صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


بعد اربعة عشر عاما من المنفي .. الخرطوم في عيون وذاكرة عائد ( 1 ) لم يتركوا لك ماتقول/محمد سيداحمد عتيق
Nov 3, 2008, 23:45

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

بعد اربعة عشر عاما من المنفي .. الخرطوم في عيون وذاكرة عائد

( 1 )                لم يتركوا لك ماتقول

محمد سيداحمد عتيق   

لامانع من ان ارفع صوتي بالسؤال الذي ظللت اردده سرا لاكثر من عام : من اين يبدأ الصحفي نشاطه بعد ان توقف من ممارسة المهنة لعقد ونصف من السنين حين تخطفته دروب السياسة بالغامها وهموم التربية بتعقيداتها في المنافي القهرية التي اضطر اليها عندما اتى المغول على الوطن ؟ العودة لمثل هذه المهنة شاقة ، وعندما تحاول معاندة المشقة يواجهك الواقع السياسي المسموم بازماته الحقيقية ( والهايفة ) وصور الاستبداد الطاغية على مشهده : اذن ، انت محاصر ياصديقي من الداخل والخارج ، وفي الحقيقة استحق انا هذا الحصار لماذا ؟ اعود هنا بالذاكرة الى مطلع ثمانينيات القرن الماضي ( وستكثر مثل هذه العودة لاحقا ) لاتذكر نصيحة وجدتها امامي بطريقة عملية مارسها وقدمها الصديق الكبير والعزيز الاستاذ التيجاني الطيب بابكر في غرفتنا في الكرنتينة ( ب ) بسجن كوبر عام 1981 م ، فقد كانت من عاداته ان يستيقظ مبكرا جدا ليستحم ، فيحلق ذقنه ثم يعود الى سريره ويبدأ الكتابة في دفتر معين يحتفظ به ، قلت له ذات صباح باكر انني ارجو ان تكون مشغولا بكتابة مذكراتك لان ذلك الموضوع قليل في ثقافتنا السياسية ، نفى ذلك قائلا انه انما يكتب تعليقات على الاحداث التي تجري داخل المعتقل مهما كانت بسيطة ، وليست ذات قيمة ، وذلك فقط ليحافظ على عادة الكتابة !! تبا لك ، الان فقط تتذكر وفي الزمن الضائع ؟؟ متعه الله بدوام العافية واتصال العطاء .

ولكن ، الا تستحق الخرطوم التي طالما حننت اليها خلال سنوات المنفى ، ان نقول عنها شيئا ، كيف وجدتها كمدينة وكبشر ، ماذا تغير فيها سلبا وايجابا ؟ نعم تستحق ولتبدأ بها لان اجابتك للاهل والاصدقاء عندما يسالونك : ( كيف لقيت البلد ؟ ) هي اجابة موغله في الاختصار : ( والله ياخي مالقيتا : ) ولا يمكن ان تكون كذلك .

قد يقول البعض : نحن في شنو والخواجة ده في شنو ؟ نحن همومنا في السياسات التي جعلت من السودان واحدا من اغلى بلدان العالم حتى فيما ننتجه وبؤرة حروب اهلية متناسلة ، نحن في حيرة من صراعات الشريكين وبؤس الاداء على المسرح السياسي ، ونحن .. ونحن وهذا البعض على حق ولكنه مستعجل .. ومعذور على ذلك فالضغوط التي يعيشها السودان والسودانيون غير طبيعية فليصبر ذلك البعض قليلا ..

الخرطوم تغيرت كثيرا في سنوات قليلة ، والحديث ليس عن خرطوم الحكمدار خورشيد في منتصف القرن التاسع عشر بل الخرطوم التي تركناها في مطلع تسعينيات القرن العشرين والتي لم تعد المدينة التي نعرفها ونحب .. اصابتها كآبة ولامبالاة غريبتين مع فقر مريع في الحس والذوق .. تجهم تلمسه ويصدمك اينما ذهبت وفي كل وقت ، انها تشهد اكبر حركة تشويه في تاريخ المدن .

عند النظرة العامة الاولى في المدينة بعد اربعة عشر عاما من الغياب عنها سمعت هاتفا يسالني : ( هل عاد علاء الدين نجيب الى الخرطوم ام الى عمورية ) ؟؟ وآخر من دواخلي يهمس : ( هي عمورية ) ياعلاء الدين عندما عدت اليها من غيبتك ! .

عمورية مدينة صنعها خيال او اخيلة الراحلين الكبيرين عبدالرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا  اما علاء الدين فهو ابنها ، اديبها الفنان وفيلسوفها المجنون .. فلماذا ترهق نفسك ياهذا في وصف الخرطوم بعد هذا الغياب المطابق لغيبة علاء الدين عن عمورية ، وهو قد اغناك عن ذلك منذ اكثر من ربع قرن عندما اخترق حجب الزمان والمكان ليصف هذه قاصدا تلك ؟؟ لاباس اذن ان تستعير منه او منهما بعض ذلك الوصف بحق العلاقة الطيبة بهم اجمعين ، فقط نراعي وضع اسم الخرطوم مكان عمورية اينما وردت .. يقول علاءالدين ومن خلفه صانعاه الماهران : ( عمورية الآن تشبه العروس القروية التي تريد تقليد نساء المدان فتضع على وجهها كل المساحيق وتضع على جسدها مجموعة من الخرق الملونه المتنافرة ثم تتباهى باستعراضها كل هذا النشاز . عمورية الان مثل تلك العروس القروية .. جاءت الاموال السهلة لتفسدها وتشوهها فلم تحتفظ بالماضي ولا استطاعت ان تدخل المستقبل ) .

( قد تكون عمورية بامتدادتها السرطانية واتساعها الغير منطقي ثم تلك الطريقة الغبية في البناء المستعارة من البداوة بشكلها دون روحها والتي تتخذ شكل البقع او البثور الجلدية في سطوح وسلاسل غير منتظمة قد تكون عمورية بهذا الشكل سببا في خلق الفجوة بين الناس وماحولهم من طبيعة واشياء .. ) .

( نعم ماكانت عمورية لتاخذ هذا النسق من الامتداد والاتساع وماكانت لتكتسب هذه القسوة والوحشية لولا انبثاق هذه الثورة ! اللعنة فجأة. نامت عمورية ذات ليلة وقامت في الصباح لتجد نفسها شيئا جديدا .. )

( انها دخلت في حالة من الغيبوبة رغم حركتها الظاهرة ، ومالم ينفخ في ارجاءها في صور من نوع خارق لست ادري كيف سيتاح لها ان تستيقظ على حقيقتها ؟ ).

هكذا ( لم يتركوا لك ماتقول كما قال الشاعر الكبير محمد الفيتوري قاصدا اطفال الحجارة في فلسطين المحتلة اذ ليس هنالك مايقال في وصف تحولات المظهر العام للمدينة خلال السنوات القليلة الماضية اكثر مما قالاه منيف وجبرا على لسان بطلهما علاء .. ويبدو ان هذا الوصف يصلح ان يكون ختما تختم به كل مدينة يمر عليها المغول وبين ايديهم تسيل وتجري الاموال السهلة .

والى ان نعود الى الموضوع اقول ان هذا لاينفي وجود استثناءات طفيفة هنا وهناك ولكنها تظل استثناءات وذات طابع فردي فعلى سبيل المثال مقهى الاوزون وهي القطعة الفنية الجميلة التي لا تخطئها العين في الخرطوم وبغض النظر عن الذي يستطيع ارتيادها اذ الجميع ينظرون اليها لايمكن اعتبارها نشاطا استثماريا للسيد اسامة داؤد عبداللطيف قياسا بحجم نشاطاته وانما في اعتقادي هي محاولة موفقة منه لتجميل الحي الذي نشأ فيه ، وبل وكان والده من مؤسسيه .. ولاعجب فوفاء الرجل للمكان لم يقتصر على حي في العاصمة وانما سبق له ان اطلق اسماء بلدات نوبية عريقة تعود جذوره اليه على مؤسساته الاقتصادية مثل : دال ، سيقا .. الخ .. والى ان نلتقي مع بعض التفاصيل باذن الله .

عن صحيفتي الصحافة 5/7/2008  واجراس الحرية 17/7/2008

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج