طق الحنك .. والإبتزاز السياسي في " المدهشة " الخرطوم
بقلم : عمر قسم السيد
كتب شعراء الشمال منذ قديم الزمان اروع القصائد التى تمجد الوطن والزود عنه وكل ما يؤكد حب الوطن وتقديم الارواح رخيصة في سبيله .
فعشق الوطن متأصل في وجدان انسان الشمال – دون مقابل – فهو عشق يتجاوز " حد التصور "
وكما يقول الفلاسفة ان الانسان " ابن بيئته " فكذا انسان الشمال الذى نشأ بجانب النيل والخضرة وانين السواقى والخضرة ، لذا نجده كتب وابدع في إخراج وكتابة اروع الدرر من القصائد والقصص ، فكان الطيب صالح واسماعيل حسن ووردي و" بت احمد " وغيرهم ..
ورث انسان الشمال حب الارض كابر عن كابر !!
بعكس انسان المناطق الاخرى – وهى ليست دعوى للجهوية – ولكنها الحقيقة !
فالوضع السياسي في السودان فرض اشياءه فكان لا بد م نكتابة هذه السطور على هذا النحو
سافرنا مراراً لجنوب السودان وتجولنا في اكبر مدنه في جوبا ، واو وملكال والوحدة
جنوب السودان هو مشروع ضخم لصناعة السياحة والاستثمار ، برغم انه يحتاج لسنين " ضوئية " لتحقيق التنمية والاعمار !!
الجنوب سادتي !
فقير بكل ما تحمل الكلمة ، وغنى بكل ما تحمل الكلمة !
ليست هناك بنى تحتية ولا طرق معبدة ولا مستشفيات مؤهلة ولا كباري ولا تعليم ولا .. ولا ..
الجنوب فقير ليس بسبب انعدام المال ! لان حكومة جنوب السودان تحصد ملايين الدولارات شهرياً من نصيبها في البترول .
انسان الجنوب بطبعه " كسوووووووووول "
لا يحب العمل ولا التعب ، يريد كل شيئا جاهزاً .. يهوى الامور الانصرافية وتضييع الوقت في غير فائدة .
فحكومة الجنوب غرقت في التجاوزات المالية حتى الثمالة ، فنجد في كل ركن .. تجاوز مالي !
ابتداء من مبلغ الـ" 60 " مليون دولار الشهيرة وصفقة السيارات ، واكل اموال المعلمين المغلوب على امرهم بولاية شمال بحر الغزال والدخول في إضراب واعتصام المعلمين .
فقد ثبت جلياً ان – المال السيايب يعلم السرقة –
ان عدم تحديد بنود للصرف والمراجعة الدورية هو سبب رئيس فيما يحدث من تجاوزات مالية وفساد اداري في جنوب السودان .
فمنذ توقيع اتفاق السلام الشامل في التاسع من من يناير 2005م قام برنامج الاغذية بالمساعدة في وضع اسس اعادة تأهيل اقتصاد جنوب السودان بعد عقدين من الحرب والدمار وذلك عن طريق مساعدة نحو مليوني شخص في السنة بما فيهم " 6000 " شخص من الذين عادوا الى الجنوب ، فكانت برامج الاعمار والتنمية وفق معادلة ( الغذاء مقابل العمل ) ولكن من الذى يعمل ؟
كل ذلك حتى يستطيع شعب الجنوب ان ينعش اقتصاده وإعادة بناء حياته ، فحكومة الخرطوم لم " تقصر " في تلبية طلبات حكومة الجنوب والحركة الشعبية لتنمية الجنوب بغرض تعظيم فكرة الوحدة بين الشمال والجنوب ، ولكن حكومة الجنوب قابلت كل ذلك بشئ من النكران و – عض اليد الممدودة – بالخير !
فقد بدأت حكومة الجنوب في ابتزاز حكومة الخرطوم بشتى الفنون ، بتجميد نشاطها بدعوى عدم تنفيذ اتفاقية السلام وعمل اطلس وخرائط خاصة بجنوب السودان وتعديل المنهج الدراسي وانشاء بنك مركزي وزى مختلف لجيش الجنوب .
اضافة لذلك توقيع عقود استثمارات اجنبية طويلة المدى بإعفاءات مغرية ، كذلك فتحت حكومة الجنوب عدد " 18 " سفارة لدولة الجنوب في كثير من دول العالم ابرزها امريكا .
مرت ثلاث سنوات على توقيع اتفاق السلام ، الا ان لا شئ تغير في الجنوب بل تحول الى الاسوأ فانتشرت الاغتيالات والتصفيات واعمال النهب والسرقات ( نهاراً جهاراً ) اضافة لتجاوزات الجيش الشعبي التى لا تحصى ولا تعد – وتطاوله على القانون باعتباره – الكل في الكل – فقد اوصى الرئيس البشير في زيارته الاخيرة لمدينة جوبا وفي مقر المجلس التشريعي لحكومة الجنوب اوصى القيادات الجنوبية بضرورة الالستفادة من القيادات الشمالية وخبراتها المتراكمة في إدارة الامور والازمات وتنزيل التنمية الى ارض الواقع والاخذ بمبدأ المحاسبة والمحاكمة على المعتديين على المال العام ، الا ان ذلك لم يحدث حتى الان والحال " في حاله " فلا زال طق الحنك والابتزاز السياسي يمارس من قبل قيادات الحركة الشعبية في قصور المدينة " المدهشة " الخرطوم .
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة