صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


سد كجبار ...... وحركة المطففين الجدد/محمد عبد الله محمد
Nov 8, 2008, 21:14

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

                                               بسم الله الرحمن الرحيم

سد كجبار  ......  وحركة المطففين الجدد

تعليق علي محاضرة د/ محمد جلال هاشم بدار الرابطة النوبية بلندن بتاريخ 30/8/2008 تحت عنوان:-

 (مشاريع السدود بشمال السودان.. هل هي سيناريو لدارفور جديدة تحت التنفيذ ؟)

نبدأ بالتعليق علي جانب لا علاقة له بموضوع السدود.. وهو أن د/ محمد جلال يكرر في لقاءاته ومحاضراته أن الإسم الصحيح لمَرَوي هو (مِرْوِي) وأنا لا أعرف مرد هذه الكلمة.. ولكن المعلوم أن الأسماء الجغرافية تتبدل ويشوبها التحريف بمرور الزمن حسب لغات الشعوب التي تتوافد علي المنطقة.. ولا يستثني من ذلك منطقة مروي وهي منطقة نوبية (معرّبة).. والبحث عن أصول هذه الأسماء يصبح مسألة أكاديمية.. ولا يمكن إرغام الناس لإسم تاريخي إندثر قبل مئات السنوات.. وينطبق ذلك علي (كِدْ أُرْما) الواردة في المحاضرة وتعني (الجبل الأسود) والإسم المعلوم هو (كُدُرْمة).. (والخطأ الشائع أفضل من الصواب الضائع)

 نأتي بعد ذلك إلي لب الموضوع.. مع التركيز علي النقاط الهامة لضيق الحيز المتاح.. (ومرجعنا هو ورقة المحاضرة المتحصل عليها من الإنترنت).. فلنبدأ بعنوان المحاضرة والسؤال المطروح فيه.. وحتي يكون السؤال واضحاً لدي القارئ أُتبع سؤال المحاضر بسؤال مهم:- (ما هي الجهة التي تسعي لإستقدام سيناريو دارفور!؟).. وأفصل ذلك بأسئلة فرعية قد تساعد في الإجابة علي السؤال المطروح                        

1/ ما هي الجهة التي إتفقت مع (الحركة الشعبية) لتدريب شباب المنطقة علي السلاح!؟

2/ ما هي الجهة التي تخطط للأستعانة بمتمردي دارفور إذا تقرر بناء سد كجبار!؟

3/ ما هي الجهة التي تابعت تحركات (حركة العدل والمساواة) عن طريق (الثريا) ليلة غزوها لأمدرمان.. وهي في حالة إجتماع مستمر بدنقلا!؟

4/ ما هي الجهة التي تسعي لإستجلاب السلاح للمنطقة لتسليح شبابها!؟

 5/ ما هي الجهة التي إستقدمت متمردي دارفور لحضور المحاضرة التي نحن بصددها بلندن!؟

أرجو أن يستفيد السيد محمد جلال من هذه الأسئلة الفرعية ويكون أميناً في الإجابة علي السؤال الذى طرحه بنفسه... فأنت تدري بأن أهلنا في الشمال لا يعرفون إلاّ (خرطوش) الصيد.. لم يتدربوا علي سلاح للقتل.. ولم يؤيدوا متمرداً جنوبياً كان أم غربياً.. ولم يتفقوا معهم علي شئ إلاّ بعد ظهور (لجنة مناهضة سد كجبار) التي بدأت تلهث بين (الحركة الشعبية) ومتمردي دارفور لكسب ودهم والفوز ب (دعمهم)      

لابد هنا من التعليق علي السؤال الأخير المتعلق بإستقدام متمردي دارفور وحشدهم لحضور المحاضرة.. ففي تلك المحاضرة أعيدت سيناريو (المعارضة) التي لا تخلو منها لقاءاتهم علي مدي عامين من الزمان.. فأصبحوا بذلك متخصصين في شتم وإهانة بل وضرب كل من يبدي رأياً مخالفاً لرأيهم.. ففي المحاضرة (وحسب إفادة تلفونية) تحدث بعض (المتمردين) بأن النظام القائم في السودان لا يفهم إلاّ لغة السلاح وأنهم مستعدون لتدريب الشباب علي المقاومة المسلحة... فتصدي لهذا الإتجاه بعض الحضور (من المعارضين) موضحين أن ثقافتهم تختلف عن ثقافة الآخرين ولايمكن رفع السلاح لمنع قيام السد..! وأن حقوقهم يمكن الحصول عليها بالتفاوض.. وعندئذٍ هُوجموا هجوماً عنيفاً تماماً علي غرار ما يحدث في لقاءات (المعارضة) بالخرطوم والبلد..! وكان رد الفعل أن إكتشف بعض الشباب هناك أن المسالة كلها لاتخرج عن كونها معارضة سياسية لا صلة لها بموضوع السدود.. والحمد لله.. كان ذلك بداية لمراجعة موقفهم المعارض لسد كجبار..!

المحاضرة المعنية هي عبارة عن (تحريض) ضد قيام سد (كجبار) وربما (دال).. إستند المحاضر أساساً علي ورقة للدكتور البروفسور سيف الدين حمد عبدالله الخبير المعتمد بوزارة الري..!! بعنوان (القدرة التخزينية للسدود علي النيل وروافده داخل السودان) بقاعة الشهيد الزبير بتاريخ 2/ 9/ 2007.. وقد أشار إليها المحاضر أكثر من عشر مرات مجافياً بذلك العلمية والموضوعية.. مع المبالغة في التكرار والإشارة إلي اللقب العلمي لمؤلف الورقة وكأنه يريد أن يقوِّي بذلك ضعف حججه.. فللإلتزام بالمصداقية كان الأجدر بالمحاضر أن يشير ولو مرة واحدة إلي كتابات وآراء الخبراء الذين أسسوا وزارة الري وأنجزوا كل أعمالها العظيمة أمثال المهندس صغيرون الزين ويحيي عبدالمجيد وكمال علي وغيرهم.. وهؤلاء ليسوا دكاترة أو بروفسيرات ولكنهم (عمالقة) يشار إليهم بالبنان..! بل وكان الأجدر أن يشير إلي أبحاث أخري للدكتور سيف الدين يؤكد فيها أهمية السدود لحجز مياه النيل لأي عملية تنموية.. (ورأي دكتور سيف الدين هذا تحصلنا عليه عن طريق بعض زملائه).. ونفس هذا الرأي المؤيد لقيام السدود للإستفادة من المياه الجارية للري وتوليد الكهرباء علي طول النيل تحصلنا عليه أيضاً من المهندس يوسف فضل الله (المستشار بوزارة الري حالياً.. ومدير الخزانات سابقاً).. فلا مناص من تخزين مياه النيل.. فهو نهر (موسمي) أيراده في فترة الخريف أكثر من واحد مليار متر مكعب في اليوم الواحد بينما يتناقص في الصيف إلي ستة مليون متر مكعب فقط.. وعليه لابد من إيجاد المواعين التخزينية اللازمة للإستفادة من هذه المياه الجارية وإلا يستحيل الاستفادة منها لأنها ستكون غير موجودة أصلاً في الصيف.. وهذا مايحتم بناء السدود..

في بدء حديثه ذكر المحاضر بأن (نظام الخرطوم قد إنتهي من تخطيط ومن ثم شرع في بناء ما عدده 23 سداً في مختلف بقاع السودان ! فهل من جدوي حقيقية لما قامت به، دعونا نري يا سادة!).. فإذا كان السيد المحاضر أراد أن يثبت عدم جدوي هذه السدود فإن موقفه ضعيف جداً لسببين:- أولاً:- لأن مجال السدود والري بعيد عن تخصصه.. ثانياً:- لأنه إعتمد تقريباً علي مرجع واحد في محاضرته.. وهذا يثبت تحيزه..

في مكان آخر يقول الدكتور محمد جلال (في الحقيقه شرعت الدولة في عهد الإنقاذ في بناء السدود، الواحد تلو الآخر دون أن يكون في مقدورها تسمية مشروع تنموي واحد. فهل تمكن أي من المسؤلين الكبار أن يسمي لنا مشروعاً تنموياً واحداً من أجله شرعت الدولة في بناء هذا الكم الهائل من السدود؟).. فهل من المنطق أن يقوم هذا (الكم الهائل من السدود) دون جدوى.. فإذا كان هذا الحديث ضمن حملة المعارضة على حكومة الإنقاذ فماذا عن حليفتهم (الحركة الشعبية) أى حكومة الجنوب التي خططت لقيام عدد من السدود في الجنوب.. وهل هي أيضاً (ليس في مقدورها تسمية مشروع تنموي واحد؟!).. ثم أين هذا (الكم الهائل) من السدود التي تبني (الواحد تلو الآخر..!؟) ثم إن المعلوم أن سدود الشمالية ستنتج كميات من الكهرباء للإستخدام القومي والمحلي.. بجانب رفع مناسيب المياه لتسهيل عمليات ري التروس العليا.. فهل يفسر ذلك بغير (التنمية)..؟!  

 في (ص3) يتناول المحاضر خزان سنار وكيف أن المستعمر رفض أن يستخدم الطلمبات والآبار للرى وتشغيل المصانع المصاحبة للمشروع بالمولدات الكهربائية فوقع إختيارهم على بناء خزان سنار.. اليس هذا المثال يدحض فكرة المحاضر في رفض السدود والإصرار على الإعتماد على التوليد الحراري..!؟

وفكرة خزان كجبار (وهو المحور الأساسي للمعارضين) لم تكن هذه الفكرة وليدة اليوم.. أو جاءت مع جكومة الإنقاذ.. بل هي فكرة قديمة.. وهناك دراسات عدة حول المشروع الزراعي المصاحب له.. خاصة دراسات التربة في سهل (كوكا) الذي تحدث عنه المحاضر (عن سهل كوكا فأنقلوا عني شخصياً.. وأعرفها شبراً شبراً.. تلك الأرض عطرونية أو سبخة ولا تصلح للزراعة.. وقد حاول بعض أهل كوكا زراعة تلك الأرض ففشلت جميع محاولاتهم ولم يحصدوا قيراطاً واحداً .. مع ما بذلوا فيها من جهد ومن أسمدة ووفرة سقاية وري الخ).. فهذا الحديث لا أساس له من الصحة.. فالدراسات التي قام بها (متخصصون.. وليس عابري سبيل) موجودة وكلها أثبتت صلاحية مساحات كبيرة في هذه المنطقة للزراعة.. أما الأهالي فلم يحاولوا الزراعة في المنطقة المعنية وإنما زراعتهم في المناطق القريبة غرب القرية مباشرة وهي اراضي (المترات) ومساحتها 7 ألف فدان.. وأقيمت بها مزارع إعتماداً على الرى بالآبار السطحية منذ عشرات السنوات.. ولا أعتقد ان  الدراسات المتعددة التي أجريت في هذه المنطقه منذ أيام الإستعمار قام بها (بلهاء) لا يفرقون بين الأرض العطرونية وتلك الصالحة للزراعة.. ومن تلك الدراسات دراسة (مشروع كوكا) التي أجريت أخيراً.. فهذا المشروع يغطي 50 ألف فدان للمرحلة ألأولي وهو الآن ينتظر التمويل بأكثر من 90 مليون جنيه لإستجلاب بعض المعدات (حسب إفادة السيد معتمد دلقو).. وفي خلال عام 1997 أُوفد فريق من علماء الزراعة من جامعة دنقلا برئاسة د/ سعدالدين إبراهيم لتقديم تقرير عن سهل كوكا (الموقع المقترح لتوطين المتأثرين بسد كجبار).. يقول التقرير (المنطقة المقترحة عبارة عن رسوبيات مائية قديمة.. وهي عبارة عن ثلاثة أودية متصلة وهي في عمومها ذات طوبوغرافيا مسطحة تصلح للري بالراحة...) وعن التربة يقول التقرير (التربة عموماً عبارة عن رسوبيات مائية قديمة ذات طوبوغرافيا مسطحة.. آفاقها السطحية ذات قوام لومي رملي طيني أو لومي رملي... التربة في منطقة المشروع عموماً تربة عميقة خالية من الحصي... التربة جيدة الصرف... عليه فإن جميع العينات التي تم فحصها تؤكد بأن هذه المنطقة قابلة الإستزراع...)

فرغم أن التقرير لا يحمل دراسة تفصيلية توضح درجات الخصوبة ومساحاتها إلاّ أنه يؤكد صلاحية هذه المنطقة للزراعة.. ربما مع معالجات لابد منها مثل إستخدام السماد البلدي.. فهل تخسر الحكومة مئات الملايين من الجنيهات لزراعة أرض (عطرونية).. وهل نعتبر هذا جهلاً بالواقع أم (ضحكاً علي ذقون الرجال..!؟)

  السيد المحاضر يتشكك في وجود أي دراسة متكاملة في مجالات التنمية المختلفة من صناعية وزراعية في المنطقة.. ومن حقه ومن حق الناس أن يتشككوا ولكن هل إزالة الشك تأتي بتجنيد النساء والأطفال والسذج من المواطنين وتلقينهم كلمتين:- (لا للسد)..؟ أم تأتي بالجلوس مع الجهات المسئولة لمعرفة الحقائق وللتحاور ووضع الخطط والبرامج لسد النواقص والثغرات بعيداً عن موقف العداء السافر الذي ينتهجه المعارضون للسد.

في معرض حديثه عن أثر الإطماء في التوليد الكهربائي أورد المحاضر السد العالي كمثال وقال (حيث كانت إنتاجيته في عام 1966 تغطي ما نسبته 55% من إحتياج مصر للكهرباء ثم إنخفضت هذه النسبة إلى 15% بعام 1998 والآن لا تغطي إنتاجية السد العالي غير 9% فقط..) قد يكون هذا صحيحاً ولكن الامانة تقتضي في هذه الحالة إيراد الأرقام الأصلية وليس النسب.. نعم النسبة قد تتناقص ولكن الرقم الأصلي قد يبقي كما هو والتناقص النسبي في حالة السد العالي ناتج عن زيادة التوليد من المصادر الأخري لتغذية المنشاّت الصناعية والمدن الحديثة.. فمثلاً في حالة السودان خزان الرصيرص الذي يولد 250 ميقاوات يساهم الآن بحوالي 70% من الطاقة ولكن بعد دخول (مروي) ستنخفض نسبة  المساهمة إلي 20% فقط.

المشكله أن د/محمد جلال ومن يدور في فلكه يتحدثون عن أشياء هلامية لاتأتي ضمن أولويات أهلنا الطيبين البسطاء.. ولايجوز! ..فمتى كانت القروض.. وتبخر مياه البحيرة.. وإتفاقية مياه البيل.. والإطماء.. وإستقدام مواطنين مصريين للسودان.. من هموم المواطن الغلبان.. وكيف يكون ذلك؟!.. وإذا إستعرضنا النقطتين الاخيرتين (الإطماء وإستقدام المصريين).. فبالنسبة للإطماء هناك مئات الآلاف من السدود والخزانات حول العالم وكلها بها إطماء بدرجات متفاوتة وهذا لم يوقف بناء السدود في يوم من الأيام لأنها من أقل الوسائل تكلفة لتوليد الكهرباء وري الأراضي الواسعة.. والإطماء حقيقة ليس له ضرر على المواطن للدرجة التي تدفعه لهذا الموقف الصارخ ضد قيام السد.. وهموم الإطماء تقع على عاتق الحكومة (وللكعبة رب يحميها).. بل هناك فوائد جمة تعود للمواطن من ترسبات الطمي عندما تظهر الجروف الواسعة الغنية التي يمكن الإستفادة منها في الزراعة الموسمية كما هو الحال في خزانات جبل أولياء وسنار والرصيرص وغيرها.. أما فيما يتعلق بإستقدام مواطنين مصريين للسودان.. يشير المحاضر إلى تنوير الفريق عبد الرحيم للمغتربين بالرياض في 13 مارس 2008 ويقول (الخبر الحقيقي هنا "إستحسان" وعدم إستبعاد وزير الدفاع السوداني لإمكانية توطين 5 ملايين مصري.. وليس النفي).. ولكن (النفي) جاء في ثلاثة مواقع في المحاضرة المعنية (ص 15) منقولاً عن جريدة (الرأي العام) في 15 مارس 2008.. وهي كلآتي :- (الحكومة تنفي إعتزامها توطين 5 ملايين مصري بالشمالية... ).. (ونفت -الحكومة - في ذات السياق وجود وثائق وإتفاقيات تؤكد عزمها لتوطين 5 ملايين مواطن مصري بالشمالية).. (ونفي عبد الرحيم محمد حسين ما يشاع عن وجود إتفاقات يسمح بتوطين 5 ملايين مصري بشمال السودان ...) ورغم هذا يتساءل المحاضر (فأين النفي هنا؟) وهذا هو نفس النهج الذي لقنوه للمواطن لمعارضة السد.. وللإصرار علي أن ما يجري عند موقع السد (إنشاء) وليس (دراسة).. رغم كل التأكيدات من الجهات الإدارية والجهات الفنية بخطل زعمهم الذي تأكد عملياً..! نعود مرة أخري لإستقدام المصريين.. فإن (إستحسان) الفريق عبد الرحيم بإحضار مواطنين مصريين إلي السودان يشمل أيضاً أماكن أخري كما جاء في المحاضرة.. وهو يقول:- (حيث يعاني وسط السودان من فراغ وهذا الفراغ إذا لم يتم إمتلاؤه من مصر ...) – إذن هذه المسألة ليست مشكلتنا في سد كجبار لأن الإشارة للشمالية بصفة عامة.. بل لوسط السودان.. فالمسألة إكبر من الشمالية كلها.. فهي مسالة قومية مركزية (لا ناقة لسد كجبار فيها ولا جمل).. ولا يجوز المتاجرة بها في لندن وهولندا..!

يقول د/ محمد جلال في (ص17) من ورقته (إننا نري أن النوبيين في أي مكان في العالم معنيون بما يجري في موطنهم الأم).. وهذا كلام جميل..! ولكن.. أرجو ألاّ يكون ذلك (كلمة حق أريد بها باطل).. فزمرة المعارضين بما فيهم د/ محمد جلال هم الذين خططوا ونفذوا كل المواقف السالبة ضد المواطنين مؤيدي (دراسات السد) في الخرطوم والمنطقة.. وهم الذين نشروا ثقافة العنف والإرهاب ونبذ الرأي الآخر.. وهم الذين شجعوا القطيعة بين الأقربين.. وفوق ذلك.. هم الذين خططوا لضرب وقتل بعض المواطنين مع سبق الإصرار وفق تخطيط إجرامي من بعض قادتهم.. (وكان أن قتل أربعة.. بدلاً من واحد خططوا له..!) وهذا ثابت بمستندات..! يحدث هذا مع فئة من المواطنين لهم نفس الحقوق والواجبات.. يحدث هذا مع مواطن المنطقة.. بينما يسعون لكسب ود متمردي دارفور.. وواقعون تحت سيطرة (الحركة الشعبية) بالمنطقة..!

وزمرة المعارضين هم الذين تجنبوا بل وحاربوا بكل الوسائل علي مستوي القمة والقاعدة كل لقاء علمي أو تنويري أوحوار في موضوع السد يجمع بين المعارضين والمؤيدين خوفاً من إنكشاف أمرهم وإنهزامهم.. فهم الذين تصدوا لندوة قاعة الصداقة التي أقيمت بمشاركة علماء في مجال الكهرباء والسدود.. وليست لها صلة بسد كجبار.. وذلك بدفع الشباب إليها بقبعاتهم الحمراء وقد كتب عليها (لا للسد).. بينما قادتهم يقفون علي إركان القاعة يحركونهم بطريقة (المايسترو)..! وأصبح ذلك نهجاً متبعاً.. فأرهبوا (المؤيدين) وأهانوهم وأخرجوهم من محاضراتهم ولقاءاتهم.. وفي (المنطقة) قابلوا المسؤولين ب (لا للسد) بل وقابلوهم بلإهانة وحصب سياراتهم وتحطيمها.. ورفضوا أي نوع من التفاكر والحوار..!

وزمرة المعارضين هم الذين يستبيحون كل حديث وكل فعل غير لائق تجاه المواطنين المؤيدين للسد.. فهم الذين حرضوا وسعوا للقطيعة بين الأهل.. وهم الذين حرضوا لضرب وقتل مؤيدي (الدراسات).. وهم الذين أشاعوا أكذوبة الإغتصاب في المنطقة عبر الإنترنت.. وهم الذين يحرضون للمقاومة المسلحة ضد السد وضد المؤيدين.. وهم الذين ناقشوا (في بعض إجتماعاتهم) فكرة التصفية الجسدية..! هذا.. بينما لا يتحملون كلمة حق توجه لهم..! فمالكم كيف تحكمون..!!

وأخيراً.. وحسب قراءتي.. يمكن تصنيف المعارضين إلي فئات:-

1/ المناهضون السياسيون.. وهم موجودون بيننا وفي الخارج

2/ الفئة الواقعة تحت تأثير الترغيب

3/ مجموعة النساء والأطفال الذين تمت برمجتهم ل (لا للسد)

4/ المجموعة الواقعة تحت مختلف أنواع الضغوط والتأثيرات

5/ المجموعة (الغير مطمئنة) علي إيفاء مستحقات المواطنين

المجموعة الأولي لا أمل فيها.. ولا رجاء منها..! و(ستقاتل) حتي النهاية.. ولا يمكن إسكاتها إلاّ بتحقيق إثنين:-  أولاً قطع صلتها ب(الحركة الشعبية) بإنفصال الجنوب.. ثانياً قطع صلتها ب(المتمردين) بحل مشكلة دارفور حلاً عادلاً..! وما ورد في صحيفة (الإنتباهة) بتاريخ 13/10/2008 عن إشتراك (معارضي السد) مع جهات أخري لإستجلاب السلاح إلي دنقلا للقيام بعمليات إرهابية وتخريب في المنطقة يثبت ذلك.. أما المجموعة الثانية فستستمر في نهجها حتي إنقطاع (المدد)!.. أما الثلاثة مجموعات الأخيرة (ويشكلون غالبية المعارضين) فكان من الممكن تحييدهم وكسبهم لو أن جزءاً يسيراً من الإمكانيات المتوفرة لدى (المعارضين) وفرت ل(المؤيدين) لتساعدهم في تحركهم وإتصالاتهم.. ولو أن بعض الجهد قد بذل لدعم أولئك الصابرين (في المنطقة) الذين ثبتوا عند قضيتهم ولم تستهويهم (الجيوب المنتفخه) ولا عربات اللاندكروزرات تجوب شمالاً وجنوباً.. ولم ينكسروا أمام الإرهاب وصنوف التخويف..!

إن (المعارضين) يقومون بعملية تجهيل لأهلنا بالمنطقة بالتغذية المستمرة بإعلام مضل.. مسانَد بقوة الإرهاب والتخويف تارة وبالإغراء تارة أخري.. يحْرم المواطن من حقه المشروع في التفكير المنطقي لمعرفة الحقائق.. ويدفعه لمعارضة السد بشكل أعمي في أحايين كثيرة..! وللأسف الشديد فإن الإلحاح المستمر من جانب (المعارضين) علي ترويج (خرافة) عدم جدوي سد كجبار قد أضعف الروح المعنوية ل(المؤيدين) وأضعف حماسهم وسرت فيهم روح السلبية والإنهزام.. وفضلوا الصمت..! ولا إقول:- التراجع القسري..! وقد ساهم في ذلك عدم التشجيع والتحرك الإيجابي من الجهات المسؤولة.. وصمتها إزاء كثير من الممارسات التي تمس هيبة الدولة وتصب في خانة التراخي.. ولا أدل علي ذلك من غياب حزب الحكومة عن الساحة كلية في منطقة السد مما أفسح المجال (للحركة الشعبية) لتسود بقوتها المادية وحضورها المتواصل..!     

وخيراً.. أسمحوا لي بتنبيه المعارضين و(الصادقين) منهم على وجه الخصوص.. أن (سد كجبار) أصبح لا ينظر إليه من زاوية سلبياته وإيجابياته بالنسبة لمواطن المنطقة.. بل إستغل إستغلالاً سياسياً قبيحاً بواسطة حفنة من المعارضين الذين إجتمعوا من كل حدب وصوب.. ولا شك ان من سيدفع ثمن هذا الإتجاه الخطير هو المواطن.. فالنزاع القائم الآن سراً وعلناً لا مبرر له ولامنطق.. وسيعمق الحساسية والقطيعة بين الأفراد والجماعات.. وسيؤدى إلي خلافات داخل الأسر.. وتفكك في الترابط الإجتماعي.. وسيؤدئ إلي إنتشار ثقافة العنف ورفع السلاح.. فأتحدواعلي كلمة الحق  للمحافظة علي تراثنا وثقافتنا وسمعتنا الطيبة.. وراجعوا موقفكم أيها المعارضون.. وراجعوا حسابات (المكسب والخسارة) بموضوعية في مسألة السد.. وأحتكموا إلي صوت العقل.. وتأكدوا أن (أمرنا) يهمنا نحن أهل منطقة (السد) حصرياً.. ولا نقبل ب(خلط) الأوراق.. أو أن تتصدر (سد كجبار) إثارة مواضيع تخص الشمالية بأسرها.. فتحركوا متفقين ومتضامنين إلي حيث الجهات المسؤولة..  وإلا سنكون قد فرطنا في حقوقنا.. وتركنا تقرير مصيرنا لغيرنا.. ثم نتسول الحق ونستجديه بعد ذلك.. بدل فرضه وإنتزاعه بإتحادنا وقوتنا..! وعندها لاينفع الندم..!

وأختم حديثي بحديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم (عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلي البر والبر يهدي إلي الجنة.. وما يزال العبد يصدق ويتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقاً.. وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور.. والفجور يهدي إلي النار.. وما يزال العبد يكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذاباً)

 اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد

 

                                                                       محمد عبد الله محمد

                                                                   الخرطوم/  14/10/2008


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج