صوت من لا صوت له وطن من لا وطن له
الصفحة الرئيسية  English
المنبر العام
اخر الاخبار
اخبار الجاليات
اخبار رياضية و فنية
تقارير
حـــوار
أعلن معنا
بيانات صحفية
 
مقالات و تحليلات
بريـد القــراء
ترجمات
قصة و شعر
البوم صور
دليل الخريجين
  أغانى سودانية
صور مختارة
  منتدى الانترنت
  دليل الأصدقاء
  اجتماعيات
  نادى القلم السودانى
  الارشيف و المكتبات
  الجرائد العربية
  مواقع سودانية
  مواضيع توثيقية
  ارشيف الاخبار 2006
  ارشيف بيانات 2006
  ارشيف مقالات 2006
  ارشيف اخبار 2005
  ارشيف بيانات 2005
  ارشيف مقالات 2005
  ارشيف الاخبار 2004
  Sudanese News
  Sudanese Music
  اتصل بنا
ابحث

مقالات و تحليلات English Page Last Updated: Jul 11th, 2011 - 15:37:55


نحن والقمر جيران فكيف سبقتنا الهند إليه؟ /د. أحمد الخميسي
Nov 1, 2008, 01:02

سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
 نسخة سهلة الطبع

نحن والقمر جيران

فكيف سبقتنا الهند إليه؟

 

د. أحمد الخميسي

 

استطاعت الهند أن تثير دهشة العالم حين أطلقت في 22 أكتوبر مركبة فضائية إلي القمر ستقضي عامين في استكشاف طبقات سطح الكوكب والبحث عن معادن ومياه ومواد كيميائية، ومع أن نصف القرن الماضي شهد إطلاق أكثر من 65 مركبة إلي القمر إلا أن أسرار ذلك الكوكب مازالت كثيرة . وتدعونا هذه الوثبة العلمية لبلد فقير إلي إعادة النظر بشكل جذري في معيار التطور والتخلف التاريخي الذي استقر لدينا . فقد كانت الإنجازات الأوروبية العلمية والثقافية هي المعيار الوحيد الذي نقيس به تقدمنا من تراجعنا . وكانت تلك الإنجازات تبدو لنا دوما بعيدة المنال ، بحكم المسافة الشاسعة التي تفصلنا عن أوروبا حضاريا وعلميا . الآن تتجرأ دولة آسيوية فقيرة كالهند وتدخل عصر الفضاء لتثبت لنا أن ما تصورناه دائما " مستحيلا " هو أمر ممكن ، وأن ما كنا نردده من أن مئة عام على الأقل تفصلنا عن الحضارة هو كذبة ، يمكن تخطيها . فالهند هي أفضل نموذج في العالم لإلقاء الضوء على أحوالنا . فأوضاعها العامة أسوأ بملايين المرات من أوضاعنا ، إذ يتجاوز تعداد سكانها المليار، وهو مليار ممزق بين مئات القوميات والأديان والمذاهب والطوائف كما أنه يتكلم بأربع عشرة لغة رئيسية علاوة على أربع وعشرين لهجة ، هددته دائما بالحروب والاستنزاف الأطماع الإقليمية الصينية والنزاع الحدودي مع باكستان.احتلها الاستعمار البريطاني مثلنا وتحررت فقط عام 1949 ، ومازالت بلدا فقيرا فيه ثلاثمائة مليون نسمة يعيش الفرد منهم بأقل من دولار يوميا . ومع استقلال الهند ربطتها بمصر معاهدة صداقة عام 1955 ، وعلاقة تفاهم سياسي خاصة بين عبد الناصر ورئيسها نهرو أدت إلي تأسيس حركة عدم الانحيازوانعقاد مؤتمرها الأول في بلجراد عام 1961، وكانت الهند تعاني من المجاعات والأوبئة ، حتى أن عبد الناصر تردد في قبول مشروع نهرو للتعاون في صناعة الصواريخ خوفا من فقر الهند ومشكلاتها . لكن الهند الفقيرة الممزقة دينيا ولغويا واقتصاديا استطاعت بعد عشرين عاما من استقلالها أن تطعم نفسها بل وأن تصل إلي تصدير الغذاء ، وأنشأت الصناعة التي يعتمد الناتج المحلي الإجمالي عليها بنسبة  27 % ، وأنفقت بسخاء على البحث العلمي والتعليم . أما نحن فكنا قادرين على الاكتفاء ذاتيا من قمحنا فصرنا نستورد ستين بالمئة من احتياجاتنا الغذائية من الخارج ، ولم نعد نرى منتجا صناعيا مصريا ، كما أننا لم نصل إلي الفضاء إلا في أغنية " عشانك ياقمر أطلع لك القمر"! وأغنية " نحن والقمر جيران " ! لقد مضت الهند مثلنا في طريق الرأسمالية ، ممزقة مهلهلة ، محاطة بأخطار الحروب ، يسحقها الفقر ، والطائفية ، والجهل ، وإذا بها تؤكد فجأة أن بوسع الإنسان بشكل أو بآخر أن يتخطى كل العوائق نحو العلم والتقدم . فالمركبة التي أطلقتها الهند تعني أن لديها حقلا من علوم كثيرة متكاملة متطورة : في أنظمة التحكم ، والاتصالات، والالكترونيات، وصناعة الصواريخ التي أطلقت المركبة،وعدد العلماءوالخبراء، وفي الصناعات والتكنولوجيات التي يجب أن ترافق هذه العملية . هل حققت الهند هذه المعجزة لأنها كما يقال سلكت طريق الديمقراطية السياسية ؟  لكن الاتحاد السوفيتي وألمانيا استطاعتا في ظل حكم عسكري أن تنجزا الكثير؟ هل حققت ذلك لأنها كانت تنفق على البحث العلمي ونحن لا ننفق عليه إلا أقل القليل ؟ هل حققت ذلك لأنه كانت لديها خطة عامة دؤوبة متصلة لا يهدمها تغيير القادة ؟ هل تمكنت من ذلك لأنها تؤمن أكثر منا بالعلم حتى أنها انتخبت رئيسا لها في يوليه 2002 عالما مختصا في الصواريخ والفضاء هو د. أبو بكر عبد الكلام ؟ . قصة النجاح العلمي الهندي المفرح ، والمحزن من زاوية ما ، هي قصة رئيسها السابق العالم الكبير الذي قفز من صبي يبيع الصحف في الشوارع البائسة إلي عالم نووي ثم إلي رئيس للهند . وفي سيرته الذاتية يوجز د . أبو بكر مغزى حياته بقوله : " لن أدعي أن حياتي قد تصلح نموذجا لأي شخص ، ولكن طفلا فقيرا يعيش في مكان تعس في ظروف اجتماعية شاقة ، ربما يجد العزاء في الطريقة التي تشكل بها قدري". إنها الطريقة التي تشكل بها قدر الهند  وتحقق بها نجاحها ، وعلينا الآن أن نفكر في أن بلدا فقيرا، يعيش في ظروف شاقة يمكنه أن يجد مثالا في صعود الهند إلي القمر . أما نحن الذين ظللنا نحلم منذ نهضة محمد علي باللحاق بأوروبا ، فإن علينا أن نحلم الآن باللحاق بإنجازات العالم الثالث . 

...

 أحمد الخميسي . كاتب مصري

[email protected]   

 

 


© Copyright by SudaneseOnline.com


ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

أعلى الصفحة



الأخبار و الاراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات و تحليلات
  • تشارلز تيلور يكتب من لاهاي هاشم بانقا الريح*
  • تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال ...! بقلم / ايـليـــا أرومــي كــوكــو
  • مؤتمر تمويل التنمية/د. حسن بشير محمد نور - الخرطوم
  • بين مكي بلايل والعنصرية والحركة الشعبية /الطيب مصطفى
  • قالوا "تحت تحت" الميرغنى ماااااا "داير الوحدة"/عبد العزيز سليمان
  • الصراع الخفي بين إدارة السدود والمؤتمر الوطني (4-12) بقلم: محمد العامري
  • قواعد القانون الدولى المتعلق بحصانات رؤساء وقادة الدول/حماد وادى سند الكرتى
  • هل يصبح السيد مو ابراهيم حريرى السودان بقلم: المهندس /مطفى مكى
  • حسن ساتي و سيناريو الموت.. بقلم - ايـليـا أرومـي كـوكـو
  • الجدوي من تعديل حدود اقليم دارفور لصالح الشمالية/محمد ادم فاشر
  • صلاح قوش , اختراقات سياسية ودبلوماسية !!؟؟/حـــــــــاج علي
  • أبكيك حسن ساتي وأبكيك/جمال عنقرة
  • نظامنا التعليمي: الإستثمار في العقول أم في رأس المال؟!/مجتبى عرمان
  • صندوق إعادة بناء وتنمية شرق السودان .. إنعدام للشفافية وغياب للمحاسبة /محمد عبد الله سيد أحمد
  • )3 مفكرة القاهرة (/مصطفى عبد العزيز البطل
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان: الصادق حمدين
  • جامعة الخرطوم على موعد مع التاريخ/سليمان الأمين
  • ما المطلوب لإنجاح المبادرة القطرية !؟/ آدم خاطر
  • الجزء الخامس: لرواية للماضي ضحايا/ الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • مبارك حسين والصادق الصديق الحلقة الأولى (1-3) /ثروت قاسم
  • ماذا كسبت دارفور من هذه الحرب اللعينة !!/آدم الهلباوى
  • الأجيال في السودان تصالح و وئام أم صراع و صدام؟؟؟ 1/2/الفاضل إحيمر/ أوتاوا
  • النمـرة غـلط !!/عبدالله علقم
  • العودة وحقها ومنظمة التحرير الفلسطينية بقلم نقولا ناصر*
  • المختصر الى الزواج المرتقب بين حركتى العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان /ادم على/هولندا
  • سوداني او امريكي؟ (1): واشنطن: محمد علي صالح
  • بحث في ظاهـرة الوقوقـة!/فيصل على سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر
  • سقوط المارد إلى الهاوية : الأزمة مستمرة : عزيز العرباوي-كاتب مغربي
  • قمة العشرين وترعة أبو عشرين ومقابر أخرى وسُخرية معاذ..!!/حـــــــــــاج علي
  • لهفي على جنوب السودان..!! مكي المغربي
  • تعليق على مقالات الدكتور امين حامد زين العابدين عن مشكلة ابيي/جبريل حسن احمد
  • طلاب دارفور... /خالد تارس
  • سوق المقل أ شهر أسواق الشايقية بقلم : محمدعثمان محمد.
  • الجزء الخامس لرواية: للماضي ضحايا الأستاذ/ يعقوب آدم عبدالشافع
  • صاحب الإنتباهة ينفث حار أنفاسه علي باقان أموم/ الصادق حمدين
  • رحم الله أمناء الأمة/محجوب التجاني
  • قصة قصيرة " قتل في الضاحية الغربية" بقلم: بقادى الحاج أحمد
  • وما أدراك ما الهرمجدون ؟! !/توفيق عبدا لرحيم منصور
  • الرائحة الكريهة للإستراتيجي بائتة وليست جديدة !!! /الأمين أوهاج – بورتسودان
  • المتسللون عبر الحدود والقادمون من الكهوف وتجار القوت ماشأنهم بطوكر /الامين أوهاج