القمة الكروية والواجب الوطني
عبده حجازي [email protected]
يلحظ المتابع للإعلام المقروء خلال الفترة الماضية التشنج الواضح في التناول لمباراة القمة بين فريقي الهلال والمريخ الأمر الذي أصاب الكثيرين بالقلق حيال ما يمكن أن تسير عليه الأمور خلال المباراة. ويتعزز هذا الخوف للأسف في ضوء الشحن الزائد لفرقتي القمة وتأكيد كل منهما بالظفر بنقاط المباراة. ويخشى الكثيرون من أن الهلال هو الأكثر عرضة للتشنج وفقد الأعصاب في ضوء دخوله المباراة بفرصة واحدة فقط. بينما يدخل المريخ بفرصتي الفوز أو التعادل. ولكن تأكيد معظم المعلقين بمن فيهم بعض من قدامى لاعبي الهلال مثل المدرب القدير الفاتح الريشة والكابتن الخلوق معتز كبير مِن أنه رغم أن الكفة تميل أكثر إلى صالح المريخ إلا أن للمباراة حسابات خاصة، يجعل الفريقين يستصعبان تقبل الهزيمة. فالهلال المنتشي بنصريه على الموردة والأمل العطبراوي سيجد الكثير من الصعوبة في تقبل هزيمة من المريخ. كما أن بعض المريخاب والذي يرى أن نصر الهلال على الموردة كان من باب انتصارات "الميسار" – في إشارة لتساهل يعتقدون أن بعض لاعبي الموردة قد قدموه لندهم التقليدي - سيصعب عليهم تقبل مفاجأة في أداء الهلال.
ولكن أهمية المباراة تتخطى حدود المنافسة على الدوري الممتاز. بل تتخطى في ظننا كل حدود التنافس بين الفريقين في ضوء تعاظم سمعة الفريقين على المستويين الأفريقي والعربي. فضلاً عن التغطية الهامة المتوقعة للحدث من قبل القنوات العربية والتي دأبت على الاهتمام أكثر في الآونة الأخيرة بمنافسات كرة القدم السودانية. وهي محمدة يجب أن يعمل الجميع على صونها بالأداء الأخلاقي الممتاز. إذ باستطاعة فرقتي المريخ والهلال وعلى رأسيهما العجيب العجب الذي سلب لب الكثير من الأفارقة والعرب وسفير النوايا الحسنة هيثم مصطفى أن يحثا رفاقهما على تقديم مباراة راقية ورائعة المستوى بالسيطرة على الأعصاب ولعب الكرة النظيفة التي لن يستطيع أحد أن يلومهم إلا على غيرها وتبادل عبارات الملاطفة والاعتذار بدلاً عن تعمد الخشونة والملاسنة الآسنة وصيد كروت الطرد عبر الاستفزاز المتبادل. وهي وسيلة ربما تكسبك المباراة ولكنها ستكون خصماً عليك في النهاية. أما مهمة إدارتي الناديين العريقين والفريقين الفنيين المساعدين فهي دون شك أصعب وأكثر تعقيداً. إذ عليهم أن يعملوا ليس فقط على السيطرة على اللاعبين وإنما كذلك على مشجعي الناديين والذين يمكن – للأسف – أن يقعوا ضحية للمندسين الذين لا يضعون كثير اهتمام لسمعة الرياضة في السودان. وعلى هؤلاء وغيرهم، وقبلهم بالطبع لاعبي الناديين، أن يعلموا أن الذي على المحك الآن ليس الكأس السادسة أو الانتصار المتوالي الثالث. بل سمعة محمد أحمد الطيب الخلوق البسيط المتواضع. وأن الذي سيسيء إلى الأداء الرياضي ليلة مساء اليوم ستكون إساءته إلى السودان الشعب في كل أرجاء الدنيا. وأن هذه الإساءة سيتحملها للأسف بادئ ذي بدء مغتربو السودان وسودانيو الشتات سفراء النوايا الحسنة والحميدة إلى كل الدنيا. فهل يطمعون في مباراة تشرفهم؟ قيل، تمنوا الخير تجدوه.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة