة حالة من الشيزوفرينيا العقائدية ...

كل هذا وغيره وأكثر منه يحدث ، ويلمسه الشعب في الطرقات ويعاني منه ، وإن كان الحزب في برجه العاجي لا تتبنى قياداته ومخططي الإستراتيجية فيه ذلك ، فإن العبرة تبقى في الممارسة العملية وليس صياغة أدبيات مستوحاة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دون أن يكون لها تطبيق على أرض الواقع.

ولأجل هذا أرى أن حزب المؤتمر الحاكم بات الان يواجه إشكالية وتحدي حقيقي في مجال العقيدة والأخلاق ..... وحيث بات الوهج الديني الذي جاء به يفقد بريقه شيئا فشيئا ويتخطى الأيدي ليتحول إلى سراب . مما يعني أن الأرضية التي يقف عليها يتهددها الآن التضعضع بعد التآكل.

وشاء الحزب .. أيّ حزب ... أو لم يشاء . فإن تصرفات المنتسبين إليه تكون محسوبة وتضيف إلى رصيده أو تخصم منه .... وربما لو صدر عن عضو في حزب علماني حاكم تصرف مَّـا ، يمسّ جانب العقيدة والأخلاق عموما ؛ لربما لم يجد ردة الفعل السلبية نفسها التي يجدها نفس التصرف لو صدر من عضو وكادر قيادي في حزب يتبنى الشريعة الإسلامية ويدعي أفراده التدين والخشية من الله . ويتجولون في الأزقة والطرقات مهللين مكبرين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في الوقت الذي يكونون هم في حقيقة الأمر الأشد حاجة إلى سلوك الطريق القويم ومن يرشدهم إلى الصراط المستقيم .

.............

ولقد جاءت مأساة اغتصاب الطفل حمادة على يد شاب مشهود له الانتماء إلى كوادر النظام الحاكم  ويدّعِي التمسك بالدين الحنيف ، جاءت جزئية تعزز ورطة الحزب . ومثالا سافرا على وجود هذه الإشكالية في مجال العقيدة والأخلاق . وحيث لا يعقل أن تنهى أمانات الحزب المتخصصة وأدبياته عن خلق وتأتي كوادرها الملتصقة بالجماهير بمثله وأبشع.

في عالم الطب وحين يصاب أحد أعضاء الجسد بالغرغرينة فإنه لا يجدي التستر عليه والإكتفاء بلف الضمادات حوله . ولكن العلاج يكون على قدر المصاب .. ومن ثم فإن جماهير الشعب لا تطالب هنا بفصل راس مدرب السباحة المتدين عن جسده . ولكن على الأقل تطالب بتوقيع العقاب الناجز وفقا لبنود ومواد القانون الجنائي الذي يفترض أن يحاكم به كل مجرم سواسية.       

لقد أثارت ماساة اغتصاب الطفل حمادة ولا تزال الكثير من الجدل والنقاش في الشارع السوداني . وعَمّ الذعر والخوف كافة بيوت الأسر السودانية تقريبا . ولاشك انها ستؤدي إلى ترديات كثيرة وسط مناخ بات سائدا فيه القناعة بأن الجاني قد تم التراخي في شأن إصدار العقوبة التي يستحقها لأسباب تتعلق بإنتمائه للنظام الحاكم .....

وعلى هذا النحو فقد بتنا وكأننا نرزح في ظلال قوانين النبلاء والعبيد في روما وسكسونيا أو في صدر عصر احتلال التتار لبغداد ودمشق . وعلى نحو بات يفعل فيه عضو وكادر الحزب الحاكم ما يشاء وكيف يشاء ، دون أن يجد احدا يجرؤ (وإن اعترف بالجرم) على مساءلته ومعاقبته وفقا لمواد وبنود القانون الوضعي ناهيك عن الشرعي . في حين تطبق أقصى عقوبات القوانين الوضعية وحدود الشريعة كما جرى النص عليها وأنزلت على غير المنضويين تحت رايات الحزب منذ الجلسة الأولى ومهما كانت الخلفيات والظروف والأسباب وربما جرى الحكم أحيانا بمجرد الشبهة .....

ربما كان ولا يزال الإغتصاب الجنسي للأطفال الذكور على نحو خاص أمرا مشاعا متكررا في المجتمع . ويجد الجاني عادة فرصته في تحقيق مآربه اعتمادا منه على ما هو سائد من توقعات شبه مؤكدة لديه بان الصبي المجني عليه سَيكْتُمُ الجِراحَ غائراتٌ في كَبدِهِ  ويخفي الأمر عن ذويه خوفا من الفضيحة . ثم تنكسر عينه بعد ذلك ويلبّي رغبات الجاني الجنسية المتكررة من وابل ضغوط تهديده له بفضحه أمام أقرانه في الحي وزملائه في المدرسة ..... ورويدا رويدا يدخل هذا الطفل المغتصب في عداد المفعول بهم عن رضا وتوافق نفسي وجنسي مع الجاني ، ويصبح مُعتادا على ذلك ومُتلذذاً .... ثم بعد فترة يفشىَ أمره على نطاق واسع وسط شلة وأصدقاء ومعارف الجاني الشاذين فيتلقّفونه ويتداولونه كالعاهرة فيما بينهم .

وهكذا يكون المجتمع قد خسر فردا سويا من افراده بعد ان دخله التشويه والتشويش ... وفي الأغلب الأعم يعيد هذا المجني عليه الضحية الكَـرّةَ فيما بعد حين يصل مرحلة البلوغ والقوة . فيبدأ هو الاخر من خلال خبراته المكتسبة في الاعتداء على الأطفال اغتصابا او بإغوائهم  ؛ انتقاما لكرامته التي أُهْدِرَتْ وهكذا تدور عجلة اللواط المفرغة ولا تنتهي.

ربما كانت ماساة اغتصاب الطفل حمادة ستمر مرور الكرام لو كان الجاني صعلوك ومرتاد سجون أو عامل حرفي بسيط جاهل وثور الله في برسيمه ، وقد تـَلَقَّىَ العقاب الرادع في ساحات القضاء ..

ولكن المجتمع صُدِمَ  أولاً وهو يقرأ أن هذا المجرم الجبان ؛ وجراء هكذا جناية لم يحكم عليه سوى باربعة أشهر ثم تُخَفّفُ العقوبة إلى شهر واحد. خرج بعدها طليقا يَهِزّ ذيله وإلْيَـتَيْـهِ ، كأنّه فتح رومينية وأنزل المــنّ والسلوى. وليعود إلى ممارسة مهنته الحساسة مرة اخرى ، وهي تدريب الأطفال على السباحة بعد أن يلبسهم المايوه ...... وبالطبع البحث وسطهم عن ضحية جديدة بعد إدمان النظر والغزل والتحَسّسْ لتلبية مزاجه النّجِسْ في ممارسة اللواط داخل الحمامات والمراحيض ، وطَافِياً على سطح الماء.

..............

وقد صُدِمَ المجتمع ثانيةً حين تواترت المعلومات بان الجاني المحسوب على النظام الحاكم .. خريج جامعي متخصص في الدراسات الإسلامية . وأنه فوق ذلك يُحَلِّيِ اسفل وجهه المُغْدِق بلِحْيَة كثيفة ؛ ويشرق أعلاه المُثْمِرُ بعَلامَةِ سِجُود بائنة للحديد النظر والأعمش على حد سواء .... يرتدي ثوب التُقَىَ والعفاف ، ويصطنع النُسْك والزهد في المطايب والملذات .... قلبه معلق بالمساجد ولا يكف لسانه عن التسبيح والتحميد .. مُخْشَوْشِنُ الكَفّيْنِ واسفل القدمين من كثرة الحرص على إسْبَاغِ الوضوء .... يرفع أصبع السبابة في يده اليمنى بالتهليل والتكبير  بمناسبة ودون مناسبة ، أو كلما التقى وجها لوجه قبالة رئيسه الأعلى ..... يغض الطرف عند مواجهته للنساء ولا يصافحهن في ايديهن .. ربما خوفا على نفسه من أن ينقض وضوءه ، أو أن يُصابَ عفافُه وطُهْره الملائكي في مقتل......

 

ذكر المحامي الذي تبرع بالسعي لإعادة محاكمة هذا المجرم أنه وبعد إطلاعه على أضابير هذه الدعوى والأحكام . وجد انه جرى الحكم عليه تحت طائلة المادة رقم (151 – 2) من قانون الجنايات .... وهذه المادة لا تختص بفعل الاغتصاب الكامل دون الرضا . وقد ذهب معظم المتعاطفين المطلعين على مواد القانون بانه كان يجب محاكمة الجاني وفقا لنصوص المواد (148– 1) و (149– 1) و (149- 2) من القانون الجنائي التي تتراوح العقوبة فيها ما بين الجلد والسجن معا لمدة تتراوح مابين سبع سنوات وعشر سنوات .... وحيث لا مسوغ في حالة اغتصاب الطفل حمادة هنا إلى الأخذ بالعوامل المخففة ، كون المجني عليه تحت قوامة الجاني وإشرافه . وهو طفل برئ مسالم  كان مجتهدا في دراسته ومواظبا ولا يتعدى عمره العشر سنوات.

ووفقا لما أوردته صحيفة الراي العام ، وحسب ما جرى الاستماع إليه من والدة الطفل فإن جريمة الاغتصاب قد وقعت بالفعل وباسلوب ينم على الإجرام والخداع والتخطيط عن سبق إصرار وترصد ؛ استغل الجاني ثقة الأسرة فيه لاصطحاب الطفل إلى حوض السباحة بوصفه مدربه وصديق شقيقه الأكبر . وقد اختار الجاني وقتا كان فيه الحوض مغلقا وفارغا من الرواد ، فأمر الطفل المجني عليه بالتوجه للحمامات المرفقة بالحوض لخلع ثيابه وارتداء المايوه . ثم كمن له حتى خلع ثيابه وداهمه وهو عاري وبدأ في اغتصابه ... ودليل ذلك أن الطفل ظل يقاوم وهو يصرخ من الألم مما يدل على عدم رضاه أولا . وعلى ان الجاني المُلْتَحِي قد افلح "بإيلاج الجَمَل في سَمّّ الخِيَاطِ" بكل وحشية وعنف ثانياً ...

وليت الأمر انتهى عند هذا الحد بل وعلى ما يبدو أن العشق والشبق قد أخذ بهذا الجاني كل مأخذ فلم يكتفي بمرة واحدة ولحق بالطفل وهو يعدو خارج الحمام ليمسكه ويرتمي به في الماء . ويدفع به نحو الغريق حيث لا يجيد حمادة السباحة في مسعى لإعادة اغتصابه عائما وطافيا فوق سطح الماء مستغلا في ذلك إجادته السباحة والتي للأسف وبدلا من استغلالها لإنحاز بطولات اولمبية للسودان نراه هنا يستغلها في اغتصاب تلاميذه من الأطفال وباسلوب وأوضاع لا تيستطيعها أو تمارسها السلاحف البحرية والدُولْفِـين وحتّى التماسيح  في علاقتها الجنسية مع الإناث ... ولا اخال إبليس الرجيم وسط مرافقيه وقبيلهِ من جنده حينذاك إلا وهو يقف متفرجا مذهولا يضرب كفاً بكَفْ متحسراً ، وخجولاً من نفسه على سذاجته وبراءته وحسن نواياه بالمقارنة مع تخطيط وقدرات أبناء غريمه آدم من امثال هذا "اللّوطِي المُلْتَحِي" ؛  صاحب ماركة الصلاة التجارية المسجلة على جبهته العريضة. 

.............

والآن يتبقى أمران:

1) ضرورة ان يرفع المؤتمر الوطني غطاء الحماية عن هذا الجاني تمهيدا لفتح الباب فعادة محاكته وفقا لنصوص القانون وحتى يكون عبرة لمن يعتبر ويطمئن الناس على اعراضهم وفلذات اكبادهم من الأطفال.

2) هناك شائعات شبه مؤكدة تفيد بان الجاني يعمل حثيثا وبمساعدة بعض اصدقائه للحصول على تاشيرة دخول لدولة عربية إسلامية ومغادرة السودان على عجل ريثما تهدا العاصفة وينسى الناس الحادثة .... وهو ما يتحتم على محامي الضحية ان يبادر باستصدار حكم مستعجل يمنع هذا الجاني من السفر .

3) يجب ان يدرك كل من يتستر على هذا الجاني انه وبتصرفه هذا سيعتبر مشاركا في هذه الجريمة ومسئولا امام الله عز وجل عن أداء حقوق الغير وهي ذنوب وموبقات لا يصلح فيها تمَنّي الأماني على الله عز وجل وتسلية النفس بحقيقة "أن الله غفور رحيم" فالحقوق (حقوق الخلق) لا تُـغْـفَرُ بإجماع العلماء إلا أن يقف صاحب الحق إلى جانب المغتصب في يوم الحساب فيعلن أنه يغفر ويتنازل عن حقه..... وذلك اليوم يوم عصيب .


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج