زفرات حرى
الطيب مصطفى
بين مصر الحبيبة وعجائب مصر للطيران!!
أنا متيم بحب الشقيقة مصر وكنت ولا أزال أشعر بالأسى أن الإنجليز بتآمر ومكر تزول منه الجبال قطعوا ما أمر الله به أن يوصل حين خدعونا وأبعدونا عنها عشية الاستقلال في حين أنهم قرروا توحيد الشمال والجنوب ليُدخلونا في النفق المظلم الموحش الذي لا نزال نسير في سراديبه المظلمة بغير هدىً ولا كتابٍ منير...
متيَّم بحب أرض الكنانة مصر التي ورد اسمها في القرآن الكريم ثلاث مرات وبحب ذلك الشعب الذي انسرب دمه في جينات الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال جدته هاجر أم إسماعيل والذي أوصى الرسول الكريم به خيراً.
زرتها مراراً وكانت آخر الزيارات قبل نحو أسبوع وشعرت براحة وسعادة غامرة خلال الأيام القليلة التي قضيتها فيها والتي كنت أحتاج إليها كثيراً للاستجمام من عناء ورهق الزفرات التي أكتبها بمداد النار ومن سويداء القلب... شيء واحد عكَّر مزاجي ولُدغت منه من أفعى سامة اضطررت الى التعامل معها مرغماً.
لو كانت تلك اللدغة هي الأولى من الخطوط الجوية المصرية لما كتبت عنها.. لكنها لدغات متواليات من ذات الجحر المليء بالثعابين.
تخيلوا بربكم أن يقوم شخصٌ ما بحجز على أحد خطوط الطيران للعودة من القاهرة مثلاً إلى الخرطوم في يوم محدد بعد شهر ويقرر فجأة تعديل تاريخ عودته وتعجيلها لتكون قبل عشرين يومًا من حلول ذلك الأجل .. هل بربكم في ذلك بأس أو ضرر يلحق بشركة الطيران التي حجز عليها ولم يغيرها وينتقل إلى أخرى وإنما حجز عليها هي وحدها دون غيرها؟ مصر للطيران تقوم في هذه الحالة بفرض غرامة تصل إلى حوالي ربع قيمة التذكرة حتى لو عُدِّل التاريخ قبل عام من موعد السفر المحدد سلفاً.
هذا ما حدث قبل أيام مع مصر للطيران وما حدث مراراً ولم يحدث لي مع أية شركة طيران أخرى.. أما إذا لم تسافر في التاريخ المحدد في التذكرة ولم تبلغهم مسبقاً فإن الغرامة تصل إلى أكثر من نصف قيمة التذكرة تقريبًا!!.
في نفس اليوم الذي حجزتُ فيه عائدًا إلى الخرطوم تأجلت رحلة سودانير إلى اليوم التالي ثم تأجلت مرة أخرى إلى وقت متآخر من الليل!! تُرى لو كانت سودانير في كامل عافيتها هل كانت مصر للطيران ستتمادى في تعاملها بهذه الصعوبة؟! لا أريد أن أتحدث عن سودانير الآن لكني أرجو من الأخ الشريف ود بدر أن يتحرك حتى لا نحرِّك أقلامنا ونُطيل لساننا أكثر.
لا أدري هل يحق لنا أن نحذِّر من السفر على مصر للطيران؟!
أحمد عبد العال والهاتف الجوال!!
بينما كنت أبحث عن اسم في هاتفي الجوال لأتصل بصاحبه أطل عليَّ اسم الفنان التشكيلي د. أحمد عبد العال وصدقوني إنني لا أستطيع أن أصف لكم المشاعر التي انتابتني وأنا أتامل الاسم الكبير وسحابة الحزن التي تغشتني وغشيت تفكيري وأحاسيسي وأنا أستعرض السيرة العطرة للرجل الكبير خلال تلك اللحظات القاسية والصعبة.
ثم جاء السؤال الموجع الذي زاد من أحزاني.. هل أمسح اسم الرجل من ذاكرة الهاتف أم أستبقيها وإن استبقيتها فإلى متى؟!
ثم تأملت أسماء عظماء أحزنني فراقهم ومغادرتهم هذه الدنيا كتبت عن بعضهم ولم أكتب عن كثيرين.. ثم جاءت الخاطرة الأليمة.. كيف ومتى نلحق بأولئك العظماء وكيف تكون الخاتمة؟!
اللهم ارحم صاحب مدرسة الواحد.. رجل القضية الذي صدق ما عاهد الله عليه وما بدل وما غير حتى أتاه اليقين... اللهم اغفر له.. فقد سخًّر قلمه وفنه لتعظيمك وتوقيرك وتسبيحك... اللهم انزله عندك منزلاً مباركاً.. اللهم ارحمنا واغفر لنا ولوالدينا ولأحبائنا وللمسلمين جميعا إنك على كل شيء قدير.. اللهم أحسن خاتمتنا يا رب العالمين.
وبعد... لماذا لا أرى عملاً يرتَّب لتخليد اسم أحمد عبد العال... أين ولاية الخرطوم ومجلسها التشريعي وحكومتها وأين المؤسسات التي رسم لها شعاراتها؟!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة