صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


الحل السوداني-السوداني لمشكلة دارفور/الفاضل عباس محمد علي -أبوظبي
Nov 13, 2008, 03:35

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

الفاضل عباس محمد علي -أبوظبي

 

الحل السوداني-السوداني لمشكلة دارفور

 

         يتحدث المراقبون للشأن السوداني عن الجهود المصرية الأخيرة لاحتواء الأوضاع السودانية المتفلّتة، على خلفية السباق مع المبادرة القطرية (التي أسماها أحد الكتاب باللطمة القطرية) ،أو التعايش مع تلك المبادرة والاندغام فيها كما تشير لذلك زيارة عمرو موسى المرتقبة للدوحة والاجتماع المزمع فيها للجنة الوزراء الأفارقة والعرب المناطة بوضع المبادرة القطرية موضع التنفيذ؛ وتسعى تلك الجهود الدبلوماسية المكثفة فيما يبدو للوصول الى حل وسط فيما يختص بالملف المفتوح الآن أمام محكمة الجنايات الدولية ، والمتهم الأول فيه الرئيس السوداني ،عسى أن تكتفي المحكمة بما دون ذلك ، أي بتسليمها الوزير أحمد هارون وقائد الجنجويد علي كوشيب ،وتغضّ الطرف عن رئيس الدولة لأن في ذلك حرج عظيم ومرمطة لكرامة الأمة السودانية ودعوة للانزلاق نحو المستنقع الصومالي والكنقولي ونحو فوضى وانفلات أمني بمثابة الحرب الأهلية ، وتفتيت للسودان سابق لأوانه .

          ولكن الحكومة السودانية تبدو واثقة من نفسها أكثر من اللزوم لأنها لم تسمح للجهود المصرية والعربية والافريقية بالسير في خط مستقيم وهادئ ،وما فتئت تدقّ طبول الحرب ضد الأسرة الدولية ،بزغاريدها ورقصها ، مثلها مثل العروس المكوفرة (أي الموتّبة ) التي يكثرون من جكوزتها وتدخينها وتبخيرها بزكي العود وهى تواصل وتمعن في اخراج الريح النتنة ، فما كاد حسني مبارك يغادر الخرطوم بوفده رفيع المستوى حتى ظهر الرئيس السودانى بالنهود والخوي من أعمال كردفان يندد بأوكامبو وسخر من محكمة الجنايات ، وقبل ذلك كان الرئيس في ضاحية تسمّى الدباغ بمنطقة البطانة يسئ لرؤساء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ويضعهم جميعا تحت حذائه ؛ فلا يبدو أن الحكومة السودانية تعوّل كثيرا على المنهجية الدبلوماسية ووساطة الخيّرين عربا وأفارقة ،ولكنها تتمثل المواقف الايرانية المصادمة للغرب مع الفارق المعروف من حيث الامكانيات والتماسك الداخلي والظروف الجيوسياسية بين السودان وايران .

         غير أني أنظر للمسألتين ، أي الجهود المصرية الأخيرة ورد الفعل السوداني من وجهة نظر أخرى ، اذ أن الحكومة المصرية لم تكن ساهية عن الازمة السودانية وأفاقت فجأة لتلحق بركب المبادرة القطرية أو تجاريها أو تستبقها كما يرى العديد من الباحثين  ، ولكنها أفاقت لموضوع آخر لم يكن في حسبانها وهو فوز باراك أوباما بالرئاسة الأمريكية حيث أنها كانت تراهن على استمرار الجمهوريين بفوز ماكين ؛ومعروف أن أوباما سيعمل أولا على سحب الجيش الأمريكي من العراق ووضع حد لذلك الصداع وذلك الثقب الذي استنفد الموارد الامريكية ، ومن ثم التفرغ لموضوعات أخرى تبدأ بالملاحقة الجدية لأسامة بن لادن وفلول القاعدة ،وتنتهي بالتصديّ للطغاة الأفارقة الذين يفتكون بشعوبهم والذين عبّر اوباما عن مقته لهم في العديد من المناسبات ؛ وستبدأ الادارة الأمريكية بالمسألة السودانية لعدة أسباب :

1.   باراك أوباما من أصل زنجي كيني ،وشأنه شأن كولن باول وكونداليزا رايس وكوفي عنان الذين تعاطفوا مع الشعوب الافريقية المضطهدة بدارفور ووصفوا تلك المشكلة بالابادة العنصرية الجماعية ، لن يقبل ما يحدث لأبناء عمومته بغرب السودان على أيدي الجنجويد وواجهات الثقافة العروبية بالخرطوم وما وراء الخرطوم .

2.   واذا خرجت الولايات المتحدة من منطقة غنية بالنفط كالعراق فانها بحساب المصالح الاقتصادية الاسترتيجية ليست من المتصوفة أو الراغبين عن الدنيا وعرضها الزائل ،وليس لديها بديل للنفط كمصدر للطاقة المحركة للماكينة والصناعة والجيش الأمريكي ،ولن تترك الجيوب الافريقية الغارقة في الذهب الأسود كدارفور وتشاد لمنافسها اللدود الصين الشعبية التي تغلغلت في هذه القارة البكر حتى أذنيها ،ومعروف جدا ضخامة الاستثمارات الصينية في نفط انقولا ومعادن زائير واستخراج وتكرير البترول السوداني .

3.   وحتى لو تورطت امريكا في المستنقع السوداني فهو ليس بالخطورة والجسامة العراقية ،وهنالك أرضية لبناء تحالف عريض تدخل الولايات المتحدة تحت ستاره كما فعلت في حرب العراق الاولى على أيام الرئيس بوش الأب ( تسعة وعشرون دولة منها مصر وسوريا والسعودية... على سبيل المثال ) ، وأول لبنات هذا التحالف هى فرنسا ذات الارتباط التاريخي بالمنطقة والوجود العسكري بتشاد والاستثمارات الهائلة في النفط التشادي، وثاني لبنات التحالف هى بريطانيا ؛ومن ناحية أخرى فان مظلة الأمم المتحدة مشرعة للتدخل في دارفور ويسندها العديد من القرارات الصادرة عن مجلس الأمن في هذا الخصوص ،وبقليل من التحوير والتكتكة سيتم اصدار قرارات جديدة تسمح لمجموعة عمل تقودها امريكا بالتدخل في دارفور اذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في وضع حد لهذه المأساة المستمرة منذ عام 2003 . ذلك سناريووارد جداً.

              على ذلك فان الحكومة المصرية أرادت أن تتحسب لمثل تلك السناريوهات المرعبة التى قد تأتي بالامريكان لمنابع النيل والاراضي السودانية بعد أن كانت تدّخرها كعمق استراتيجي لا مفر من اللجؤ اليه في يوم من الايام مع تفاقم الانفجار السكاني واحكام الشرك المالتوزي Malthusian Trap على الخاصرة المصرية والتهديد الصهيوني على الجبهة الشمالية ، مع ما سيتداعى من حقائق سياسية وجغرافية واستراتيجية جديدة ، وما يتوطّد من أنظمة ديمقراطية أصيلة وقيم للعدل والمساواة واحترام لحقوق الشعوب المغلوبة على أمرها في حكم نفسها بنفسها ، مما سيربك الحسبات ويزلزل كافة الأنظمة الأتوقراطية بالمنطقة.

            وأفضل مجال للتحرك المصري هو الآن ، أي هذان الشهران الرماديان اللذان يحكم خلالهما بوش كبطة عرجاء أو كاللّيدي ماكبث في آخر أيامها عندما كانت تسير وهي نائمة في جنح الليل البهيم ،وخير للحكومة المصرية وللجامعة العربية أن تتحركا الآن وتطبخا ثمة حل لمشكلة دارفور ينيم الفتنة ولو لبعض حين ، ولعن الله من أيقظها ؛ولو تعاون السودان ووضع يده في يد النظام المصري فان الوضع الراهن status quo بالمنطقة كلها سيستمر كما هو ويا دار ما دخلك شر! فقد تتحدث الولايات المتحدة من حين لآخر عن قيم الديمقراطية وحقوق الانسان ، وقد تسمح لرئيس أسود أن يمسك بأعنة الحكم ، ولكنها تتعاون مع الانظمة الأتوقراطية في جميع أركان الدنيا وعلى مر التاريخ ،وليست مهمة باراك الأولى أن يبشر بالديمقراطية ويحاول نشرها على حساب دافع الضرائب الامريكي ، ولكن همه الأول أن يفي بوعوده الانتخابية : تخفيض الضرائب لخمسة وتسعين بالمائة من سكان الولايات المتحدة  وتمكين الفقراء من الاحتفاظ بمنازلهم التى يبيعونها الآن بسبب  الاعسار ووطأة القروض المصرفية ، وتخفيض المعاناة بسبب الأزمة الاقتصادية الراهنة......الخ ، أي أن معظم الأجندة التي تشغل بال باراك أوباما وحزبه الديمقراطي هي أجندةمحلية داخلية ، ولو ظهرت ثمة مبادرة اقليمية تتعهد بحل المسألة الدارفورية وارجاع اللاجئين لمنازلهم ، ثم قطعت هذه المبادرة شوطا مقدرا خلال شهري نوفمبر وديسمبر، فان الادارة الجديدة ستتبناها لا محالة ، وكفى المؤمنين شر القتال .

             أما الجنوح الانفعالي من جانب الحكومة السودانية فهو ينمّ عن جهل بالحقائق الجيوسياسية التى تحفّ بمشكلة دارفور ، والجاهل عدو نفسه ؛ولو كانت الحكومة جادة في حل هذه الأزمة لوضعت يدها قبل كل شئ في يد شريكيها الحركة الشعبية لتحرير السودان والتجمع الوطني الديمقراطي الذي وقّعت معه اتفاقية القاهرة ،وطلبت من هاتين الجهتين أن تستمرا في سعيهما لتوحيد الفصائل الدارفورية ،وفي استراتيجيتهما الرامية للحل السوداني--السوداني ؛ ذلك هو ما يبعد الطامعين وذوي الأجندة الخفية واولئك الذين يحسبون أن السودان قد انهار مثل الكنقو وارادوا أن يتقاسموه كالاسلاب وغنائم الحرب ؛ والحل السوداني لا يبدأ بالنهاية كما فعلت مبادرة كنانة الاخيرة التى كانت عبارة عن مهرجان بروباقاندا باهظة التكاليف ،في غياب تام للمعنيين الحقيقيين بالمشكلة ، أي الفصائل والأحزاب الدارفورية ، تلك المبادرةالتي توصلت لمقررات معلّقة في الهواء كحبال بلا بقر ؛ولكن الحل السوداني/ السوداني يبدأ بالدار وأهل الدار ، لا سيما وقد عاد للخرطوم رئيس التجمع الوطني الديمقراطي السيد محمد عثمان الميرغني الذي ظلّ يعزف هذه النغمة (الحل السوداني / السوداني ) منذ بداية الأزمة قبل خمس سنوات ، ولا سيما ان التجمع الوطني الديمقراطي والحركة الشعبية لتحرير السودان ( جماعة الراحل جون قرنق وخلفه سلفاكير) هم على صلة وثيقة بالحركات الدارفورية الحاملة للسلاح ، ولو أطلقت الحكومة أيديهم في هذا المجال فانهم سيجمعونها في بضع أسابيع ويخرجون منها بموقف محدد تأتي به للمائدة المستديرة للقوى السياسية السودانية ،أي ما يسمى بالمؤتمر الدستوري الجامع (الذي سيبدأ من حيث انتهت اتفاقية نيفاشا ويؤمّن عليها ولا ينتقص منها البتة ) .

ذلك هو الطريق الوحيد لحل المشكل الدارفوري ومجمل القضية السودانية؛ ولو أبدت الحكومة ثمة جدية في هذا الصدد فانها ستجد السند الاقليمي والعالمي مما يقللّ من أهمية الحلول القضائية التي يسير في طريقها المدعي العام الدولي ومحكمة الجنايات ، ويعلي من شأن الاعتبارات السياسية التي تقدّر وتثمّن الحل السلمي الذاتي وتبعد شبح الاقتتال والحرب الأهلية والتهديد الذي يواجه القوّات الدولية ،بل تؤكد عدم الحاجة لتلك القوات في دارفور طالما أن الأمن قد استتب وطالما ان السودانيين قد أخذوا المبادرة في أيديهم وأقلعوا بسفينتهم نحو الحلول التفلوضية و العدالة الحقيقية والتوزيع الصحيح للثروة والسلطة ، والسلام.


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج