وهج الشروق
حسين ولي اركاب
ديمقراطية العتاب في موكب الرئيس
صارت الكتابة خطابا استعراضياً مبتزلاً من كاتب مكبل بقيود اليأس والاحباط الى قارئ ليس احسن منه حالاً .
صارت الكتابة نزهة في وهم وصرخة ضوضائية الى ابعاد سرابية مطلقة .
صارت نباحاً عميقاً وراء قافلة لاتكترث !.
انه متاح لك ان تكتب ما تشاء فوق حائط صخري يخرج لك لسانه عندما تنتهي من الكتابة ..!
فاذا كتب عن الموانئ والخصخصة والذهب في ارياب وعن الفقر والفجوة الغذائية "المجاعة " .
او كتب عن اسعار السوق الطاحنة والغلاء الفاحش ... او أي قضية من قضايانا المتعددة شعباً وحكومة .
او حتى اذا كتب عن المستنقع الرهييب للفساد الشائع في حياتنا دون ان تكون بالضرورة مصفقاً لمداخله "باقان اموم " وانما مستنشقاً لانفاس حقيقية تملأ خياشيم بيئتنا وتسود تفاصيل حياتنا وتحكم حقائق معاشنا او نعرفها "ويعرفها الكل " عندما تفعل ذلك كله فلا احد يكترث لصراخ كلمات على ورق او فلسفة متشدق يحقق بطولة كلام في مقهى ... وانما أقصى مايفعله القارئ المغلوب على امره هو ان يقرأ ماتكتبه في الصحيفة .. ثم يطوي الصحيفة ويتركها تحت (المخدة) ويهرول منصرفاً بعد ذلك الى دروب الهزيمة اليومية وهموم الحياة الضاغطة .
ان المساحة التي اتاحها نظام الحكم لممارسة الديمقراطية مساحة زائفة ومنقوصة الى حد كبير !
ان الديمقراطية لا تهز اركان الحياة القاتمة وولا تحدث تغييراً حقيقياً . على ارض الواقع ولا تقتلع ركائز التخلف المترسخة على نحو عميق بمجمل مناحي حياتنا ..
ان الديمقراطية لا تحقق ايقاعاً متكاملاً للتغير ويقودها وعياً جارف في المفاهيم الحديثة وتحتضنها بطانة عريضة من المجتمعات العصرية المترامية في المدينة .
ان ديمقراطية لا تشكلها قيم حضارية وثقافية شامخة تنهل . من فيض غامر من مقدرات المواكبة وشروط المنافسة والحداثة .
ان ديمقراطية لاتقود دفتها اجيال متعاقبة من المتعلمين الاكفاء وخريجي الجامعات الحقيقية "بمواصفاتها " المعروفة "على مستوى العالم) .
تلك الجامعات التى تخرج المخترعين وصانعى المعجزات ورواد الفضاء .
*ان ديمقراطية المجتمعات البائسه التى تصر الحكومات القائمه على محاصرتها داخل قواقع المفاهيم القبليه والتى تدربت فقط على حفظ شعارات النظام وهتافات التأييد .وتعلمت كيف تتلقى المعلوم
من وسطاء الحزب لحشد المستقبلين وتجهيز الحافلات لاستقبال او وداع الرئيس والوالى والوزير ...
*ان الديمقراطيه التى نحلم بها ((والتى يتشرف النظام الحاكم بتحقيقها فى مجتمعنا )) ان ارد ذلك والتى تقود الى النهضه وتحقيق الحياة الحديثه ان هذه ديمقراطيه لايمكن ان تتحق من خلال هذه الممارسه الهزليه التى نعيشها فى حياتنا الان .
وقد راينا في الايام القليلة الماضية في النموذج الامريكي للديمقراطية اشياءً رائعة نتمنى أن نصل اليها في وقت من الاوقات .
ولكن يبدو ان ذلك الوقت قد لايتحقق في حياتنا الا بعد زمن طويل لايعلم مداه الا الله سبحانه وتعالى .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة