وزير الخارجية دينج الور القبلي
عاصرنا وزراء خارجية السودان ابتداء من المرحوم المحامي مبارك زروق في اواسط الخمسينات من القرن الماضي الى الاستاذ الجامعي لاما اكول في اوائل القرن الواحد وعشرين لم نسمع قط ان احدهم عقد اجتماع خاص بابناء قبيلته ليشرح لهم امر يخص عامة سكان السودان والامر المعيب ان ابناء نقوك يطالبون بسحب حقوق المواطنة من اخرين وجعل المنطقة حكرا عليهم وليكونوا مرتاحين اكثر يطالبون بنزعها من كردفان وضمها للدولة التي يحلمون بها . ومن تلخيص ما دار في الاجتماع يتبادر لذهن كل حصيف بان الغيوم تتجمع وان السماء ستمطر لهبا يحرق الاخضر واليابس ، وما قولهم ان شعب نقوك اتوق دياك خلف الوزير وانهم لن يقبلوا سواء النصر والحقوق التاريخية والجغرافية الموروثة وقول سعادة الوزير عندما سئل اذا كان المؤتمر الوطني سيقبل حكم المحكمة بعد ان رفض تقرير الخبراء فاجاب سعادته بالقول (اذا رفض المؤتمر الوطني هذا يعني ان المؤتمر الوطني لا يريد حلا سلميا بل ان كل الوسائل ستكون متاحة لحل القضية ، والحق تحميه القوة وهي متوفرة). تخلى الشاب دينج الور عن طريق وحكمة جون قرنق الذي كان قل ان يجاهر بالعداء للمواطنين عامة و يسال عن المغيبين عن اجتماعاته وقد كان لا يستثني قبيلة او افراد من المهمشين . كان جون قرنق عظيما في اخر ايامه في الحياة فاستبشر به خيرا كل من جلس واستمع لأحاديثه واين هذا من وزير خارجيتنا الذي الهب حماس الاطفال بوعده لهم بجعل جنوب غرب كردفان منطقة مقفولة لهم وقوله ان القوة متوفرة لا يعني غير ذلك . هل حقا درس دينج الور تاريخ المنطقة دراسة معمقة وعرف الحقيقة التي لا تخفى على أي سوداني ام اعمته القبلية عن معرفة ان هذه المنطقة منطقة تمازج بين القبائل حتى في الاسماء ولون البشرة والعادات والتقاليد وان السنوات الطويلة تركت بصماتها في كل شيء .
احب ان اذكر سعادة الوزير بالاتي :
(1 ) ذكر احد السياح يدعى براون بانه زار المنطقة في عام 1898 م ووجد فيها المسيرية ( 2) اندلع قتال بين المسيرية الحمر والزرق في عام 1823 فقطع زعيم المسيرية الزرق ابو اجبر النهر فاستعان شيخ المسيرية الحمر علي ابو قرون بسلطان نقوك اويل فحوصر ابو اجبر وقتل جنوب بحر العرب ويعرف السيد الوزير بان ابو قرون قبره جنوب بحر العرب والى يومنا هذا هو قبة يزورها المسيرية
(3) خلف السلطان اويل ابنه كوال ديت الذي قاد نقوك الى شمال بحر العرب وخلف كوال ديت الور وبيونق والسلطان اروب بيونق الذي زار المهدي في عام 1882 م ( 4) في عام 1905 انضم دينكا نقوك القاطنين في حدود كردفان انضمام طوعي لمديرية كردفان ولم يتم تحويل منطقة من بحر الغزال الي كردفان حيث ان حدود كردفان بقيت كما هي ولم يتم تمديدها الى الجنوب بانضمام مجموعة من نقوك اليها وهذا تاكد بعجز مفوضية ابيي من معرفة المنطقة التي كانت حسب ادعاء البعض تسكنها قبائل نقوك وضمت الى كردفان في عام 1905 .
( 5) في عام 1905 تم ابرام ميثاق أخاء بين ناظر المسيرية علي الجلة وسلطان نقوك كوال وبناء على هذا الميثاق هاجرت مجموعات كبيرة من نقوك الى كردفان واستقروا فيها.
6عندما اسس الانجليز ريفي المسيرية بالفولة كانت له ثلاث فروع هي فرع ريفي المسيرية بلقاوة وفرع ريفي المسيرية بالمجلد وفرع ريفي المسيرية بابيي ولم يتم تخصيص فرع خاص بنقوك كما ان الناظر دينج ماجوك كان رئيسا لريفي المسيرية بناء على طيبة وحسن التعايش بين المسيرية ونقوك و رضي دينج عن الحياة في كردفان .
عمر حسن احمد البشير مشغول بقضيته الخاصة وهو محق في الدفاع عن نفسه و لانشغاله فلتت الامور من يده وصار كل فرد في المؤسسة يتصرف كما يريد لا رقيب ولا حسيب ولا يخشى المسائلة مثال ذلك وزير الخارجية يهدد في مصر بان له القوة ليفرض ما يريد ويتحدث عن اشياء واحتمالات في عالم الغيب . كنت اظن ان وزير الخارجية قد حقق كل ما يصبوا له بموافقة حكومة البشير التي كثرت عليها الاسنة و الامراض و البلاوى على جعل جنوب كردفان – ريفي المسيرية - منطقة متنازع عليها و اوكلت امرها للاجانب .
موقفنا الثابت ان السودان وطن لجميع السودانيين وليس ملك حر لقبائل معينة والسودان من اقل دول العالم سكانا .
جبريل حسن احمد
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة