باقان وعرمان..........وخليل .........النار تحت الرماد...!!
الصادق الرزيقي
اللقاء الذي جمع وفد الحركة الشعبية في تشاد بقيادة حركة العدل والمساواة ليس فيه مايثير الاستغراب،فقد ظلت علاقة الحركة الشعبية بحركات دارفور علاقة تنسيق وتعاون منذ قيام هذه الحركات التي رضع بعضها من أثداء الحركة الشعبية التي لولا هذه التغذية لما وصلت قضية دارفور إلى هذا الدرك السحيق المحزن وهذا الحديث باعترافات قيادات بارزة في الحركة الشعبية التي تواصل تورطها حتى الآن في مستنقع الحرب في دارفور وتدرب أعداداً كبيرة من قوات الحركات في غرب بحر الغزال بما فيها قوات للعدل والمساواة وقوات أخرى على الحدود مع يوغندا ، وتحتضن مدينة جوبا العديد من قيادات التمرد من كل جنس ولون.
ولذلك ليس هناك جديد في لقاء باقان وعرمان بخليل إبراهيم لأن التعاون والتنسيق ظل قائماً وقوياً حتى أن عرمان بعد ايام من احداث أمدرمان في العاشر من مايو أطلق على مرتزقة خليل الذين هاجموا العاصمة الوطنية وقتلوا الأبرياء وروعوا الآمنين أطلق عليهم صفة "المقاومين".
وظلت الحركة الشعبية كذلك والغة في كل ما تم ويتم الآن في دارفور فهي تمارس دورها السياسي بوجهين متناقضين رجل داخل حكومة الوحدة الوطنية ورجل أخرى تدفع بها الحطب لتزداد نار دارفور اشتعالاً وحريقاً.
لكن هناك مؤشراً في هذه الزيارة وتفاصيل وأسرار قد تبدو غريبة فوفد الحركة الشعبية قبيل توجهه إلى العاصمة التشادية انجمينا جلس مطولاً لقيادي مأذون له في المؤتمر الوطن، وقد اجتهد عرمان أن يأخذ معه "روشتة" كاملة بما يريده المؤتمر الوطني من زيارة وفد الحركة إلى تشاد والإشارات الواضحة أو المستترة التي يراد إبلاغها لإنجمينا أو لحركة العدل والمساواة ولم يتحرك وفد باقان إلا بعد أن أطمان إلى غضاءة الإشارة الخضراء له من الشريك بالحكم بما يتيح الظفر بثمرة نجاح الزيارة وفي هذا تفاصيل وأسرار.
إلا أن ها كله لا يعني أن الحركة الشعبية تدخل الملعب الغربي وتصل إلى انجمينا لأجل مصلحة وطنية كاملة فأجندتها حاضرة قبل كل شيء خاصة أن الذاهبين إلى هناك هم بعض المعدلين جينياً في مختبر السياسة الأمريكية يقومون بالأدوار المطلوبة من الحركة أصلاً أن تقوم بها وفق مشيئة واشنطون في المقام الأول التي تسعى لتمتين حلف ما يسمى بالمهمشين وحركات دارفور والحركة الشعبية لصناعة السودان الجديد ويصدق هذا القول ما قاله أحمد حسين آدم الناطق باسم العدل والمساوة الذي قال بعد لقاء خليل بباقان وعرمان:
(إن اللقاء كان تأريخياً وبناء وكان النقاش أميناً وشفافاً واتقف الطرفان على تقوية الأواصر من أجل السودان الجديد....!!!).
وبالطبع لا يخرج اللقاء عن هذه التدابير والترتيبات بين حلفاء جمعتهم أهداف واحدة ومسعى متحد فليس صحيحاً أن حركة العدل والمساواة لم تكن موجودة في جوبا ، ضمن الجوقة من حركات دارفور الموجودة هناك ، أما رسالة الحكومة أو المؤتمر الوطني لحركة خليل إبراهيم أو للرئيس دبي فتلك قضية اخرى تمارس عبرها الحركة الشعبية أدوارها المزدوجة وتلعب على كل الجبال وتتخذ منها غطاء لتحريكاتها النبيلة والصادقة.
أن أي دور يمكن أن تلعبه الحركة الشعبية لحل قضية دارفور دور كاذب لا اسا له فهي جزء من هذه الأزمة وعامل من عوامل اندلاع الصراع ومورد للسلاح والاستشارات والتدريب والاتصالات فلن تكون أبداً جزءاً من الحل المتوقع.
وفي تقديرنا أنها تسعى للتحريض ودفع الحركات لاتخاذ مواقف أكثر تشدداً ولإفشال أي مفاوضات قادمة فنحن لا ولن نثق بالحركة أبداً لأنها ليست حريصة على إخماد نار دارفور ولن تفعل ذلك ، فليلعب باقان وعرمان غيرها........!!!
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة