مقابلة فولكلورية:
بيت العروس عاده شعبية إجتماعية في الجريف شرق
أبو القاسم: كل أب ملزم ببناء منزل بكامل أثاثاته لتسكن فيه أبنته.
أمنه: المنزل الذي يُعطي للبنت يصبح ملكها ولا يجوز المساس به.
علي أحمد حاج الأمين
يعود وجود (تاريخ) منطقة الجريف شرق التي نحن بصدد الحديث عن أحدي عاداتها الاجتماعية إلي (400 ـ ق/م) ،أي عمرها الآن ألفان وأربعمائة وثمانية أعوام وفقا لتوثيق وزارة الشئون الاجتماعية والثقافية، الهيئة القومية للآثار والمتاحف بالتعاون مع البعثة الفرنسية، وتعرف منطقة الجريف شرق بأنها ملتقي لكثير من الثقافات السودانية التي استقرت بعضها في شكل أسر والبعض الأخر يتوافد إليها سنويا للعمل في الزراعة والكمائن التي يرجع تاريخها إلي مئات السنين، والجدير بالذكر أن عدد العاملين الذين يتوافدون إليها سنويا يقدر بأكثر من عشرة ألف عامل سوداني ويسميها البعض بـ"مكاتب النيل" ووفي ذات الشأن "الكمائن" يقول العاملون فيها والجرافة أنها المكان الوحيد المحترم في السودان الذي يتم فيه العمل بدون "واسطة" وساطة أو انتماء ديني/ عرقي/ لغوي وكذلك هي منطقة الجريف التي يقال عنها أنها تمثيل حقيقي للقومية السودانية.
ظلت منطقة الجريف شرق في حوار ثقافي (إكساب واكتساب) مابين السكان الأصليين والوافدين لتلك المنطقة إلي أن هنالك الكثير من العادات والطقوس الاجتماعية "مركزية الثقافة" ظلت ثابتة بمثابة المقدس ولم تتغير برغم التداخل الثقافي الموجود في هذه المنطقة.
ونحن هنا بصدد التعريف بإحدى العادات الاجتماعية لثقافة الجريف شرق؛ جرت العادة في هذه المنطقة بان يؤسس الأب أو الأسرة بيتا مكتملا للبنت، وأحيانا يتم تجهيز هذا المنزل فور ولادة الفتاة، وعندما تكبر هذه الأخيرة ويحين موعد زواجها يقوم الأب بمساعدة الأسرة بإستجلاب الأساس "العفش" الذي سيوضع في المنزل الذي تم تأسيسه للفتاة لتسكن فيه مع زوجها، وفي الغالب لا يُطالب الزوج بأشياء أو متطلبات للزواج غير "الشيلة، المهر" وبعد أن تتم مراسم الزواج تستقر الأسرة الجديدة في منزل الزوجة، وتكرر تلك العملية لكل فتاة تولد في أي أسرة "جرافية"، وفي هذا الشأن يقول الأستاذ أبو القاسم إن أهالي الجريف ووفق ثقافتهم يرون من واجب الوالد أن يبني لها منزلا يقوم بتأثيثه بغرض أن تسكن فيه الفتاة بعد زواجها كما يرون أن هذا الأمر ملزم للجميع، ونوع من الفخر والواجب، ويري أبو القاسم أن هذه العادة متوارثة من الآباء والأجداد ولايمكن أن نجزم بتاريخ معين لميلاد هذه العادة ولكنها نشأت مع نشأة المنطقة نفسها وترسخت في ثقافة السكان (الزواج) إلي أن أصبحت من الثوابت، وأضاف أن سكان منطقة الجريف شرق عندما ينتقلون إلي أي منطقة أخري ويسكنون فيها فأنهم يمارسون نفس ثقافتهم الأم ويشرعون في بناء منازل لبناتهم لكي يتزوجن فيها.
(أمنه مصطفي) تقول هي عادة قديمه مارسها أجدادنا ومن بعدهم نحن وفي بعض الأحيان نشترط علي العريس بأن لا يرحل الفتاة (العروس) وإلا لن يكون هنالك زواج، وأضافت إذا كان الأب أو الأسرة غير قادرين علي البناء يلجئوا لمساعدة الأهل بغرض إتمام البناء أو شراء الأثاث وتري "أمنه" أن هذه العادة شجعت علي إقبال الشباب للزواج كما أصبح أمرا مقبولا لدي الجميع، وخاصة أن المهر والشيلة تقدم علي حسب الاستطاعة وليس هنالك شروط أو مؤخر صداق في العقد، وعندما يسكن العريس في منزل العروس وفي بعض الأحيان يكون هذا المنزل بجوار أسرة العروس، تقوم هذه الأخيرة بمساعدة العريس لوكان فقيرا أو تعرض لضغوط ماليه وقالت "أمنه" أن أهالي الجريف لا يسألون العريس عن المصروفات وأشارت إلي أن ذلك لاينفي أن للعريس إلتزامات تجاه أسرته وبيته ويجب أن يقوم بها، وأضافت وفق عادات وتقاليد الجريف يصبح هذا المنزل ملك للفتاة ولايجوز لأحد من الأسرة المساس به أو التصرف فيه؛ أي لا ينزع منها إضافة إلي أنها تملك حرية التصرف فيه.
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات ,الاخبار و البيانات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
أعلى الصفحة