بسم الله الرحمن الرحيم
مهزلة تاريخية
جثمان البروفسير مع الامتعة وجثمان عميل الاستعمار في طائرة رئاسية
أبت حكومة الشتات الوطنية الا ان تسفر عن وجها العنصري الجهوي الاقصائي القبيح. وفي بادرة سيئة وقاتلة تعود بنا الي ما قبل 2003 م توقيت اندلاع التمرد بدارفور لرد وانتزاع الحقوق الضائعة التي سلبها آل الميرغني وآل المهدي وكل الحكام الظالمون الذين تعاقبوا علي حكم البلاد ولم يعيروا الاطراف المهمشة اي اهتمام ودارفور الابعد وحظها من التهميش الاوفر.
في اغسطس الماضي انتقل الي جوار ربه شهيد الكرامة البروفسير عبدالرحمن موسي ابكر كبير المفاوضين لحركة وجيش تحرير السودان جناح عبدالواحد والذي وقع اتفاق سلام دارفور بأبوجا في 5/5/2006 م وترأس الفصيل الموقع بإسم الارادة الحرة وشغل منصب وزير الدولة بوازرة رئاسة مجلس الوزراء. توفي بعد عراك مع حكومة المؤتمر اللاوطني والمرض بباريس الذي تم نقله اليها من الاردن بعد ان ساءت حالته الصحيه ولأنه اقام فيها استاذا في جامعاتها وخرج آلاف الطلاب. رحل الدكتور العالم النحرير الغرباوي الذي اتي من شمال دارفور منحدراً من اسرة علم ودين وقيم واخلاق. وسبيل الموت غاية كل حي وكما قال الشاعر
كل ابن انثي وان طالت سلامته يوماً علي آلة حدباء محمول
كم من مات ويموت في دارفور تحت ظل الرصاص ولا احد ينعي ولا يزرف دمعة عليهم ، كل هذا لا يهم ولكن المهم ان يعامل الذين اتوا مع المستعمر ويكرمون احياءاً وامواتاً وان يزل ابناء البلد الشرفاء وتساء معاملتهم احياءاً بل وحين مماتهم.
ما رأيناه بأم اعيننا يوم امس عند تشييع جثمان المتوفي الطائفي احمدالميرغني وما ادراكما احمد الميرغني سليل البيت الطائفي الذي تسبب في تخلف الشعب السوداني وازلاله وتسبب في تهميش كل الاقاليم . اسرة الميرغني التي اتي كبيرهم دليلاً مع جيوش الاستعمار ويقود حصان قائد الحملة وبعد رحيله عض بالنواجذ علي تعليماته والسير في طريقه. لا هم للسادة وبيوت الطائفية الا الثراء وحيازة الاراضي والجبايات من اجدادنا المغرر بهم المغشوشين بإسم الدين والدجل والكجور.
رحل البروفسير عبدالرحمن موسي ابكر الانسان الذي ترك حياة الدعة ورغد العيش بجامعات اوروبا ليقاتل من اجل المسحوقين والمهمشين في السودان كما رحل احمد الميرغني وكلاهما عملا في مناصب دستورية والفارق بينهما ان البروفسير عبدالرحمن رحل وهو يشغل المنصب واحمد رحل وقد غادر المنصب قبل عشرون عاماً. حشود المشيعين تنم عن عن مقدار الجهل والتخلف وهذا لا يهمنا، الذي يهمنا ان حكومة المؤتمر اللاوطني وشركائها من الاحزاب الديناصورية والحركة الشعبية التي تسير علي نهج شركائهم في السلطة لا هم لهم سوي تثبيت دعائم حكمهم لتستمر التدفقات المالية لحساباتهم خارج السودان من حساب البترول الخاص. ان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ( فهي حركة لا شعبية والتقت مع المؤتمر الوطني في الجهوية والعنصرية وتمييز ابناء قبيلة واحدة علي بقية القبائل بجنوب السودان) وتتمتع قياداتها فقط بأموال البترول وتعاني قطاعات الشعب الاخري بجنوب السودان من الجوع والفقر والمرض والتطهير العرقي ناهيك عن انتهاك حقوق الانسان بمنع غير المسيحيين والوثنيين من اداء شعائرهم الدينية ومنظمات المجتمع المدني الدولية تغض الطرف ولا تنطق ببنت شفة والامم المتحدة ومنظماتها التي تكيل بمكيالين تغط في نوم عميق. هذه لمحات من فعائل الشريكين اللذين يرسلان طائرة رئاسية لنقل جسمان احمد الميرغني الذي اذاقنا وعصابته من ما يسمي الحزب الاتحادي صنوف العذاب والجوع والجهل ونهبوا ثروات الشعب واستلموا ملايين الدولارات ثمناً لعمالتهم وتغريب الشعب وتجهيله لصالح اسيادهم. تم ارسال طائرة رئاسية لنقل رفات الطاهر الحاكم العالم ابن الميرغني الي الخرطوم واستقبل اهل دارفور المغضوب عليهم رفات ابنهم البروفسير عبدالرحمن موسي ابكر علي متن طائرة لوفتهانزا والمفاجأة ان صندوق الرفات طاف مع امتعة الركاب حتي مطار الخرطوم الذي امتنع تلفزيون السودان القومي وكل القنوات الفضائية من حضور لحظة استخراج الصندوق من مكان الامتعة. كانت لحظات مؤلمة فيها تذكر الناس الماضي الاليم وثبت عندنا ان حكومة الخرطوم استمرأت الاستهزاء بنا وتحقيرنا و تعذيبنا احياءاً وامواتاً وحتي رفاة الدستوريين منا لا يكرم بل يزل ويهان كما حصل مع رفاة المرحوم العالم النحرير البروفسير عبدالرحمن موسي. كنا نأمل ان يتعامل حكام الخرطوم معنا كبشر ولكن خاب ظننا وتأكد لنا ان السياسة القديمة ستستمر وان ابوجا ما هي الا مخدر ، لذلك ستستمر معاناة اهل دارفور وستستمر الضغوط الدولية والملاحقات بالجنائية وغيرها وغداً سيسفر الصبح عن مولود جديد مع فجر اوباما الجديد وحتي الملتقي علي سفوح جبل مرة ورمال الجنينة دار اندوكه ورهيد البردي وجبال الميدوب وامبرو وكرنوي.
ابوعيس احمد الحلو
[email protected]
008821656432256
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة