دلالات فوز أوباما على الواقع السوداني
ياسر أحمد محمود
[email protected]
يُعتبر فوز باراك أوباما بمنصب الرئيس في الإنتخابات الأمريكية علامة فارقة في التاريخ بما تحمله من دلالات ستلقي بظلالها على العالم أجمع.
أحد هذه الدلالات هو تأثير هذا الحدث على الصعيد السوداني، فما من شك في أن وصول أوباما الى البيت الأبيض قد أشاع الأمل في داخل الكثير من الجماعات المهمشة سياسياً واقتصادياً في مجتمعاتها، إذ أن وصول شخص أسود - لم يكن حتى قبل نحو خمسين عاماً يتمتع بالحقوق المدنية – الى هذا الموقع أمر يتجاوز بكثير حدود السياسة الداخلية الأمريكية.
المجتمع السوداني مؤهل أكثر من أي وقت مضى - بتأثير واقعه وبتأثير هذا الحدث- لإحتذاء طريق مماثل، ذلك ان السودانيين قد سئموا من الطريقة التي يُدار بها السودان منذ استقلاله، فأسلوب الجماعات النيلية التي حكمت منذ 1956م إتسم بالإنغلاق والإقصائية ضد مكوّن عريض وأساسي من أهل البلاد في الجنوب والغرب والشرق مما أفضى الى الفظائع التي شهدها الناس طوال سنوات الحكم الوطني. وصار واضحاً ان هذه الجماعات ليس لديها جديداً تقدمه سوى التنحي وإفساح المجال لغيرها ليمارسوا حقوقهم في حكم وإدارة البلاد.
ويمكن إعتبار حكومة الرئيس البشير وحزب المؤتمر الوطني أكبر مهدد لأمن وإستقرار ووحدة السودان، فقد تمثلت في هذه الحكومة جميع العلل السياسية والدينية والعنصرية التي صبغت الحياة السياسية السودانية، وفاقمت من هذه العلل السياسات التي تبنتها الحكومة طوال عقدين من الزمان حتى بات السودان مهدد في وجوده، ولذلك أصبح الشعب السوداني يتطلّع الى (مخلّص) دون إعتبار لإنتماءات هذا المخلّص الدينية أو العرقية أو السياسية، وهذه لحظة مهمة يجب أن يتصدرها شخص غير تقليدي ولا ينتمي بالضرورة إالى الأحزاب التقليدية في السودان.
وأعتقد أن الحركة الشعبية جديرة اكثر من غيرها بأن يخرج منها هذا المخلّص، وهذا يحتّم على الحركة أن تُولي إهتمام أكبر بالقضايا والهموم الوطنية مثلما عليها ان تعتني بإختيار هذا المخلّص وتقديمه في الإنتخابات القادمة، فأوان ظهور أوباما السوداني تلوح في الأفق.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة