من ( يترس ) البحر من فيضان الإنتخابات القادمة !
بقلم : عمر قسم السيد
عقب توقيع اتفاقية السلام الامل بضاحية " نيفاشا " في العام 2005م ، والتى انهت بموجبها اطول حرب شهدتها القارة الافريقية استمرت لربع قرن من الزمان ، اجريت بعض استطلاعات الرأي العام وسط المواطنين ، فقال احدهم من قبيلة " النوير " بجنوب السودان ( نحن الجنوبيين لا نتحد لأننا نعاني من القبلية ) واضاف : اذا لم نوحد صفوفنا لن ننجح !
وقال آخر : من قبيلة " الدينكا " والتى تعتبر اكبر قبائل جنوب السودان ، قال ( لا يزال الناس يقتلون بعضهم بالبنادق والمسدسات ) !
كانت هذه جزئية بسيطة من استطلاعات الرأع العام ! وافادات البسطاء وغير المتعلمين من ابناء الجنوب .
فقد تنبأ هؤلاء بعدم الاستقرار في الإقليم من خلال معرفتهم بأنفسهم وعاداتهم وتقاليدهم وموروثاتهم وسلوك إنسان المنطقة .
فجنوب السودان اذا صح التعبير يشبه " ذات العماد " !!
الاراضي التى – تنبت الحجر – من كثرة خصوبتها .. جنوب السودان يرفل في ( نعمة ) من بحيرات البترول ! الا ان المثقفيين الساياسيين كما قال السياسي الجنوبي جوزيف لاقو هم من اشعل فتيلة التمرد منذ السبعينات بتحريض العسكريين في حكومة نميري فى العام 1972 م ، فالسياسيين الجنوبيين يرفلون فوق بحيرات – الجهوية والقبلية –
فقبيلة الدينكا والتى تعتبر من اكبر المجموعات النيلية، التي جاءت من سفوح الهضبة الاثيوبية واستقرت في الجزء الجنوبي من منطقة البيور بجنوب السودان، وتحلقوا حول الانهار وخاضوا معارك ضد من هدد وجودهم من القبائل التى عاشت من قبلهم.والدينكا نيليون وهم اكبر قبيلة بالسودان، وقيل انهم ثاني اكبر قبيلة بافريقيا بعد الماساي في كينيا
فهى تعتبر نفسها – الآمر والناهي – وفيما عداها من قبائل ( الشلك والنوير والفرتيت ) هم ضيوف مسيرون بأمر الدينكا ليس الا !
وللأسف الشديد اصبحت القبيلة هى من اكبر مهددات الامن والاستقرار في الإقليم ، كما اصبحت قنبلة موقوتة واداة من الادوات التى تستخدم لإثارة الفتن بغرض خلق البلبلة والاشتباكات القبلية والتى راح ضحيتها الألآف من من ابناء جنوب السودان ، فالخلافات القبلية تنشأ في ابسط الاشياء ، وسبق ان قتل " 75 " شخصاً واصيب العشرات في منطقة " يرول " بولاية البحيرات بسبب خلافات قبلية على حقوق المراعي ومصادر المياه ، واصبحت تتكرر مثل هذه الاحداث حتى جاء الحوار ( الجنوبي – الجنوبي ) الاول في نيروبي بغرض ( تحقيق الاجماع من اجل السلام والمصالحة والوحدة بين سكان جنوب السودان ) ومن بين المسائل التى تناولها الاجتماع ( المواضيع المتعلقة بالأمن والديمقراطية والادارة الراشدة والمساواة بين مختلف القبائل في التنمية الاقتصادية خاصة ) ، كما دعا كافة الجماعات المسلحة الى دعم عملية التسريح ونزع السلاح وإعادة الدمج ، الا ان كل ذلك لم يحدث ، وانتقلت عدوى " مقاتلي الغابة " الى المسؤولين السياسيين ، فاصبح التعيين السياسي يتم على اسس التصنيف القبلي والسياسي التى تسيطر عليه المصلحة ، الى ان ظهرت السطح صراعات القبيلة الواحدة التى تغلب عليها المصلحة السياسية ، ففي ولاية الوحدة نجد ان د. رياك مشار وفاولينو ماتيب يقفون ضد العميد تعبان دينق ( حاكم المقاطعة ) وجميعهم من قبيلة " النوير " ويريدون ان يبعدوه عن المقاطعة فسحبوا منه منصب ( رئيس الحركة بالمقاطعة ) وهو ما تنص عليه اللوائح التنظيمية بالحركة الشعبية ، وأتو بالدكتور جوزيف مانتويل وهو وزير الصحة بحكومة الجنوب ليكون رئيساً للحركة بالولاية بدلاً عن تعبان دينق ، اما قيادات الحركة على المستويات العليا فيرفضون إقالة تعبان دينق بأعتباره – زولهم – وايضاً هناك صراعات عنيفة بين باقان اموم الامين العام للحركة الشعبية ود. لام اكول اجاوين ( وهما الاثنين من قبيلة الشلك ) .
ان القبيلة التى استشرت في الجنوب بفعل سياسات الحركة الشعبية وجيشها الشعبي ليس هى الا " حفرة من نار " يزداد لهيبها يوماً بعد يوم لتبتلع الحركة الشعبية في الانتخابات القادمة الى الابد !
فالقبيلة تفعل ما تفعله النار في الهشيم !
فالاجانب من اليوغنديين والاثيوبين قد سيطروا على العمالة المحلية بما فيها الاستثمارات التقليدية في إدارة الفنادق والمواصلات ، والجنوبيين من ابناء البلد يرتادون ( البارات والخمارات ) في غير وعى حتى يتفاجأوا في ذات يوم بالانتخابات ويحتارون حينها من ( يترس ) البحر ! فحكومة الجنوب لم تفعل اى شى حتى الان استعداداً للانتخابات القادمة حتى على مستوى الطرق التى يتم استغلالها في حشد – الناخبين – لصناديق الاقتراع .
فالسادة السياسيين لا يدركون ان للبحر شاطئين !!
شاطئ .. تقف عليه الحركة الشعبية !
والآخر ..تقف عليه القبلية والعنصرية !
ونحن !!
نقف حيارى ..
ولا ندرى من يستطيع إيقاف البحر عن فيضانه قبل ان ينسف كل شئ .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة