لماذا فشل الاتحاد الأفريقى في دارفور
بالنظر الي تدهور الأوضاع الأمنية في دارفور فانه من المهم مراجعة دور الاتحاد الافريقي في ذلك الاقليم المضطرب لقد كان الاتحاد الافريقي في السنوات الاخيرة هو المؤسسة المختارة لحل المشاكل في افريقيا . من منطل إيجاد حلول إفريقية لمشاكل أفريقيا. هذا وبعد مرور أربعه سنوات علي دخول الاتحاد الافريقي في دارفور. و علي الرغم من عمله مع الأمم المتحدة . فأن الاتحاد الأفريقي قد عجز عن توفير الأمن في دارفور . علية فقد حان الوقت لكي نسأل عن أسباب الفشل .
أن التفويض الذي منح للأتحاد الأفريقي كان متصفا بالضعف اذ سمح بالمراقبه فقط وليس بالتدخل الجدي . والنقد الذي تعرض له الاتحاد الافريقي . بعد نشر القوة العسكرية كان منصبا علي ضعف التفويض والواقع أن عدم كفاية التفويض بالاضافة الي ضعف القوة العسكرية سمح الأتحاد الأفريقي بالبقاء.... بعيدا عن الاحتياجات الأمنية لمواطني دارفور ولكن الصورة قد تغيرت بعد قرار الامم المتحدة (مجلس الأمن رقم 1769تاريخ 31- يوليو 2007 هذا القرار يمنح القوات المشتركة تفويضا قويا يخول لهم – تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لأتخاذ كل الخطوات الضرورية لتأمين العاملين في مجال الاغاثة والمواطنين من الهجمات المسلحة .
ولقد كان من المتوقع ان توفر هذه القرارات أساسا مناسبا لحلحلة المشاكل الأمنية في دارفور .
ولكن الذي حدث أنه خلال أكثر من عام فأن القوات المشتركة فشلت في تحقيق أهدافها فشلا ذريعا .
ويمكن القول ان الفشل الذي لازم تنفيذ مهام القوات المشتركة يرجع في جانب منه الي الصيغة التي كتب بها قرار مجلس الأمن . ذلك أن القرار ترك الباب مفتوحا لحكومة السودان لكي تمارس العدوان وتضع العراقيل وذلك من من منطلق توفير مرونه مناسبة لعملية حفط السلام .
وعلي سبيل المثال فأن القرار لايضع جدولا زمنيا محددا لتحقيق السلام . وبالاضافة الي ذلك أن قيادة وهياكل القوات المشتركة لم يتم تحديدها الا بعد شهور من اجازة قرار مجلس الأمن . أن قيادة القوات المشتركة لم يتم تحديدها لا في نهاية 2007 والامكانيات العملية بما في ذلك القوات المطلوبة للعمليات لم يوضع لها جدول زمني وكانت المحصلة النهائية لكل هذا هي أن القوات المشتركة لم تشكل قوة متناسقه وعملية وذلك منذ البداية وبعد ذلك فأنه لا يكفي إلغاء اللوم علي مشاكل التنفيذ للكشف عن أسباب الفشل في تحقيق الأمن .
لقد فشل الاتحاد الأفريقي (بالتعاون مع الامم المتحدة أو بغير ذلك التعاون ) في عدة محاور رئيسية هي فقده للقيادة المعنوية وتجاهلة لمواطني دارفور كشركاء رئيسين في تحقيق السلام وأن الاتحاد الأفريقي فشل أيضا في التعلم من أخطاء الماضي أن فقد القيادة المعنوية و الأخلاقية تتمثل في أن الاتحاد الأفريقي ترك مواطني دارفور يدافعون عن انفسهم .
فشل الاتحاد الأفريقي في إستخدام قوة القارة الأفريقية للدفاع عن القارة الأفريقية .
وضع الاتحاد الأفريقي مصالحه أولا مفضلا تلك المصالح علي حماية المواطنين الافارقة من القتل الجماعي والاضطهاد وتتمثل ذلك في المعاملة الهينه والودية التي عامل بها الاتحاد الأفريقي حكومة السودان . وأدي ذلك الي تقهقر العدل الي مكانة متأخرة في قائمة الاسبقيات .
وعلي سبيل المثال ففي يوليو 2008 فضل الاتحاد الأفريقي التسوية السياسية علي المساءلة القانونية التي قام بها المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية أوكامبو . وفي هذا الاطار فان التسوية السياسية لمشكلة دارفور تعني الا يقوم الاتحاد الأفريقي بأي مبادرة اذ أن التسوية السياسية قد تعرضت للفشل يعد انهيار محادثات ابوجا .
عبداللطيف أسماعيل
الأمين الأعلامى لحركة تحرير السودان
قيادة الاستاذ / أحمد عبدالشافى
[email protected]
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة