|
|
Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55 |
!!طــــوكر مـــحاصـــره
بقلم: عبدالقادر محمد صالح
عجبا لأمر المدن فهى تحى كحياة الانسان تولد من العدم ثم تنمو وتترعرع وتكتسب قوة من الشباب ثم تصيبها عوامل التعريه من الشيخوخة والهرم ثم ينقطع مداد الحياة من عروقها فتنكتم انفاسها وتفارق الحياة ...هكذا هى الان طوكر بعد أن كانت تضج بالحيوية وعنفوان الشباب لقد كانت نضرة كفتاة حسناء تتهادى بين صويحباتها فى دلال وهاهى الان وقد دارت عليها دورة الزمان حيث تنتظر أن يطلق جلادها عليها رصاصة الرحمه ولكنة من قسوة قلبه وحقدة الدفين يأبى أن تموت بكرامه فلابد أن يذيقها من العذاب أشده ولايهنأ له بال حتى يراها تتساقط اشلاء نفسا بعد نفس وهو يتلذذ بمنظر هذا الموت البطئ دون أن يطرف له جفن هكذا اراد ان يكون موتها... ثلاثه سنوات من الحصار المستمر وطوكر عباره عن سرادق عزاء كبير ترقد فيه تلك الاجسام التى نحلت وبان هزالها حتى تكاد تسمع فيها صفير الرياح وهو يرسل على رفاتها ترانيم حزينه فالموت صار فيها جماعى ..؟ موت للارض ومن فوقها من انسان وحيوان ونبات ومن قبل موت ضمير المسئوليه فى اللامسئولين الذين أماتت التخمة ضمائرهم التى صدأت وماعادت تحرك ساكنا فى بلادة شعوريه لاتعرف حسا للمشاعرالانسانيه..ثلاث سنوات وطوكر حالها كحال شعاب أهل مكه تموت فى صبر وصمت تجالد الحصار المفروض عليها قسرا دون أن تستغيث أو تطلق صيحات العويل ثبات عجيب ترسله درسا لجلادها زد فى الحصار..سنزيد فى الثبات لأن الحرة لاتأكل من ثديها..طوكر تحاصر ويمنع منها الغذاء والدواء لأنها لم تسير يوما فى موكب الظالمين والمطبلين يشتد عليها الحصار والعقاب بأشد مايكون دون أن تراعى حرمة لاطفال رضع أو شيوخ ركع...هكذا تمضى طوكريلفها السواد ويخيم عليها البؤس ولاتجد دمعا ينسكب عليها أوضمير يحن لحالها أواهات تفتقدها...لك الله طوكر من الظالمين... لك الله طوكرمن الصامتين... لك الله من العاجزين
© Copyright by SudaneseOnline.com
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة
الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة
عن رأي الموقع