بسم الله الرحمن الرحيم
جوجل (قوقل) : قصة تحدٍ وابداع ..
توفيق عبدا لرحيم منصور
http://www.tewfikmansour.com
أسعدني خبر مفاده أن شركة (قوقل) العملاقة بادرت بمشروع يتمثل في توسيع (المحتوى العربي) بشبكة الإنترنت، وكذلك إطلاق برنامج بعنوان (تعريب) من خلال برنامج (نول) المشتق من كلمة (knowledge) والذي يتيح للمستفيدين المشاركة بما يشاءون وبعدة لغات أولها بعد الإنكليزية أتت العربية .. هذا وعلى الرغم من أن العرب يشكلون 5% من مستخدمي الإنترنت وهي شريحة مقدرة، إلا أن (المحتوى العربي) مع الأسف يشكل فقط 1% .. وعليه فقد افتتحت (قوقل) مكتبين لها بالقاهرة ودبي لغرض دعم (المحتوى العربي)، الأمر الذي يعكس مدى اهتمامها بالمنطقة العربية ولغتها .. هذا وقبل الغوص في قصة التحدي (القوقلية) أسوق لكم بعض أبيات الشاعر حافظ إبراهيم عن لغتنا الجميلة ..
وسِعتُ كتاب الله لفظاً وغايةً ** وما ضقت عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ ** وتنسيق أسماءٍ لمخترعاتِ
أنا البحرُ في أحشائه الدرُ كامنٌ ** فهل سألوا الغواصَ عن صدفاتي
أما عن (قوقل) فأقول؛ جاءت كلمة (google) من (googol) التي ابتكرها (ميلتون سيروتا) ابن أخت عالم الرياضيات (إدوارد كاسنر) لترمز للرقم 1 المتبوع بمائة صفر .. هذا وقد اختارا (سيرجي برين) و (لاري بيدج) الاسم لموقعهما الذي تأسس في عام 1998 والذي هو نتاج لمشروع تخرجهما للدكتوراه، والذي تحول وبسرعة فائقة لمشروع يدر المليارات .. بدايات المشروع كانت متعثرة نسبة لفلسهما، حيث تم استخدام شبكة من الحواسيب المستعملة، وذلك من غرفة (لاري بيدج) بداخلية الطلبة !!. ومنذ البداية حاولا أن يبيعا مشروعهما لشركة (ياهو) أو (ألتافيستا)، ولكن الشركتين رفضتا العرض لانشغالهما بموضوع (الإعلانات) وليس التخزين وسرعة الاسترجاع، لأنهما كانتا تركزان على تأخير الاسترجاع لبقاء المتصل أكبر فترة مع إعلاناتهما وهذا عكس طموحات قوقل ..
بدأ موقع قوقل نشاطه الحقيقي فقط بصاحبي الموقع وموظف ثالث معهما وهو (سيلفر ستين) .. هذا وقد أضحى موقعهما جباراً مع الزمن ويزوره الملايين من زوار الشبكة العنكبوتية يومياً .. كانت البداية من جراج في منطقة (منلوبارك) بولاية كاليفورنيا .. ومن ثم انتقل إلى مكانٍ أكبر في (بالو ألتو)، وقد عانت الشركة مادياً خلال عام 1999 . وفي وقتها أدركت مؤسسة (أسكوايا) أهمية قوقل، وقررت دعمها بمبلغ 25 مليون دولار بشرط أن توظف (إسكوايا) مديراً تنفيذياً له دراية بتحويل قوقل إلى مشروع مربح .. وفي عام 2001 وصل عدد زوار قوقل إلى حوالي مائة مليون في اليوم، الأمر الذي أدى إلى دخول اسم قوقل كفعلٍ بمعنى (البحث) في القاموس اللغوي الأمريكي ..ومن ثم في قواميس لغوية أخرى ..
هذا وقد دعمت الشركة مع الأيام نفسها بجذب أطرٍ تقنيةٍ وإداريةٍ طموحة، وانتقلت لمقرها الرئيسي الذي يعرف ب(قوقل بلكس) في (ماونت فيو) .. واندفعت لتصبح قوة تخزينها في 2005 حوالي 250 مليون صورة مرتبة ومعدة للبحث، إضافة لكتب إليكترونية تقدر بالملايين، وشرائط فيديو، ومواضيع أخبار متفرقة . ومع الأيام تخطت محتويات قوقل البليون مادة .. هذا وقد قررت قوقل توفير خدمة البريد الإليكتروني حين تأكد لها بأنه يمثل الخدمة الأهم بالشبكة العنكبوتية .. وكذلك أطلقت قوقل خلال 2005 خدمة الخرائط، واكتشاف الأماكن والبلدان والعناوين، مما أكسبها المليارات خلال بضعة أشهر .. هذا وقد تضاعف مع الأيام عدد موظفي قوقل ليصل للآلاف .. وقامت بالتعاون مع وكالة الطيران والفضاء الأمريكية في منطقة (وادي السيليكون) بإنشاء مجمعاً ضخماً بالقرب من مقر الوكالة لأجل تطوير عمليات الوكالة الفضائية وتسيير أنشطتها الابتكارية .. هذا ولا يفوتنا أن نذكر بأن قوقل قد أطلقت خدمة (قوقل أيرث) المجانية والتي تهم كرتنا الأرضية ومشهدها الفضائي، وبه صور مجسمة ثلاثية الأبعاد للمدن ..
هذا وقد انطلقت قوقل في عالم الأوراق المالية لتصبح أسهمها أكبر من أسهم شركتي (جنرال موترز) و (ديزني لاند) مجتمعتين .. ولعمري فإن موقع قوقل حقيقة تغلغل فينا وأصبح لا غنى للمرء عنه .. وأسوق هنا قصة نجاحها لشبابنا كأنموذجٍ رائعٍ للكفاح والمثابرة المعتمدة على التفكير العقلاني والعمل المضني والدراسة واستغلال الفرص ..
توفيق منصور (أبو مي) ..
http://www.tewfikmansour.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة