صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


لماذا افلح الملتحي في اغتصاب الطفل حمادة ؟ / مصعب المشــرف
Nov 15, 2008, 20:45

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

 

لماذا أفْلَحَ المُلْتَحِيِ

في اغتصاب الطفل حمـــادة؟

 

 

مصعب المشــرّف

[email protected]

 

تبنى المنبر العام لموقع سودانيز أون لاينز  فضح حادثة إقدام شخص "مُلْتَحِي" محسوب على النظام الحاكم ، يعمل في مجال تدريب الأطفال السباحة على اغتصاب طفل متدرب لديه عمره عشر سنوات داخل حمام حوض السباحة وعلى سطح مياه الجزء الغريق من الحوض ، إمعانا منه في الحَدِّ من مقاومة الضحية.

وربما لم يُـثِـر اغتصاب الطفل حمادة في مجتمع باتت حوادث اغتصاب الأطفال فيه أكثر من حبات المطر .. لم يثير التساؤلات والمغص الشعبي حول واقعة الاغتصاب بعينها بقدر ما اثاره التلاعب بالدعوى. وتراخي ميزان العدالة المتمثل في صدور حكم مخفف بالسجن لمدة أربعة أشهر على الجاني الملتحي رغم اعترافه بالجرم معززا بالتقرير الطبي ثم اطلاق سراحه بعد قضاء شهر واحد في السجن ... نحسبه كان شهر عسل أكثر منه شهر سجن.

ومن واقع سياق التحقيق الصحفي الذي جرى مع والدة الضحية والضحية نفسها ن يفترض في أسرة الطفل حمادة أنها أسرة مثقفة وذات مدخول مالي جيد ، وبالتالي تعرف حقوقها كاملة ولديها القدرة على تكليف محامي يقوم برفع الدعاوى الممكنة وفق القانون سواء ما يتعلق منها بالشق الجنائي أو المدني ... وحتى لا تضيع الحقوق وسط الفساد الذي استشرى مؤخراً في كل الجسد السوداني.  

إن جريمة مثل هذه لا يمكن بحال من الأحوال أن تكون عقوبتها المنصوص عليها في قانون الجنايات السوداني هي السجن أربعة أشهر ثم التخفيف لشهر  واحد ، حتى لو كان المجني عليه تـَيـزْ  بَلَدِي.

.............

إن المجني عليه طفل قاصر برئ عديم الخبرة تعامل مع الجاني هو ووالدته على اعتبار انه مدرب وصديق للأسرة ... وبالتالي لا يمكن الدفع والاحتجاج بأنّ فعل اللواط قد تم برضاه ومزاجه وموافقته ...

ومن المفارقات السمجة أن يقف الجاني الملتحي أمام القاضي ليعترف بفعلته ثم يحتج بقوله: "أن الشيطان كان بيني وبين حمادة" .. أو بما يوحي بأن المجني عليه كان له دور النصف في هذه الجناية .

وهي بالطبع حجة مردود عليها بأن المجني عليه قاصر كما أسلفنا . والشيطان هنا ؛ هو الآخر مُفْتَرَىَ عليه ، كوننا جميعا متفقون على أنه  ليس له سلطان على (عباد الله المُخلَصين) ......

أوَلَيْسَ هذا  الجاني بلحيته أسفل وجهه وعلامة الصلاة المختومة وسط  جبهته ؛ وغَضِّهِ الطّرْفَ وعدم مصافحته للنساء ، وتَعَلّقِ قلبه بالمساجد .. أليس يعلن بذلك ويزعم وَيدَّعِي ضمنا أنه من "عِبَادِ الله المُخْلَصِينْ " ؟؟

وحتى لو فرضنا جدلا وجود الشيطان هنا . فإن هذا لا يبرئ ساحة الجاني .. ولو كانت المسألة كذلك لكان أولى بقوم لوط أن يحتجوا على الله عز وجل سبحانه بأن الشيطان كان بينهم . وأن يحتج قوم نوح وعاد وهود وصالح ، وأن يحتج فرعون موسى وأبرهة حين حانت ساعة العقاب. وكذلك يحتج كل من ارتكب موبقة وكبيرة وذَنْباً من قبيل الزنا وقتل النفس وسرقة المال العام وقبض الرشى وهلم وجرا ؛ عندما يقفون امام ميزان العدل اٌلإلهي يوم الحساب.

 وحسب التقرير الذي خرجت به كاتبة المقال من خلال لقائها مع والدة الطفل حمادة فإن واقعة الاغتصاب قد حدثت عن سبق إصرار وترصد وتدبير وتخطيط مسبق .. ولا نريد أن نذكّر هنا بأن جريمة مثل هذه لو حدثت في دولة عربية أو أخرى غربية علمانية لا يَدّعِي نظامها الحاكم أنه يَحكُم بأمْر الله ؛ لكان جزاء الجاني هو الاعدام  أو المؤبد على أقل تقدير ....

والذي يثير الاشمئزاز  ، أن الجاني هنا يُفترضُ فيه وقد نال قسطا جيدا من التعليم ، أن يكون أكثر سيطرة على عواطفه وانفعالاته . كما أن تخفيه وراء الدين الإسلامي سَمْتاً ولباسا يواري سَوْءَتِه يدل من ناحية أخرى على أننا بتنا في مواجهة خطر داهم .. بل وربما الأسوأ لم ياتي بعد ....  وويل لأمة يتحول المثقف فيها إلى مجرم تحت ستار الدين.

ولابد لنا هنا أن نتساءل أين اختفت ما يسمى بجمعيات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني التي ملأت الدنيا عويلا وصراحا وطبلا وزمرا ثم اتضح فيما بعد أنها تَغُطُّ في نوم عميق ؛ بعد أن أكل وشرب وسكن وحاز قادتها ومؤسسيها الأراضي الفضاء والبور ن وامتلات جيوبهم  بأموال الشعب التي تدفعها لهم الحكومة على شكل هدايا وإكراميات ونثريات ترسل لقيادات وخزائن هذه المنظمات الحقوقية المدنية نقدا داخل مظاريف ورقية بشتى المزاعم والاختلاقات .

ونتساءل أيضا أين ذهبت أمانات جمعيات حقوق وحماية الطفل والمراة. وأين ذهبت قياداتها "التاريخية" وغير التاريخية التي ما فتئت تطل علينا بنفاقها وريائها وثقل دمها المعهود عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة تتبجح وتدعي المثالية ونجدة الملهوف ونصر المظلوم. وسط المكياج وآخر تقاليع الموضة وثياب والراتي والمطرّز  والأحذية الإيطالية . وآخر تقاليع نقش الحناء  وصبغة الشعر ولقط الحواجب للصغار  والعواجيز على حد سواء .... وأين ذهبت أصوات الذكور منهم منتعلي مراكيب جلد النمر ومرتدي الجلابيب والعمائم المنشاة المزركشة بحجم عمائم كمال ترباس ؛ كأنّ أصحابها غير واثقين من أنفسهم ، أو أنّ هناك من يجادلهم في رحولتهم وفحولتهم .... وحيث اتضح لنا في النهاية أن المسألة لا تعدو  تشكيل جماعات نفعية هدفها الأساسي الارتزاق عبر مغازلة الحكومة تارة وابتزازها تارة أخرى، للحصول على شي من قسمة السلطة وكعكة الثروة ولو جاءت على شكل فتات.

الان وبعد تكالُب الكافة من المنتفعين وغير الشرفاء على حقوق الطفل المغتصب حمادة لا لشيء سوى لأنّ هذا الجاني الفاسق محسوب على حزب المؤتمر الوطني الحاكم ؛ يتضح جليا ان هناك مراكز قوى مسايرة للاتجاهات والتوجهات والميول الجنسية الشاذة لأمثال هذا      "اللُّوطِي المُلْتَحِي" ، الذي بات هو وأمثاله ظاهرة عامة ملموسة منتشرة في كل الشوارع والأزقة والأندية الشبابية والرياضية والمدارس والمواقع الهامة في اجهزة الدولة المتصلة بالجماهير العريضة وقطاع الخدمات والإشراف على أنشطة القطاعات الشبابية. وباتت هذه القوى تحمي ممارسات أفرادها بنفسها ، وبما لها من نفوذ قوي جعل منها لوبّي وفيروس يعززه تعلقهم بأستار كعبة النظام الحاكم بحسبانهم جزءا لا يتجزا منه . مستغلين في ذلك حقيقة أن النظام الحاكم في حاجة ماسة إلى دعمهم له وسط القطاعات الجماهيرية كأدوات تسيير ... وبما يعني في النهاية الرضا والقناعة بالتعامل وفق نظرية تبادل المنفعة الضيقة ... وليذهب المجتمع برمته بعد ذلك إلى سواء الجحيم.  

وجراء ذلك أصبح هؤلاء السدوميين الجُدد يََغْرسُون شذوذهم ، ويفرضون  انفسهم باستراتيجية منظمة وعن قصد وتعمد كقيادات ومشرفين مباشرين في مواقع تتيح لهم فرصة السيطرة على المقادير  في مجالات التعليم والالتحاق ببعض الجامعات والكليات ، والتوظيف والإعفاء من الشروط والتكاليف الوطنية والعامة . وكذلك الاختلاط  والتمازج مع ضحاياهم ومشبعي رغباتهم وخيالاتهم الجنسية من الغلمان والصبية والفتيات القاصرات على وجه خاص سواء في مجال كرة القدم والسلة وكرة المضرب وأنشطة تدريب وإعداد الناشئين والواعدين وأحواض السباحة . حيث يحرصون على إلباسهم المايوهات القصيرة التي تتيح لهم الإطلاع والفرجة على ما يرون بعقولهم المريضة وميولهم  الشاذة أنها (مفاتن) مثيرة للشهوة والاشتهاء تتمثل في المؤخرات والأفخاد وحتى السُرّة وحَلَمات الصدور لدى هؤلاء الصغار من الذكور ...

وبعد أن كنا نحلم بتخريج سباحين من فئة "تماسيح النيل" فإنني اخشى والحال كذلك من تخريج سباحين من فئة "أورال النيل".  

وحيث تظل "بيوت اللواط" حديث المدينة والظاهرة العامة في الأحياء الراقية والمزارع الخاصة وأكثر ازدحاما بمرتاديها من خلية النحل ..... وحتى الفتيات فب ما بات يعرف بـ "فلل القاصرات" لم  يسلمن من ممارسة الجنس معهن في أدْبَارهِنّ في هذه الفلل النائية الموبوءة وعلى نحو يهدد بإهلاك الحرث والنسل في المستقبل البعيد بعد أن يَتَحَوّلْنَ فيما بعد إلى نساء باردات الأقْبَالِ ، مدمنات على الغِشْيَانِ في الأدبار .

وبالطبع لا يوجد عاقل ولا مجنون يستطيع تحميل حزب المؤتمر الوطني الحاكم الوزر جميعه . فالممارسة ليست بغريبة على المجتمع السوداني ... ولكنها لم تصل في الماضي إلى حد وصفها بالظاهرة العامة المخيفة المثيرة للقلق على مستقبل وتطور مجتمع .

وقد كان عهد حكومات قبيل وعشية الاستقلال ومن بعدها عبود  ونميري متخمة هي الأخرى بكوادر ووزراء وأعضاء مجالس قيادات ثورة طارت وملأت شهرتهم الأصقاع فيما يتعلق بممارستهم لجريمة اللواط فاعلين أو مفعول بهم شكلوا فيما بعد نقاط ضعف ومسببات ضياع الهيبة لهذه الحكومات وبالذات الشمولية منها .. ولكنها مع ذلك ظلت في حدود الممارسات الشخصية الضيقة.... وقد عزاها البعض إلى غياب الأنثى عن الساحة والعمل العام أكثر منها حالة مرضية.

ولكن الظاهرة المشار إليها تبدو في المرحلة الحالية من مسيرة المجتمع وكأنها مُكَرّسَةٌ كتوجهات . وتكاد تبدو للمراقب وكأنها فلسفة عامة و "سياسة دولة" بسبب انتشارها المخيف وخروجها للشارع العام مسفرة عن وجهها البغيض دون خوف ولا وجل . وحيث بات المجرم صاحب النفوذ يجد الحماية الرسمية دون مواربة.

وعلى هذا النحو تبرز حقيقة أن القاعدة العربضة لكوادر  حزب المؤتمر الوطني المُحْتَكّونَ  مباشرة بالقاعدة الجماهيرية والمطلبية والخدماتية قد ابتليت بكثير من هؤلاء ، اللذين إنضموا للحزب بعيد وصوله إلى سدة الحكم وأصبحوا جزءا منه ؛ شاءت بذلك الأمانة العامة لهذا الحزب أو لم تشاء .  

إن على الأمانة العامة لحزب الموتمر الوطني الحاكم أن تبادر بتطهير صفوف الحزب من أمثال هؤلاء ، بمراجعة موقفها منهم وتفعل مثل ما فعلت الكنيسة الكاثوليكية مؤخرا بغربلتهم والتبرؤ منهم اليوم قبل الغد حتى لا تتلطخ سمعة هذا الحزب بهم . ويتحول الشِقْ الاجتماعي منه إلى نادي سوداني مستنسخ من أندية قرى سدوم .

وليكُن أول من يَفْتَدِي به الحزب نفسه وسمعته عقب صلاة عيد الأضحى القادم ؛ هو هذا "اللُّوطِيُّ المُلْتَحِي" الذي اغتصب الطفل حمادة تحت رايات وعلى وقع سنابك وصهيل خيول الإنقاذ.

إن أوهام وكوابيس تفرض نفسها هنا وهناك على الأمانة العامة والتنظيم في حزب المؤتمر الوطني ، بأن أمثال هؤلاء الكوادر يشكلون دعما لهم ، وضرورة تواجدهم وسط القاعدة الجماهيرية إنما هو محض هراء وسوء رؤية ، وقناعات غير سليمة لدى أقطاب ومخططي إستراتيجية العلاقة مع المجتمع فيه.

لقد مضى الآن على وجود النظام الحاكم قرابة العشرين عام. وبالتالي لم يعد هناك حاجة تكتيكية ولا استراتيجية للتنظيم والأمانة العامة للحزب أن تظل محتفظة بأمثال هولاء كَصَمّامَاتِ أمَانْ فوق المراجل وطناجِرَ الضغط الجماهيرية . أو كما يحاول أصحاب اللّحَىَ المنحرفون هؤلاء الإيحاء به ويزعمون ... بل على العكس فإن المبادرة بذبحهم الآن قبل الغد ، وقد أصبحوا بمثابة الـ "سَبْع بَقَراتٍ عِجَافْ" سيكون أفضل قربان تقدمه الأمانة العامة لكسب ثقة الشعب في التوجهات الأخلاقية للحزب ؛ وحيث الحزب على أعتاب انتخابات عامة ورئاسية قادمة.... وهناك أكثر من كوادر طاهرة شابة يمكنها أن تحل محل هؤلاء الشواذ المُتمّلقِين .

..............

لقد كانت هذه الظاهرة متوارية في مكان قصي أو مدفونة تحت الرماد، حين لم يكن مدمنيها يمتلكون السلطة على مستوى القاعدة و يستمدون قوتهم ونفوذهم من واقع الانتماء إليها . وبالتالي لا يجدون التلبية والرضا من بعض المغلوب على أمرهم من الصبيان والقاصرات . وغض الطرف والتساهل والتراخي من السلطات التنفيذية والجهات العدلية المختصة.

على اية حال ؛ فإنه لابد من الإعتراف بأنه وفي الوقت الراهن تكمن المصيبة في أن أمثال هذا "اللّوطِي المُلْتَحِي" باتوا يمتلكون في أيديهم مفاتيح المنح والمنع بعد أن تمتعوا بالسلطة على مستوى الشارع . فأصبحوا بمنحون من يلبي لهم شبقهم الجنسي الشاذ ، ويمنعون كل من تدفعه كرامته وعزة نفسه وتَـدَيّنِهِ عن تلبية هذا المزاج المنحرف ...

وحين غاب الحساب وغضّت الرقابة طرفها ، انطلقوا سادرين في غيهم ومتجاسرين على الاتيان بأفعالهم في وضح النهار دون خوف من شرطة ولا نيابة أو قضاء وسجّان. .... وويل لمجتمع يصبح فيه المجرم هو الخصم والحكم.

ومن المضحك المبكي أن قاصرات وصبيان يافعين قد اصبحوا الآن يتوسطون لأسرهم في الحصول على قطع سكنية ذات مواقع إستراتيجية ومعفاة في اقل من نانو ثانية .. وحين تسأل عن السر في ذلك يقال لك أن لهم "أصدقاء" واصلين.

إن أمثال هؤلاء المُلْتَحِين من مُدْمِنِي اللواط  وأدْبَارَ القاصرات ضررهم أكثر من نفعهم .... فبهم تضيع هيبة أي مؤسسة حزبية أو سلطة تنفيذية ينتمون لها ، وتصبح هدفا للتَنَدُّرِ ومَحَطَّ إذدراء وسخرية.

وهم في حقيقة الأمر لا نفع منهم ولا خير فيهم ولا رجاء ، لأنهم في حقيقة الأمر براميل فارغة وكالعِرْقِ المُسَوِّسْ والمِرْقِ المَشْقُوقْ ؛ لن يلبث أن ينهار بفعل أول عامل ضغط خارجي مباشر عليهم ، ثم إنهم في وقت الحارة وحين يحمى الوطيس لن تجدهم معك أو حواليك. بل مسارعين إلى حلق لحاهم وإزالة علامات الصلاة التي قاموا باصطناعها بواسطة الطعن بالإبر المغموسة في مسحوق الأثمد (الكحل) على جباههم . فهم على كل حال  جبناء شواذ متفاوتون ومتراوحون ما بين صراصير خرابات وجرذان مجاري ونبت شيطاني .....  ومجرد أورال يخافون ويرتعدون من الكبار الرجال  والنساء على حد سواء بسبب فقدانهم الثقة في أنفسهم ، لأسباب أقلها أنهم أنفسهم تعرضوا في صغرهم إلى الاغتصاب والاستغلال الجنسي المتكرر والمنتظم لسنوات عديدة ، امتد بعضها حتى مرحلة الثانويات ليتحول الأمر لديهم بعد ذلك إلى حالة من الاعتياد كمفعول بهم .

ومن ثم ولا يجدون ملاذا ينفسون فيه عن حقدهم المكبوت على المجتمع ومركبات نقصهم  ، سوى استغلال براءة الأطفال وممارسة اللواط في حقهم . على أمل أن يمنحهم ذلك شي من التعويض والثقة بالنفس ، ويعيد إليهم بعض التوازن الداخلي المهزوز جراء إحساسهم بالهوان والمذلة والتشويه.

وفي الغرب حيث ينقسم علماء السلوك الانساني إلى قسمين تتبنى فيه المدرسة الأوروبية حقيقة أن السلوك النفسي وأمراضه ترتبط بنقص أو زيادة كيميائيات محددة في المخ . فقد تحول المرض النفسي لديهم إلى مرض عضوي يتم معالجته بالعقاقير الطبية ,,,, في حين لا تزال المدرسة الأمريكية تتبنى نظريات "سيجموند فرويد" في مجال التحليل النفسي . وقد حدد هؤلاء أسباب ميل البعض إلى الأطفال والغلمان والقاصرات إلى أسباب تتعلق بعدم قدرتهم على السيطرة على عواطفهم ..

ووفقا لهذا الراي فقد تبنت الكنيسة في الولايات المتحدة برنامجا يخضع من خلاله قساوستها و شمامستها والطلاب في معاهد الدراسات اللاهوتية إلى اختبارات نفسية تتعلق بتحديد درجة العاطفة لديهم . وقدرتهم على توجيه والسيطرة على هذه العواطف الجياشة التي قد لا تجد من معين يشبع انفلاتها سوى ارتكاب الشذوذ والتلذذ السادي بصراخ وأوجاع وأنين الأطفال والأحداث من الجنسين ...

وربما لأجل ذلك تجد المبتلى بالرغبة وإدمان ممارسة اللواط مع الأطفال والأحداث أو الجنس مع القاصرات ، يتميز بالخجل والحياء الشديد والانسحاب النفسي الغير مُبَرّرْ عند مواجهته للكبار ولا سيما النساء منهم لإحساسه بمركب النقص في دواخله ..... ولكنه بالمقابل "يَهُوشْ" مثل الديك ، ويحرك ذيله ويلهث مثل الكلب السلوقي . و "يَنْفُشْ" ريشه مثل ذكر الطاؤوس ويصبح أكثر حماسة ونشاطا وديناميكية من "ابطال الديجيتال" وسط الصبيان والصبايا . أو عند رؤيته من يُعجبه وجهه ويُغريه قوامه الرشيق منهم ...

..........

أما وفيما يتعلق بالشريعة الإسلامية فلا توجد تبريرات نفسية في مواجهة اللواط وغشيان الفتيات والنساء في الأدبار سوى الخلق والمسلك المنحرف . وقد جرم القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هذه الأفعال ولم يبيح غشيان المرأة في دبرها حتى لو كانت زوجة حليلة.

وعقاب جريمة اللواط وفق ما ورد في الصحاح هو القتل . حيث جاء في باب الحدود لكل من الترمذي وأبو  داود عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [من وجدتموه يعمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به] .

وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن اللائط يُلْقَىَ من شاهق جبل ويُتبع بالحجارة كما فُعِلَ بقوم لوط لقوله عز وجل : [وما هي عن الظالمين ببعيد] .

ولاشك أن هناك نظر بالطبع في حالة أن يكون المفعول به مغتصبا راشدا كان أو طفلا . وحيث بقتصر العقاب ويقع ذنب المفعول به هنا على الفاعل .... ولا تذر وازرة وزر أخرى.

وذهب الفقهاء إلى القول بأن من فعل فعل قوم لوط فهو منهم لقوله صلى الله عليه وسلم [ومن تَشَبّهَ بقَوْمٍ فهُوَ مِنْهُمْ] – صحيح أبو داود .... وحيث يقول الشاعر:

(فإنْ لَمْ تكُونوا قوْمَ لوطٍ بِعَيْنهِمْ                فمَا قوْمُ لُوطٍ مِنْكُمِ ببَعِيدِ)

وإزاء ذلك فقد استحق كل من فعَلَ ذلك أن يُنْسَبُ إليهم ويُطلق عليه مُسَمّىَ "لُوطِيُّ". فاعلا كان أو مفعولا به.

وجدير بالذكر أن العرب في الجاهلية وصدر الاسلام لم يكونوا يعرفون اللواط . وحيث قال الخليفة الأموي الدارس للقرآن الكريم ، عبد الملك بن مروان :- (لولا أن قص علينا القرآن عن قوم لوط لما عرفنا أن ذكرا يعلو  ذكر )....

أما تفشي جريمة اللواط وسط المجتمع العربي لاحقا ، فقد كانت مع بداية العصر العباسي وهيمنة اَلْشِّعُوبيّون على مقاليد السلطة في هذه الإمبراطورية الإسلامية ، وحيث اختلطت خلال هذا العصر دماء الشعوب غير العربية بالعرب وتمازجت بهم  ثقافيا وحضاريا وباضت وأفرخت.

وفي السودان عامة لم تكن الظاهرة من قبل بهذا الكم والكيف والمدى والاتساع من التفشي والانتشار ؛ بل كانت محصورة ومتفشية فقط في قطاعات مهنية بعينها وتتركز معظمها لدى طوائف الصنايعية والمهن الحرفية البسيطة ، التي يجري إلحاق الأطفال بها منذ سن صغيرة للعمل بعد أن يكونوا قد فشلوا في دراستهم الأكاديمية أو فقدت الأسرة معيلها . فاضطرت الأم للعمل وإخراج أولادها من المدرسة للعمل مساعدين في اللواري السفرية وفي ورش الحدادة والنجارة وتصليح وصيانة العربات ومحلات بيع اللحوم وهلم جرا . وحيث يجري استغلالهم جنسيا ويتوالى هذا الاستغلال الجنسي جيلا بعد جيل وفق جدلية "تبادل المواقع والأدوار" ، فينقلب المفعول به بعد تقدمه في المهنة والعمر إلى فاعل في مواجهة قاصرين جدد ملتحقين بالمهنة وهكذا دواليك تدور عجلة اللواط .

وفي مجال التعليم النظامي والديني كانت هناك بعض المماحكات والتندر والمزاح والقيل والقال بين القرناء وزملاء الدراسة وقادة المستقبل من الصبيان ، حول ميل "الفكي" في الخلوة (مثلاً) إلى تكرار رفع أرجل الولد المَلِيحْ المُرَتّبْ لضربه بالفلقة في الهينة والقاسية ، أكثر من حرصه على فعل المثل مع القبيح المَعَشْكَبْ.

وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بالفعل تساؤل كان ولا يزال يثور بين العامة حول السبب في ارتباط المُتدَيّنين  بالميل إلى الصبيان والقاصرات ........

وفي واقع الأمر لا يوجد رابط بين التدين وبين انتشار وتفشي هذه الظاهرة . فهي في الأساس ليست من صنع ولا خلق المتدينين بالطبع .. ولكن الذي أوحى بذلك هو أن هؤلاء الشواذ حنسيا يتبعون في مسلكهم تكتيكا واستراتيحية تقوم على خداع أولي الأمر  والصادقين من المتدينين والضحايا على حد سواء  . فهم يتصنعون التدين بتربية اللحى وتقصير الجلابيب والسراويل وإدعاء النُسْك وتعلق القلب بالمساجد حتى يخفون حقيقتهم . وبغض النظر عن موقعهم من الإعراب سواء أكانوا فاعلين أو مفعولا بهم .... وهم بذلك وبالجملة يمكن تصنيفهم في خانة "المنافقين" . وحيث هؤلاء أشد خطرا وفتكا للمجتمع من الكافرين والعُصَاةِ الذين يسفرون عن كفرهم  أو عصيانهم فيكون ذلك مدعاة لحيطة وحذر الناس منهم ....

ولأجل ذلك افلح "اللوطي الملتحي" في اغتصاب الطفل حمادة .. وكذلك ظنا منه أنه يلعب على القاعدة الذهبية في ارتكاب هذه الجريمة وهي أن الضحية ذكرا كان أو أنثى يخجل من إفشاء السر وأن الأسرة حتى لو علمت فإنها تكتم الأمر خوفا من الفضيحة .. ولكن يبدو ان حسابات هذا الملتحي النَذِقْ لم تكن صحيحة . فقد حدثت تغيرات كبيرة في أذها الطفل وطبيعة العلاقة بين الأم وابنائها بعد التطور الثقافي والدراسي الذي حصلت عليه المراة. وبات لديها القدرة على استقراء ما يدور في الشارع وأذهان فلذات كبدها . وكذلك تحول نظرة المجتمع عامة إلى هؤلاء الضحايا والتعاطف معهم ومع اسرهم ، وتقدم العلوم المختبرية في اكتشاف مصدر السوائل المنوية المتخلفة عن جريمة الاغتصاب داخل جسم الضحية . وعدم تردد الأسرة في التبليغ الفوري عن تعرض أحد افرادها لحوادث اعتداء واغتصاب جنسي وعرض الضحية فوراً على القوميسيون الطبي والمختبر الجنائي قبل زوال معالم الجريمة .. وهو ما أرى أنه الحل الوحيد لإيقاف هؤلاء الشواذ عند حدهم على ان يكون ذلك مرهونا بشفافية قضائية وسلطات سجون لا تجامل ولا تناور أو تتراخى وتتبنى فلسفة "إذا سرق الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف اقاموا عليه الحد".

كذلك نحذر الصغار عن طريق اولياء امورهم بضرورة إرشادهم وحثهم على عدم الوثوق بالغرباء ، اللذين يتوددون إليهم بمعسول الحديث او الهدايا الغير مبررة خارج إطار المجاملات الأسرية المتبادلة . أو الوثوق بكل من أطلق لحيته وتبدّىَ  للعَيانِ في ثياب النّاسِكِينَ وتوارى خلف قناع الصّالِحينَ وتعلق قلبه بالمساجد .. بل على العكس فإن الخوف من هؤلاء بالذات هو الأجدى ومن باب أولى ..... وهناك بالفعل أمهات ذكيات وخبيرات لايخشين على أطفالهن سوى من اصحاب اللّحَىَ المُمْتدّة ، فتحقق لأطفالهن بذلك الوصول إلى بر الأمان والنَجَاةْ ......

وقد كان الهدي النبوي الشريف محتاطا لهذا الأمر بالطبع . ولأجل ذلك قرَنَ الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم دائما بين "التَدَيُّنِ وحُسْنَ الخُلُقْ" كشرط للحكم على الفرد وحيث لا يكفي مظهر التديّن الخارجي وحده ومشاهدته يذهب ويأتي من المسجد دليلا دامغا على نقاء الفرد وحسن سريرته ذكرا كان أو أنثى.

كذاك ينشط هؤلاء الشواذ في الأماكن والمناشط التي تجعلهم قريبين من ضحاياهم . وحيث يطمئن إليهم البسطاء والسُذّج من الآباء والأمهات وأولي الأمر بنحو عام على اعتبار الظن بأنهم فوق الشبهات... فلا أحد يتهم مؤذناً ولا إمَامْ ومُتَدَيِّنٍ مُلْتَحِي مثلا بممارسة هذه الأفعال عادة .. وحيث يطمئن الآباء وأولياء الأمور عامة حينما يشاهدون طفلهم القاصر في معيتهم ... وتغشاهم الشكوك والظنون ، ويَتَملّكَهُمُ الحَزَنْ والأسى والارتياب في سلامة النوايا إذا شاهدوه في مَعِيّةِ شيوعي ، و علماني… أو عضو من أعضاء الحركة الشعبية قطاع الشمال.

وحيث يرصد الشاعر أبي نواس هذه الظاهرة على نحو سافر في عدة قصائد له منها على سبيل المثال قوله:

خَلعْتُ مُجُونِي فاسترحْتُ مِنَ العذْلِ .....

وكنتُ ومَا بي ، والتماجنُ من مِثُلِي ¹

أيا ابْن أبانِ هل سَمِعْتَ بفاسقٍ .....

يُعَدُّ من النُسّاكِ فيمَنْ مضَى قبْلِي

ألَـمْ تـَـرَ أنّـِي حِينَ أغْدُو مُسبِّحاً .....

بسَمْتِ "أبي ذَر" وقلْب أبي جَهْـلِ ²

ِوأخْشَعُ في نَفْسِي ، وأخْفِضُ نَاظِري .....

                                 وسجّادَتِي فِي الوجْهِ كالدَرْهَمِ المَطْلِي ³

وآمُــرُ بالمَعْـرُوفِ لا من تـقــيَّةٍ .....

وكيـفَ وقوْلـِي لاَ يُصدِّقـُـه فِـعْلـِي ٤

ومَحْبَرَتـِي رأسُ الرياء ، ودفتري .....

ونَعْلايَ في كَفِّيِ من آلَـة الخَتـْـلِ ٥

أؤُمُّ فقيها ليس رأيي بفِقْهِـهِ .....

ولكن لَـرُبَّ المُـرْدِ مُجتَمعِ الشَّمْلِ ٦

فكـَمْ أمْـرَدٍ قدْ قال والدهُ لــه .....

عليكَ بهذا إنّـه من أوُلـِي الفّضْلِ ٧

يَـفِــرُّ بـِه من أنْ يُـصاحِبَ شاطِراً .....

كَمَنْ فـرّ مِنْ حَـرِّ الجِراحِ إلى القتْلِ ٨

 

(1)   المُجُون : هو خلط الجد بالهزل وعدم مبالاة الفرد بما يصنع . والعَذْلُ: اللوم .

(2)   السمت : هيئة أهل الخير والتقوى .. و "أبي ذر" هنا هو أبو ذر الغفاري الصحابي الجليل.

(3)   يقصد بسجادته في الوجه علامة أثر السجود مشبها لها بالدرهم المَطْلـِي ، أيْ اللامع الزاهي اللون . وهي علامة يفسرها البعض من الخاصة وكافة العامة على أنها من علامات الخشوع والتقوى ويربطونها بقوله عز وجلك [سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُود ] (29) سورة الفتحِ

ولكنه يبقى تفسير مثير للجدل والدليل على ذلك كمالة الآية نفسها حيث يأتي مباشرة قوله عز وجل [ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ] وحيث لا يصلي هؤلاء مثل المسلمين ولم يشاهدهم أحد من العرب اليهود ولا النصارى وهم يؤدون الصلاة بالميكانيكة البدنية التي نؤديها نحن . وحيث ثبت في الصحاح أن جبريل عليه السلام هو الذي علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كيفية تأدية الصلاة بدنيا وكذلك تحديد عدد الركعات ...

وإذا كان الأمر كما ذهب إليه العامة وبعض الخاصة فما هي إذن علاقة علامة الصلاة بالإيمان والخشوع والتقوى في وجه أمثال ذاك "اللُّوطِيّ المُلْتَحِي" مغتصب الطفل حماده ؟؟  ....

إن الأثر المشار إليه مقصود به صفاء الوجه وسمت الخير والتقوى وإشراقه . وهي علامة تجدها دائما بوضوح في وجوه أولياء الله الصالحين وبعض الأتقياء من العامة . حيث تجد وجوههم بأكملها مضيئة مشرقة وكأنها مثل البدر ..

أما وجوه المنافقين فتظل سوداء كالحة كريهة مُنَفّرَة تشعّ رياءاً وطمعا وبُخلاً وخُبثاً وقسوةً ودناءةً وجَلافةً وإجرام . وهو ما يتنافى مع الإشراق الإيماني المفروض. 

كذلك فإن علامة الصلاة في الجبهة المشار إليها قد فقدت قيمتها وكاريزميتها في العصر الحديث بعد أن أصبح هناك من يمتهنون طبعها على الجباه في أسواق المدن الإسلامية .. ومن أراد لنفسه واحدة فليذهب ويسأل عن مكان ختمها سواء في أزقة سوق أمدرمان القديم أو دكاكين الحلاقين في سوق العتبة بقاهرة المعز ... أو يكثر من السجود بمناسبة ودون مناسبة على برش من سعف الدوم الخشن وحَكّ جبهته به قوياً ثلاث مرات في اليوم ولمدة أسبوع ...

والدِّرْهَمُ هو عملة معدنية لونها فضي ناصع عندما تكون جديدة ولم تتداولها الأيدي بالتعامل. وكانت تضرب سابقا من معدن الفضة وقد ورد الدرهم في الذكر الحكيم عند قوله [وشرُوهُ بثمنٍ بَخْسٍ دراهم معدودة] (20)  سورة يوسف

(4)        التّقِيّة : الخوف.

(5)   الرياء: هو ان تحرص على ان يرى منك الناس خلاف حقيقتك وما انت عليه في الواقع.  .... والخَــتْل : الخداع .... ويقصد بآلة الختل أداة الخداع .... والمعنى الذي أراده الشاعر هنا أنه حين يذهب للجلوس في مجالس العلم حول الفقهاء خاشعا مسبحا مطهرا الضعف والهوان لله . يامر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد طبع على جبهته شعار الصلاة وعلامة السجود المزورة فإنه لا يفعل ذلك خوفا من الله وكيف يفعل ذلك وافعاله لا تصدق اقواله ؟؟ ويستطرد قائلا أنه يذهب لحضور مجالس التعليم فإن محبرته هي راس النفاق والتظاهر بخلاف ما يضمر وأن دفتره ونعلاه يحملهما في يده إذا دخل مجلس وحلقة العلم في المسجد أداةً للخداع.

(6)   أؤم: أقصد ، ليس رايي : اهتمامي ، المُــرْد : جمع أمْـرَدْ وهو الغُلام الذي لم ينبت شاربه بعد

ويقصد هنا أنه يذهب للجلوس والاستماع في حلقات العلم لبعض ليس لأنه مساير لهذا الفقيه في آرائه ومذهبه وإنما لأن الغلمان الصغار يجتمعون حوله فيتعرف إليهم ويتقرب عل وعسى يصطاد واحداً منهم .

وقد سبق واشار في بيت سابق إلى ذلك بقوله ((حين اغدو)) أي أخرج من البيت باكرا .. والغدو  عند العرب يقصد به الحروج في الصباح الباكر لطلب الرزق . أما العودة إلى البيت في نفس اليوم قبل او بعد مغيب الشمس وبعد الحصول على الرزق فيقال لها (الرواح) .

وقد ورد في باب التوكل على الله ، قوله صلى الله عليه وسلم : ( لو توَكّلتُم على الله حَقّ توَكّله لرزقكم كما يَرْزُقُ الطير ، تغدو خِماصاً وتروح بِطانا) .. والتوكل هو الثقة.

(7)   الفضل : ضد النقص والنقيصة في الأخلاق عامة ... وهذا البيت لربما يكاد يكون هو بيت القصيد في حالتنا هذه. حيث يعني الشاعر بقوله أن  معظم الآباء يوصون اولادهم الصغار ان يلازموا ويصحبوا ويثقوا في اللذين يبدو على مظهرهم الخشوع والخوف من الله إطمئنانا منهم بانهم من أصحاب الفضل والبعد عن النقائص و إلمحرمات .... وهو المدخل الذي دخل به ذاك المُلتحِي اللوطي بيت اسرة الطفل حمادة . وحصل به على ثقتها وإطمئنانها على فلذة كبدهم الصغير .... ونرجو أن يكون في ذلك عبرة لمن يعتبر ويعي.

 

(8)    الشاطر : اللص ، الماجن ، الخليع .. ويعني الشاعر أن الأب عادة ما يخشى على إبنه الطفل والصبي من مرافقة اللصوص واصحاب الخلاعة والمجون خوفا عليه من الأذى. ويحرص ان يصاحب طفله الشخص الذي يبدو على مظهره الخارجي سمات الخشوع والعبادة هكذا دون تمحيص إنخداعا بالمظاهر ليس إلاّ .. دون أن يدرك انه بذلك كمن يهرب بإبنه من أن يجرحه سهم أو سيف ، فيرمي به في المقابل إلى القتل.

.................

...................

وإزاء هذا الواقع المرير . وتلك الغفلة والطِيبَة وبساطة تفكير أولياء الأمور في هذا الزمان العَكِرْ ، نُحذّرُ باعلى صوتنا والألم يعصر القلب إشفاقا على واقع يمتلك السلطة والنفوذ والمال ، بات يجابه مجتمع هذا البلد ومستقبل اطفاله مرددين :

[لأجل ذلك أفلح هذا اللوطي المُلْتحِي

في اغتصاب الطفل حمادة] ...

.......

والبقية تأتي .. وربما كان القادم أسوأ

      


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج