ظهور المسيح الاسود في العالم الجديد
الحلم الامريكي :
ليس إميريغو فيسبوتشي هو أول من نسب نفسه أباً شرعيا لولادة القارة الامريكية , فلقد سبقه في ذلك كثر وبدهور غابرة , ابتداءً من القبيلة الذهبية في سبيريا قبل عشر آلاف سنة , وهم بالذات من يزعم بزرع بذور حضارة نزكآ و إنكآ ومايآ , ثم يأتي الملاح النرويجي تثور هيورداهل بنظرية ويقوم بإثباتها , وهي عبور الفراعنة , بسفن مصنوعة من البردي, ضفتي الاطلنطي لتأهيل قبائل هذة الاصقاع في هندسة الاهرامات ,قبل ميلاد المسيح بألفين سنة. ولكن الرؤية الاكثر إثارة هي : رؤية جوزيف اسميث مؤسس طائفة المورمون , الذي زعم بأن احدى القبائل التائهة الاسرائيلية وصلت على غير هدىً الى هذة الارض ودفنت فيها ألواح ذهبية تنبئ بتجسيد المسيح في صورة جوزيف اسميث ! ويأتي الكراديثانيون أيضا وهم قبائل من الساحل الشمالي لافريقيا تحديدا تونس ,و اصلا ينحدرون من الفنيقيين"لبنان" وهؤلاء كما ذكرنا سابقا سلالة فينقس بن كوش بن حام , ذكرهم كتب اليونان بانهم أكتشفوا جزر ممتلئة بالثراء ولكنهم احتفظوا بها ككنز سري ولم يفشوا السر لاحد! ويلحق الايرلنديون بالركب مع ملاحهم اس ت برندان في القرن السادس الذي وصل الى العالم الجديد. ثم ان أريك الاحمر ايضا كان هناك بالقرن العاشر, وهو من طائفة الفيكينج" اسياد البحار" النرويجية , الذي اكتشف غرينلاند, وعزّز سلفه ليف أركيسون توسيع هذا الحلم عندما توجه جنوبا من غرينلاند ليطئ قدميه ارضا وافرا بالكرز فسماه فينلاند " ارض الخمر". كالعادة لم يتأخر الصينيون, الامبرطور زهوو دي, فرغ من بناء الصور العظيم وهزم المغول , ومن نشوة النصر بعث بسفن جابت المعمورة وتجاوزها لتقف على قلب العالم الجديد البرازيل. ها نحن تقريبا نشهد نهاية هذا الفصل الدرامي, أنه إميريغو المولود في 9ابريل1453في فلورنسيا كان في الاصل لديه اسم ألماني تقليدي هيمرايخ " السلطان" كان رجلا ذكيا والحظ كان حليفه دائما! وصف بانه حكيم و مبدع , لقد ترعرع تحت ظل خاله الثري جورج فيسبوتشي وصقّل مواهبه القيادية والدبلوماسية بواسطة اساتذة لامعين.. كتب في سنة 1505 بانه من اكتشف العالم الجديد واخترع لقبا من اسمه ليتوافق مع ايقاع القارات الثلاث ليكون" أمريكا" لديه رأي في السكان الاصليين وهو جدير بالملاحظة : هؤلاء قوم همجيون ياكلون الطعام على سجيتهم دون مواقيت! وهو ما يعكس رسالته الدبلوماسية الماكرة, للوجه الآخر , وهو الوفرة والثراء! ولكن لم يسرق حلم كريستوفر كلومبوس بأسره , لقد ارتبط اكتشاف امريكا في التاريخ الحديث بأسمه لقد أعلن عن أكتشاف ارض جديد في 1492 وربما بسببه بقي الهنود الحمر كمرجعية تاريخية لهذة الارض دون نقاش , فهو الذي سمى بعض الجزر هناك بالانديز ! و لكل عصر ثعالبه , لابد ان يكون للانجليز كلمتهم لطالما كانوا معيارا للامبراطوريات المتصارعة , فبعد خمس سنوات بالضبط ارسلوا الايطالي جيوفاني كابوتو الذي تأنجلز الى جون كابوت , ليتفقد حقيقة هذة الاشاعات , وبالفعل استفاد من خبرات اسلافه ووصل الى قلب امريكاالشمالية ميريلاند وبالتالي هو اول اوربي يحط على صميم الارض الجديد وهو من جعله يدعي بانه الوريث الشرعي لهذا الحلم وبالتالي مستأجريه الانجليز !
تعرفون بان الجميع يحاول اليوم تدعيم مزاعمه بطرق عديدة, في شان هذا الحلم الامريكي, بعضهم يلجأ الى ربط ذلك باللغويات وأخر بلآثار , ولكن امريكا اليوم لديها نظرة مختلفة للامر فهم يرون انفسهم فئة من الناس لفظهم قوى الشر في العالم القديم " القارات القديمة" ولكنهم تمكنوا من قهر ذلك القدر بعناية قدر آخر هو قوى الخير , ولديهم رسالة تتضمن كيفية التغلب على جبروت قوى الشر الذي يدعم الظلم والعنصرية والدكتاتورية والفقر , وهذا هو الدافع الاساس الذي حمل الامريكان الوقوف وراء جورج بوش عندما اختزل العالم بحدالسيف الي الثنائية , هذا هو الانسان الامريكي الذي يعتبر نفسه النبيل والمبتلى والعصامي والمختار . فقوة امريكا في حقيقة الامر لا تكمن في هذة النرجسية ولا في القدرية هي تكمن في انها خلطة جميع العالم بجميع تجاربه الحياتية , لذا كون استمرار امريكا في التفوق امر لا جدال عليه , حتى تصل العالم الى ما يسمى بالقرية الكونية عندما تجد كل مواطن عالمي في دولة ما يتمتع بحقوقه الانسانية سيان ان كان في الصين او سعودية او بنين !
ولأن هذا لم يحدث بعد وجدت امريكا نفسها في مأزق خطير لتسويق اوهامه " احلامه " بحد السيف في لحظة ما من لحظات النشوة ورأينا كيف ان نظرية الدمينو تضرب امريكا , فلولا تكاليف مجهودات مغامرات الحرب , لكانت امريكا تمكنت من سترة " نفسها" بدعم اقتصادها الجزئ المنفلت والتي هي بدورها قامت بمغامرات مهووسة لا يخلو من جشع الى درجة الجنون ! والآن , تركت امريكا المريضة , العالم مهددة بل مصابة باعراض داءها الخطير... وهذةهي اللحظة التاريخية دواء امريكا موجودة في العالم وهو السماح لها بالعودة الي الحظيرة كفارس نبيل وليس كاوبوي " متعجرف".. هذا يعني عليها ان تجد من يمثلها تمثيلا راقيا " دبلوماسي".
العالم هي نتيجة تعقيدات جدية بالنسبة للمؤمنين او الملحدين لقد ترك الله هذا الامر دون حل معلن , اعني نموذج النسق الواحد, ولكن تورط الجميع في البحث عن مخرج , للاسف كان العنف هو المنهج المفضل للجميع , حروبات دينية , سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها , من سخريات القدر أن يجد العالم أغلبه تقريبا وفي امريكا بالضرورة , أن يجد ضآلته في شخص يمثل فئة الاكثر ضعفا في مفهوم عالم اليوم الذي يقوم على منطق القوة , يقال بأن القدر أحياناً يجسد القدرة في اضعف خلقه !
طبعا هذا النقاش غير وارد اليوم لولا " فرضية القدر" أعني الظروف المحيطة بأمريكا و العالم اليوم , ونجم اوباما كان مصيره الافول بالرغم من ألمعيته , لقد نصح كثر اوباما بضرورة أن لا يهدر فرص مستقبله السياسي في وقت مبكر من حياته السياسية , طبعا زوجته كانت من أكثر المعارضين لفكرة التروي, أما اوباما فهو يقول الآتي : قررت الانخراط لأنني شعرت , ولم يقل ادركت او فهمت , بأن أمريكا دخلت لحظة انتقالية و نحن وصلنا الى نقطة النهاية المميتة ! القس الاسود ديفيد مينينغ وهو من أكثر الغاضبين على اوباما لأنه يجسد الشيطان ولأنه سيكون سببا من اسباب تعرض اسرائيل للانهيار ! ولديه عداء مرضي لابناء جلدته لأنهم ببساطة لا يؤمنون بأي دين يقول بانهم يريدون رسولا وربا خاصا بهم لان الاله والمسيح هو اله للانسان الابيض فقط ! يقول هؤلاء يرون الآن في اوباما ليس مسيحا اسودا فحسب بل إلآهاً اسوداً ! لانه قادم من افريقيا وهو سيكون مخلصهم من العبودية ..وهذا القس يعتبر من قبل غالبية السود عميل للبيض . وعلى الطرف النقيض, هناك برفسير كامو كومونو رجل يتمتع بثقافة غزيرة وعالية يقول في محاضرة له , انه خلص الى استنتاج بعد جهد مضني وتفكير عميق الي قرار نهائ غير قابل للنقاش وهو ابادة البيض من وجه كوكب الارض ! وهو الحل النهائ, برأيه, لمأسآة الجنس البشري وعلى راسهم السود , أنه يحب كل انسان اسود الى درجة الهيام وهو يربط مباشرة ما بين حضارة الفراعنة والانسان الاسود ,رأيه عن اوباما هو , انه لم يتفاجأ ابدا بمواهبه القيادية كأن أسود صميمي .. أما أوبرا وينفري فهي تركت " دكتها" الوثيرة في برامجها للتسلية ودخلت الحلبة السياسية , لتدعم ترشيح اوباما بالنسبة لها هي رأت في رؤية الدكتور كنج للحلم الامريكي , قال اربعة اجيال وامريكا ستقّيم ابناءها وفقا لكفآئتهم وليس لشئ آخر , تتحقق في اوباما ولذا لم تتردد لتسميته ب" الموعود" وسئل اوباما عن رأيه في هذة الالقاب , المخلص , المختار , المسيح, مسيح العلمانية الخ.. وخاصة لقب الموعود فرد اوباما قائلا: وربما " العادي" وهو لقب السيد جون ماكين له ! ولكن ديفيد ماتيس وهو صحفي مخضرم قال دون مواربة : لا فرق مابين المسيح واوباما فكلاهما كانا مصلحان و مبدعان في التنظيم والعمل الاجتماعي !
يقول خبير في الشؤون السياسية أنه لم يحصل قط طوال خدمته في الشان الصحفي ان تم تغطية حملة رئاسية منذ اربعون عاما أي منذ حملة كندي _ نكسون, بهذة الروعة الملفت في نظره هو انحياز غالبية وسائل الاعلام الامريكي لصالح اوباما , ولكن الغريب هو ظاهرة الاوبامينيا في وسط الجمهور ولا سيما الشباب , هنا ثمة شئ يتعدى قوانين الكاريزما شئ يشبه الوحي ! ولكن دخول كولن باول في الساحة في اللحظة الحاسمة , هو يقول لا علاقة له بهذا الامر , لقد تأكد له بعد قراءة دقيقة وطويلة للمرشحين من هو المؤهل لقيادة هذة الامة , يقول أقتنعت بان اوباما هو ذاك الرجل فهو فضلا عن مميزاته الشخصية فهو لديه فلسفة ثابتة ولديه قدرة في اتخاذ القرارات المّلحة وهو يمثل فعلا حلم الجيل الجديد و مرحلة جديدة دخلت فيها عالم اليوم .
أي كانت الرؤية او النظرية فان في اوباما وجدت امريكا مخلصها الحقيقي ولا تستطيع اخذ اي خيار آخر غيره لأنه ببساطة يمثل خلطة العالم المأزوم بأجمعه, ولا سيما امريكا بالذات . ونحن ندخل طور جديد في اتخاذ القرارات يتحملها جيل جديد بعدما انقضى عهد جيل قديم و بدأ عهد آخر جديد وهذا ينبغي ان يأخذ بالحسبان امر" التغيير" في كل مكان بجدية ليس في الولايات المتحدة وحسب . والغريب ان أول مكان تأثر بصرعة اوباما كان اليابان لذا قامت الاحزاب التقليدية في محاربة هذة الظاهرة بكل الوسائل , غير أن, خبيرا يابانيا قال انها محاولات عبثية فاشلة . لذا فوزه ليس أمر حتمي وحسب بل هو قدري..!
كيسر أبكر
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة