بسم الله الرحمن الرحيم
انتبهوا لموضوع الطاقة النووية ..
توفيق منصور
http://www.tewfikmansour.net
تطرقت في عدة مقالات سابقة للسلاح النووي ووضعه في محيطنا . ولم يكن ذلك تمجيداً للسلاح النووي، أو تشجيعاً للسعي وراء امتلاكه، بقدر ما كان تنبيها لخطورة تواجده وبكثرة في أيد أعدائنا، وكذلك للتنويه بأهمية الاستعمال السلمي للطاقة النووية، أي طاقة المستقبل، التي أراد أن يخيفنا الغرب منها فأقنعنا بأنها (سيئة السمعة) !..
وعليه ونسبة لأهمية الموضوع، وخاصة في هذه الفترة التي بدأت (همسات) البعض الخجولة ترتفع رويداً رويدا في بعض دولنا العربية لأجل الحصول على هذه الطاقة، الأمر الذي تكفله وتشجعه المعاهدات الدولية، وعلى وجه الخصوص (معاهدة عدم انتشار السلاح النووي) أنبه من يهمهم الأمر للآتي :-
المعروف أن هذه الطاقة الجبارة الربانية، إنما هي متعددة الاستعمالات، وكلها استعمالات حيوية وهامة، ومنها على سبيل المثال؛ توليد الطاقة الكهربائية، وتحلية مياه البحر، وتسيير السفن في البحار، وتحضير النظائر المشعة ذات الاستخدامات المتنوعة في مجالات الأبحاث والطب والصناعة والزراعة، وأبحاث الفيزياء، ودراسة الظواهر الطبيعية .. ولكن أهم الاستعمالات لدولنا تتمثل الآن في توليد الطاقة الكهربائية التي يزداد الطلب عليها كل ساعة، ومن ثم تأتي بقية الاستعمالات تباعاً عندما نبدأ مشوار هذه الطاقة الحقيقي .. وأقول الحقيقي لأنه يتحتم علينا أن لا نخدع أنفسنا بالقليل من التسميات التي تحمل (الذرية) ونظن بأننا قد وصلنا لمبتغانا ..
كذلك أشير إلى ما تقرر في القمة العربية التاسعة عشرة بالرياض (2007)، والتي تقرر فيها دعوة الدول العربية إلى الشروع في التوسع باستخدام التقنيات النووية للأغراض السلمية في كافة المجالات التي تخدم التنمية المستدامة .. فذاك القرار الشجاع قد أشار إلى عدة خطوات تنفيذية نتمنى أن يكون البعض قد قطع فيها شوطاً طويلا خاصة على مستوى التنسيق ما بين الدول العربية (الأمر الذي نشك فيه كثيراً) !!..
عموماً أشار قرار القمة العربية إلى أن الدول العربية عليها أن تبدأ بإنشاء مؤسسات قوية وفعالة تعني بالاستعمالات السلمية للطاقة النووية، وكذلك تأسيس هيئة رقابية مستقلة تهتم باستخدامات الطاقة النووية، وتدريس العلوم والتقنيات النووية في الجامعات العربية لتأمين الخبرات المتخصصة في هذا المجال الحيوي، وأن تبدأ الدول في إنشاء مفاعلاتها النووية .. هذا وقد طلبت القمة العربية من (الهيئة العربية للطاقة الذرية) بوضع استراتيجية عربية لامتلاك العلوم والتقنيات النووية حتى عام 2020 ، وكذلك تكليف الأمانة العامة للجامعة العربية بالتعاون مع الهيئة باتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ قرار القمة العربية ..
ختاماً أقول بأن ما قدمته الجامعة العربية من قرارات في هذا الشأن يُعد بمثابة الرؤية المستقبلية الجادة والمسؤولة في هذا الموضوع الحيوي والذي يخص طاقة المستقبل .. والدفع بقرارات تخص الشأن النووي يعد كما أسلفت بالخطوة الشجاعة نسبة لحساسية الشأن النووي وما يحفه من ملابسات وتعقيدات .. وعليه فالتوجه يعد بمثابة الخطوة الخلاقة والشجاعة، ولكن هل الدول العربية هي حقيقة بمستوى مثل هذه القرارات ؟ وماذا تم خلال الفترة المنصرمة بعد صدور القرار في الشأن النووي عربياً سواء كان على مستوى كل قطر على حده أو على مستوى التعاون والتنسيق الذي أشار إليه القرار ؟؟!!.. (ملحوظة : المقالات المتعلقة بالسلاح النووي القريب منا، وكذلك تخصيب اليورانيوم، والمعاهدات الهامة بخصوص الموضوع يمكن الإطلاع عليها لمن يرغب من خلال موقعي الاليكتروني)..
توفيق عبدا لرحيم منصور (أبو مي)
http://www.tewfikmansour.net
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة