صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الموازنة العامة: خيارات صعبة و بدائل محدودة /د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
Nov 15, 2008, 20:59

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع
د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
 

الموازنة العامة: خيارات صعبة و بدائل محدودة

 

نكتب كل عام عن الموازنة العامة بشكل مستمر لدرجة اوصلتنا للخوف من التكرار. السمة العامة للموازنة هي التأزم ، اذ لا تكاد تخرج من مطب الا و تنزلق في اخر جديد هو اكثر خطورة من سابقاته. المسألة واضحة وهي ان الوضع السياسي الذي يعيش فيه السودان داخليا و خارجيا يجعل خيارات الموازنة صعبة و بدائلها محدودة لذلك نجدها تسير في طريق ذي اتجاه واحد يؤدي الي فرض المزيد من الضرائب غير المباشرة ذات الاثار السيئة علي تكاليف الانتاج و تدني الانتاجية و التنافسية للقطاع الخاص و المؤدية بالضرورة لارتفاع معدلات التضخم و التضييق علي عيش المواطن محدود الدخل و مفاقمة معدلات الفقر. في ظل الظروف السياسية و الامنية التي يعيشها السودان و تحت سيف الانتقال المرتبط بقسمة السلطات و تانزعها و اقتسام الثروة السائد لن يصل السودان الي الاستقرار الاقتصادي المطلوب و لن يتمكن من وضع خطة واضحة للتنمية تحظي بالاجماع الوطني و صالحة للتعبئة لصالحها كما لن يكون من الممكن التحكم في قنوات الانفاق او الولاية التامة علي المال العام ذلك الامر الذي يحتاج الي الحواة و السحرة كما عبر عن ذلك من قبل وزير المالية السابق في واحدة من المداولات المكشوفة عن سير الموازنة العامة في السودان.

  لقد اضافت الازمة المالية العالمية اعباء جديدة و شكلت ضعطا كبيرا علي الموارد المتاحة و ذلك لعصفها باسواق البترول نزولا الي مستويات قياسية و بعد ان اصبح ذلك المورد اساسيا يعادل حوالي 50% من الايرادات العامة. و لن تقف اثار الازمة المالية عند هذا الحد و انما ستكون لها اثار مالية و نقدية متزايدة السلبية علي الاقتصاد العالمي مما سينعكس سلبا علي السودان و قد ظهرت دلائل تفاقم الازمة المالية علي اقتصاد منطقة اليورو و بريطانيا التي دخلت في ركود صريح.

الازمة المالية و اثارها امر واقعي و تبقي العبرة في الخيارات و البدائل. لقد اتخذت الدول بمختلف توجهاتها و مستوي تطورها جملة من الاجراءات المالية و النقدية لمحاصرة اثار الازمة منها دعم القطاع الخاص و المؤسسات المالية الخاسرة و العمل علي انتهاج سياسة حمائية للصناعات و القطاعات الاستراتيجية و ضخ السيولة و التحكم في الاسواق المالية و تخفيض الضرائب و غيرها من خيارات الانعاش الاقتصادي. و يظهر من تلك الاجراءات الخاصة بمحاصرة الركود ان زيادة الضرائب غير المباشرة هي الخيار الاسوأ علي الاطلاق لانها تزيد من الركود و تحد من الاستهلاك. و مع زيادة التدخل الحكومي في العملية الاقتصادية بهدف محاصرة الركود و انعاش الاقتصاد فان ذلك الخيار يعتبر مستبعدا للاغلبية العظمي لبلدان العالم.

 كما ذكرنا بالامس فان خيار الضرائب غير المباشرة الذي يحول العبء بالكامل الي جمهور المستهلكين يعتبر خيارا مستبعدا في ظل الركود الاقتصادي بحكم الطبيعة التراجعية غير المرنة للضرائب غير المباشرة التي تدخل في اسعار السلع و الخدمات و تضر باصحاب الدخول الادني بشكل اكبر بكثير من اصحاب الدخول العليا. اذن يصبح الخيار الامثل للموازنة في السودان هو تخفيض الانفاق الحكومي الي اقصي حد ممكن و ترتيب اولويات الانفاق لتصب في مصلحة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية و تكثيف الاستثمار و دعمه في قطاعات الاقتصاد الحقيقي و بالذات في القطاع الزراعي في السودان بحكم عملية ذلك الخيار. و لكن يبدو ان تلك الخيارات مستحيلة الآن بحكم الواقع السياسي الذي لا يتيح مرونة في اداء الموازنة العامة و اكبر دليل علي ذلك نتائج النهضة الزراعية و انخفاض اسعار المحاصيل الزراعية وقت الحصاد و ارتفاع المواد الغذائية في اوقات الندرة و عجز المخزون الاستراتيجي في القيام بدوره المطلوب بسبب ضيق ذات اليد و تضخم الانفاق الامني و علي المناصب السيادية و الدستورية.

  ان وضع سياسة زراعية واضحة مشتملة علي تسعير المنتجات بشكل مسبق و وضع حد ادني و اخر اعلي للمحاصيل بالاتفاق مع المنتجين يعتبر امر مجدي مثل ما ورد حول امكانية شراء القطن من المزارع في وضع الزهرة. لقد علمت الازمة المالية الحالية العالم الكثير من الدروس و العبر و التي علينا الاستفادة منها و من اهم ما يستفاد عدم الاعتماد علي الخيارات المحدودة الضيقة مثل البترول و الضرائب غير المباشرة. من المرجح ان لا تكفي الاجراءات الحكومية التي تم اتباعها في محاصرة العجز في الموازنة العامة رغم تراجع التقديرات و الذي يعتبر مصيبا، ذلك في حالة ازدياد حدة الركود العالمي و تراجع الواردات بحكم ارتفاع الاسعار. و يجعل ذلك الوصول الي اهداف النمو الي 6% و التضخم الي 8% امرا مستحيلا علما بان التضخم في العام المالي 2008 قد وصل الي 26%. و يرجح كل ذلك لجؤ الحكومة الي ما اطلق عليه ( العلاج بالكي) و هو زيادة اسعار المحروقات و السكر و غيرها من خيارات. و لكن ذلك الكي في حالة حدوثه لن يعالج شيئا و انما سيؤدي الي تقرحات اقتصادية مميته. و ربما من الاجدي اللجؤ الي خيار صعب اخر وهو البحث عن قروض بشروط ميسرة لمعالجة العجز و تنشيط الاقتصاد السوداني لدرجة تسمح بزيادة الدين العام المحلي و تلك حلول أجدي من غيرها في ظل هذا الطريق المتعرج. يحتاج الوضع الاقتصادي الصعب لتكاتف الجهود و الاجماع علي موازنة واقعية تتكيف مع المتغيرات الدولية و نتمني ان يجد الواقع الحالي الاهتمام في النقاش الخاص بالموازنة العامة لهذا العام بروح من الشفافية و المرونة و التوافق الذي يتماشي مع الطبيعة الاقتصادية للموازنة التي يجب ان تجاز و ان تنفذ كموازنة للدولة غض النظر عن الرضاء السياسي لانه و في كل الاحوال لابد من موازنة عامة للعام 2009م.

 

© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج