صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


لحسة كوع ـ 2 ـ : الصادق حمدين
Nov 14, 2008, 20:50

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

                           لحسة كوع ـ 2 ـ : الصادق حمدين

لا أدري لماذا يذكرني الجنرال عمر البشير، كلما اعتلي المنصة لإلهاب مشاعر جماهيره التائهة في شعار ملكوت هي لله، بمنغستو هايلي مريام ديكتاتور أثيوبيا، الذي تعود علي وضع زجاجات مليئة بالدم أمامه ليخاطب من ظنها واهما بأنها جماهيره، ليقوم بكسرها كلما أرقي وأزبد لإخافة أعداءه المتوهمين، حتى سخر منه يوما الرئيس المصري الراحل أنور السادات بطريقة صارت محل تندر بين كثير من الدبلوماسيين لوقت طويل، وانتهي المقام بالفارس الأثيوبي الجحجاح، الذي لا يهاب منظر الدماء، طريد عدالة، ينتظره حكم بالإعدام في بلد كان يُلزم فيه أسر ضحاياه بدفع ثمن الرصاصة التي كان يعدم بها أقرباؤهم. كما أتذكر أيضا الديكتاتور الأوغندي عيدي أمين دادا، الرجل الذي أصيب بفوبيا رجال أوبوتي الرئيس السابق الذي انقلب عليه وحل مكانه، فكان إذا أصابته مجرد (تخمة) من الإفراط في الطعام الذي يتناوله بإدمان (والبيرة) التي جعلته يستغني عن الماء بها، كانت أصابع مخاوفه وهواجسه تشير لرجال أوبوتي بأنهم دسوا له السم، ونتيجة لأوبوتي فوبيا تلك التي كانت تصطحب الجنرال حتى مرقده، بأن أحال الجنرال المرعوب أمين دادا خضرة أوغندا الجميلة إلي اللون الأحمر الغاني، وحبا وعشقا في منظر الدماء التي هرب وولي فارا بجلده من أن يراها تسيل منه، كان يحب أن يري ضحاياه لحظة التنفيذ في لباس أبيض، حتى يري منظر الدماء وهي تسيل منهم بوضوح، وفي إحدى لحظات يأسه وجبروته أصدر قرارا وعلي الهواء مباشرة وكان نتيجة لذلك القرار بأن ارتوت أرض أوغندا بدماء معارضيه حتى فاضت، لأنها لم تكن بحاجة إلي المزيد، وانتهي به المقام طريدا بائسا بأرض الحرمين الشريفين، مات ولم يترك خلفه ما يفيد إلا رائحة دماء وبقايا جماجم وعظام آدمية تفيض عن حاجة طلبة الطب من أجل العلم والدراسة.!!!

ولكن ما خطب جنرالنا الراقص هذا الذي طاردته وأقلقت منامه دارفورفوبيا كلما أعتلي منبرا وأسكرته نشوة صوت الجماهير المغيبة بالشعارات، التي تخلي عنها في انتهازية مقيتة رافعوها أنفسهم، يتحفنا بأقوال وأمثال لها علاقة بسلوك الحيوان وطرق أكله وشربه من لحس، ولعق، وولوغ، حتى صارت مقولة (لحس الكوع) عنده فرمانا رئاسيا تستبطن التهديد والوعيد لأعداء يرجع الفضل له وحده في صناعتهم ووجودهم، لا استحالة إتيان الفعل الذي قُصد منه التعجيز، فنظرية (لحس الكوع) التي طورها الجنرال المدني نافع علي نافع، وأصبحت بفضل أبحاثه الدءوبة سلاح معدل ماركة مدفع (الدلاقين) الرمضانية، تم تعميمها حتى وصلت مؤسسة الرئاسة نفسها، ولم يتردد في استعمالها الرجل الذي يجلس علي رأسها، معرضا هيبة المنصب وجلاله لسخرية الأصدقاء قبل الأعداء، وذلك كلما شعر بأن شمس حكمه إلي غروب وزوال، فيُسمع أعداءه الذين يتوهمهم في الخارج صوتا وضجيجا دون أن يصيبهم أذي، فيعطيهم فرصة الكيد له ولنظامه بما يرتكبه من أخطاء مميتة في حق شعب كارها له ولنظامه.!!!

فطوال 7130 يوما بالتقريب، لم يتعلم الجنرال عمر البشير يوما، مواجهة عواقب أفعاله في حق شعب أعزل ولا حتى إظهار مجرد ندم عليها، فرقصه أمام ذوي من اعترف بأنه قتل عشرة آلاف منهم دليل علي ذلك، ودليل آخر علي تبلد حسي أصبح في خصومة فاجرة مع الإنسانية، ودليل ثالث بأن الديكتاتور الراقص لم تكن لديه أدني فكرة عن ما هو الشعور الذي يحسه ذوو الضحايا، وهو يرقص منتشيا أمامهم ويعدهم بوعود هو يعلم قبلهم بأنها لن تتحقق أبدا. فلم يتعلم الجنرال عمر البشير بأن فرمان إعلان الحرب الذي أصدره من نفس المنصة، وأمام ذات الجماهير في منتصف التسعينات بأنه جاء إلي السلطة عن طريق البندقية ومن أراد السلطة عليه سلوك الطريق نفسه، ونتيجة لتصريحه هذا لم يصمت صوت البندقية في أطراف البلاد وحواشيها وحتى عاصمتها لم تسلم من صوتها، ومازال زيت تصريحه يزيد نار الحروب اشتعالا، تلك النار التي اصطلي بها كثيرين من أبرياء هذا الوطن، وعندما حان وقت دفع ثمن فاتورة حصاد الهشيم الذي أشعل ناره بنفسه، لجأ للاحتماء خلف هؤلاء الضحايا المغيبين، حتى ينجو بفعلته، مرددا دون كلل أو ملل بأن المستهدف هو السودان أرضا وثروة، ولا يستطيع أن يقول بأن المستهدف هو أيضا إنسانه، لأن نظامه قد قام بالواجب تجاهه من قتل، وتشريد، وسجن، وتعذيب، وما فائدة الأرض والثروات دون إنسان يعمرها؟!!!

فالرجل الذي يصدر قرارا رئاسيا وعلي الهواء مباشرة، وأمام نفس الجماهير المغلوب علي أمرها بأنه لا يريد أسيرا أو جريحا في حروب يخوضها دون هوادة ضد بني وطنه، يؤكد تماما بأنه يريد أرضا دون شعب مقيم عليها، ويريد ثروة دون أن يشاركه فيها أحد. والذي يؤكد كلامنا هذا هو كل تلك الوفود العربية والإسلامية التي زارت دارفور وهدف زياراتها المعلن هو التأكد من الحقائق علي الأرض، والغير معلن هو المؤازرة والنصرة لنظام عمر البشير، ولنأخذ زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لدارفور ، والذي ترأسه كل من الشيخ الدكتور القرضاوي، ودكتور محمد سليم العوا، ماذا كانت نتيجة هذه الزيارة، (إن ما حدث ويحدث بدارفور مؤامرة غربية، صهيونية، هدفها السيطرة علي الأرض والثروة في السودان، ومدخل الصهاينة إلي ذلك إقليم دارفور) دون أن يتطرق أيا منهما، للقتل، والتهجير، والإغتصاب، والمعاناة اليومية التي يعاني منها إنسان دارفور، ودون أن يحملوا ولو جزئيا مسؤولية ما حدث لنظام الإنقاذ، بل رددوا ما ظلت تقوله وتكرره حكومة الإنقاذ مرارا حتى تجد للفظائع التي قامت بارتكابها في دارفور تبريرا أخلاقيا، كأنما أهل دارفور ليسو بمسلمين يتبوأ باسمهم الشيخ القرضاوي ودكتور العوا رئاسة أعلي هيئة إسلامية عالمية، من ضمن أهدافها الدفاع عن حقوق كل المسلمين، حكومات وأفراد، لا أن تقف مع طرف، علي حساب الآخر، كما فعل الشيوخ المحترمون، وغيرهم من حماة العروبة والإسلام، ومقتاتي فتات موائد الديكتاتوريات.!!!

كل تلك التصريحات التي كان مكانها الهواء الطلق وأمام مرأى ومسمع من كل العالم، والتي تميزت بالنتائج الكارثية علي الشعب السوداني ككل، كان الغرض الأول منها حماية الكرسي الذي يجلس عليه رأس النظام باعتباره أكثر المناطق أمنا وأمانا، في هذا العالم الذي ضاقت مساحته علي رحابتها، نتيجة للجرائم والموبقات والفظائع التي لا تخطر علي بال من كانت به ذرة من إنسانية التي ارتكبها قادته في حق هذا الشعب المقهور، والغرض الثاني هو إرسال رسالة عبر هذه الجماهير إلي من يسميهم النظام أعداء الداخل، لأن الهروب الكبير الذي قام به قادة هذا النظام من العاصمة التي يتحصنوا بها ويصدروا منها الموت إلي أقاليم يستمتعون بضرائبها وثرواتها أمام فصيل واحد من فصائل المعارضة، يسقط دعاوى جدية النظام بأن المقصود بها أعداء الخارج من الدول التي يصور النظام نفسه كذبا بأنه ندا لها.!!

الشعب الذي دفع ثمن صمته لما يقارب العقدين من الزمان، نتيجة للرعب والخوف الذي زرعته في مخيلته آلة جلاوذة النظام القمعية، لن يكون بعد حقبة أوكامبو، ذاك الدرع الحصين الذي يحتمي خلفه القتلة، والمجرمون، فقد آن الأوان، بأن يتكلم هذا الشعب الذي عاني طويلا، وتكون عنده الكلمة الفصل في تحديد مستقبله ومستقبل أجياله، لا أن يكون مجرد درقة تحمي اللصوص والفاسدين، ومجرد متفرج ترتكب باسمه أبشع الجرائم، فالشعب السوداني العظيم حبيب كل شعوب العالم، فمن الظلم له أن تُستعدي كل شعوب المعمورة باسمه، ويُستدرج إلي حروب لا ينوبه منها سوي الدمار، والتشرد، والخراب، وإلي خصومات عبثية سرعان ما يركع النظام طالبا الصفح والمصالحة، وجمهورية تشاد خير مثال..!!

فالرئيس الذي يقف أمام شعبه، ويسيء إلي الشعوب الأخري، ليس جدير بأن يقود أمة وليس جدير بحمايتها، فالشعوب التي تحمي قادتها، هي التي كان لها حق اختيارهم بداية، فمن الذي اختار هذا الجنرال الراقص وجوقته، حتى يدفع هذا الشعب الصابر ثمن مغامراته وجنون عظمته، وإذا كان هذا الجنرال، يقارن نفسه بالرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، فهذا رئيس قد اختاره شعبه ولم نسمع يوما بأنه دخل في حرب مع بني وطنه، ولم نسمع أيضا طوال فترة عداءه مع الإمبريالية بأنه يسبها علنا، ويرسل وفوده سرا لعقد الصلح، وشروط التنازل المذلة معها، كما يفعل هذا النظام الذي يجلس علي رأسه من سرق بليل مدلهم سلطة غيره. وهناك مثال آخر لزعيم استطاع أن يقف أمام وجه الإمبريالية لما يقارب الخمسة عقود، وهو فيدل كاسترو أيعرف جنرالنا هذا؟! رغم إيماننا الذي لا يتزحزح في مبدأ التبادل السلمي للسلطة، إلا أن كوبا تلك الجزيرة الصامدة قد هزمت الجهل، والمرض، وفي طريقها إلي هزيمة الفقر إلي غير رجعة، فهي تملك أفضل تأمين صحي في العالم، ونسبة الأمية فيها قاربت الصفر، ولم تنقل لنا الأخبار منها بأن هناك أي (فجوة غذائية) ناهيك عن المجاعات، التي فتكت بكثير من أفراد هذا الشعب الذي يحكمه بالحديد والنار، فأي حماية يتوقعها الجنرال عمر البشير من هذا المواطن، بعد أن سرق خياره الديمقراطي علي علاته وأذاقه الويل لما يقارب العقدين من الزمان......                                            

[email protected]

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج