المسكوت عنه..بنية الوعي التناسلي
عندما ننظر للمرأة باعتبارها وعاء تناسلي .. فهذا خبر
عرض أول:
قبل فترة في أحد مناطق شرق النيل فرض مواطن علي زوجته عدم الخروج من المنزل بعد أن ألزمها بارتداء النقاب، وعندما سأل الناس عن السبب أو الدافع أتضح أنه كان في السعودية ويرتاد المساجد التي يخطب فيها أئمة يتسمون باللحية الطويلة والجلابيب القصيرة حيث أخبرهم الأمام أن صوت المرأة عورة كما أن المرأة التي تكشف عن شعرها وتظهر مفاتنها "يقصد أجزأ من جسمها" فهي زانية. انتهي الخبر عندما تسأل الناس مرة أخري هل مفهوم العورة كما يقصده يتفق مع مفهومنا له في السودان ويا تري كم من النساء تم ضربهم بنفس الحجة التي أعتقد بها الرجل أن امرأته .......!!
عرض ثاني:
يعتبر موضوع "المرأة، الدين، السياسة" من مركزيات الثقافة العربية التي تصل لحد القتل إذا كانت هنالك معايير أو توجهات مغايرة تهدد رؤية هذه المركزية، كما تُصنف هذه المركزيات الثلاثة من محظورات التفكير والذي يتبعه بالضرورة التكفير، والجدير بالذكر أن هنالك موروثات ومأثورات اجتماعية هي عبارة عن ذاكره ثقافيه يتم بها رسم وتصور الأشياء؛ كما أنها تعمل علي تقييم أو قهر أي أخر مختلف مثل التي تقول : "المرأة ثلاثة" (مره مره، ومره نص مره، ومره ولا مره، المره المره من عتبة الدار ولي وراء، والمره النص مره البتقابل جارته بالضراء، والمره الما مره الناس الشارع بجيبو خبره"؛ (مره معني بها امرأة) وقد أنشأت هذه الثقافة العربية مؤسسات متخصصة في هكذا مواضيع مثل "أمن المجتمع" ليمارس من خلال القانون والصلاحيات المعطاء لكل شرطي التحكم في لبس المرأة ومشيتها وأماكن وزمان تواجدها، وتجدر الإشارة إلي أن هنالك بعض "المعترضين" أصحاب مقولة: "من أين أتي هؤلاء" يرون الحل لمعاناة المرأة في إزالة هذه المؤسسات "أمن المجتمع، الحرس الجامعي" إلي أخره من المؤسسات التي تمارس الوصاية علي المرأة، لكن ما لم يقله كثير من المعترضين أن أمن المجتمع هو حرس وظيفي "لقانون ثقافي اجتماعي" ويشترك أمن المجتمع أحيانا مع السلفيين في كونهم "حرس أيدلوجي" إضافة إلي أن غالبية الأسر بها أمن مجتمع أشد خطورة علي إنسانية المرأة وهي السلطة الذكوريه التي تستمد سلطتها من سلطة الثقافة السائدة في المجتمع.
عرض ثالث:
تقوم الدول التي تتميز بالهيمنة الذكوريه بتقسيم أوقات برامج بثها داخل وسائل الاتصال الجماهيري "المرئي" إلي فترات تقسم أحيانا بالساعات وأحيانا تقسم بالفترات، وتسمي الفترة الأولي بالصباحية والفترة الثانية بالظهيرة "النهار"وهي"فترة ربات البيوت" إلي آخرة من تقسيمات.
تستغل بعض القنوات المرئية فترة الظهيرة التي تتواجد فيها "ربات البيوت" لتُقدم برامج تتسم بالطابع الديني فهي تستهدف النساء حيث يتم في كثير من الأحيان استضافة متخصصين في مواضيع ربات ويسمون بالشيوخ ويسمونهم آخرين "دنجوانات" الثقافة الإسلاموعربية، وتجدر الإشارة إلي أنهم يفتون للنساء عن (النكاح، الزنا، الحيض، النفاس، الطلاق ، الغسل الخ..) انتهي الخبر عندما تسأل البعض لماذا يصر الدنجوانات علي هكذا مواضيع!!؟ فأجاب آخرون لأن العورة تكمن في عقل الدنجوان ووصفوه بأنه يحتاج لغسل.
عرض لمخرج:
تُخطي المرأة أن تماهت مع الرجل بكونها وعاء تناسلي كما نخطي إن قلنا أن القهر الممارس علي المرأة سببه مؤسسات الرقابة "أمن المجتمع"وحدها لأن هنالك سلطه ثقافة اجتماعية كاملة تحتاج أن تتحرر عقولها من بنية الوعي التناسلي وعندها فقط يمكن أن نري من خلال العقل المرأة الإنسان، أو الأخر الإنسان، أو الإنسان الذي يفكر بالعقل لا بالملابس الداخلية.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة