الأوباميون الجدد!
اشتبك الصديقان الأمريكيان اللدودان المنحدران من العرقين الأسود والأبيض في جدل سياسي عاصف، قال خميس بفرح غامر مشوب بشماتة بالغة: لا شك أن تمكن أول رجل أسود من احتلال البيت الأبيض الأمريكي الذي يحكم العالم هو انتصار مادي ومعنوي باهر للسود في كل مكان ، فوز باراك أوباما الأسود بالضربة القاضية على ماكين الأبيض حطم إلى الأبد اسطورة الدونية السوداء ولعل كل السود قد فاتهم الاحتفال الراقص في قرية كوجيلو غربي كينيا مسقط رأس والد أوباما حيث احتفلت كل القرية بهذا الانتصار الذي جعل القرية الصغيرة المنسية تدخل التاريخ السياسي العالمي من أوسع الأبواب!
استطرد خميس قائلاً بابتهاج مكشوف: إن أوباما الذي تربى بأموال الضمان الاجتماعي لم يعد ظاهرة أمريكية بل أصبح بامتياز ظاهرة عالمية فقد تبارى الكتاب السياسيون من سائر دول العالم في مدح أوباما بجميع اللغات حتى أصبح رمزأً عالمياً يتقاسمه الجميع كالماء والهواء والمطر وتحول الأوباما الواحد إلى اوبامات متعددة الجنسيات وراحت كل أمة تغني على أوبامها بإيقاعها ولحنها الخاص ، لقد فاز أوباما بقلوب وعقول الكوبيين ، الصينيين ، الفرنسيين ، الأنجليز ، الألمان ، الأسبان وحتى الأيرانيين الذي يعتبرون أمريكا الشيطان الأكبر زعموا أن فوز باراك حسين أوباما هو من العلامات المقدسة حيث ورد في أحد آثارهم أن رجلاً أسود سوف يحكم الغرب ويقود أقوى جيش على وجه الأرض قبل ظهور المهدي المنتظر بل أن أغلبهم ما زال ذاهلاً من معنى باراك حسين أوباما الذي يعني بالفارسية بارك الحسين إنه معنا! أما بعض اليمنيين فقد أطلقوا إسم أوباما على أفخر أنواع القات وراحوا يخزنون النشوة الأوبامية بمزاج منقطع النظير!
رد هنري ببرود: دعني أهنيء ملايين البيض واللاتينيين قبل السود على سلوكهم الدبمقراطي العظيم فقد كان لهم نصيب الأسد في التصويت لأوباما وتمكينه من الوصول إلى البيت الأبيض لا لونه وإنما لبرنامجه الانتخابي القائم على شعار التغيير المتمثل في تخفيض الضرائب على الطبقات الوسطى في الداخل وإنهاء الحروب الاستباقية في الخارج، التغيير هو الكلمة السحرية التي فتحت الأبواب الرئاسية أمام باراك أوباما، ولعل نجاح أوباما في تجسيد الأحلام السياسية للسود يعزى إلى أن خطابه السياسي لم يقم على أساس عنصري ينطوي على رغبات انتقامية دفينة، فالخطابات السياسية العنصرية هي التي أسقطت مارتن لوثر كينج وجيسي جاكسون ومنعتهما من احتلال عقول وقلوب البيض واللاتينيين!
استطرد هنري قائلاً: وإذا كان السواد قد أصبح لون الانتصار السياسي الباهر في هذه الأيام ، فإن لون أوباما نفسه يقول للسود إنه أكثر بياضاً من كل الزعماء السود في أفريقيا بفضل جينات والدته البيضاء، وإذا كان للون الأسود أي مغزى سياسي لما قاد معظم الزعماء الأفارقة الحالكي السواد شعوبهم إلى محارق الحروب الأهلية والمجاعات وجعلوهم يحتلون ذيل القائمة الدولية في كافة المجالات!
عقب خميس ضاحكاً: أقر بأن ما تقوله لا يخلو من منطق ، لكن لا مجال للمنطق الآن ، دعني وشأني فإنا ذاهب الآن للاحتفال بفوز أوباما على طريقتي الخاصة ، لكن تذكر دائماً أن المقولة القديمة التي مفادها أن الرقص أسود ، الموسيقى سوداء والرياضة سوداء قد تغيرت الآن بدخول مفردة جديدة هي أن السياسة سوداء فلا نامت أعين البيض في أي مكان!
فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة