آخر لحظة
اسم العمود: خارج النص
أسم الكاتب: يوسف عبد المنان
عنوان المقال: اعتقالات الوحدة
تاريخ النشر: 6-11-2008م
شنت حكومة ولاية الوحدة اغنى ولايات جنوب السودان حملة اعتقالات في أوساط معلمي المراحل الأولية والثانوية المطالبين برواتبهم الشهرية ، ومع بزوغ فجر كل يوم تقتاد سلطات الولاية معلمين جدداً وتضعهم بين الأسوار عقاباً لهم بسبب الجريمة التي اقترفتها أيديهم بالمطالبة بحقوقهم من الرواتب الشهرية والتي هي حق لا تملك أية جهة مصادرته.
رئيس الجمهورية قال في خطاب شهير أمام قيادات اتحاد العمال "من حق العاملين في الدولة التوقف عن العمل إذا عجزت الحكومة من سداد رواتبهم حتى حلول اليوم العاشر من كل شهر "واصبح حديث الرئيس المنصف للعاملين قانوناً في الولايات الشمالية ، لكن حكومة الجنوب ممثلة في ولاية الوحدة ضاق صدرها بنقابة المعلمين التي لم ترتكب جرماً يعاقب عليه القانون، لكنها رفضت تماطل حكومة الجنرال تعبان دينق في صرف رواتب أكثر الفئات تهميشاً في جنوب السودان.
الحركة الشعبية التي ترفع شعارات الديمقراطية وتدعو لإلغاء القوانين المقيدة للحريات في الشمال لم تقدم حتى اليوم دليلاً واحداً لمصداقية ماتنادي به من الشعارات فالمعلومون في ولاية الوحدة لم يتظاهروا في الشوارع العامة ولم يعلنوا انحيازهم لوحدة البلاد ومناهضة التيارات الانفصالية في الجنوب فقط جريرة هؤلاء المعلمين هي المطالبة برواتبهم الشهرية فأخذوا نصيبهم من حكومة الجنوب سجوناً واعتقالات واتحاد نقابات عمال السودان بقيادة البروفيسور إبراهيم غندور صامت تجاه ما يحدث للمعلمين في ولاية الوحدة صحيح أن الحركة الشعبية لا تعترف بالأجهزة النقابية القومية وتميل لتكوين نقابات موازية تابعة للحركة الشعبية تتغذي من خزائنها وتأتمر بما يمليه عليها جنرالات الجيش الشعبي ، وفي أول اختبار حقيقي لنقابات الجنوب في اختبار إضراب معلمي ولاية الوحدة وفشلت في كبح جماح السلطات المطلقة لحاكم ولاية الوحدة وممثل حكومة الجنوب الذي أمر باعتقال المعلمين.
الشعارات التي تنادي بها الحركة الشعبية ما هي إلا شعارات بغرض الكسب السياسي والتبضع والتمسح في الدولة الديمقراطية حيث يمثل نموذج حكومة الجنوب الحالية أزهى صور الحكم الذي تنادي به الحركة الشعبية وأبرز سمات حكومة الجنوب الضيق بالرأي الآخر وحتى لا نرمي القول في الشارع العام نعيد لذاكرة القارئ قصة اعتقال الصحافي نيال بول، الذي انتقد مرتبات الجهاز العدلي والقضائي بجنوب السودان مقارنة برواتب بقية العاملين في الدولة وقبل أن توزع الصحيفة أعدادها وجد نيال بول نفسه في غياهب السجون ، وحققت سلطات مخابرات الحركة الشعبية مع الصحافي ألفريد تعبان العام الماضي لانتقاده صحة البيئة في مدينة جوبا وألفريد تعبان من دعاة تغيير قانون الصحافة الاتحادي ولا يجرؤ على المطالبة بتغيير قانون البيئة والصحة العامة في جنوب السودان ومثال آخر هو ما آل إليه حال المعلمين بولاية الوحدة التي يبلغ نصيبها كولاية منتجة للبترول "6" ملايين دولار في الشهر لم توظف حتى اليوم في البنيات التحتية من طرق ولم تشهد الولاية تغييراً في خدمات الصحة والتعليم يشكو المعلمون من نقص وتأخر رواتبهم بينما قادة الحركة الشعبية حاكمة الجنوب لوحدها يتصارعون حول كرسي الولاية الغنية يمارسون الحفر والدفن في رابعة النهار وتسعى زوجة الدكتور مشار لوراثة كرسي الوالي تعبان بعد إسقاطه في انتخابات الحركة الشعبية التي لا يشرف عليها الضباط الإداريين وإنما يقوم بأعبائها ضباط المخابرات في الحركة الشعبية ....
اعتقالات المعلمين في بانتيو تمثل إهانة بالغة للمعلم المغلوب على امره والمطالب بحقوقه الشرعية في دولة لاتعترف بالحقوق وتعلوا فيها أجهزة اللا قانون لكن الحركة الشعبية لا ترى عنقها فقط تنظر لذيل المؤتمر الوطني حليفها وشريكها..
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة