مبارك حسين وعشة الفلاتية
[email protected] ثروت قاسم
الفلاتية :
هل تذكر قصة عشة الفلاتية مع الكاشف ؟ عندما يسألها أحدهم إن كانت تعرف القرآءة والكتابة ، كانت ترد دوماً:
أنا زي أخوي الكاشف ... ما بفك الخط !
كانت يرحمها الله تستقوي بإخيها الكاشف.
والآن وبعد يوم الثلاثاء الرابع من نوفمبر أصبح السود والمهمشون في كل العالم يستقون
بمبارك حسين أوباما . كل واحد منهم يحاكي عشة الفلاتية :
أنا زي أخوي أوباما ... أنا أسود !
أعاد أوباما للسود والمهمشين كرامتهم . واستطاعوا أن يرفعوا رؤوسهم عالياً .
يوم الثلاثاء الرابع من نوفمبر طوى عهداً جاهلياً طوله 232 حولاً وأعلن بزوغ
فجرصادق .
بعد يوم الثلاثاء الرابع من نوفمبر ، كل إنسان ، نعم أي إنسان ، يمكن أن يعبر كما عبر أوباما ، ولكن بجده وعمله وعقله . السماء هي السقف. ووداعاً العبودية ، وداعاً الإسترقاق, وداعاً الظلم, وأهلاً بالحرية ، والعدالة , والمساواة .
دارفور :
ماهي مآلات أنتخاب أوباما على دارفور ؟
المؤسسات واللوبيات المتعددة في أمريكا, تؤثر تأثيراً مباشراً وفاعلاً على الرأي العام الأمريكي . والرئيس وأعضاء الكونغرس بمجلسيه يعتمدون على الرأي العام الأمريكي في الوصول إلى مراكزهم عن طريق الإنتخاب وإعادة الإنتخاب . الرئيس وأعضاء الكونغرس رهائن في أيادي الرأي العام الأمريكي, والذي بدوره رهينة في أيادي اللوبيات الأمريكية . وهذه هي سنة الحياة السياسية في أمريكا ولن تجد لهذه السنة تبديلاً .
اللوبي اليهودي ولوبي مجموعة منظمات أنقذوا دارفور من أقوى اللوبيات في أمريكا. وهذان اللوبيان وغيرهما من المنظمات غير الحكومية يدعمون دعماً قوياً ومؤثراً ضحايا محنة دارفور . والدليل على ذلك أن الإدارة الأمريكية تصرف كل سنة ما يقارب المليار دولار على إطعام وإغاثة ضحايا دارفور ، بضغط من هذه اللوبيات .
ولن تحتاج هذه المنظمات للضغط على أوباما وإدارته للمواصلة ، بل ولتكثيف الدعم الأمريكي لدارفور . فأنت, يارعاك الله, لا تعافر الباب المفتوح ، والمفتوح على مصراعيه في حالة أوباما .
هنالك آيات كثيرة تشير إلى أن إدارة الرئيس أوباما سوف تدخل بثقلها في ملف دارفور ، مما يجعل نظام الإنقاذ يتحسر على أيام بوش الجميلة ، والتي تذكره دوماً بأيام حنتوب الجميلة . أيام كوندي التي كانت تنبح ولا تعض .
ودونك أدناه بعضاً من هذه الآيات ، على سبيل المثال لا الحصر :
أولاً:
في مناظرة تلفزيونية مع خصمه ماكين إبان الحملة الإنتخابية ، قال أوباما وصوته يتحشرج من الأسى والألم ، بأن دارفور تجسد له الشر في إطلاقه, وأن من يعطون الأوامر السياسية للإبادات الجماعية في دارفور, هم أدوات الشر ، وواجبه سوف يكون إزاحتهم من على شاشة الرادار .
هل تحتاج لإقناع رئيس يحمل ويؤمن بهذه الأفكار ويجاهر بها أمام ناخبيه ، وهو يعلم أنها سوف تدر عليه الأصوات الإنتخابية بالكوم ومن حيث يدري ولا يدري ، لأنها تلبي أشواق الناخب الأمريكي, الذي سوف يعيد إنتخايه عام 2012 بعد أن يرى الناخب بأن أوباما قد نفذ هذه الأفكار, وقام باللازم في دارفور خلال السنوات الأربعة القادمة .
إذاً ... أوباما جاكم !
وياحليل أوكامبو .. !
ثانياً:
سوف يزايد أوباما الأسود, على غيره وحتى على نفسه, ليبرهن أنه لايرحم نظام الإنقاذ الأسود ((تربيع)) رغم أنه أسود مثل قادة نظام الإنقاذ . سوف يقلب أوباما كل حجر لكي يبرهن أنه لايتصرف كرئيس أسود بل كرئيس أمريكي . ولذلك سوف يفتح أبواب جهنم على نظام الإنقاذ الأسود ((تربيع)) لكي يثبت للناخب الأمريكي الأبيض أنه ((أي أوباما)) أبيض منه . شعار أوباما في دارفور خلال السنوات الأربعة القادمة هو :
فاقتلوا هؤلاء حيث وجدتموهم ، وخذوهم ، واحصروهم ، واقعدوا لهم كل مرصد ، ولا تأخذكم بهم شفقة ، إنهم كانوا جنجويداً ظالمين .
ثالثاً:
نائب الرئيس يوسف بايدن الذي سوف يكون له دوراً مقدراً في رسم ومتابعة السياسة الخارجية حسب إتفاقه مع أوباما ، هذا الرجل الدُغري زايد أبان الحملة الإنتخابية على منافسته الجمهورية, وأكد للناخب الأمريكي بأنه سوف يعمل على التدخل العسكري الأمريكي المباشر في دارفور, بالتعاون مع قوات الناتو . وسوف يفرض حظر طيران فوق دارفور . وسوف يعمل على محاكمة كل من أعطى الأوامر السياسية لإشعال الإبادات الجماعية في دارفور .شعار بايدن في دارفور خلال السنوات الأربعة القادمة هو:
وإن نكثت ملة الإنقاذ مواثيقها من بعد عهدها ، فقاتلوا أئمة الإنقاذ ، إنهم قوم لا أيمان لهم ، لعلهم ينتهون. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصرعبدالواحد وجنده عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين .
رابعاً:
رامبو هو اسم الدلع لرام أمانيول مدير مكتب الرئيس أوباما ودينمو إدارة بوش, وعقلها المفكر, وقلبها النابض, ويدها الباطشة. وهو ثاني أقوى رجل في العالم قاطبة بعد الرئيس أوباما . رامبو إسرائيلي/أمريكي متطرف في دعمه لضحايا دارفور . فقد نجح في جمع تبرعات ضخمة لمجموعة منظمات أنقذوا دارفور, وفي تمرير قرارات في الكونغرس للموافقة على الإعتمادات المالية لإغاثة ضحايا دارفور والتي تجاوزت السنة المالية الحالية المليار دولار . وهو يؤمن إيماناً عقائدياً, لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, بأن نظام الإنقاذ نظام شيطاني ، يجب إجتثاثه من عروقه, ومحاكمة قادته في محاكم نورنبرج الثانية .
يمكن للقاريء الكريم مراجعة مدونته لكي يحيط بالحقد والكراهية, والرغبة في التشفي والإنتقام ، التي يحملها هذا الإرهابي المتطرف الأعمى ضد زعماء الإنقاذ . لاتستغرب فأن اسم رام مأخوذ من إرهابي صهيوني قتل بأياديه مئات الأطفال والشيوخ والنساء في مجزرة دير ياسين في فلسطين عام 1948م . والد رام كان من إرهابي منظمة أرقون الصهيونية التي فجرت فندق الملك داود في القدس عام 1946م, والتي بشعت بالفلسطينيين في دير ياسين وكثيراً من المجازر الأخرى . ورامبو قد قاتل في صف الجيش الإسرائيلي إبان حرب الخليج الأولى عن قناعة دينية, وتاركاً دعة ونعومة منزله في شيكاغو .
شعار رامبو حول دارفور خلال السنوات الأربعة القادمة سوف يكون :
( ملة الإنقاذ والجنجويد هم العدو فاحذرهم . قاتلهم الله أنّى يؤفكون ) .
يتبع...
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة