|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
إلى الأديبة الراحلة غيداء أبو صالح
كيف عبرت تلك الروح
سريعاً إلى رحلة ما وراء الشفق ؟
كيف ذاب النجم بطيئاً في رحمِ العتمة ؟
الأشجارُ تعلنُ كلِ عامٍ تفاصيل حِكمتِها
كأنما تجلس بقربِ بحيرةٍ
أسماكها تتأملك ، في غفلةٍ تتقافز نحوك
باحثةً عن دفءٍ في حِجرك
لِمَ يخاطب المعدن الثابت في رحيله
ذاك المعدن الثابت في ثباتِه ؟
اللهفةُ دوماً وليدة الشرط
كإشتياقِ الذات لمجهولها
المفارق
ما الذي يستتر بذاته خلف الظاهر ؟
الطيرُ غارقٌ في نسجِ وشاح مُوسيقاه
والغابةُ شيءٌ ما فقد إيقاع
خطاه
والعقل راح يهروِل
خلف النشاز
الحنينُ ساكنٌ قول اللحن العابث بسُحُبِ الدمعِ
المنتظِرة شرط التدحرُج
كما لو أن خلايا مِنْ ذاكرةٍ
ما زالت تنضح ببوحِ إنوثتها المقموعة
أنثى مرَّت في جوفِ الحلم لماماً
قلوبٌ تنبضُ دخاناً في فسحاتِ المدينة
والكلمةُ صارت مُومساً
لكلِ مَنْ يمتطِيها
نظامٌ يفرط في وضعِ مساحيقه
أصلهُ فوضى خارجةً مِنْ غدرِ
كهنةِ الرب
الأشياء ُ تلعق ورطتها
الحُزنُ العالقُ فوق المدن
يُحلِّق فوق تلك الأوجُه الهائمة بلا غاية في غاباتِ الإعلانات
لماذا تأتلق الخطيئة في هذا اليباب ؟
مُنحنيين نسير ، وعلى ظهورنا جبالٌ
مِنْ حصادِ الوهم
حقّاً ، لِمَ ذاك العناء ؟
أيُّها الهباء !! للنملِ منطِقهُ
روحٌ تقطف زاد الجمال
قبل إشتعال تلك النجوم
وأخرى تزرع حقولٌ مِنْ الحقد
غبار الزمن المُكلل بالحزن
يتابع رسم لوحته منزوعة الدلالة
ها هم يخرجون منها هرباً
أدمعهم أنهاراً
بينما هِرَّة ، كانت تنبش في
قمامة المنازل ، المتراكمة
وكلبٌ ينبحُ في البعيدِ
مُشرّدٌ يقتفي أثر فتاتُ خبزٍ
بينما يلملم ثيابه الرثّة
مدينةٌ تتعاقبها الأحوال ، فاردةً ذاتها للخداع
شخوصٌ تجيد الترهُّل والتلقِّي
وتلك تأثر هوامات الحقيقة
فترحل سريعاً
كفراشةٍ تعبر حيِّز الرؤية
إلى تلك الوجهةِ التي همست بها شفتي الريح
غابوا عن حراك اليومي
ولكنهم إلتجأوا دهاليز الفراغ ، غرقاً في كلِ الحضور
إلى الآن لم يُدرك معنى الإنبجاس ؟
لِمَ تتعرى صفوف البتولا المشرعة على أبواب أنفاس الغيب ؟
النصوصُ وسيطةٌ للتآمرِ ، وضبط المكان
فقط بتعليقها على كتف السماء
الذئابُ ، أبداً ، لم تعوي عبثاً
والنسورُ، تفتقدُ حتماً
مَنْ وضعها هنالك في لوحة الفضاء
الألوان فقدت ذاكرتها وامتزجت في بكائها
سائلةً من على جدارِ الورق
ولكن ما حاجة الجمال للقولبة ؟
أإفراطٌ للخِناقِ !!
كرةٌ تغازل إستدارة النهد
ما لها وسطوة الذكور !!
تنفلتُ الأشباحُ
كبرقٍ إستفز برزخٍ ، يصرخ بين الحضور والغياب
حِصارٌ مُطبقٌ ، منفذه
بوابةٌ للموتِ
والأبديَّةُ خلف ضباب المرئيّ
تطوي سرّ أبديَّتها
وطلاسم معنى الرحيل عصفت بها
أجنحة الريح
سقطت في هوةِ الوجود
حيث العدم
قاعٌ
للغياب
محمد عثمان عوض
الخميس 13-11-2009
أمستردام
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع