نعم فاز الرجل الأسود وتربع أوباما علي عرش أمريكا
فماذا بعد؟
ولكن يجب ألا نتفاءل كثيرا فسياسة الدولة الأمريكية يظل مطبخها مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية وهذا مؤسسة تعمل منذ 1815 بدون أن تتأثر قراراتها بالرئيس
انه لفخر لأمريكا ولمواطنها ولديمقراطيتها أن أتت برئيس اسود للبيت الأبيض ولكن هذا لا يعني أن شيئا سيتغير لان أمريكا دولة مؤسسات لا تسوقها العواطف العرقية وأمريكا لديها ملفات سياسية شائكة التعقيد وليس من السهل أن نتوقع أن يتم طي هذه الملفات وهي ديدن السيادة الأمريكية في العالم ولابد من المحافظة علي منهجها ولابد من حقوق أن تستوفي إن عاجلا أم آجلا
فعلي الصعيد الأمني لأمريكا الأولوية لحسم الملفات العالقة لصالح أمريكا وان تخرج منتصرة وليست منهزمة وهذا سينبع من إثبات وطنية أوباما الأمريكية وعليه ألا يحيد من خط سير الدولة في العالمية.. فالأمر جد صعب علي الرجل لكي لا يتهم بتدمير أمريكا وسمعتها وإضعافها سياسيا وعسكريا
لا يتوقع احد أن يقوم أوباما بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان لكونه أتي رئيسا خلفا لسياسات خاطئة وإنما سيعمل علي تقوية أمريكا وان يخرجها منتصرة في كل الجبهات ولابد من تتم المهمة وبطريقة اقوي لان سياسة أمريكا في هذه المنطقة لمحاربة الإرهاب والحفاظ علي امن أمريكا وإزالة المهددات التي تضر بأمنها . لذا لابد من تقوية الوضع في أفغانستان وتسريع إنهاء الملف هناك بشكل حاسم وهذا ليس بسحب القوات وإنما تقوية شوكتها لإنهاء الملف وبسرعة فالموضوع هناك هو مبدأ سيادة أمريكا ومكانتها العالمية المنفردة فيجب ألا نحلم بان يقوم أوباما بالهروب من أفغانستان وترك الأمور علي ما هي عليها وإنما سيعمل علي حسم الموقف وبقوة وسرعة فائقة ولصالح أمريكا وليثبت انه رجل قوي
أما في موضوع العراق فليس لاوباما أي تأثير علي الملف كونه صار رئيسا لأمريكا وكما أسلفت أن الفرار هنا ليس فردي ويخص رؤية استراتيجية لدولة عظمي في منطقة حساسة في خارطة السياسة العالمية والأسباب الرئيسية لتحريك كل هذا الكم الهائل من آلة الحرب والعتاد وصرف أموال ضخمة فاقت ميزانية الدولة الأمريكية ليس من جل خلع نظام وإقامة ديمقراطية بل من اجل إقامة نظام مكمل وامتداد للدولة الأمريكية فالاستراتيجية استراتيجية موارد وبدائل لمئة عام قادمة والقرار هنا يخص مجلس العلاقات الأمريكية الخارجية الذي يسطر ويرسم السياسات الخارجية للدولة والذي يعد الملفات والاولويات للمصلحة الأمريكية القومية وهي فوق كل شيء وليس للرئيس إلا تنفيذ سياسات هذا المجلس الذي يتعامل بالملفات والاولويات في رسم سياسة أمريكا الخارجية
فالجميع يتوقع أن يقوم الرئيس الجديد بإصدار قراراته الفورية بإعادة القوات الأمريكية من كل من العراق وأفغانستان فهذا قطعا لن يحدث قبل أن تكتمل المهمة التي من اجلها ذهب الأمريكان إلي هناك ولا عودة قبل تحيق الأهداف ولو بقي الوضع علي ما هو عليه مائة عام
والملف الأهم الذي يتوقع العرب والمسلمين أن يتناوله أوباما هو حلحلة القضية الفلسطينية وهذا توهم لان العلاقة بين الدولة العبرية وأمريكا لا تتغير بحسب الرئيس لان هناك خطوط أحمر لا يجرؤ أي رئيس أمريكي مهما كانت أغلبيته بتخطيها وهي العلاقة الأمريكية الإسرائيلية والتي هي من أهم الاولويات والاستراتيجيات في العلاقات الخارجية والتي هي بالطبع في أيدي لولبيات ومراكز ضغط خارج إطار البيت الأبيض والبيت الأبيض لا يتدخل في ذلك ولا يستطيع إجبار الإدارة الإسرائيلية علي الرضوخ لأي أملاءات فهذا الموضوع الإسرائيلي الأمريكي محسوم ومحمي باسم استراتيجية الحلفاء
حتى الآن يلوح أوباما بيديه للجماهير كما يفعل جنرالات الانقلابات العسكرية بادئ الأمر ولسان حالهم يقول ها هي أيادينا بيضاء من عير سوء ولكن هي في الحقيقة خالية من آلة السلطة وسرعان ما يتأبط احدهم عصا يلوح بها فيما بعد إيذانا بمبدأ القوة والبطش والعصا لمن عصي وحتى اللحظة لا احد يدري ما هو لون عصا أوباما وهي لا تزال في الجراب ومن يدري ربما تكون أفعي وهذا اقرب للتكهن فهو فعلا يحتاج لأفعي سحرية ابتلع كل المشاكل العالقة أمامه الآن أو تتحول لأفعي ضخمة كما فعل الله بعصا موسي عندما ربت واهتزت وابتلعت كل أفاعي السحرة فخروا ساجدين لموس ولرب موس.. وربما تكون عصا أوباما التي لا زال في جرابه ذات إمكانية لابتلاع بقية دول العالم وتحقق ما لم تحققه أفعي بوش في الجزء اليسير من العالم في كل من العراق وأفغانستان..
والي أن تخرج تلك العصا في مطلع العام القادم سيكون لنا لقاء إذا ما أمد الله في أيامنا
ودمتم
خضر عمر إبراهيم
بريطانيا
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة