الحنين لأمدرمان (2)
ياي شول مثيانق الور , جوهانيسبيرغ
في بعض الاحيان يروح المرء ضحية لالام فراق الاحبة , و ظلم الأيام التي أحيانا يزج بالأنسان في الأحزان زكري لماضيه الأليم أو زكري لطفولته .و لقد بلغ بي الحنين الي درجة زرف دموع الرجال الغالية لماضي أيامي الأليم و الطفولة البريئة و السعيدة تأملا في أيام الدراسة و أيام أمدرمان الخالدة .
من وهج قلبي وضعت تفكيري و أيامي نحو بلدا عشقتها , زقت مرارتها و روعتها و شربت من مياهها و وولفت نفسي علي سؤ حالها لكنها سكنت وجداني الي الأبد, لعنت الطائرة التي أقلعت بي من مطار الخرطوم و حطت بي في جوبا ثم نيروبي فجوهانيسبيرج , و قلت الحمدللهه للمغادرة , و لكن يا ليتني لم أقل ذلك , بعد بضعة شهور وجدت نفسي أسيرا بين الزكريات و الوحدة الشقية و كابة الايام .
أنها أمدرمان أمان عشقناها طوال زمان لن ننساها و أن نستنا أمدرمان لن ننساها أبدا , في منفاي الاختياري وجدت نفسي أتوه سارحا بين الثورات و شارع الوادي و النص و الموردة و كل ما كان أجتماعيا بين أهالي أمدرمان , الثورة و الطفولة و غرائب الوادي الحنين و ساعات النهار من شارع المدارس الي الأهلية و المهداوي و خور شمبات , علامة يرسمها طلاب المدارس الثانوية و هم يطلبون المساعدة من أصحاب السيارات الخصوصية بتوصيلهم .
الظمأ و طول الطريق و صعوبة المواصلات العامة كلها كانت عكس التطور الطلابي , و الظر أننا عشنا أيام و سنين قصيناها ي النزاعات مع الكماسرة و حاصة كماسرة الدفارات و نحن نردد عبارة ( ما عندي ) حيث يزداد الكمساري نفورا و يعارضه الركاب العاقلين بالتوبيخ و نحن نستمتعع و نصحك جراء التوبيخ الذي يواجهه الكمسارس .
في بعض الاحيان نكون مشمعين نقف خلف الدفار حيث يرتكب السائق خطا في اللوائح المرورية و تتوالي الاحاديث الي الزملاء الذين بالداخل , انها غرائب لم تعود من جديد حيث اتي الكبر و ضاع الاحلام الطفولية و جرفت الزمان بالمرء الي حيث لا يعرف .
حيث من رحيق الفول ( الفتة ) تاتي الساعة العاشرة صباحا بدلالتها و زكراها و تزداد اليوم الدراسي مرارة بحلول الحادية عشر و حلول الحصة الرابعة و الخامسة و ننظر الحصة السادسة و نحن نيام , و تاتي الاصوات المختلفة من خلف الفصل حتي يضيق خناق المدرس من الحصة ليستعجل بدوره في نهاية الحصة .
في وجودي هنا أتذكر حتي الرياح و الاتربة و الحر التي لم أجدها أينما ذهبت و لم أظل أتفاخر بها بأمدرمانيتي رغم العوامل السياسية , و تاتي قلبي قلبي عائدا الي الوادي و أنا أتخيل حرارة الشمس و لحث الناس جارين نحو باعة المياه الباردة في الاواني البلاستيكية الباغات ) لروي العطش و التبريد , و تطاير المناديل في تنظيف العرق علي الجبين , و تأتي رؤية الاباء و ذو المسؤليات الأسرية و تري كيس السلطة و الطماطم تحتل اليد الايمن و المنديل بالايسر و يصعب تسلق الدفار و المدافرة في الحصول علي المقعد , أنها علامات في الكدح و الصراع من أجل توفير حياة و لقمة حلال للاطفال , غربة الايام و الوحدة تجعل المرء يتذكر دائما ماضيه و يتشرف به حتي و أن كان أليما فانه يعتز به .
من علي شارع الوادي نعرف روعة و قوة أنسان أمدرمان مزينا باقسامه الشنقيطي و الوادي و المتداد و النص و الامبدات و من العمدة و أبي روف و الملازمين تاتي التاريخ و الحركة الوطنية ليحتل كرري الصدارة و الفخر الامدرماني التي تزينها العرضة و و كورتها و تأاي الموردة تاجا يتلأ لأ في رووس أبنائها و فشل كل شئ رايته في عيوني ان تنال زاكرتي , لكن وجدت أمدرمان فقط مفخرتي, حيث يظل أمدرمان خالدا و عطيما الي الابد . وجدتها بلد الرياضة و التاريخ و الفن الاصيل و جدتها تحمل رموز أفريقية في كرة القدم و جدتها بلاد تحمل شارة النهضة الفنية , و برز عين الاديان السماوية و الطرق الصوفية و مقام الاولياء الصالحين و ضرائح سكان أمدرمان القدماء و نجمتها مبني كنيسة المسلمة التاريخية و مدارس الكنيسة التي أحرجت الاف الكوادر البشرية الذي أوهبنا تعليما يلائم شخصياتنا علي قدر أحوالنا , و من قريب ( هنا أمدرمان )لتضبط الوقت و ترسل موجات عبر الأثير في شتي أنحاء البلاد , عاش أمدرمان شامخا من بين مدن السودان رغم خناق الزمان و يظل أنسان أمدرمان من بعيد زاكرا مهده أينما ذهب و ياتي أمدرمان في الاولوية دائما و نواصل.ٍٍٍٍٍٍٍٍٍِِِِ
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة