صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


,,, الجلابة,,, /Shawgi Badri
Nov 8, 2008, 20:51

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

,,, الجلابة,,,

كثر الحديث عن هذا الموضوع ,وتعبير الجلابة .وفي فتر ة من الفترات كنت اعرف بانني من اولاد الجلابة عندما كنت اسكن مع خالي اسماعيل خليل ابتر في ملكال في حي الجلابة. وعشت وتفاعلت مع الجلابة في الجنوب .

بعض الناس في الكتابات الاخيرة ذكر ان كلمة الجلابة اتت من لبس الجلابية  وهذا خطأ. لانه  بالرغم من ان معظم الجلابة في السودان يرتدون الجلابية الا ان الكلمة مشتقة من الفعل جلب يجلب فهو جالب. والمثل السوداني يقول (جلب الخيل علي الريف). وهذا يعني القيام بعمل اخرق لان اهل الريف والمقصود هنا بالريف هو مصر لا تدفع للخيل ولايهمهم امر الخيل كما في السودان قديما حيث يدفع الناس احسن الاسعار للخيل.

قديما عندما كان الحزب السيوعي يربي ويعلم البسطاء اجتهدوا في توصيل فكرة الاشتراكية   لاحد الاعضاء من غير المتعلمين .وبعد شهور من الاجتهاد وشرح قضية الاشتراكية والبرولتاريا وقعت الشغلانة للعضو الجديد. فصرخ مثل الفيلسوف اليوناني وجدتها .. وجدتها.. (برولتاريا معناها طلبة وبرجوازية معناها جلابة ).

 العميد يوسف بدري في كتاباته وفي كتابه (قدر جيل ) تحدث عن ثلاثة اشياء مهمة في الريف السوداني وهي الجلابي والفكي والشيخ او العمدة واذكره يحاضرنا عن عدم الهجوم علي ركائز المجتمع الريفي او القروي  . فالفكي او البصير هو الذي يعطي المحاية او  البخرة او  العلاج البلدي ونحن كمتعلمين ليس  من الصعب علينا الهجوم عليه الا ان الهجوم عليه يزعزع ثقة المجتعمع بنفسهز وعندما تاتي الشفحانة او الطبيب سينتهي دوره . والشيخ والعمدة هو السلطة التشريعية والتنفيزية والقضائية .وهو من ارتضاه  الناس وبدونه سينهار المجتمع الريفي او القروي. والجلابي هو النظام المالي او المصرفي في المجتمع , وقد يكون النافذة ومدخل للناس للعالم الخارجي.

الجلابي عادة يسلف المزارعين رأس مال المطلوب. ويستعيد رأس ماله بعد الحصاد . وهو الذي قد  يدفع مهر العروس ومصاريف الزواج . وبعد الزواج او المأتم واستكمال المشاركات العينية والنقدية تعاد للجلابي فلوسه وهو المستفيد لان الشاي والسكر والزيت والقماش واغلب متطلبات الفرح او الماتم تاتي من دكانه . عندما طالب المفتش الانجليزي الجميع الخروج لمكافحة الجراد رفض احد الجلابة قائلا انا ما عندي زرع فقال له المفتش الانجليزي بعد الجراد يأكل الزرع الحايشتري منك منو فكان اول الخارجين .

 وهنالك  الجلابي الجشع والجلابي السيء والجلابي الجيد وما مسرحية تاجر البندقية التي كتبها شكسبير الا انعكاس للجلابي الجشع .وقد صور شكسبير شايلوك اليهودي بالشخص الغريب او الأجنبي الذي يتصف بالجشع واللؤم والحقد . وهذه الصفة لا تزال وصمة يعاني منها كل اليهود في العالم . وهذه الصورة غير حقيقية عن كل اليهود . فاليهود السودانيون الذين عرفناهم كانوا من انبل واكرم الناس. ولقد عشت وتعاملت مع بعض اليهود الاسرائليين الذين يعانون من الكرم الفاحش. وفي اسرائيل لا يمكن ان يقولو عن الشخص  البخيل المحب للمال المنكفئ علي نفسه يهودي كما نقول نحن, لان الجميع يهود. بل يقولوا عنه انه ايراني. لان الأيرانيين من خيرة التجار في العالم . وهم جلابة بحق .

في العصر الحديث تغيرت صورة اليهودي الي صورة التاجر يوسف الشامي. وهذه الفكرة اتت من كتابات الكاتب الروائي سومرت موم. الذي تخصص في الكتابة عن المستعمرات البريطانية خاصة غرب افريقيا حيث قد يتواجد في كل بلدة مفتش انجليزي وتاجر شامي . وهذا الامر  كان ينطبق كذلك علي السودان .

شخصية يوسف الشامي او السوري كانت تمثل الجلابي الذي ينافس ابناء جلدته ولا يتورع من الرشوة والاساليب الملتوية حتي اسغلال وضع المفتش الذي يحتاج لمال لارجاع زوجته في اجازة لبريطانيا فيقوم برشوته . ولا يتورع من اي عمل غير اخلاقي لكي يملا جيبه .

فكرة الجلابي العربي اليوم تتمحور في ذهن الاوربيين . فالمهاجر العربي الذي اتي كثير الجناح وهو يبكي ويتحدث عن الظلم الذي وقع عليه في بلاده . صار غنيا ووضعه احسن من اصحاب البلد. وهو لايتورع من الرشوة وبيع البضائع المنتهية الصلاحية ويمارس الغش والرشوة ولا يتورع من اي شيء. لسؤ الحظ.  اختفت صورة العربي  المناضل صاحب القضية وحلت محلها صورة الجلابي العربي الجشع . وفي الستينات والسبعينات كان كثيرا ما نشاهد طلبة الجامعات في اوروبا يرتدون الشال الفلسطيني خاصة الطالبات او يعلقونه علي الحالئط. والان بعد ان صار العربي في كل ركن في كل مدينة اوربية وصاحب متجر او محل فلافل او او محل شاورمة او ميكانيكي او بائع سيارات يجد المواطن الامريكي او الاوربي   كثير من الغش وعدم التقيد بالقوانين صار بعض الامريكيين والاوربيين يقولون ان اسرائيل مسكينة لانها محاطة (بأمثال محمد او محمود الذي اشتريت منه كرت تلفون وظهر ان الشركة قد افلست وانكر محمد بيع الكرت او اشتريت بعض المعلبات وكانت منتهية الصلاحية).

كثير من التجار  في الجنوب وفي غرب السودان كانوا من اصول شمالية وكانوا يستغلون الناس ويتطهضونهم ويغشونهم كل ما كان ذلك ممكنا . وكان اغلبهم يعيش بعقلية انهم افضل من الاخرين وان لهم الحق في التغول علي حقوق الاخرين وكانوا يمثلون نوعا من الاستعمار الاستيطاني. فملكال في الاربعينات والخمسينات كانت تتكون من اربعة احياء رئيسية اكبرها هو حي الجلابة الذي يغطنه الجلابة وشماله حي الري المصري الذي يمتاز بمباني جميلة ومنتزهات ومدارس ونوادي ويغطنه المصريون وخدمهم وبعض الموظفين السودانيون. ثم حي المديرية وهذا هو الحي الفاخر الذي يسكنه موظفو الدولة من مديرين وقضاة ومحاسبين ومهندسين , وهنالك الحي الاقل حظا هو حي الملكية وهو في الطريق للمطار ويسكنه عادة البشر من اصول جنوبية وهم طبقة العمال او اسر رجال الشرطة او السجون وحي الملكية كان يتواجد في معظم مدن السودان.

الجلابة الذين عشت وسطهم في ملكال خاصة صغار الجلابة كانوا يميلون الي التغتير  والبخل وكان بعضهم يمارس الحسد والمغارز و يدبرون المقالب لبعضهم البعض . واصدق مثال هو ما قالته الخالة فاطمة ابوالقاسم زوجة العم مكي الذي كان تاجرا في بنتيو (مركز النوير)  جلابة ملكال ديل بشوفو الريال زي الطشت . ولان دكان خالي اسماعيل كان في الناصية وفي وسط ملكال وفي الركن المجاور لقهوة عبد الرجال والمجاور لحديقة البلدية ومنتزه اركويت والبوستة ومرسي البواخر . فلقد كان الجميع يجتمع فيه لتناول الفطور . وكنت الاحظ ان اغلب التجار بالرغم من غنائهم الا انهم يتناولون طعاما هزيلا لا يزيد عن ويكة وكسرة او شرموط ويندر ان يبتاعوا طعاما من مطعم حمد . وفي يوم الجمعة كان الكثيرون يجتمعون في منزل الخال خليل اسماعيل والمشاركة في طعام الغداء . ويحضر كل شخص صينيته وكان وقتها خالي اسماعيل عازبا ويستأجر جزء من منزله للاخ العم عزالدين حسين وهو افندي من جنوب مصر ويعمل محاسب مع التاجر اليوناني ابوسطولو وهو اغني تاجر في ملكال . وكان طعام الخالة امينة فاخرا بالمقارنة بطعام الجلابة الذي كان بسيطا وفقيرا خاصة السلطة التي يضاف اليها الليمون وزيت الزيتون . وكان البعض يقول لعزالدين حسين انا مستني يوم الجمعة عشان اضوق طعام مرتك . والاخ اتيم الذي كان يعمل كخادم وطباخ مع خا لي اسملعيل كان يقول (الجلابة ديل عندهم قروش كتيرة عزالدين ده ما راجل شغال بي ماهية كان دايرين سلطة بالزيت او طبيخ سمح ما اشتروه  ليه كل يوم ويكة). ولهذا تكونت فكرة عند الناس ان الجلابي هو شخص يحب المال وعلاقته مع الاخرين مبنية علي المنفعة وهذا لاينطبق علي الجميع. والجلابة هم الطبقة الوسطي ولا يستطيع ان يزدهر وينتج بدون الطبقة الوسطي ولهذا انهار التحاد السوفيتي.  ولكن البعض عاش مثل شايلوك تاجر البندقية او يوسف السوري في غرب افريقيا وهؤلاء اقلية اساءت للاخرين.

 مشاكل وحروب غرب افريقيا الاخيرة كان اكبر اسبابها التنافس علي السلطة وموارد البلاد اولها الالماس  ولقد سكب الجلابة السوريين الزيت علي النار حتي صار ان يقال ان  العرب لم يدخلوا اي  بلد دون لن يفسدوا فيها . ولقد قال ابن خلدون ان العرب قد دخلوا النوبة وملاؤها عيبا وفسادا . بابكر بدري في الجزء الثاني من كتاب حياتي قال انه عندما كان في زيارة بلدة:(.....) وسط قبيلة (.... الاباحية) في غرب النيل البيض انه سمع فتاة تقول لوالدها ( الجلابة غلوا الشغلات) فقال والدها (انتو تنطوهم القروش بالنهار وتشيلوها منهم بالليل ). والاب كان يقصد لن للجلابة سلعة يبيعونها وللبنت سلعة اخري . ولهذا صرف بابكر بدري النظر عن فتح خلوة في تلك البلدة  

في فترة من الفترات في السودان كانت كلمة الدكان او الكنتين مرتبطة باليماني او كما كان يقول ةالعجائز البدواني . وكانوا منكفئين علي انفسهم لا يختلطون باي انسان وينامون علي ارض الدكان ويعملون طيلة الليل والنهار . ولا يفوتون فرصة للبيع او الشراء لا يهمهم عيد او جمعة او مناسبة . وكان السودانيون عادة ينادونهم بمصلح وصالح حتي اذا لم يكن هذا اسمهم . ومصلح الموردة كان يضع السجائر تحت المخدة وينام خارج الدكان ويستسيقظ بعد منتصف الليل او في الفجر ويبيع سجارة واحدة للزبون ويواصل نومه. ولهذا تكونت عند السودانيين فكرة سيئة عن اليمنيين

واذكر ان جريدة الناس لصاحبها محمد مكي كانت تنشر مواضيع عن واليمنيين تتعرض لهم بصورة بشعة وغير عادلة. واذكر قصيدة نشرت وقتها تصور التاجر (الجلابي اليمني )  كانسان جشع وتقول( انا زعلان خلاص والزعل  كمان غماني كل ما ترفع حجر بتلاقي تحته يماني ) وباقي القصيدة تتحدث عن الذين يسكنون في غرفة واحدة (جيش ) ويكتفون باكل العيش والفراش الخيش ز.

ساعدني الحظ وكنت اجوب منطقة شرق  النوير واللاو وغرب النوير الي اكوبو والبيبور والناصر حتي فشلا ومناطق المورلي    والمابان وفي كل قرية كان هنالك تاجر شمالي (جلابي  ) بدأ من خور فلوس وقرية اتل وقنطوط اللتي عرفت بالتاجر علي صديق   و واو  اعالي النيل وايوت وفنقاك وواط  وايرور وديرور وتويشان . وكان لهؤلاء الجلابة اسلوبهم الخاص . واذكر انني اول مرة اشاهد نويراويا يرتدي الجلابية والعمة كان من  ايرور في دكان  ود الزين في ديرور  ووقتها كان الونير يتضايقون من لبس اي شيء عليي جسمهم خلاف السكسك . وعندا استغربت من زيه قال لي بفخر انا جلابي .

الحقيقة ان الجلابي او الجلابية هي حالة ذهنية او تركيب نفسي لشخص او كما يقال (لايف ستايل )ليست حكرا علي جنسية واحدة او مجموعة عرقية ولكن بعض المجموعات قد تركز ويصير لهم حضور مميز في مهنة معينة . اهلنا الرباطاب مثلا نسبة لفقر منطقتهم ارتبطوا بالسكة حديد والدريسة . وكثير من الشايقية قد صاروا تجار خاصة اهل كورتى واهلنا الدناقلة والمحس قد صاروا بحارة لانهم خبروا صناعة المراكب والابحار بها منذ الاف السنين .

اذكر ان ود الزين قد اعطاني علبة مليئة بالتفتة الخضرا ء . لكي اكتب له علي الجلود اسم ود الزين قبل شحنها علي راس القندراني الذي كان يقوده الجنتل مان محمد يس. وكنت انا اتواجد في فترة الاجازة المدرسية علي ظهر القندراني لان خالي اسماعيل وزوج خالتي  محمد عبدالله عبد السلام كان عندهم عطاء ترحيل مواد بناء لاكوقو والبيبور والناصر وفشلا  وبعد العملية عزمنا علي غداء مكون من كسرة بي موية.  وكان يقول لي مازحا: اسي انت ياود امدرمان كان بصدق تلقي كسرة في ديرور  انحنا علمنا النوير يعملوا الكسرة . ما استفدته منتلك الحادثة هو ان الجلابي يميل الي التغتير.  ويبخل علي نفسه في بعض الاحيان . وانهم يحاولوا ان يفرضوا طريقة حياتهم في المجتمعات اللتي يذهبوا اليها .

 وانا في الثالثة عشر ارسلني خالي خليل اسماعيل لكي احضر ايجار احد الدكاكين بالقرب من مخبز العم الامين ادم في سوق ملكال والايجار كان لايزيد عن جنيهين  او ثلاثة جنيهات  فشخط في الجلابي قائلا ايجار ادوك ليهو انت؟ انت منو البدوك حنيهات فغضبت وقلت له انا :في امدرمان بدوني الشيك بي مية جنيه بصرفها وبشيلها في ايدي وبركب بيها الطرماج  او امشي بيها في الشارع . فلقد كان والدي يعطيني الشيك اذهب به الي  الوالد مصطفي والد المحافظ السابق مهدي مصطفي الهادي  وككبير المراسلات في بنك باركليز ,يوقعه ويصرفه من الصراف ويعطيني الفلوس  وعندما رجعت الي الدكان. كان بعض الدمع  لايزال علي عيوني بسبب الغضب وما اعتبرته اساءة.  وكان استاذنا والداعية السلامي محمود برات من ام جر وهاشم محمد عثمان استاذنا وحارس مرمي المريخ فيما بعد  حاضرين . فطيب محمود برات خاطري واشار الي  حب الجلابة للفلوس وعدم مقدرتهم علي المخاطرة او التفريط بها لانهم يقدسون المال . محمود برات رحمة الله عليه عاش وسط الجلابة واهله جلابة وكان يتحدث لغة النوير بطلاقة .

بالرغم من ان ملكال او ماكال كما يسميها الشلك كانت مدينة تحت سيطرة وادارة الجلابة . واهلنا  الشلك  او جيرانهم من النوير او الدينكا يتفرجون . لدرجة انو ظهور جنوبي وسط المنازل كان يواجه بالاستفزاز والاستفسار وقد تكون الجملة انت يا عب شغال مع منو . فاذا لم يكن الجنوبي او الجنوبية خادم او خادمة فقد يكون من شباب  الواك . والواك هو بيت البقر لاغلب الجلابة مجموعة من الابقار داخل حيشانهمز لكي تزودهم بالحليب. ويقوم بعض اولا د الدينكا او الشلك برعايتها  والتحصل علي اجر ضئيل لا يزيد عن خمسون او سبعون قرشا ولكنه لايصل ابدا الي الجنيه . والخادم الصغير السن للمرسال يتقاضي حوالي الثلاثين قرشا ومن هو فوق الخامسة عشر قد يتقاضي خمسين او ستين قرشا. والخادم الكامل يتقاضي جنيه . اما الخادم الذي يطبخ ويغسل ويكوي يتقاضي مائة خمسين و  قرشا مع ملاحظة صندوق السجائر الكبير يساوي عشرين قرشا في ملكال وثمانية عشر قرشا في امدرمان. وان زجاجة الليموناتة في منتزه اركويت تساوي ثلاثة قروش وان كوب الشاي يساوي قرشا واحدا . وان (الجراية ) او الخبز يساوي قرشين وهذا مضمن بكمية معتبرة من السوس . وان الطلبة يأخذ خمسة قروش في اليوم اي خمسة سيجارات والطلبة في الخرطوم يتقاضي عشرين قرشا او طرادة في اليوم. واجر العامل في الاشغال او في المرافق الحكومية مثل النقل النهري او الغابات لا يزيد عن اثنين جنيه وثمانين قرشا.  والحد الادني للاجور في الشمال الدرجة الاولي تسعة جنيه وخمسة وسبعين قرش زايد العلاوة. وتصل الماهية الي 12 جنيه . وهذا الوضع اعطي من لم يكن يستطع ان ياكل ليشبع في الشمال . ان يعمل عند قريب او احد معارفه بمرتب قد يصل الي ببساطة الي عشرة جنيهات و ان يستمتع  بالخدم والحشم ويتعامل مع الاخرين بعنجهية.  وهذا يعيدنا الي مربع جلابة وطلبة .

نعم لقد كان هنالك قانون المناطق المقفولة فرض لفترة خمسة عشر سنة من سنة ثلاثين الي نهاية الحرب العالمية الثانية. والقصد منه كان ايقاف تغول الشماليين علي حقوق الجنوبيين. الا انه عمليا لم يكن مطبقا في الواقع. فلقد كان الجلابة منتشرين في كل الجنوب وشاهدتهم في طفولتي عندما كان ابي مفتشا  في بحر الغزال وفي الاستوائية وفي اعالي النيل تجدهم في كل مدينة . يترفعون عن الموطنين ويستغلونهم ويسرقونهم الا من رحم ربي . فالجلابي في الجنوب والمناطق النائية كان يعني حالة اجتماعية وهو في  اغلب الاوقات ياتي الي البلاد خالي الوفاض ويعود وهو من الاثرياء . وكثيرون قد استغلوا عدم مقدرة الاخرين في ممارسة التجارة وعدم معرفتهم بمصادر البضائع والاتصال الخارجي . نفس الشيء قد حدث في شمال السودان . فلم يكن للشماليين دراية او اتصال بالعالم الخارجي لهذا سيطر الارمن و الاغاريق  والشوام علي التجارة العالمية في السودان وكان عثمان صالح رحمة الله عليه بالرغم من انه كان اميا اول من كسر هذا الاحتكار . فلقد كان التجار يبيعون للارمن والاغاريق والشوام بالقنطار والشركات الاوربية تتعامل فقط بالطن .

وبعملية حسابية بسيطة كسر الحاجز النفسي وبدا يقدم عروض للمشتري الاوربي بالطن . وبدأ الجلابة السودانين في منافسة الشوام والارمن واليونانيين مثل مرهج وقطان وسفريان وازمريان وكرركجان وبرسميان وبيطار. وان ظل الاستيراد الكبير في يد كونتميخالوس ومركنتايل وميتشل كوتس .

وكثير من الخريجين قد اتجهوا للتجارة وان كان المرتب والبيت الحكومي والمخصصات والسلطة تجعل الاغلبية يركنون الي الوظيفة الحكومية

العميد يوسف بدري كان يقول لصديقه العم بدوي مصطفي الذي اتجه الي تجارة الجلود بالرغم من تعليمه (الجلابي). العم بدوي مصطفي هو وزير التعليم في حكومة الازهري الاخيرة . وخالنا محمد احمد صلاح بالرغم من انه متعلم ونشأته الامدرمانية صار تاجرا في لقاوة . وصار ابنه صلاح محمد احمد صلاح رجل اعمال عالمي . الا ان الاثنين لم يكونا جلابة ولم يستطيعا ان يحتفظاء بالفلوس اللتي كسبوها في حياتهم . فلقد يحاول البعض ان يصير جلابيا ولكن مسك الفلوس صعب ويحتاج لفن .

اخي عبد المنعم مالك بشير صار اصدقاءه ينادونه بود راوة . فبالرغم من دراسة الصيدلة صار له بوتيك وحلواني ومصنع للسجوك ومزرعة وطلمبة بنزين ووكالة سفر مع اشقائه كمال رحمة الله عليه وبشير وكان عبدالمنعم عندما يظهر بقامته الطويلة والجلابية النظيفة والعمة يبدو كجلابي . واولاد راوة . اظهروا نشاطا وحنكة في الاعمال التجارية خاصة في الستينيات والسبعينيات. وقبلهم اظهر اهل امدوم مقدرة فائقة في التجارة في الجنوب . ولسؤ الحظ قتل كمية كبيرة منهم في حوادث الجنوب الاولي. وفي بعض الاحيان قتلت اسرة كاملة مثل اسرة الفزاري . ولقد عايشت الكثير منهم في ملكال ولسؤ الحظ كانت معاملتهم للجنوبيين بشعة وانا هنا لا اؤيد قتل الجلابة الشماليين . الا ان كثير من الظلم وقع علي الجنوبيين بواسطة الجلابة .

ولقد  قال لي العم شعيب عديل رئيس الوزراء عبدالله خليل . في سنة 1982  عندما كنت امارضه في يوغسلافيا بعد عملية زرع مخروقة صناعية .( والله ياشوقي العملناهو  زمان في التجارة وسط النوبة لمن اتزكروا اخجل. والله نحنا زمان بنظام الشيل كنا نشيل المزارع اكتر من قدرتو وبعدين بعد نهاية الموسم نشيل فولو وسمسمو وعيشو مرات ما افضل ليهو حق اكل اولادو لكن نعمل شنو السوق كان كده9 .

 العم شعيب رحمة الله عليه كان صديقا وزميلا لخالي محمد احمد صلاح في لقاوة. وخالي محمد عبد الرحمن ابتر كان سر تجار والنائب البرلماني لكادقلي كما كان جدي سر تجار تلودي . كما كان جدودنا اسماعيل وادريس ابتر اكبر تجار رقيق في التركية وادريس ابتر صار حاكم الرجاف وواصل ابناؤهم واحفادهم التجارة العادية في الجنوب بعد ان توقفت تجارة الرقيق . وبعض جلابة الشمال مارسوا التجارة العادية بعقلية تجار الرقيق في الجنوب  وجبال النوبة . وسمعنا ان الجنوبيين كانوا يصفون الجلابة الشماليين بمندوكورو. و ان هذه والكلمة اطلقت للاوساخ التي تخرج من البواخر بعد تنظيف الحمامات كرد فعل للظلم الذي وقع عليهم من الجلابة والشماليين .

   صديقي وزميلي في سكن الجامعة احمد عبد الرحمن برهان من زنزبار . كان يحكي عن جده الجلابي الذي اتي من جزر القمر الي زنزبار . صار جلابيا وتاجرا للرقيق . وكان يأخذ السكر والسكسك والخرز والبضائع ويذهب الي تنجانيقا وعندما يعجب  الوطنيون بالسكر يقول لهم ان هنالك جبال من السكر في زنزبار . فيرسلون معه شبابهم محملين بالعاج  ويحصل علي العاج والحمالين الذين يحملونه الذين يحولهم الي عبيد ويقوم ببيعهم في زنزبار. احمد كان يقول لي نحن الافارقة بعنا بعضنا البعض ز

الآن الجلابي هو الشركات العالمية اللتي تشتري الحكومات وتقيم الثورات والانقلابات العسكرية وتستعين بالمخابرات مثل السي اي ايه .

وكما ارتبط الجلابة بعضهم ببعض وخلقوا (كود اوف كوندكت) فيما بينهم. تقيم الشركات العالمية صلات واتصالات وقانون تعامل فيما بينها وتنصب الرؤساء . وكما قال السوداني البسيط قديما الموضوع كله طلبة وجلابة . فاي نشاط بشري له خلفية اقتصادية . فالحروب الصليبية والحرب العالمية الاولي والثانية ما هي الا شكلة بتاعت جلابة راح ضحيتها عشرات الملاييين من البشر والجلابي يهمه في المكان الاول ربحه .

ارتباطي اللصيق بصديقي ابابا كبرت كنت اسمعه كثيرا عندا احمسه لاكل الخضار خاصة الكروم بعد ان علمني اكل اللحم نيا . هذا اسمه في اثيوبيا قمان . لا فائدة منه نحن في اثيوبيا نقول ان اسوأ سيارة هي الهلمن واسوا اكل هو القمان  واسوأ انسان هو البنيان . والبنيان عرفناهم  في السودان وكان يطلق علي كل الهنود . وهؤلاء هم جلابة الجلابة اكثر الناس بخلا في الارض واصبر الناس علي التجارة يجلسون في متاجرهم طيلة اليوم يعيشون عيشة الذل والتغتير . منزلنا الحالي في امدرمان كنا نؤجره لبعض الهنود وانتهي الامر بسكن تسعة عوائل من البنيان في ذلك المنزل كل غرفة تشغلها اسرة الاساس هو الحصائر علي الارض وبابور جاز في الركن لطبخ الرز . حتي في الهند يضج منهم الناس وهم حتي بالمقارنة مع الهنود خنوعين يبعدون عن كل شكل من اشكال  العنف.

عندما قابلت الاقتصادي والرجل الجنتل مان عبدالمنعم عثمان بعد عشرات السنين من فترة براغ قلت له مازحا تتزكر موضوع (اودفيلاني كابيتالو اذ يدنوهو بريميتو دودروهيهو برو زيسك) وتعني انتقال رأس المال من انتاج بضاعي الي انتاج بضاعي اخر جريا وراء الربح . وطبعا هذا الجري وراء الربح يكون شرسا لا تتورع الرأسمالية فيه من ارتكاب اي مخالفات او جرائم.  وهذا الموضوع كان في دراسة  السنة الاولي ولان عبد المنعم عثمان كان في السنة  النهائية وطالبا مبرزا في الاقتصاد فلقد كنت اذهب اليه لشرح الامر . الا انه ضحك في القاهرة وقال لي انه قد نسي اللغة الشيكية الا اننا واصلنا الحديث عن شراسة النظام الرأس مالي  بعد انهيار  الاتحاد السوفيتي .

الدولة الرومانية سيطر عليها كل الوقت الجلابة الرومانيين. ولكي تحافظ روما علي وضعها الاقتصادي قسمت العالم الي رومان وبربر . وقسمت الرومان الي سادة وعبيد . وصار السيد الروماني يمكن ان يتحول الي عبد بواسطة الجلابي الروماني الذي يطلبه مالاز وسيطر الجلابة او رجال الاعمال علي الحكومة الرومانية وصاروا ممثليين في مجلس الشيوخ وتخلصوا من القيصرية وواجهوا تحديات احدها كان قبائل الغال في الشمال . الذين هزموا روما وفرضوا جزية ضخمة علي روما الا انهم لم يكن يملكون المقومات لادارة دولة . فرجعوا بالاغنام والاسلاب واستعدت روما وتعلمت الدرس وغيروا تسليح جيشهم واستبدلوا الدروع القصيرة بدروع طويلة واسلحة احدث. واستطاعوا في النهاية ان يهزموا الغال بالرغم من اعداد الغال الكبيرة وبعد الانتصار لم يقبل يوليوس قيصر بتفكيك جيشه قبل عبور النهر في الحدود الرومانيية  كما يكالب به القانون قبل الدخول الي روما مما هدد التجار واصحاب المزارع  الكبيرة(لاتوفونديات) وجند التجار رئيس قيصر السابق والجنرال المتقثاعد وحاربت روما قيصر . وهزم قيصر تجار روما. وطارد رئيسه وقائده السابق وقتل في مصر. وقبلت  روما وخضعت لقيصر لسنين. الا انهم ظفروا بقيصر اخيرا وقدروا به وعلي راسهم صديقه بروتس. فالجلابي لا يغلب ويغير جلده والمال يشتري كل شيء .

وحدث نفس الشيء مع تايبريوس نصير الفقراء . فلقد عاد صديقه اوكتافيوس وطلب برد الاراضي التي انتزعت من الفقراء في روما وترشح لمجلس الشيوخ وفاز  واستعمل حق الفيتو  في مجلس الشيوخ  لمصلحة الفقراء والمعوذين ولكن عندما استخدم حق الفيتو لقفل الخزانة وتعطلت التجارة . قام الجلابة بتدبير المؤامرات والبوا عليه المساكين واشاعوا انه يريد ان ينصب نفسه ملكا وينقلب علي الجمهورية ثم تربص به الجلابة وقتلوه ضربا .

 في الديمقراطية الاخيرة برز الوزير ابوحريرة الذي اراد ان يحجم الجلابة وان يحد من سلطتهم التي اطلقت لها مايو العنان حتي قال الناس(مايو الهنا الغنا غنا والماغنا.... هنا). واذكر ان شقيقي الشنقيطي بدري  الذي كان مسؤلا في الامانة العامة للاستثمار كان يقول لي الجلابة ديل في النهاية حايقدروا  علي ابو حريرة بالرغم من انو رجل امين .

 وعندما حاول بعض الجلابة بالسيطرة علي تجارة اللحوم قام باستيراد خراف رخيصة من نيوزلندا . كما رفض السماح لاي انسان بالاستيراد ما لم يصدر . واذكر انه كان عندي اتفاق مع شركة هولندية لشراء ذرة سودانية بسعر مائة دولار للطن وفجأة سحبوا قبلولهم  لان الذرة كانت تصدر عن طريق السعودية ب سبعين او خمسة وسبعين دولار . والعجز كان يغطي عن طريق استيراد السلعالتي صارت معدومة مثل قطع الغيار والادوية.  والربح كان مئتان في المئة او اكثر مما اضر بسعر الذرة واضر بالاقتصاد السوداني والجلابي لا يهمه سوي الربح . واضطر الصادق المهدي للتخلص من ابو حريرة فلقد اراد رجال الاتحادي فك الائتلاف . وقال بعضهم لقيادته نحنا الحزب ده بنمولوا ليكم من وين ما من التجارة .

ووصف ابوحريرة بأنه شيوعي وعندما اراد احد الجلابة ان يتزوج حلف بأن  لايربطوا له حريرة (جدلة) كرها في ابوحريرة  ولقد قال احد التجار لاحد الموظفين في وزارة التجارة . (دي وزارتكم انتو دي وزارة التجار ما الموظفين  انحنا التجار). ومرة اخري انتصر الجلابة . ولهذا هرع الجلابة من كل قطاعات المجتمع السوداني ومن كل الاحزاب وانضموا للمؤتمر الوطني المؤتمر الوطني بالرغم من شعارات الجهاد والنضال والمؤتمر  ماهو الا مجموعة جلابة تربطهم مصالح اقتصادية فقط .

هذا الموضوع ليس دراسة اكاديمية, فقط خواطر من الذاكرة وقد نواصل

 

شوقي,,,,           


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج